بوابة الحركات الاسلامية : هجوم أرامكو.. التحركات «الأمريكية - الخليجية» وخيارات واشنطن العسكرية ضد طهران (طباعة)
هجوم أرامكو.. التحركات «الأمريكية - الخليجية» وخيارات واشنطن العسكرية ضد طهران
آخر تحديث: الخميس 19/09/2019 04:14 م علي رجب
هجوم أرامكو.. التحركات
تشهد منطقة الخليج  تطورات سريعة، تنذر باشتعال حرب جديدة في الإقليم الذي يشكل مصدرًا حيويًّا للطاقة في العالم، وتشير الأحداث إلى احتمالية تحرك دولي ضد إرهاب إيران وعبثها بأمن واستقرار منطقة الخليج وتهديد صادرات النفط، بعد استهداف منشآت نفطية لشركة أرامكو السعودية.
فقد أعلنت كل من السعودية والإمارات الانضمام إلى التحالف الدولي لأمن وحرية الملاحة، والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ويشكل نواة لتحالف عسكري أكبر؛ لمواجهة تهديدات إيران في المنقطة، آخر التطورات في منطقة الخليج.
وقد رحبت الولايات المتحدة الأمريكية بإعلان السعودية والإمارات المشاركة في التحالف الدولي لأمن وحرية، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو،: «إن الولايات المتحدة تقدر الإعلان الصادر عن البلدين الصديقين، المملكة السعودية والإمارات العربية، حول مشاركتهما في التحالف الدولي لأمن وحرية الملاحة».
وأضاف مايك بومبيو في تغريدة على «تويتر» اليوم الخميس: «إن الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية حماية التجارة الدولية وحرية الملاحة».
ويهدف هذا التحالف إلى حماية السفن التجارية بتوفير الإبحار الآمن؛ لضمان حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية وحماية مصالح الدول المشاركة فيه، بما يعزز الأمن وسلامة السفن التجارية العابرة للممرات البحرية.
والسعودية والإمارات ثالثة دولتين عربيتين تنضمان للتحالف الدولي لأمن الملاحة وسلامة الممرات البحرية، بعد مملكة البحرين، وهو التحالف الذي يشكل نواة لتحالف عسكري أوسع لمواجهة التهديدات الايرانية.
يأتي الإعلان السعودي الإماراتي تزامنًا مع  جولة وزير الخارجية الأمريكي مارك بومبيو إلى الخليج، والتي يبحث فيها مع حلفائه الخليجيين، ردًّا محتملًا على الهجوم الذي استهدف أرامكو واعتبرته واشنطن «عملًا حربيًّا» من قبل إيران.
كذلك أعلن الجيش الفرنسي، أن باريس أرسلت 7 خبراء عسكريين إلى السعودية؛ للتحقيق في هجوم أرامكو، بينهم خبراء في المتفجرات ومسارات الصواريخ وأنظمة الدفاع «الأرض/جو».
الإعلان الفرنسي تزامن مع  تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، التي شكك فيها بإعلان الحوثيين في اليمن مسؤوليتهم عن الهجوم الذي استهدف منشأتي نفط سعوديتين، قائلًا: «يصعب تصديقه»، مضيفًا: «هناك تحقيق دولي، فلننتظر نتائجه، لن يكون لي رأي بعينه قبل هذه النتائج، والتحقيق في الهجمات سيكون سريعًا».
يأتي ذلك مع إعلان مسؤول أمريكي، أن المرشد الإيراني علي خامنئي، وافق على الهجوم الذي نُفذ السبت الماضي على منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو في السعودية، ولكن بشرط أن تتم بطريقة تمكن طهران من نفي أي ضلوع لها في الهجوم.
وذكرت «سي بي إس نيوز» من دون أن تكشف هويات المسؤولين أو كيف حصلوا على المعلومات، أنّ خامئني وافق على الهجوم، شرط أن يتم تنفيذه بشكل يبعد الشبهات في أي تورط إيراني.
وقال المسؤولون الأمريكيون في التقرير: إنّ الأدلة الدامغة ضد إيران هي صور التقطت بقمر اصطناعي، ولم يتم نشرها بعد، تظهر قوات الحرس الثوري الإيراني وهي تقوم بترتيبات للهجوم في قاعدة الأحواز الجوية، وأوضح التقرير أن أهمية الصورة لم تتضح سوى في وقت لاحق.
