بوابة الحركات الاسلامية : مسيرات الأربعين.. ذريعة إيران لقمع الاحتجاجات العراقية (طباعة)
مسيرات الأربعين.. ذريعة إيران لقمع الاحتجاجات العراقية
آخر تحديث: الأربعاء 09/10/2019 01:59 م نورا بنداري
مسيرات الأربعين..
في الوقت الذي يحاول فيه نظام الملالي إبعاد الشبهة عن كونه المسؤول الرئيسي عن قتل وقمع متظاهري العراق، وإعلانه أن ما يحدث في بغداد مؤامرة خارجية للتأثير على العلاقة "الإيرانية ـــ العراقية"، تقوم طهران بإرسال الآلاف من عناصر وحداتها الخاصة إلى العراق.

وأعلن «حسين كرمي» قائد الوحدات الخاصة الإيرانية، في مقابلة مع وكالة أنباء "مهر" في 7 أكتوبر الجاري، أن 7500 عنصر من الوحدات الخاصة سيكونون موجودين بشكل مباشر بين الزوار القادمين حدوديًا من إيران إلى مدينة كربلاء وسط العراق، كتقليد ديني سنوي في 19 أكتوبر الجاري، موضحًا أن قرابة 4000 عنصر من الوحدات الخاصة سيظلون ضمن قوات الاحتياط، وأن 30 ألف شرطي إيراني سيشاركون في تأمين مسيرات الأربعين.

وأقر «كرمي» بمشاركة هذه القوات خلال السنوات الماضية في المسيرات الأربعينية أيضًا، مبينًا أن الوحدات الخاصة شاركت في قمع إحتجاجات شعبية اندلعت داخل 160 مدينة إيرانية على الأقل في ديسمبر 2017، واستمرت حتى نهاية يناير 2018؛ وأسفرت عن مقتل عشرات المحتجين وإصابة المئات، فضلًا عن اعتقالات عشوائية بالجملة، موضحًا أنها لم تستخدم العنف واكتفت بالأساليب الناعمة والمراقبة الإلكترونية ورش المياه على المتظاهرين والحوار مع المحتجين، وبهذه الطريقة استطاعت القضاء على الاحتجاجات في غضون شهرين.

ومن الجدير بالذكر أن حضور القوات الخاصة الإيرانية للعراق لهذا العام يأتي بالتزامن مع قرب بدء مراسم الأربعين الدينية، وسط اتهامات من متظاهرين عراقيين لإيران بالتدخل في قمع الاحتجاجات الدائرة هناك، ولهذا فإن نقل آلاف العناصر إلى العراق تحت ذريعة حماية مراسم أربعين الحسين، يأتي بهدف الاستفادة من تجارب هذه القوات من أجل السيطرة على الاحتجاجات الشعبية في العراق.

وتأتي هذه التحركات العسكرية والأمنية الإيرانية في المدن العراقية في وقت اتهم فيه بعض المحتجين العراقيين، الحرس الثوري والميليشيات التابعة له في العراق بالتدخل في قمع الاحتجاجات، بل واتهم إيرانيون وعراقيون في تغريدات لهم على موقع "تويتر"، طهران والميليشيا التابعة لها، بقتل المتظاهرين، إذ سقط أكثر من 100 قتيل في أنحاء العراق خلال التظاهرات التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة.

وأوضح متظاهرون وناشطون عراقيون في تغريداتهم منذ اندلاع المظاهرات، أن ملثمين يتبعون لميليشيات "سرايا الخراساني" و"كتائب سيد الشهداء" المنضوين تحت قيادة "الحشد الشعبي"، استهدفوا المتظاهرين العراقيين بالرصاص الحي، وهذا ما أكده أيضًا بعض الناشطين الإيرانيين الذين تفاعلوا مع أحداث العراق عبر "تويتر"، إذ أدان كثير منهم النظام الإيراني وأذرعه المتمثلة في ميليشيات الحشد الشعبي، متهمين إياها باستهداف المتظاهرين العراقيين والتدخل في شؤون الدول الأخرى.

وأكد المغردون ما أشار إليه النائب في البرلمان العراقي «أحمد الجبوري» في 5 أكتوبر الجاري، أن هناك غرفة عمليات في بغداد يقودها مساعد «قاسم سليماني» رئيس فيلق القدس بالحرس الثوري الايرانى، ويدعى «حاج حامد»، الذي يراقب عن قرب قمع الشعب العراقي على يد ميليشيات الحشد الشعبي وعصائب الحق، وهي تقوم باستهداف وقتل  المتظاهرين.

من جانبه أوضح «هشام البقلي» الباحث في الشأن الإيرانى، أن وجود قوات الحرس الثوري في العراق بحجة تأمين مراسم الأربعين هو ذريعة إيرانية لسيطرة الحرس الثوري على الموجات الاحتجاجية في العراق وتقديم الدعم المادي والمعنوي لقوات الحشد الشعبي التابع لإيران.

وأضاف «البقلي»، أن إيران تؤكد من خلال هذا الأمر أنها من تقف خلف عمليات القتل التي تحدث في صفوف المتظاهرين، بجانب الاعتداءات على مكاتب القنوات الإخبارية في بغداد، وهذا يعد دليلًا قاطعًا على رغبة طهران في عدم توثيق الانتهاكات التي تقوم بها ضد المتظاهرين، فهي لا تريد أن تضيف إلى سجل جرائمها جرائم جديدة موثقة حتى لا يحدث مزيد من الانقلاب الدولي عليها، خاصة أنها تعاني مشكلات كبيرة على الأصعدة الإقليمية والدولية كافة.

وأشار إلى أنه يجب التصدي بقوة لما تفعله إيران بالعراق؛ خاصة إزاء صمت حكومة بغداد على تلك التجاوزات، وعلى المجتمع الدولي والمنظمات توثيق جرائم إيران واتخاذ إجراءات ضدها كدولة راعية للإرهاب، كما يجب على الحكومة العراقية أن تمنع هذا الوجود الإيراني داخل العراق دون ضابط أو رابط. 

وأضاف الباحث في الشأن الإيراني، أن وجود قوات الحرس الثوري الإيراني في العراق أي ما كنت الذريعة هو دليل قاطع على عدم قدرة العراق على تأمين فاعليات الأربعين، ولهذا على حكومة العراق أن تطلب العون من الأشقاء العرب لأنها تعي جيدًا أن إيران ترغب في السيطرة على الأوضاع، وعلى الحكومة العراقية أيضًا أن تستجيب فورًا لمطالب المتظاهرين.