بوابة الحركات الاسلامية : البغدادي يائسًا.. الهزائم المتوالية التي منّي بها التنظيم "اختبار من الله" (طباعة)
البغدادي يائسًا.. الهزائم المتوالية التي منّي بها التنظيم "اختبار من الله"
آخر تحديث: الثلاثاء 17/09/2019 12:42 م فاطمة عبدالغني
البغدادي يائسًا..
نشرت مؤسسة الفرقان، الذراع الإعلامية لتنظيم داعش، أمس الاثنين 17 سبتمبر رسالة صوتية مدتها 30 دقيقة منسوبة لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، أكد فيها أن  تنظيم داعش "لا يزال موجودا"، واصفًا " توسع داعش ومن ثم الانكماش" بأنه "اختبار من الله.
وقال أبو بكر البغدادي إن "العمليات على قدم وساق في عدة مناطق، مثل مالي وبلاد الشام، لكنه لم يذكر توقيتات محددة".
كما دعا أنصاره إلى تحرير النساء اللائي يعشن في معسكرات في العراق وسوريا بعد هزيمة التنظيم في كلتا الدولتين، وحثهم على بذل قصارى جهدهم لتحرير هؤلاء النسوة وهدم الأسوار التي تسجنهن".
وفي قراءة لكلمة البغدادي، قال الباحث العراقي في شؤون الجماعات المسلحة والخبير الأمني فاضل أبو رغيف "إنه بدأ خطبته بنصٍ فيه تقريع للمنافقين الذين تخلفوا عن القتال، كما ذكر مؤيديه بالوعد والوعيد، وكأنما يلوح لهم بتهديد بطعم المكافأة.
كما اعتبر أبو رغيف أن البغدادي سلم بواقعٍ مريرٍ عبر قوله "مهما طال الأمد، فلا سبيل للركود"، كأنما قصد انتقاد وتوبيخ حالة الاسترخاء التي يعيشها أنصاره.
وأضاف أن البغدادي تحدث عن الصبر والثبات من أجل استنهاض المتقاعسين لدعوته.
أما أفظع ما قاله في التسجيل بحسب أبو رغيف، فهو "حديثه عن غربة الدين وأهله، كأنما يلمح إلى قول رسول الله (ص): "يعود الدين غريبا فطوبى للغرباء"، لكي يكفر بشكل غير مباشر كل من لم يلتحق بركب التنظيم".
إلى ذلك، رأى أن التسجيل أثبت أن البغدادي في حالة مزرية، لعل هذا ما دفعه إلى تلاوته مفردات الصبر، فاستعانته بنصوص مترادفة عن الصبر والقتال فيها محاكاة واضحة لحالة التوسل واليأس من أتباعه من جهة، ومحاولته تحريضهم واستنهاضهم.
وأوضح قائلاً: "إن البغدادي ذكر أتباعه بضرورة عدم التفرق والرفق بأهل السنة والحوار بالحجة، ما يثبت فشل نهجهم الداعي إلى القتل والموت".
كما رأى أن أخطر ما ورد في الخطاب، تأكيده على استنساخ غزوة هدم الأسوار (كسر السجون)، بقولهِ "السجون السجون، دكوا الأسوار، فكوا العاني (أي الأسير)"، وتركيزه على استهداف المحققين والقضاة.
من جانبه، قال الخبير الأمني والباحث في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي إن البغدادي أعلن في خطبته بداية مرحلة جديدة بعد اعترافه بالهزيمة بـ4 وظائف، وهي المصالحة مع البيئة التي هزموا فيها، والتجنيد بعد التحقق من توبة المجند، واستمرار الغزوات الموحدة، وعمليات نوعية لكسر السجون.
يذكر أن كلمة البغدادي أتت في مرحلة بات عناصر التنظيم الذي انحسر وتقهقر في العراق وسوريا، يعتمدون أسلوب الهجمات الخاطفة والكمائن المنفردة على بعض نقاط السيطرة والثكنات العسكرية في المناطق النائية دون السيطرة المكانية على أي منطقة، مقابل شح في عدد العمليات الانتحارية نتيجة لنقص الأموال ونقص الانتحاريين.
