بوابة الحركات الاسلامية : الرد الآمن.. معادلة صعبة أمام إيران بعد مقتل «سليماني» (طباعة)
الرد الآمن.. معادلة صعبة أمام إيران بعد مقتل «سليماني»
آخر تحديث: الإثنين 06/01/2020 08:31 م إسلام محمد
الرد الآمن.. معادلة
منذ اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، الجمعة 3 يناير 2020، وطهران بين نارين، فهي مُطالبة بالثأر لرجلها الأهم في المنطقة، وإلا سيعتبر خصومها عدم الرد مؤشراً على ضعف وتراجع المشروع الإيراني، وستخسر كثيرًا من النفوذ والهيبة، التي بنتها عبر سنوات.

الرد الآمن.. والمعادلة الصعبة 
كما أن الرد على الولايات المتحدة عسكريًّا مغامرة غير مأمونة العواقب، بعدما تأكد صدق تهديدات واشنطن، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمر الأحد 5 يناير 2020، بإرسال قوات عسكرية إلى المنطقة، وصدق على تخصيص2  تريليون دولار؛ لتطوير المعدات العسكرية، ووجه على إثرها تهديدًا مباشرًا لطهران قائلًا: «نحن الأفضل والأكبر في العالم».
على جانب آخر، تعاني الميزانية الإيرانية بالفعل من عجز فادح، بشكل لا يجعلها قادرة على التورط في نزاع مسلح بهذا الحجم، كما تعاني قواتها المسلحة من الضعف الشديد في العتاد، فإجمالي الاقتصاد الإيراني لا يبلغ ربع الميزانية المخصصة للجيش الأمريكي.

حسم واشنطن وتراجع طهران
وتراجعت لهجة التصعيد الإيراني ضد واشنطن، فيما يخص العمل المسلح المرتقب للرد على الاغتيال، فيما زادت حدة التصريحات التي تهاجم شخصية الرئيس الأمريكي وحلفاءه.
فبينما تحدث الحرس الثوري الجمعة الماضية، عن الثأر لمقتل سليماني، في شتى أنحاء العالم الإسلامي، وبشر المرشد علي خامنئي، في بيان له بـ« نصر حاسم ينتظر المقاتلين في الحرب المقدسة»، قال حسن دهقان، المستشار العسكري للمرشد: «إن الأمر الوحيد الذي يمكنه إنهاء هذه المرحلة، هو أن يتلقي الأمريكيون ضربة «مساوية» للضربة التي قاموا بها.
وفي مقابلة لدهقان مع شبكةCNN  الأمريكية ، قال: «قيادتنا أعلنت رسميًّا، أننا لم نسع أبدًا للحرب، ولن نسعى لها».
وفيما بدت لهجة دفاعية أكثر منها هجومية، قال وزير الدفاع الإيراني: إنه من المستبعد أن تتجرأ أمريكا على مهاجمة بلاده، وفقًا لوكالة «مهر» للأنباء.
وجاء ذلك التراجع الإيراني، بعدما رد ترامب، بمنتهى الحسم على تهديدات طهران بالثأر لسليماني عسكريًّا، وتحديد 35 هدفًا أمريكيًّا مفترضًا، فرد الرئيس الأمريكي قائلًا: إن لديه 52 هدفًا مهمًا في إيران، سيتم تدميرها، إن أقدمت الأخيرة على أي عمل ضد المصالح الأمريكية.
وبعد تلك التأكيدات الأمريكية الصارمة، غيرت ماكينة الدعاية الإيرانية حديثها عن ترامب، الذي كانت تتهمه بالجبن والخور لتصفه بـ«المتهور والمجنون» الذي «لا يعرف القانون الدولي ولا يعترف بقوانين الأمم المتحدة»، ورصد التليفزيون الإيراني مكافأة، قدرها 80 مليون دولار، لمن يأتيهم برأسه،  وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني، المصنف كإرهابي: إن حذاء سليماني أفضل من رأس ترامب.
ولجأت طهران الأحد 5 يناير 2020، لإعلان  تخليها عن جميع القيود على أنشطتها النووية، بموجب الاتفاق المبرم في يوليو 2015؛ حيث أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أن مقتل سليماني تسبب في «إجراء بعض التعديلات على القرار»، الذي أتى؛ ليكون ردًا غير عسكري على الاغتيال.
وحذر زعماء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، في بيان مشترك الأحد 5 يناير 2020، من أن هذه «الإجراءات تتعارض مع الاتفاق»، وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الإثنين 2020: إن إعلان إيران تخليها عن القيود المفروضة على نشاط تخصيب اليورانيوم، يمكن أن يكون الخطوة الأولى نحو إنهاء الاتفاق.
كما سادت الخشية داخل الولايات المتحدة، من أن يصعد ترامب عسكريًّا ضد طهران، و أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، أن الكونجرس سيصوت هذا الأسبوع، على مشروع قرار يهدف إلى الحد من صلاحيات الرئيس العسكرية تجاه إيران.