بوابة الحركات الاسلامية : "أوامر القتل".. توثيق لمذابح الأتراك ضد الأرمن (طباعة)
"أوامر القتل".. توثيق لمذابح الأتراك ضد الأرمن
آخر تحديث: الخميس 17/10/2019 01:40 م أميرة الشريف
أوامر القتل.. توثيق
فى توثيق جديد لمذابح الحكومة التركية ضد الأرمن، أيام الحقبة العثمانية، والتى لم تعترف بها الدولة التركية إلى الآن، قام الكاتب التركى تانر أكسام، بنشر كتابه الجديد" أومر القتل: برقيات طلعت باشا والإبادة الجماعية للأرمن"، والصادر باللغة الإنجليزية.
وصدر عن دار الفارابي الترجمة العربية لكتاب (أوامر القتل)، من ترجمة وتحقيق كيفورك خاتون وانيس.
يقع الكتاب في 416 صفحة، ويتضمن مجموعة من حوالي 52 وثيقة عثمانية معظمها صادر من طلعت باشا، ويحتوي أوامر بتهجير وإبادة الأرمن.
 كما يتضمن مشاهدات نعيم أفندي الشخصية المتعلقة بالأحداث والمواضيع الواردة في البرقيات.
ويعد الكتاب ذو أهمية باعتباره دراسة للإبادة الجماعية، خاصة فيما يتعلق بمذابح الأرمن الجماعية، حيث يقدم الكاتب فى دراسته أوامر القتل التى وقعها وزير الداخلية العثمانى آنذاك طلعت باشا، أوائل القرن الماضى، والتى حاولت الحكومات التركية على مدى القرن الماضى إنكارها، موضحا بعض الدلائل على دحض إدعاءات الحكام الأتراك، من خلال وثائق توضح نية الحكومة العثمانية التركية تجاه الأرمن بقيام عملية إبادة جماعية لهم.
وكانت أوامر القتل التى وقعها وزير الداخلية العثمانى طلعت باشا ومذكرات البيروقراطى العثمانى نعيم أفندى من أكثر الموضوعات إثارة للجدل فى هذا الصدد، ودأبت مدرسة وسياسة الإنكار التركى على الاعتقاد أن هذه الوثائق والمذكرات كانت كلها مزاعم قام بها الأرمن لتعزيز مزاعمهم.
في هذا العمل درس تانير أكسام البرقيات الموجودة في مذكرات نعيم أفندي حتى أدق التفاصيل من طرق التشفير وتواقيع والي حلب ووتواريخ البرقيات وغيرها، وقارنها مع آلاف الوثائق من الأرشيف العثماني وتوصل الى أن البرقيات التي قدمها نعيم أفندي أصلية، حيث تشير الوثائق إلى الدور المركزي للحكومة العثمانية في التخطيط للقضاء على سكانها الأرمن.
وجاء في تقديم دار الفارابي: شهدت الفترة ما بين 1919 – 1922 حدثان هامان جداً يتعلقان بالفعل المُشين الذي أرتّكب بحق أرمن الدولة العثمانية؛ الأول في اسطنبول حيث تشكلت المحاكم العسكرية الاستثنائية لمحاكمة الجرائم ضد الإنسانية التي وقعت في الإمبراطورية خلال الحرب العالمية الأولى، والثاني صدور مذكرات المسؤول العثماني نعيم أفندي، السكرتير الأول في مديرية السوقيات في حلب، التي تضمنت برقيات طلعت باشا الأصلية التي تخص أوامر تهجير وإبادة الأرمن.
والاثنان، وثائق المحاكمات ووثائق المذكرات، يشكلان أدلة حاسمة في إثبات نية جمعية الاتحاد والترقي (صاحبة السلطة المطلقة حينها) في التخلص النهائي والأبدي من الأرمن؛ لكونهما صادرتين من جهات عثمانية رسمية. لكن ما حدث هو أن الحكومات التركية المتعاقبة حاولت ولازالت تحاول إخفاء الأولى أو تدميرها، كما نجحت حتى تاريخ صدور هذا العمل في وصم الثانية بالمزورة.
لكن هناك تعبير تركي يقول: “للحقائق عادة سيئة وهي أنها في نهاية المطاف تأتي تحت النور” فقد استطاع البروفيسور تنارأكسامبعد بحث مضني وشاق لسنوات أن يصل إلى الكثير من وثائق جلسات محاكم اسطنبول الاستثنائية التي كانت قد وصلت إلى القدس بعد مرورها في مرسيليا (فرنسا) ومانشستر (بريطانيا).
في هذا العمل تنار أكسام ، الذي أطلقت عليه جريدة نيويورك تايمز لقب “شرلوك هولمز القضية الأرمنية،” البرقيات الموجودة في مذكرات نعيم أفندي حتى أدق التفاصيل وقارنها مع آلاف الوثائق من الأرشيف العثماني (طرق التشفير، تواقيع والي حلب، تواريخ البرقيات، الأشخاص والأحداث المذكورة في المذكرات،…..إلخ)، وتوصل إلى أن البرقيات التي قدمها نعيم أفندي أصلية.