بوابة الحركات الاسلامية : نبيل ذكي يقرأ كف الأكراد... ليس لهم أصدقاء (طباعة)
نبيل ذكي يقرأ كف الأكراد... ليس لهم أصدقاء
آخر تحديث: الإثنين 14/10/2019 10:57 ص روبير الفارس
نبيل ذكي يقرأ كف
في يونيو عام 1991 اصدرت سلسلة كتاب اليوم كتاب " الاكراد الاساطير والثورات والحروب " للكاتب اليساري الكبير نبيل ذكي وجاء الكتاب في  176 صفحة من الحجم المتوسط شاءت ظروف كاتب هذه السطور أن يشهد لحظة درامية مكثفة في التاريخ العربي الحديث. فقد امضى عامًا ونصف عام بين سنتي 1973 و1975 في العراق، وكانت تلك هي فترة انهيار أول محاوله في التاريخ العربي-الكردي لإقامه حكم ذاتي للأكراد. كان ثمة فضول يمتلك الكاتب لمعرفه المزيد عن الأكراد عندما وصل الي بغداد للمرة الاولي.. قد يرجع هذا الفضول إلى متابعة وقائع تاريخيه منذ قدم محمد علي الكبير مساعدته للأكراد في عام 1830 خلال حربهم ضد الدولة العثمانية، ففي تلك الحقبة من القرن الماضي، ساعدت مصر -بخبرتها-الأكراد في صناعة اسلحة منها مدافع. ومازالت قطع مدفعية مصنوعة بالخبرة المصرية موجودة حتى الأن في متاحف العراق.كما اشار الكاتب الي عظماء الاكراد فمنهم صلاح الدين الايوبي ومن اصلهم العقاد واحمد شوقي ومحمود تيمور  ومعروف الرصافي وجميل صدقي الزهاوي ومحمد كرد وغيرهم  .وفي الوقت . وفي الوقت الذي تشن فيه  تركيا عليهم حربا تدميرية لا تفرق فيها بين ما هو مدني او مسلح، وبعد ان تخلت عنهم الولايات المتحدة بقرار اتخذته واشنطن في لحظات، تتوالى الطعنات عليهم مِن مَن اعتبروهم حلفائهم وأكراد سوريا غالبيتهم هم من اصول ومن عوائل نزحت الى المدن السورية هربا من تركيا الاتاتوركية، وقبلها العثمانية، بسبب الحملات العسكرية الكبيرة لتصفيتهم كشعب،وكان نبيل ذكي مازال عائش معانا فيقول في مقدمة كتابه 
والاكراد يجدون انفسهم دائما في المصيدة فهم محاصرون بدول اقوي تحرص علي الابقاء علي الاوضاع كماهي وتعقدت المشكلة الكردية واكتسبت طابعا ماساويا اكثر فاكثر .
الاسطورة 
يبدا الكتاب بتمهيد حول اسطورة يتداولها الاكراد من خلال ملحمة رمزية شعبية (كاوا الحداد) فالأسطورة الكردية تقول باختصار “إنّ ملكاً آشورياً شريراً اسمه (ضحاك أو زوهاك)، وفي مصادر أخرى كان ملكاً فارسياً- ايران  وبسبب شروره الكبيرة، كذبحه لأطفال الكرد، تغيب الشمس وترفض أن تشرق ثانية، وحتماً غيابها أدى إلى موت الحياة النباتية وجوع البشر. وبعد حزمةٍ من الأحداث المأساوية يبزغ نجم بطل قومي كردي اسمه (كاوا الحداد)، الذي يوقد النار في قلعة الضحاك ويقتله. عندئذٍ تشرق الشمس ثانيةً حسب الأسطورة، وتعود للأرض خصوبتها ورونقها واخضرارها، وبهذا تصبح نار قلعة الضحاك رمزاً لعيد النوروز الكردي.”
بلا اصدقاء 
وكانه يصف تخلي ترامب عنهم فيقول الكاتب ان هناك حكمة كردية قديمة تقول الاكراد بلا اصدقاء ومنها يكتب الشعراء الاكراد عن الواقع المؤلم البائس والضياع والخواء في قصائدهم الحزينة فيقول الشاعر الكردي " عبد الله به شو " " اخي شيركو هل تصدق منذ الفين وخمسمائة سنة ونحن ننام وناكل علي الكذب منذ الفين وخمسمائة سنة واذننا صماء والسنتنا بلهاء خرساء " 
 مواجهة مع الامبراطوريات 
يقول نبيل ذكي في كتابه ان الشعب الكردي يخوض منذ حوالي 259 عاما نضالا سياسيا ويؤسس جمعيات ادبية وسياسية سرية وانتفاضات مسلحة مثل ثورة البابانيين في عهد السلطان عبد الحميد وثورة الامير بدرخان في الربع الاول من القرن التاسع عشر وحركة يزداشير الشعبية اثناء حرب القرم والثورات المتتابعة لابناء واحفاد بدرخان وثورة الشيخ عبيد الله في شمزيتان وثورة الملا سليم البدليسي قبل الحرب العالمية الاولي وثورة الشيخ محمود في السيلمانية والشيخ سعيد بالو في كردستان تركيا والشيخ احمد البارزاني وشقيقه الملا مصطفي البارزاني .
من اتاتورك لاردوغان 
يذكر الكتاب في اطار سرده للتاريخ النضالي للاكراد بعض من الجرائم التى تعرضوا لها علي يد الدولة العثمانية وايضا علي يد اتاتورك ففي عام 1925 وردا علي ثورة كردية ذبح اتراك مصطفي كمال اتاتورك حوالي نصف مليون كردي بقسوة ووحشية وزوجوا بالالاف في السجون ودمرت المدفعية والطائرات عشرات القري الكردية وجري استخدام ابشع وسائل التعذيب  كما اعتقلت  السلطات التركية قادة جمعية " تعالي كردستان " وقدمتهم الي محكمة عسكرية صورية اصدرت حكمها عليهم جميعا وكان عددهم 91 كرديا بالاعدام  في ساحة المسجد الكبير في ديار بكر 
سحقت القوات التركية المدنيين بشكل مبالغ فيه، استُخدمت المقاتلات في إلقاء قنابل سامة عليهم، ما أسفر عن إبادة أكثر من 95 ألف كردي، فضلا عن تهجير عشرات الآلاف أيضا، وفق إحصائيات غير رسمية تقول التقارير إن الفيالق التركية كانت تربط الرجال والنساء والأطفال وتوجه إليهم فوهات المدافع، وتقذف قنابل الغازات السامة والحارقة إلى الكهوف التي يلجأون إليها.
تلك هي ايام المذابح السوداء التى كشفت خداع اتاتورك للاكراد والتى صدر خلالها نص دستوري تركي يقرر ان جميع سكان تركيا بغض النظر عن ديانتهم وقومياتهم اتراك وكان هذا بمثابة اعلان رسمي عن نفي وجود قومية كردية وها هو اردوغان يستمر في القيام بالمذابح ضد الاكراد ليعيد الدماء والسواد