بوابة الحركات الاسلامية : قناة «الحوار».. منصة إعلامية للإخوان تبث سمومها من لندن (طباعة)
قناة «الحوار».. منصة إعلامية للإخوان تبث سمومها من لندن
آخر تحديث: الأربعاء 20/11/2019 02:31 م دعاء إمام
قناة «الحوار».. منصة
تلعب قناة الحوار اللندنية، دورًا مشبوهًا، ولا تكف عن تجاوزها للخطوط الحمراء في التعدى على ثوابت وسياسات الدول، والسعي الدائم لتقسيم الشعوب، واللعب على الطائفية، في دعم إسلاميي تونس والجزائر وأريتريا، وتأييد العدوان التركي على سوريا، وتطلق سهامها المسمومة على مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
تعتمد القناة في صياغتها للمحتوى الذي تقدمه على أساليب إقناعية محددة، وهي أسلوب التكرار وتراكم التعرض، ويتجلى ذلك في تواتر هجومها على الدول التي تعادي الإخوان؛ إذ تمنح الفرصة لكوادر وقيادات الأحزاب والتنظيمات الإسلامية؛ للظهور عليها بإستمرار بمسميات شتى وأهداف مختلفة، بعضها متآمر مكشوف التآمر ضد وطنه وشعبه، وآخر مازال غير واضح المقاصد لدى البعض.
ونقلت «الحوار» اعتصامي رابعة والنهضة عام 2013، ونجح قراصنة مصريون في اختراقها عدة مرات ووقف بثها، إذ قال الرائد خالد أبو بكر، مؤسس الجيش الإلكتروني المصري: إنه نجح في إغلاق القناة ووقف بثها لفترات طويلة بعد اختراق السيرفر الخاص بها على القمر الصناعي.
أدركت الجماعة أهمية الوجود في الفضاء الخارجى، فكان من بين أولويات الإخوان إنشاء قناة فضائية عام 2006،  تبث من لندن تحت اسم قناة «الحوار»، وأسندت إدارتها إلى عضو التنظيم الدولي، الفلسطيني عزام سلطان التميمي، عضو الرابطة الإسلامية في بريطانيا؛ لتثار علامات الاستفهام والأسئلة المفتوحة، حول حقيقة دور هذا الشخص في الجماعة.
واعترف «التميمي» بوجود التنظيم الدولى، مؤكدًا أنه  ليس جديدًا، وعمره أكثر من ثلاثين عامًا، مبيّنًا أن دوره يتلخص في كونه مظلة تنسيقية بين التنظيمات الإخوانية القُطرية المختلفة الموجودة في العديد من الدول، كإخوان مصر وسوريا وغيرهما من الدول.
وصف خبير الأمن القومي الأمريكي، والباحث في شؤون مكافحة الإرهاب باتريك بول، مؤسس القناة  في مجلة «فرونت» البريطانية، بأنه ناشط معروف بانتمائه لجماعة لإخوان، وعضو بارز بالتنظيم الدولي، ومسؤول داخل حماس، مستندًا إلى كتاب صادر عن «التميمي» نفسه نُشر بعنوان «حماس من الداخل»؛ معتبرًا السلوك العدواني للقناة ليس غريبًا؛ إذ ما عُرف انتماء من يعملون بها.
وبحسب موقع «كريس بوليسي»، فإن لندن التي تحتضن مقر القناة بالمملكة المتحدة، هي مركز إعلامي مهم للإخوان، والوسيط الإعلامي الأهم للجماعة والتنظيم العالمي، وفيها يلتقي قيادات الإخوان المقيمون في لندن وغيرهم من يتم استضافته من بلاده، كأعضاء حركة النهضة التونسية ومسؤولون من حركة المقاومة الإسلامية «حماس».
في فبراير 2018، تورادت أنباء عن هروب أسامة جاويش، مقدم البرامج المنتمى لجماعة الإخوان، من تركيا إلى لندن؛ بهدف الحصول على لجوء سياسى وفرصة عمل فى إحدى القنوات التى تبث من هناك، بعد توقف بث برنامجه من إسطنبول.
وجاء هروب «أسامة» ابن القيادى الإخوانى مصطفى جاويش، بعد تفاقم الخلافات بينه وبين إدارة القناة، وإبلاغه بأنه لم يعد مرغوبًا به داخل تركيا، بعد أن أمر «التميمي» بتسريح العاملين؛ تمهيدًا لإغلاق مكتب القناة فى إسطنبول.
