بوابة الحركات الاسلامية : بعد فشل التفاوض مع واشنطن طالبان تتجه إلى روسيا مع توقعات بتصاعد عنف الحركة (طباعة)
بعد فشل التفاوض مع واشنطن طالبان تتجه إلى روسيا مع توقعات بتصاعد عنف الحركة
آخر تحديث: الأحد 15/09/2019 02:13 م حسام الحداد
بعد فشل التفاوض مع
قتل 7 مسلحين من عناصر طالبان وأصيب 12 آخرون في غارة جوية شنها الجيش الأفغاني في منطقة جرزيوان بمقاطعة فارياب شمالي البلاد.
ونقلت وكالة أنباء خاما برس الأفغانية عن فيلق شاهين 209 التابع للجيش الأفغاني اليوم الأحد 15 سبتمبر 2019، أن الغارة استهدفت معسكرًا تدريبيًا للإرهابيين في منطقة درعا شاه بجرزيوان .
وأوضح الفيلق أن من بين القتلى اثنين من المدربين للإرهابيين أحدهما مواطن باكستانى، ومن بين المصابين اثنان من قادة طالبان .
وكانت قد أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس السبت 14 سبتمبر 2019، أن وفداً من حركة طالبان أجرى محادثات مع مسؤولين روس في موسكو، عقب انهيار المفاوضات بين المتمردين الأفغان والولايات المتحدة.
ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن ناطق باسم الوزارة قوله إن «ممثل الرئيس الروسي الخاص لأفغانستان (…) زمير كابولوف استضاف وفداً من طالبان في موسكو»، دون الكشف عن التاريخ الذي تمت فيه المحادثات.
وقال الناطق إن «الجانب الروسي شدد على ضرورة إعادة إطلاق المفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان». وأضاف أن مندوبي «طالبان أكدوا من جهتهم رغبتهم في مواصلة الحوار مع واشنطن».
وقال مسؤول كبير في طالبان: «الغرض من هذه الزيارات هو إطلاع زعماء هذه الدول على محادثات السلام وقرار الرئيس ترامب إلغاء عملية السلام في توقيت حل فيه الجانبان كل المسائل العالقة، وكانا على وشك توقيع اتفاق للسلام». وأضاف أن الهدف من الزيارات ليس محاولة إحياء المفاوضات مع الولايات المتحدة بل تقييم الدعم الإقليمي لمسألة إرغامها على الرحيل من أفغانستان.
وعبّرت روسيا الأسبوع الماضي عن أملها بعودة عملية السلام إلى مسارها، وحثت الجانبين على استئناف المحادثات. واستضافت روسيا اجتماعات بين ممثلين لحركة طالبان والمجتمع المدني والسياسي الأفغاني. وقالت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، الخميس: «مقتنعون بأن انتهاء الوجود العسكري الأجنبي التام شرط أساسي لسلام قابل للاستمرار في أفغانستان».
وازدادت التوقعات بشأن إمكانية إبرام اتفاق بين طالبان والولايات المتحدة تخفض واشنطن بموجبه عدد قواتها في أفغانستان بينما تقدم الحركة ضمانات أمنية بعدم السماح باستخدام البلد الذي شهد نزاعات على مدى عقود كملاذ للمجموعات المتطرفة.
لكن ترامب كشف، في السابع من سبتمبر، أنه ألغى اجتماعاً غير مسبوق بينه وبين ممثلي طالبان في الولايات المتحدة، وأعلن أن المحادثات مع الحركة باتت بحكم «الميتة». وفي ظل وجود أكثر من 13 ألف جندي أمريكي لا يزالون منتشرين في أفغانستان، كان ترامب متحمساً لإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة التي أُطلقت قبل 18 عاماً في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.
وعلى صعيد آخر فقد سمحت حركة طالبان مجددا اليوم 15 سبتمبر 2019، للجنة الدولية للصليب الأحمر بالعمل في أفغانستان بعدما "منعتها" من ممارسة مهامها في نيسان/ابريل الماضي.
وأعلنت طالبان التي تسيطر فعليا على مناطق واسعة في البلاد أن "الإمارة الإسلامية تعيد العمل بالضمانات الأمنية الممنوحة للجنة الدولية للصليب الأحمر وتأمر كل المجاهدين (...) بالاهتمام بأمن موظفي وتجهيزات" المنظمة.
وكانت هذه الهيئة غير الحكومية علقت عملياتها في نيسان/ابريل وخصوصا زيارات السجناء والعناية بالجرحى، عندما سحب المتمردون ضماناتهم الأمنية لها وكذلك تلك الممنوحة لمنظمة الصحة العالمية.
وكانت طالبان "منعت" نشاطات اللجنة في آب/أغسطس 2018 ثم سمحت لها بالعمل مجددا في تشرين الأول/أكتوبر. وتسيطر طالبان أو تنازع السلطات على السيطرة على حوالى نصف أفغانستان.
وفي بيانها، قالت الحركة الاسلامية إن "الطرفين اتفقا على العودة إلى الاتفاق المبدئي (حول الضمانات الأمنية) إلى جانب التزامات جديدة بمساعدة إنسانية".
وفي اتصال هاتفي أجرته وكالة فرانس برس، لم تدل ممثلية اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأي تعليق على الفور.
وتأتي هذه المبادرة من طالبان بعد أسبوع على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف المحادثات مع المتمردين حول انسحاب للقوات الأميركية من أفغانستان.
من جهة أخرى، يتوقع المراقبون تصاعدا للعنف مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 28 سبتمبر الجاري، ولا تعترف طالبان بشرعية السلطة في كابول.