بوابة الحركات الاسلامية : «قوش».. رجل الإخوان المتناقض وعراب قطر في السودان (طباعة)
«قوش».. رجل الإخوان المتناقض وعراب قطر في السودان
آخر تحديث: الأربعاء 29/01/2020 01:46 م مصطفى كامل
«قوش».. رجل الإخوان
صلاح عبدالله محمد صالح، الذراع اليمنى للرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، أتقن فن اللعب على المتناقضات، نظرًا لتربيته والتحاقه بالحركة الإسلامية السودانية أحد روافد الإخوان في ثمانينيات القرن الماضي، أحدث في يناير 2020 بدعم من الدوحة، حالة من التمرد داخل مقرّات تابعة لجهاز المخابرات الوطني وافتعال مواجهات بالسلاح مع القوات المسلحة السودانية.



اتهم الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، عضو المجلس السيادي السوداني، «قوش» المولود عام 1957، والذي ينتمي لقبيلة «الشايقية» التي تقطن شمال السودان،  بالوقوف وراء الأحداث التي شهدها السودان في 14 يناير 2020، والتي وصفها بأنها تمرد، مؤكدًا أن «قوش» متورط في تمرد هيئة العمليات ولديه ضباط في الخدمة وخارج الخدمة للانقلاب على الوضع.

للمزيد.. السودان يفتح دفاتر الإخوان القديمة.. تشكيل تحقيق في «انقلاب 1989»



بدأت علاقة «قوش» بالإخوان منذ دراسته في الجامعة، إذ انتمى إلى الحركة الإسلامية السودانية، أحد روافد الإخوان، مسؤولًا عن جهاز المعلومات الخاص بالإخوان، واعتمد على خبرته داخل التنظيم خبرته كمسؤول أمني للذراع الطلابية في جامعة الخرطوم، التي تخرج فيها عام 1982، والتحق بجهاز الأمن الداخلي عام 1989.



التورط في اغتيال مبارك



ترك «قوش» منصبه في جهاز المخابرات بعد التدرج فيه حتى وصل إلى منصب نائب مدير العمليات، عام 1996، مع عدد من ضباط الجهاز، عقب اتهام جهاز الأمن والمخابرات السودانية له بالتورط في مساعدة متطرفين إسلامويين في محاولة اغتيال الرئيس المصري آنذاك، حسنى مبارك، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يونيو 1995.



انقلابه على رفقاء الدرب



انقلب «قوش» على رفقاء الدرب، فعقب تعينيه عام 2004 من قبل نظام البشير مديرًا لجهاز الأمن السوداني كان له دور كبير في المساعدة بالإطاحة بأجهزة الدولة من أنصار الشيخ حسن الترابي، وذلك بعدما انقلب البشير عليه وانقسمت الجبهة الإسلامية إلى شقين هما المؤتمر الوطني التابع للبشير، والمؤتمر الشعبي بقيادة الترابي.



طوال مكوثه في منصب مدير جهاز الأمن السوداني قرابة 5 سنوات، تعاون مع وكالة المخابرات الأمريكية « CSI  «والمساعدة في ملف الإرهاب، في الوقت الذي كانت تضع فيه واشنطن السودان، منذ عام 1993، في قائمة الدول الراعية لـ"الإرهاب"، لاستضافته زعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، بين عامي 1991 و1996، حيث قدّم معلومات وفيرة عن التنظيمات الإسلامية المتطرفة في المنطقة، وكان وراء تسليم الكثير من عناصرهم النشطة.



حُكم على «صلاح قوش» بالسجن عام 2012، وأمضى 7 أشهر بالسجن لإدانته مع ضباط آخرين بالتخطيط لانقلاب على نظام البشير، وتم الإفراج عنه عام 2013 بموجب عفو رئاسي، وظل بعيدًا عن المشهد السياسي، حتى عينه البشير بشكل مفاجئ لرئاسة جهاز الأمن في 11 فبراير 2018.

للمزيد: بعد مُحاكمة «البشير» وفشل «الزحف الأخضر».. «إخوان السودان» في النفق المظلم

علاقته بقطر



تمثلت علاقة «قوش» بالدوحة، في تعيين شقيقه «محجوب» ملحقًا أمنيًا في سفارة السودان بقطر، إذ صدر في 17 أبريل 2019، كشف تنقلات ضباط جهاز الأمن للعمل في السفارات بالخارج، وكان شقيق «قوش» الأصغر بالسفارة.



دعم الميليشيات المسلحة



اعترف قوش في لقاء تلفزيوني سابق، بأن الحكومة السودانية تسلح ميليشيات «الجنجويد» في دارفور وأقرّ بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان وقعت في دارفور، وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن اسم قوش الملقب بـ«عقل الحكومة السودانية» ضمن لائحة قدمت إلى مجلس الأمن تضم 17 شخصًا يعتبرون من أهم الشخصيات المتهمة بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور ويعرقلون السلام في الإقليم، وأدرج في أغسطس2019 ضمن قائمة الممنوعين من دخول أراضيها.



احتجاجات السودان



اتهمت جماعات حقوقية «قوش» بلعب دور رئيسي في قمع الاحتجاجات الشعبية في السودان، والتي انتهت بإعلان استقالته، حيث أعلن المجلس العسكري الانتقالي في السودان في 14 أبريل 2019 أن رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبدالله محمد صالح المعروف باسم صلاح قوش استقال من منصبه.