بوابة الحركات الاسلامية : بعد استئناف المفاوضات.. ما وراء الفشل الأمريكي في أفغانستان (طباعة)
بعد استئناف المفاوضات.. ما وراء الفشل الأمريكي في أفغانستان
آخر تحديث: الخميس 12/12/2019 11:17 م أحمد سلطان
بعد استئناف المفاوضات..
في 7 من سبتمبر 2019 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق المفاوضات مع حركة طالبان الأفغانية بعد مقتل جندي أمريكي في هجوم للحركة، لكن «التعليق» لم يدم طويلًا إذ أعلن «ترامب» في 28 نوفمبر الماضي استئناف المفاوضات مع طالبان.
كانت فكرة استكمال المفاوضات مع الحركة الأفغانية، أحد المرتكزات الأساسية في تصور "ترامب" لحل الأزمة الأفغانية وسحب القوات الأمريكية البالغ عددها 13 ألف جندي من أفغانستان بعد حرب دامت لمدة 18 عامًا.
فشلت الولايات المتحدة وحلفائها في إنهاء حركة طالبان، والتنظيمات المرتبطة بها كالقاعدة وطالبان باكستان وغيرها، وذلك بحسب تقارير حديثة نشرتها عدد من الصحف الأمريكية منها «واشنطن بوست، وذا أتلانتك، ولونج وور جورنال».

إستراتيجيات متعارضة 
بدأت حرب أفغانستان في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، واستمرت الحرب خلال عهدي الرئيس السابق باراك أوباما والرئيس الحالي دونالد ترامب، وتغيرت الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع الملف الأفغاني طبقًا لاختلاف الرؤساء، وذلك بحسب تقرير حديث لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية.
أبقت إدارة «بوش» على فكرة الحرب الشاملة خلال فترتين رئاسيتين متتاليتين، لكن الاستراتيجية الأمريكية تغيرت مع وصول «أوباما» للسلطة في 2009 لاستراتيجية المواجهة المحدودة المعتمدة على استهداف نشطاء القاعدة الذين كانوا بمثابة رأس الحربة الطالبانية في الحرب الدائرة، والذين تواجدوا في منطقة القبائل في وزيرستان الباكستانية.
وتبنت إدارة ترامب استراتيجية مختلفة نسبيًا معتمدةً على التفريق بين تنظيم القاعدة الموالي لطالبان، وبين الحركة الأفغانية.
وقبل توقف المفاوضات، نجح المبعوث الأمريكي لأفغانستان زلماي خليل زاده في التوصل لاتفاق مبدئي مع ممثلي حركة طالبان، ونص الاتفاق على انسحاب 5400 جندي أمريكي من 5 قواعد «غير محددة» في داخل البلاد، مقابل قطع حركة طالبان ارتباطها بتنظيم القاعدة المدرج على قوائم الإرهاب العالمي.

الإخفاق الأمريكي 
لم تكن الاستراتيجيات الأمريكية المتعارضة هي السبب الوحيد للفشل في الحرب الأفغانية، إذ امتازت التقديرات الأمريكية بعدم الدقة طوال سنوات الحرب، ففي عام 2010 قدر مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية ليون بانيتا أن إجمالي عدد مقاتلي القاعدة في أفغانستان يتراوح بين 50: 100 مقاتل على أقصى تقدير، متواجدين في منطقة القبائل الحدودية مع باكستان.
لكن البيانات العسكرية التي نشرها الجيش الأمريكي عن العمليات ضد تنظيم القاعدة الموالي لـ«طالبان»، كشفت عن التقدير الخاطئ للاستخبارات المركزية، إذ هاجم الجيش الأمريكي معسكرًا لتنظيم القاعدة في قندهار ليجد به 150 مقاتلًا، ولهذا الأسباب توقف الجيش الأمريكي عن إعطاء أي بيانات وتقديرات عن أعداد مقاتلي القاعدة في عام 2013.
وفي ذات السياق، أكدت القيادة العسكرية الأمريكية أن تنظيم القاعدة وحركة طالبان باكستان وغيرها من التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، تعمل في ولايتي نورستان وكونر، لكن قائد القوات الأمريكية في أفغانستان كشف في مايو 2019 أن تنظيم القاعدة ينشط في جميع أنحاء البلاد.

«نيران صديقة»
لم تكن حركة طالبان وحلفائها من التنظيمات الإرهابية، هي العدو الوحيد للقوات الأمريكية بل إن الأمر تخطى التنظيمات ووصل إلى صفوف ضباط الجيش والشرطة الأفغانية الذين صوبوا أسلحتهم تجاه القوات الأمريكية في مناسبات عدة.
وأطلق ضباط وجنود أفغانيون النار على عناصر القوات الأمريكية ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

خرائط السيطرة
في 2015، أطلقت قيادة القوات الأمريكية في أفغانستان مشروعًا لرسم خرائط السيطرة داخل أفغانستان، وهدف المشروع إلى إبراز انتصار أمريكا وحلفائها في معركة أفغانستان.
لكن المشروع كشف فشل الأمريكي إذ أظهرت الخرائط أن الحركة الأفغانية تسيطر على مساحات جديدة بصورة دورية داخل البلاد، وهو ما دفع الجيش الأمريكي لإلغاء مشروع الخرائط في أكتوبر 2018.