بدوره، فضح فهد ديباجى، الكاتب السعودى، القناة الإخوانية، قائلًا: إنها تدار بواسطة  مكتب التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بقيادة إبراهيم منير نائب مرشد الجماعة، متهمًا القناة بأنها تستهدف التآمر على الأوطان العربية.
وقال الكاتب السعودى، في تغريدة له، عبر حسابه الشخصي على «تويتر» في أكتوبر الماضي: إن قناة الحوار تبث برنامج اسمه حوار لندن، بينما واقعه التآمر والدعوة؛ لتقويض الأمن والاستقرار في الأوطان العربية .
عشيّة وفاة الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، الخميس «25 يوليو»، إثر وعكة صحية، اجتمع عدد من قيادات الإخوان الهاربين؛ لمناقشة مصير تونس والحديث عن النظام الرئاسي المناسب لها، إذ بثت قناة «الحوار» لقاءً جمع بين المصري الهارب قطب العربي، ومحمد خير موسى، المدير التنفيذي لهيئة علماء فلسطين في الخارج، وهي إحدى واجهات الإخوان، والقيادي الإخواني عزام التميمي، والقيادي في حركة النهضة التونسية عبدالحميد الجلاصي.
شهد الحوار المذاع من لندن، خلافًا بين الجهات الحاضرة، إذ زعمت القيادات الإخوانية، أن الرئيس التونسي تخلى عن الدين والإسلام، وجعل مرجعيته الدستور وليس القرآن، بينما كان القيادي التونسي مدافعًا عن «السبسي»؛ الأمر الذي فسره مراقبون بأن «الجلاصي» كان يسوق للنهضة، وينفي سعيها لتحويل تونس إلى دولة دينية؛ أملًا في حصد مزيد من الأصوات خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة.
وفي هذ الإطار، قال الباحث التونسي أحمد النظيف: إن قناة التنظيم الدولي للإخوان - في لندن – نظمت  جلسة تفتيش في عقيدة الباجي قايد السبسي، وخلالها اتهم «الجلاصي» الرئيس الراحل وأنزله منزلة «الملحدين»، مشيرًا إلى أن قيادي النهضة يغازل الخارج بالترويج لعلمانية الدولة.
وبحسب «النظيف» تولي القناة أهمية خاصة لتونس، إذ أذاعت أكثر من جلسة نقاشية، قبل وبعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وتهكم بعض الحضور على الشعب التونسي، لا سيما فيما يتعلق باللهجة الفرنسية، في إشارة إلى أن الشعب التونسي لا يتقن اللغة العربية.
كما عانت دول القرن الأفريقي من استهدافها ومحاولة تقسيمها، على رأسها إريتريا؛ حيث أعلنت وسائل الإعلام الإريترية انزعاجها من الحملة الإعلامية المتواصلة ضد بلادهم، مؤكدين أنها تحمل فى طياتها جرثومة الفتنة الطائفية، ببث النعرات القبلية والطائفية، وتحريض المسلمين ضد المسيحيين في القرن الأفريقي.
وفق تقرير سابق لصحيفة «الصنداي تلجراف» البريطانية، فإن الحكومة البريطانية، بدأت تدقق في نشاط جمعيات خيرية مرتبطة بالإخوان ومراكز بحثية ومؤسسات إعلامية، تعتبر واجهة للإخوان ونشاطه، منذ عام 2014، مشددة على أن المملكة المتحدة تتخذ خطوات في تحجيم دور وسائل الغعلام التي تبث من لندن، لا سيما المملوكة للإخوان.
وجاء التحقيق الذي نشرته الصحيفة؛ استجابةً لحملة أطلقها رئيس الوزراء البريطاني؛ للتحري عن جماعة الإخوان في بريطانيا، لا سيما بعد انخراط بريطانيين بالقتال في سوريا والعراق، في صفوف جماعات مسلحة متشددة.
ووصف رئيس المخابرات البريطاني السابق ريتشارد ديرلوف، الذي يعمل مستشارا للجنة التحقيق، جماعة الإخوان، بأنها في أساسها تنظيم إرهابي، متهمًا الجماعة بتأجيج التطرف في بريطانيا، ومختلف أنحاء العالم العربي
وقالت «صنداي تلجراف»: إن عملية التضييق على نشاط الإخوان، ربما تتجاوز بريطانيا إلى دول أخرى، خاصةً وأن الإخوان يعملون الآن من ثلاثة مراكز رئيسية هي: إسطنبول والدوحة ولندن.