بوابة الحركات الاسلامية : «داعش في ولاية كيرالا».. دراسة تكشف كواليس تأسيس التنظيم بالهند (طباعة)
«داعش في ولاية كيرالا».. دراسة تكشف كواليس تأسيس التنظيم بالهند
آخر تحديث: الأحد 20/10/2019 10:54 م أحمد سلطان
«داعش في ولاية كيرالا»..
احتلت الهند المرتبة الثالثة في قائمة الدول التي يعتنق سكانها الديانة الإسلامية، خلف إندونيسيا وباكستان، بعدد يبلغ نحو 200 مليون، لكن هذا العدد جعل محللين يرشحون البلاد لتكون إحدى المعاقل المحتملة لانبعاث «داعش» من جديد.
خلال السنوات التي تلت إعلان «أبوبكر البغدادي»، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، خلافة التنظيم من على منبر الجامع النوري بالموصل، سافر عدد من المقاتلين للانضمام إلى «الخلافة المكانية»، وبالرغم من توقع عدد من المحللين أن نسبة الهنود الذين سينضمون لـ«تنظيم البغدادي» سيكون كبيرًا إلا أن تلك التوقعات جانبت الصواب.
وفي هذا الصدد، أصدرت مؤسسة أوبزرفر الهندية للأبحاث دراسة جديدة عن كواليس تأسيس خلايا «داعش» في الهند، بعنوان «الدولة الإسلامية في الهند، كيرالا أولًا»، للباحثين كبير تانجيا زميل في برنامج الدراسات الإستراتيجية بالمؤسسة، ومحمد سنان سيش الباحث في المركز الدولي لأبحاث العنف.

ولاية كيرالا.. معقل داعش الأكبر في الهند
أشارت الدراسة إلى أن نحو 60: 70% من المقاتلين الذين انضموا لداعش الهند كانوا من ولاية كيرالا، ووفقًا لوزارة الداخلية الهندية فإن نحو 120: 140 من أصل 200 داعشي، كانوا من نفس الولاية.
وأمام هذا التمدد الداعشي، أطلقت القوات الأمنية في عام 2016 حملة لاجتثاث التطرف داخل الولاية، واكتشفت القوات الأمنية نحو 350 مؤيدًا لتنظيم داعش خلال تلك الحملة، وجرى التعامل مع هؤلاء المؤيدين من قبل الشرطة والزعماء الدينيين في الولاية لإبعادهم عن طريق التطرف.
وعقب تفجيرات الفصح بسيرلانكا، اعتقلت السلطات الهندية «أبوبكر ريس» البالغ من العمر 29 عامًا، بتهمة الانتماء لتنظيم داعش، وخلال التحقيقات معه اعترف ريس بأن المقاطع المرئية التي روجها زهران هاشم (قائد المجموعة التي نفذت هجمات سيرلانكا والذي بايع زعيم داعش)، كانت السبب في تطرفه.
وربطت السلطات الهندية بين «ريس» و خلية مكونة من 14 شخصًا تأسست في الهند وسعت للالتحاق بتنظيم داعش في جنوب آسيا وانتهى المطاف بهم في أفغانستان، وكان أغلب أعضاء هذه الخلية وقائدها المدعو رشيد عبدالله من ولاية كيرالا أيضًا.
وبحسب الدراسة فإن أغلب مناصري «داعش» الذين ينحدرون من ولاية كيرالا سعوا للسفر والالتحاق بتنظيم داعش في سوريا والعراق، قبل أن تتحول وجهتهم المفضلة لما يسمى بـ«ولاية خراسان» فرع داعش في أفغانستان، بينما خطط مناصرو داعش في الولايات الأخرى لشن هجمات في داخل الهند.
وأرجعت الدراسة سبب انتشار الأفكار الداعشية في ولاية كيرالا إلى التراث التاريخي للولاية الممتد عبر حقب متعددة في التاريخ الإسلامي، وإلى اعتناق عدد كبير من أبناء الولاية للأيديولوجيا الوهابية، وإلى نشاط عناصر «داعش» في الترويج للأفكار داخل الولاية.

دوافع الانضمام في ولاية كيرالا لـ«داعش»
وأكدت الدراسة أن هناك عددًا من الأسباب والدوافع وراء انضمام هذا العدد الكبير من أبناء الولاية الهندية لتنظيم داعش، وكانت أبرز تلك الدوافع:
انجذابهم للدعاية الداعشية المنشورة عبر الإنترنت.
عمل منسقو داعش في التجنيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
الظروف الاجتماعية والسياسية التي تعيشها الولاية ورواج الفكرة المثالية عن الخلافة.
الصدام مع الأجهزة الأمنية وانتشار الشعور بالمظلومية.
انتشار الجمعيات الإسلامية التقليدية ورغبة الشباب في إقامة نظام كامل يحكم بالشريعة من وجهة نظرهم.
وأنهى الباحثان دراستهما بالتأكيد على أن التطرف في ولاية كيرالا يشكل تهديدًا حقيقيًّا لصناع السياسة الأمنية في الهند، موضحين أن افتقار الشفافية وغياب الرؤية الموضوعية يُعقد فهم ظاهرة التطرف ويعيق أعمال مكافحة الإرهاب.