بوابة الحركات الاسلامية : بعد التوجه لموسكو طالبان تعلن استعدادها للتوصل لاتفاق مع واشنطن (طباعة)
بعد التوجه لموسكو طالبان تعلن استعدادها للتوصل لاتفاق مع واشنطن
آخر تحديث: الثلاثاء 17/09/2019 12:38 م حسام الحداد
بعد التوجه لموسكو
قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان في الدوحة شير محمد عباس استانكازي في حوار اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2019، إن الحركة على استعداد "للتوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف لقسم هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الناطق بلغة البشتو إن المسلحين سوف يعلنون وقف إطلاق النار مع القوات الأمريكية في أفغانستان بمجرد توقيع الاتفاق.
ويشار إلى أن حركة طالبان وأمريكا كانتا تجريان مباحثات لتوقيع اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاما في أفغانستان عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء مباحثات السلام الأسبوع الماضي، معللا قراره بمقتل جندي أمريكي و 13 آخرين في هجوم لطالبان مطلع هذا الشهر.
من ناحية أخرى، قال متحدث باسم المكتب السياسي للحركة في الدوحة إن وفدا مؤلفا من أربعة أفراد سافر لإيران حيث التقى بمسؤولين بارزين منهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف أمس الاثنين.
وأضاف المتحدث أنه جرى مناقشة عملية السلام وحماية مشاريع التنمية الإيرانية في أفغانستان خلال المباحثات.
وكان وفد مؤلف من ثلاثة أشخاص من ممثلي طالبان، بقيادة استانكازي، قد توجه الأسبوع الماضي لموسكو لمناقشة عملية السلام مع مسؤولين روس.
ويشار إلى أن العمليات المتبادلة بين القوات الأفغانية وطالبان تصاعدت في أفغانستان في عدة مناطق بالبلاد.
يأتي هذا مع اعلان مسئولون عسكريون أفغانيون اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2019، إن القوات الخاصة الأفغانية شنت عدة غارات جوية على إقليم جازنى، مما أسفر عن مقتل 22 مسلحا تابعا لحركة طالبان.
ونقلت وكالة أنباء "خامة برس" الأفغانية عن المسئولين قولهم "إن القوات الخاصة اعتقلت أيضا 3 مسلحين خلال الغارات ذاتها ودمرت مخابىء للأسلحة تابعة للحركة".
مخاوف أمريكية:
ولا شك ان هناك مخاوف أمريكية كثيرة من الخروج من أفغانستان وقد نوه لها عدد كبير من الباحثين والدبلوماسيين الأمريكيين حيث يتخوفون من إمكانية انزلاق أفغانستان إلى "حرب أهلية" حقيقية، إذا خرجت منها القوات الأمريكية، ونفضت واشنطن يدها من هذا الملف، وهو ما سيجعل أفغانستان في هذه الحالة قاعدة جديدة للحرب على الولايات المتحدة وتهديد مصالحها.
جاء ذلك، في التنبيه بمؤتمر نظمه هذا الأسبوع مركز أبحاث الأطلنطي"the Atlantic Council think tank"، وتزامن انعقاده الذي استمر 4 أيام مع مفاوضات فاشلة هذا الشهر بين زلماي خليل زاده ممثل الإدارة الأمريكية، وحركة طالبان حول التوصل لصيغ اتفاق محددة لبناء السلام في أفغانستان، ووقف العنف المنطلق من أراضي أفغانستان، تقوم بموجبها الولايات المتحدة بسحب خمسة آلاف من عسكرييها من الأراضي الأفغانية في غضون 135 يوما من تاريخ إبرام هذا الاتفاق، أي بحلول العام 2020؛ وذلك من أصل 14 ألف عسكري أمريكي يتنتشرون في أفغانستان منذ عام 2001.
ونقلت شبكة "إن بي سى نيوز" الإخبارية الأمريكية عن دبلوماسيين أمريكيين سبق لهم العمل في أفغانستان، وباكستان – لم تسمهم – التأكيد على أن طالبان لا يمكن الاعتماد عليه كشريك مخلص في أية اتفاقات مع الولايات المتحدة، كما أنه لا يوجد لطالبان سجل سابق من مساعي التقارب أو بناء التفاهمات مع السلطات الأفغانية تضمن وفاءه بالتزاماته حال إبرام أية اتفاقات معه .
وفي الـ28 من أغسطس الماضي وفي مؤتمر مشترك عقد بمقر وزارة الدفاع الأمريكية عاد الجنرال دانفورد، وإلى جانبه وزير الدفاع الأمريكى الجديد مارك آسبر، للتأكيد على أن مناقشة موضوع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان هو "أمر سابق لأونه ومبكر جدا الخوض فيه"، وجاءت تصريحاته في وقت بدا فيه اقتراب المحادثات الأمريكية الطالبانية إلى إحراز اتفاق نهائي آنذاك، وهو ما لم يتحقق، في حين جدد وزير الدفاع الأمريكي الجديد استمرار دعم بلاده للسلطات الأفغانية لمكافحة الإرهاب.
وأكد أن هذا هو النهج الصحيح الذي تسير الإدارة الأمريكية الحالية عليه بثقة تامة، حيث لا يجب أن تبقى أفغانستان "معمل تفريخ" للإرهابيين، مثلما كانت عليه قبل قدوم قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى أراضيها في عام 2001، كما لا يجب أن تستمر أفغانستان حاضنة للإرهابيين ولمنظماتهم.