وقالت شبكة «CNN»، الأربعاء 18 سبتمبر 2019: إن صور الأقمار الصناعية، أظهرت أن الصواريخ التي استهدفت المنشآت النفطية التابعة لشركة أرامكو بالسعودية السبت الماضي، أتت من الجهة الشمالية أي إيران، وأضافت أن الصواريخ المعدلة يمكنها التحليق منخفضة؛ للتخفي عن الرادارات، مؤكدةً أنها فشلت في ضرب أهدافها في أرامكو.
وحمل وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري، إيران مسؤولية الهجمات التي استهدفت منشأتي نفط  لشركة أرامكو، قائلًا: إنه يعتقد أن استجابة سوق النفط للهجوم على منشأتي نفط بالسعودية مطلع هذا الأسبوع، ستكون إيجابية.
وكانت وزارة الدفاع السعودية أعلنت، الأربعاء، أن الهجمات التي استهدفت منشأتي أرامكو في السعودية، جاءت من الشمال، بدعم من إيران.
وعرضت الوزارة صورًا لبقايا صواريخ استهدفت معملي أرامكو في البقيق وهجرة خريص، وقالت:« إن لدينا أدلة على تورط إيران في أعمال تخريب في المنطقة عبر وكلائها».
بيان الدفاع السعودية، دعمته زعيمة المعارضة الإيرانية في الخارج، مريم رجوي، قائلةً في بيان لها حصلت «المرجع» على نسخه منه: «إن عملية القصف بالصواريخ وطائرات بدون طيار من داخل الأراضي الإيرانية على منشآت نفطية للمملكة العربية السعودية من قبل نظام الملالي، تعد خطوة حربية بما تعنيه الكلمة، مضيفةً أنه بعد هذا الهجوم، رفض خامنئي أي نوع من التفاوض بأي مستوى كان مع الولايات المتحدة، إلا أن تتوب أمريكا!.
وأضافت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: «إبداء القوة والحزم، هو اللغة الوحيدة التي يعرفها الملالي»، مشددةً على أن «التقاعس أمام الفاشية الدينية يحفزها على استمرار أعمالها» لافتةً إلى أن «الشعب الإيراني هو أول ضحية لهذا النظام».
واعتبرت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن الحل الناجز للخلاص من الفاشية الدينية التي هي مصدر كل الأزمات في الشرق الأوسط، يكمن في تغيير هذا النظام غير الشرعي، على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة.
الرد المتوقع
التطورات الخليجية، تشير إلى أن هناك قائمة أهداف محتملة  تستهدف ايران، وتشمل خطط الرد الأمريكي لائحة من الأهداف في إيران، بينها منشأة عبدان، إحدى أكبر محطات تكرير النفط، وجزيرة خرج التي تضم أكبر منشأة نفطية في البلاد، وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
كما أن اللائحة، تشمل المواقع التي قد تكون انطلقت منها الصواريخ نحو السعودية، وقواعد ومقرات تابعة للحرس الثوري في جنوب غرب إيران.
كذلك تضم لائحة الخيارات الأمريكية المحتملة ضد إيران تنفيذ هجمات إلكترونية ضد المؤسسات الإيرانية، وفرض عقوبات جديدة، وفقًا لمصادر تحدث لـ«إن بي سي» الأمريكية.
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد بناية: إن كل الخيارت التي تحدث عنها وسائل الإعلام الأمريكية يمكن تنفيذها، ولكن يتوقف الأمر على توقيت التحرك العسكري، والذي لن يكون قبل تشكيل واشنطن تحالفًا عسكريًّا موسعًا.
وأضاف بناية في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن الاحتمال الأقرب هو استهداف ميليشيات إيران في المنطقة في حالة عدم توجيه ضربه مباشرة إلى ايران، فإنه قد يكون هناك ضربات عسكرية لأذرعها في المنطقة، وهو الأمر الذي يسمى بحرب الوكالة.
وتابع: عملية الهجوم الإلكتروني الأمريكي ضد إيران متسمرة، وليس الأمر متوقفًا على هجوم أرامكو، فقد استهدفت واشنطن المؤسسات الإيرانية عبر هجمات إلكترونية في السابق، لافتًا إلى أن الهجوم الإلكتروني أحد الأدوات القوية في الصراع الأمريكي الإيراني.