من ناحية أخرى وبحسب تقارير صحفية فإن خطاب البغدادي يحمل الكثير من المخاوف والشكوك حول المستقبل، فمن بين النقاط الهام التي أثارها حديث البغدادي أنه ورد بعد 4 أشهر وهي فترة تعد طويلة بالنظر  إلى الأجندة الإقليمية والعالمية والمتغيرات السريعة، حيث يؤكد تباعد الخطابات المتعاقبة على أن أبو بكر البغدادي لايزال مختبأ ومعزولاً عن فلول تنظيمه ورسالته الأخيرة مبنية بالكاملة كخطبة دينية وهو ليس بالأمر الاعتيادي، ومع ذلك فاستمرار النقد من داخل التنظيم لمرجعية البغدادي الدينية لايزال ملحوظًا، فبطريقة ما لايزال البغدادي في حالة حرب مع كبار علماء داعش، وهذه هي طريقته في محاولة إثبات مرجعيته الأيدلوجية في وجه خصومه.
كما تؤكد التقارير على أن حديث البغدادي يشير مرارًا وتكرارًا إلى الطاعة والحاجة إلى الالتزام بالمسار، وهو نهج محفوف بالمخاطر لأن يربط الطاعة للدين بشخصه ما يجعل خصومه وأعداءه داخل داعش يشعرون بالاشمئزاز، كما كرر البغدادي مرارًا كلمات تشير إلى قلقه العميق حيال الانقسامات الداخلية والصراع ويبدو أنه يصور صراعًا ملحميًا بينما يسميه المجاهدين الصادقين والمنافقين على ما يبدو حتى أنه في المكان الذي يختبئ فيه فإن الصراع الداخلي لداعش يسبب أزمة كبير للبغدادي، والذي يخوض في حديثه لتفاصيل كثيرة ويذكر بمدى قوة عدوه والذي ربما يحاول من خلال ذلك تفسير انهيار دولته ومع ذلك سيتساءل أتباعه عنما يعنيه ذلك بالنسبة للمستقبل؟.
ويرى المراقبون أن البغدادي لم يقدم شيء لأتباعه ويطلب منهم التحلي بالصبر والثبات ولكن إلى متى هذا فغير واضح، لا يريد البغدادي خسارتهم ولكنه يبدو أنه لا يستطيع فعل شيء في الوقت الحالي سوى قول "انتظروا".
 من ناحية أخرى إشارة حديث البغدادي إلى عائلة داعش في مخيم الهول للاجئين في شمال شرق سوريا أمر مهم للغاية، لأنه لاتزال الكثير من المقاتلات المتشددات اللاتي يعشن في المخيم يعربن عن ولائهن للبغدادي ولم يقدم لهن البغدادي أي وعود لكنه ذكر الوضع الذي تعيش فيه نساء داعش في المخيمات، ويجب اعتبار اهتمام البغدادي بذكر مخيم الهول تحديدًا، تحديًا جديدًا للمنطقة من قبل داعش ويجب أخذ إشارات البغدادي إلى مناطق العمليات المختلفة على محمل الجد، ومن الممكن أنه لم يذكر في حديثه تونس وليبيا بشكل اعتباطي وفي هذه الحالة سيكون من الحكمة تجديد اليقظة والحذر من داعش في البلدان والأقاليم التي ذكرها البغدادي.
وبحسب تقارير إعلامية فالخطاب له إشارة بسيطة جدًا إلى الأحداث الجارية بنسبة لمؤيديه وأعداءه على حد سواء، ولا تجيب رسالة البغدادي على السؤال الأكثر أهمية هل هو حي أم ميت؟ حيث أنه لم يشر إلى الأحداث الأخيرة، وكانت إشارة البغدادي للخطبة الأخيرة للرسول غريبة نظرًا لأنه يساوي نفسه بالدين، ويثير ذلك التساؤلات إن كان البغدادي يعيش أيامه الأخيرة عندما تم تسجيل هذه الرسالة، كما أن إشارة البغدادي إلى الرغبة في حسن الختام أمر مثيرًا للاهتمام لماذا كان يتحدث عن النهاية وبعد الخطاب سيتسأل اتباعه بالتأكيد عما يخفيه البغدادي بالضبط عنهم.