بوابة الحركات الاسلامية : بالوثائق والتفاصيل.. تركيا تشتري النفط من «داعش» عبر «باور ترانس» (طباعة)
بالوثائق والتفاصيل.. تركيا تشتري النفط من «داعش» عبر «باور ترانس»
آخر تحديث: الجمعة 20/09/2019 11:00 ص نورا بنداري
بالوثائق والتفاصيل..
يومًا بعد يوم تتكشف علاقة النظام التركي بالتنظيمات الإرهابية، من خلال دعمه لها للاستفادة منها، ففي 11 سبتمبر  2019، أكد الرئيس السابق لما يعرف بجهاز مكافحة الإرهاب في تركيا «أحمد يايلا» في وثائق نشرها على موقع «ذا انفستجيتف جورنال» المتخصص في الإرهاب،  صحة ما تم إعلانه في عام 2016 عن قيام صهر  الرئيس التركي «أردوغان» «ألبيرت ألبيراق»  المدير التنفيذي لشركة «Power Trans» باستيراد النفط من تنظيم «داعش» الإرهابي إلى تركيا، وقيام أنقرة بإرسال إمدادات إلى داعش عندما سهلت دخول التنظيم إلى سوريا.

علاقة راسخة
نشرت الوثائق في 17 أكتوبر عام 2016 على موقع «world policy  » تحت عنوان «رسائل بريد إلكتروني مخترقة تكشف صلة وزير تركي بالنفط غير المشروع»، وجاء فيها أن مجموعة من الهاكرز الأتراك اخترقوا رسائل البريد الإلكتروني لـ«بيرات ألبيراق»، وزير الطاقة في تركيا وصهر«أردوغان»، وقام الهاكرز بتنزيل حوالي 20 جيجابايت من البيانات من حسابات البريد الإلكتروني لشركة البيرق، ونشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.



وردت الحكومة التركية سريعًا على هذا؛ حيث أصدرت على الفور أمر من المحكمة يحظر إطلاق الرسائل التي تم اختراقها ونشرها في وسائل الإعلام، الأمر الذي يضفي مصداقية على صحة الرسائل المسربة التي جاء فيها قيام «البيراق» من خلال شركته التي تدعي باور ترانس « Power tran » بتهريب النفط الذي سيطر عليه تنظيم داعش إلى تركيا، إلا أنه في وقت سابق وجهت اتهامات إلى الشركة من قبل الصحف العالمية في 2011، ثم الصحف التركية في 2014 و2015، بأنها كانت تقدم لتركيا نفطًا تنتجه داعش، كما كانت تمد داعش بالنفط التركي.



وبعدما زادت التوترات بين تركيا وروسيا في 24 نوفمبر 2015، بعد أن أسقط الجيش التركي طائرة حربية روسية، نشرت وزارة الدفاع الروسية صورًا الأقمار الصناعية التي توضح بالأدلة تجارة النفط بين تركيا وداعش، واتهمت أردوغان وعائلته بالتورط المباشر في تجارة النفط غير المشروعة، ورد الرئيس التركي على ذلك متعهدًا بتقديم استقالته إذا كانت مزاعم روسيا صحيحة.

مسارات دخول النفط

بناءً على صور الأقمار الصناعية الروسية، دخل نفط داعش إلى تركيا عبر ثلاثة مسارات مختلفة، تضمن المسار الغربي نقل النفط من الرقة عبر مدينة عزاز في شمال غرب سوريا إلى ميناء إسكندرون على البحر المتوسط، والمسار الشمالي؛ حيث يأتي النفط من دير الزور وينقل إلى تركيا بواسطة ناقلات.



أما المسار الشرقي شمل نقل النفط من شمال شرق سوريا إلى شمال العراق ثم أرسل إلى تركيا عبر مدينة سيزري القريبة من حدود تركيا مع سوريان وقد أعلن نائب وزير الدفاع الروسي «أناتولي أنتونوف» بأن أكثر من 8500 ناقلة تنقل ما يصل إلى 200 ألف طن من النفط المستخدم لدخول تركيا والعراق من الأراضي التي يسيطر عليها «داعش» يوميًا.



يذكر أن الامتيازات الممنوحة لشركة باور ترانس لنقل النفط العراقي الشمالي إلى تركيا بدأ في 24 أغسطس 2012، بعدما أقرت حكومة «أردوغان» مشروع قانون في 11 نوفمبر 2011 يحظر على جميع الشركات منع تصدير أو استيراد النفط عبر السكك الحديدية أو الطرق البرية، لكن ظلت شركة «باور ترانس» غير مشمولة بهذا القرار؛ حيث تعاقدت الحكومة التركية على حقوق نقل النفط إلى شركة باور ترانس دون مناقصة عامة.



وعندما استولى داعش على النفط في عام 2014، انتهزت باور ترانس الفرصة لوضع خطط لنقل النفط إلى مصفاة باتمان في تركيا وإلى موانئ مرسين الدولية، ودورتيول، وجيهان التركية، أدى ذلك لقيام الحكومة العراقية في 23 مايو 2014، بتقديم شكوى رسمية إلى غرفة التجارة الدولية من تركيا؛ بسبب تجارة النفط غير القانونية لشركة باور ترانس، الأمر الذي دفع بحكومة «أردوغان»؛ للإقرار على مشروع قانون آخر لتمديد حقوقالشركة لنقل النفط حتى 30 ديسمبر 2020 .



كما كشفت الوثائق عن منح الشركة فرص وعقود دون تقديم عطاءات عامة لشركات خفية مرتبطة بنقل وبيع نفط داعش، وهذا يعني تزويد الجماعة الإرهابية بالأموال اللازمة لدفع مقاتليها، وشراء الأسلحة والمتفجرات، والتحريض على العنف في جميع أنحاء العالم، بينما كان أفراد عائلة أردوغان يكسبون ملايين الدولارات من خلال الأنشطة التجارية المشبوهة، فإن تعاملهم مع داعش سهل عمليات القتل الوحشية وتهجير الناس في سوريا والعراق.

علاقة موثقة
في تصريح للمرجع أوضح «هشام النجار» الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، أن علاقة وزير الطاقة التركي «البيرق» بتنظيم داعش الإرهابي، هي علاقة موثقة بشهادة أجهزة مخابرات كجهاز المخابرات الروسي وبشهادة رؤساء دول وملوك بشكل رسمي وعلني كالذي صرح به ملك الأردن بأن تركيا ترعى داعش وتتولى إدارته وتوجيهه إلى بؤر الصراع وتمرير مقاتليه إلى الداخل الأوروبي.



وأشار «النجار» الى أن تركيا الأردوغانية فلسفتها ليس تمويل الارهاب بل الاستثمار فيه بمعنى أنها تمكن للتنظيمات الإرهابية كبديل عن الدولة الوطنية وتقيم معها علاقات تستفيد من ورائها بشراء النفط بأقل من سعره، والحصول على كافة ثروات المنطقة بثمن بخس وهي نفس فلسفة الاستعمار العثماني القديم، أي أنه ليس منهجًا جديدًا.



وأضاف، أن ما يقوله الرئيس التركي مختلف تمامًا عن الواقع، فهو فقط لتلميع الصورة وبث الأكاذيب، فهو زعم أنه وأسرته بعيدون عن الفساد وتهريب الأموال، والواقع أثبت عكس ذلك، وأيضًا أثبت الواقع العلاقة التعاونية والمصلحية التي تربط أسرة «أردوغان» بالتنظيمات المسلحة وفي مقدمتها «داعش».