بوابة الحركات الاسلامية : «العرق».. خطة أردوغان لتمرير التوسعات التركية على حساب العرب (طباعة)
«العرق».. خطة أردوغان لتمرير التوسعات التركية على حساب العرب
آخر تحديث: الخميس 02/01/2020 10:10 م سارة رشاد
«العرق».. خطة أردوغان
ركزت خطابات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال الشهر المنصرم، حول القضية الليبية ومعارك العاصمة طرابلس؛ التي تحتوي على تبرير التدخل وأخرى بمثابة استفزاز للشعب الليبي.
أحد تلك التصريحات ما قاله في أحد خطاباته، نهاية ديسمبر 2019، لتبرير سياسات بلاده من دعم الميليشيات، زاعمًا أن ليبيا تحوي ما يقرب من مليون مواطن ليبي ذو أصول تركية الأمر الذي يستدعي التدخل لنجدتهم، على حد قوله.
وعلى قدر السخرية والاتهامات التي وجهت لأردوغان بمحاولة ضرب النسيج الاجتماعي الليبي على خلفية هذه التصريحات، إلا أن النظر إليها بعيدًا عن الأزمة الليبية، وكجزء من ممارسات تركية في السنوات الأخيرة يتضح إنها ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها أردوغان إلى «العرق» التركي لتمرير أهدافه.
ففي منتصف 2013، تمكنت المخابرات التركية من تشكيل كيان من التركمان السوريين (سوريين من أصول تركية)، يسمى «مليشيا السلطان مراد»؛ ليكون ذراعًا مسلحًا لتركيا في الأزمة السورية.
ورغم تعدد الفصائل الداعمة في سوريا للمصالح التركية، فإن أنقرة كانت حريصة على تشكيل كيان مسلح من التركمان؛ لتضمن  ولاءه على طول الخط بحكم الأصول المشتركة.
ولهذا السبب بذلت تركيا جهدًا في جمع الميليشيات ذات الخلفية التركمانية، مثل لواء السلطان محمد الفاتح، ولواء الشهيد زكي تركماني، ولواء أشبال العقيدة، في كيان واحد، ليصبحوا ذراعها في سوريا بداية من 2013، وحتى اليوم.
وبالنظر لما قامت به هذه الميليشيات من دور في تطورات الأزمة السورية، تبرز الاتهامات الموجهة لها بتورطها في تنفيذ السياسات التركية في الشمال السوري ضد الأكراد من تطهير عرقي؛ لاسيما التفاهم مع تنظيم «داعش» الإرهابي لتفادي الصدام.
ولهذا تعرف هذه الفرقة بأنّها الأداة التركية لارتكاب الجرائم التي تحاول أنقرة النأي بنفسها عنها في العلن.
وتعتبر «ميليشيا السلطان مراد» جزءًا مما يُعرفوا بـ«الأتراك العرب»، وهم عرب من أصول تركيا أو عرب من أصول عربية ولكنهم يؤمنون بما يعرف بـ«العثمانية الجديدة».
وفي مقالة بعنوان «الأتراك العرب.. ليبيا نموذجًا» ! بصحيفة «عكاظ» السعودية، اعتبر الكاتب السعودي، محمد الساعد، أن استغلال تركيا لما يعرف بـ«العرب الأتراك» ما هو إلا آلية غير أخلاقية من تركيا، لجأت إليها أنقرة بعدما فشلت كافة ألياتها التي استخدمتها من اندلاع ما يعرف بـ«الربيع العربي» لتنفيذ سياساتها التوسعية.
وتابع أن «ما يفعله رجب طيب أردوغان رأس السلطة التركية هو الأخطر منذ انهيار السلطنة العثمانية وتفككها»، إذ يتسبب في زعزعة التجانس المجتمعي للمجتمعات العربية، على حد تقديره.
وضرب مثال بالناشطة اليمنية الإخوانية، توكل كرمان، التي قال إنها تدين بالولاء للمشروع التركي أكثر من اليمن، بحكم جذورها العائدة لولاية كارامان، جنوب تركيا.
ولفت إلى أن مثل كرمان تعتبر اليمن مجرد محطة سكنت فيها خطأً، وأن تركيا هي أرض جدودها.
بدوره تناول الكاتب المصري، نصر محمد عارف، في مقالة بعنوان «استدعاء التاريخ.. يستدعي خطاياه» بموقع «العين» الإماراتي، ما اعتبره استغراق أردوغان في التاريخ.
ولهذا السبب رأى أن أردوغان اعتاد الاستعانة بالتاريخ والتوغل فيه لخدمة سياساته، ومن قبيل ذلك إثارته لقضية العرب المنتمين للأصول التركية.