بوابة الحركات الاسلامية : «جبهة تحرير ماسينا».. ذراع الإرهاب القطرية في مالي (طباعة)
«جبهة تحرير ماسينا».. ذراع الإرهاب القطرية في مالي
آخر تحديث: الإثنين 16/09/2019 04:20 م
«جبهة تحرير ماسينا»..
تواصل القوات الفرنسية من خلال «قوة برخان» عملها المتواصل الذي امتد لأكثر من 6 سنوات في مطاردة الجماعات المتشددة في الساحل الأفريقي، إذ تعمل على مواجهة تلك الجماعات، وتحديدًا في مالي؛ نظرًا لوجود أكثر من حركة إرهابية تستفيد من الدعم القطري، سواء بالحصول على مساعدات لوجستية أو مساهمات مالية مباشرة تحت غطاء جمعيات خيرية وإنسانية تنشط هناك.
ورغم ذلك؛ فإن قوة برخان لم تستطع حتى الآن القضاء على الجماعات الإرهابية المنتشرة في منطقة الساحل بشكل كلي، أي أنها لم تتمكن من شل القدرات اللوجستية للخصم، وهو ما سيؤدي دون شك إلى تجدد المعارك في أي لحظة.
وفي إطار ذلك؛ نشرت وكالة الأنباء الفرنسية في 30 أغسطس الماضي بيانًا لقوة «برخان»، أوضحت فيه، أنها نفذت عمليات ضد الإرهابيين بين مدينتي «جاو» و«ميناكا» في دولة مالي الواقعة غرب أفريقيا، والمناطق المحاذية لهما، مؤكدة أن تنفيذ هذه العمليات يعزز الشراكة العسكرية العملياتية بين القوة وبين القوات المسلحة المالية، وأنها نفذت 82 طلعة جوية منها 24 طلعة تمشيط و19 للإمداد و39 في مهمات للنقل، بالإضافة إلى قيام مقاتلات ميراج 2000، بشن غارات وسط مالي؛ أدت إلى القضاء على نحو 15 إرهابيًّا من تنظيم «جبهة تحرير ماسينا»، التي ثبت أنها تحصل على كل سبل الدعم من الدوحة.
ذراع قطر
تعد «جبهة تحرير ماسينا» أداة قطر لدعم تنظيم القاعدة في مالي، وذلك ضمن محاولاتها لزعزعة الاستقرار بالمنطقة، إذ عملت الدوحة خلال السنوات الماضية على دعم الجبهة؛ بهدف توجيه هجمات تستهدف القوات الفرنسية الموجودة شمالي مالي، إذ تعتبرها الخصم الثاني بعد القوات المالية؛ خاصةً أن العديد من مقاتلي الجبهة كانوا قد انضموا من قبل إلى حركة «أنصار الدين» الإرهابية التي نجحت القوات الفرنسية في إخراجها من شمالي مالي.
وأعلن «سادو ديالو» عمدة مدينة جاو، أن الدوحة تعمل على تمويل المتشددين عبر مطاري جاو وتمبكتو، تحت غطاء المساعدات الإنسانية والغذائية، إذ أكد أن من بين المستفيدين من المساعدات القطرية، حركة «التوحيد والجهاد» في غرب أفريقيا أحد فروع جماعة ماسينا، التي تعتمد أيضًا في مصادر تمويلها على تجارة المخدرات والسلاح والاختطاف.
ويأتي الدعم القطري لجماعة ماسينا في شكل مساعدات إنسانية، ودعم منظمات أهلية تابعة لها، في إطار سعيها لإعادة تأسيس ما يُسمى بـ«الإمبراطورية الفولانية» من جديد، والتي تعود إلى القرن التاسع عشر، وذلك من خلال تبني فكر قاعدي عنيف، وعبر محاولة استقطاب عناصر قومية الفولاني في دول مثل السنغال والنيجر وموريتانيا، إضافة إلى مالي.
وربما يؤدى تصاعد نشاط «جبهة تحرير ماسينا» إلى تفاقم الأوضاع الأمنية المنهارة من الأساس في البلاد؛ خاصةً أن نشاطها يدفع في اتجاه تصعيد حدة الصراع العرقي، والسبب في ذلك يعود إلى أفكارها التي تبنتها من الجهادي «أمادو كوفا»، الخطيب المتشدد من بلدة موبتي وسط مالي، فهذه الأفكار أضافت بعدًا عرقيًّا إلى أبعاد الصراع في بلد تنتشر فيه التوترات القبلية.
وبعدما أعلنت قيادة الأركان الفرنسية في نوفمبر 2018 مقتل 30 إرهابيًّا خلال عملية عسكرية في وسط مالي، من بينهم «أمادو كوفا» قائد كتيبة تحرير ماسينا، ظهر كوفا بعدها في شريط مصور، يتحدث لصحفيين من قناة «الجزيرة» القطرية، باللغتين العربية والإنجليزية، وهذا الظهور يؤكد التعاون الوثيق بين تنظيم الحمدين و«تحرير ماسينا»، لتنفيذ أجندة معدة سلفًا داخل قصر الحكم بدويلة الإرهاب.
وفي 21 فبراير الماضي قتلت القوة الفرنسية، جمال عكاشة المعروف بـ«يحيى أبو الهمام»، وهو الرجل الثاني في أكبر تحالف إرهابي مرتبط بتنظيم القاعدة في منطقة الساحل، والذي كان زعيم «إمارة الصحاري» في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والمسؤول الثاني في التحالف الذي يتزعمه المالي «إياد أج غالي» أمير ما تُعرف بـ«جماعة نصرة الإسلام والمسلمين».
نقلا عن المرجع