بوابة الحركات الاسلامية : مقتل قائد الحرس الثوري عبدالحسين مجدمي .. تصفية أم اغتيال؟ (طباعة)
مقتل قائد الحرس الثوري عبدالحسين مجدمي .. تصفية أم اغتيال؟
آخر تحديث: الأربعاء 22/01/2020 01:28 م علي رجب
مقتل قائد الحرس الثوري

طرح مقتل النقيب عبدالحسين مجدمي  قائد بالحرس الثوري الإيراني جراء إطلاق النار عليه أمام منزله باقيلم الاحواز العربي جنوب إيران مساء الثلاثاء 21 يناير 2020، تساؤلات حول اهداف ودلالات العملية والتي تأتي بعد ايام من مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في 3 يناير الجاري.

مقتل مجدمي

وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية، اليوم الأربعاء، أن النقيب عبدالحسين مجدمي، قائد قوات التعبئة "الباسيج" التابعة للحرس الثوري الإسلامي في مدينة دارخوين التابعة لقضاء شادكان بمحافظة خوزستان، لقي حتفه إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مجهولين مساء أمس الثلاثاء أمام منزله.

وقوات التعبئة "الباسيج" ميليشيات شبه عسكرية تتكون من متطوعين من المدنيين ذكورا وإناثا.
وقالت مصادر صحفية إيرانية إن "شخصين ملثمين كانا يستقلان دراجة نارية أطلق أحدهما الرصاص على مجدمي أمام منزله ليرديه قتيلا".

وشارك مجدمي، عبد الحسين مجدمي كان عضوًا في فيلق القدس، في عمليات قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا خلال السنوات الماضية ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صور تجمعه مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني الذي قتلته الولايات المتحدة في غارة جوية في 3 يناير الجاري في بغداد.
يرى العديد المراقبون والخبراء في الشان الإيراني، ان مقتل عبدالحسين مجدمي، يحمل ثلاث سيناريوهات، متعلقة الصراع الداخلي الايراني، والصراع الايراني الأمريكي، واخيرا مقاومة الشعب العربي الأحوازي للنظام المرشد علي خامنئي.


سيناريو التصفية

يشكل سيناريو التصفية اول سيناريوهات في مقتل "مجدمي" وهو تتعلق بصراع داخل اجنحة  الحرس الثوري،  وكذلك صراع جناح "حسن روحني-محمد جواد ظريف" و"علي خامنئي- الحرس الثوري".
كذلك نشر موقع "The Intercept" الأمريكي جانباً من وثائق سرية مسربة للاستخبارات الإيرانية، تضمنت معلومات عن تفاصيل مثيرة حول صراع وتنافس في كواليس جهاز الأمن القومي الإيراني بين وزارة الداخلية الإيرانية وجهاز المخابرات الإيراني من جانب، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من جانب آخر، وهو ما يرجح  ان "مجدمي" دفع ثمن صراع الأجنحة داخل الحرس الثوري وايضا دخل النظام الايراني. 


التجسس والصراع الأمريكي الايراني
كذلك اتهامات قادة في الحرس الثوري بالتجسس لصالح دول أجنبية منها الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل وبريطانيا، وهو ما قد يكون احد اسباب مقتل "مجدمي" وذلك بعد ايام من قتل الولايات المتحدة الامريكية لقاسم سليماني، حيث عمل "مجدمي" مع قاسم سليماني لفترة طويلة.
أيضا كشف بهزاد نبوي، أحد كبار المسؤولين في منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية، عن وجود جاسوسين  يعملون لصالح اسرائيل في كبار مكاتب قادة الحرس الثوري، وفقا لصحيفة " ايران انترناشيونال".
وأوضح بهزاد نبوي ان من مكتب مساعد القائد العام للحرس الثوري، محمد رضا نقدي، كان من ضن الشخصيات التي تجسست عليها اسرائيل.
وفي يونيو الماضي اعدم نظام المرشد الايراني علي خامنئي، أحد قادة الحرس الثوري الإيراني عيسى شريفي، وهو كذلك عمل كنائب محمد باقر قاليباف، عمدة طهران الأسبق ، في 21 يونيو الحالي بشكل سري، بتهمة التجسس.
وقد اتهمت استخبارات الحرس الثوري شريفي بأنه تم تجنيده من قبل "استخبارات خارجية" عندما كان خارج إيران، "وبعد الكشف عن الأمر تم اعتقاله، ونقل إلى معتقل سري للحرس الثوري ومعه 3 أشخاص يعملون معه في طهران وبوشهر وجاسك".

أصابع أحوازية
ضمن سيناريو مقتل عبد الحسين مجدمي، قيام حركة احوازية بتنفيذ الاغتيال، في ظل الدور الدموي الذي لعبه قائد الباسيج في قمع ثورة الشعب الأحوازي وارتكاب المجازر ضد الشعب الأعزل.
وقد وصف محمد رضا نعمتي، في شرطة خوزستان (الاحواز)، مقتل عبد الحسين مجدمي بأنه "اغتيال"، وقال: "نصب اثنان يستقلان دراجة نارية كمينًا بالقرب من منزل قائد باسیج دارخوين، وبعد أن أدخل سیارته إلی البیت وأثناء إغلاق الباب"، أطلقوا علیه أربع رصاصات من بندقیة كلاشينكوف وسلاح صید". وقال هذا المسؤول في الحرس الثوري بمحافظة خوزستان، إن أي فرد أو جماعة لم يعلن مسؤوليته عن هذا الحادث بعد.

وشارك عبد الحسين مجدمي، كان ممن شاركوا في مجزرة معشور التي وقعت أثناء احتجاجات نوفمبر2019، على خلفية رفع أسعار البنزين بشكل فجائي. والتي راح ضحيتها أعداد كبيرة من القتلى والمصابين، حسب منظمات دولية وحقوقية مستقلة، فيما ترفض السلطات الإيرانية الإعلان عن إحصاءات رسمية حتى الآن. 
وكانت مدينة معشور، خاصة منطقة المستنقعات، من أكثر المناطق التي شهدت استخدامًا مفرطًا للقوة من قبل رجال الأمن وعناصر الباسيج ضد المحتجين.