بوابة الحركات الاسلامية : "صادات".. ذراع أردوغان لقمع الداخل وإرهاب الخارج (طباعة)
"صادات".. ذراع أردوغان لقمع الداخل وإرهاب الخارج
آخر تحديث: الأحد 02/02/2020 01:30 م فاطمة عبدالغني
صادات.. ذراع أردوغان
لم يعد باستطاعة الدكتاتور العثماني الاعتماد على الجيش التركي بشكل كامل بسبب غياب الثقة المتبادلة، لذلك مضى قدما في تأسيس كيان يشبه الحرس الثوري الإيراني ليلعب أدوارا داخلية وخارجية.
وفي هذا الإطار قال مركز "مينا واتش" البحثي النمساوي، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتمد على شركة الأمن المثيرة للجدل "صادات" في لعب أدوار مشبوهة بكل من ليبيا وسوريا، في محاولة لخلق "حرس ثوري تركي" يتخطى المؤسسات الرسمية. 
ولفت المركز المعني بقضايا الشرق الأوسط، إلى أن "صادات" ظهرت في ظل صراع القوى بين أردوغان والجيش، كتنظيم أمني موازي، وهي نشطة منذ سنوات في سوريا، وتلعب حاليا دورا متزايدا في ليبيا".
يشار إلى أن شركة "صادات" تأسست في 2012 على يد الجنرال المتقاعد عدنان تنري فردي باعتبارها الشركة الأولى والوحيدة في تركيا التي توفر الخدمات الاستشارية والتدريبات العسكرية في مجال الدفاع الدولي. وتأسست من قبل 23 ضابطًا وصف ضابط متقاعدين من مختلف وحدات القوات المسلحة التركية، وفي 28 فبراير 2018 تم منحها شهادة "الشركة الأمنية الخاصة" من قبل ولاية اسطنبول وفقا للقانون 5188 واللائحة التنفيذية.
ووفق تعريفها لنفسها تهدف "صادات" إلى "بناء تعاون دفاعي بين الدول الإسلامية من أجل مساعدة (العالم الإسلامي) على أخذ المكان الذي يستحقه بين الدول العظمى"، وتقدم "خدمات استشارية وتدريبية".
لكن الشركة لعبت أدوارا مشبوهة في سوريا، وقامت بتدريب الإرهابيين الذي يقاتلون في البلد العربي وفق "مينا واتش".
يذكر أنه بعد محاولة الانقلاب منتصف يوليو 2016 وتحديدًا في 16 أغسطس عين أردوغان  تنري فردي كبير المستشارين العسكريين، وفي 13 أكتوبر 2018 عينه بهيئة السياسات الأمنية والخارجية التابعة للرئاسة التركية.
وبحسب تقارير إعلامية تركية وأمريكية، تولى تنري فردي، بتعليمات من أردوغان، تدريب عناصر الجماعات الإرهابية في سوريا وليبيا، وتنفيذ جميع الأعمال القذرة التي لم يكن الرئيس التركي يجرؤ على تكليف الجيش بها.
وتقول قيادات من المعارضة التركية إن تنري فردي يحظى بثقة كبيرة لدى أردوغان، ولذلك يستعين به من أجل قتال المنشقين داخليا، وتدريب جهاديين للقتال في حروبه الطائفية الخارجية.
ووفقًا لموقع "ديكان" التركي نقل عدنان فردي البعض من هؤلاء الإرهابيين الذين تم تدريبهم إلى أنقرة لتعقب المعارضين وأعداء أردوغان وتصفيتهم، كما استخدمهم لقمع الأكراد الأتراك والسوريين، واستعملهم لتهريب تكفيريين إلى أوروبا لتنفيذ عمليات إرهابية.
وقال مايكل روبن، الباحث بمعهد "أمريكان إنتربرايز"، في حديث صحفي، إن "أردوغان يدرك بشكل متزايد الخطر المتمثل في أنه لا يستطيع الاعتماد فقط على الجيش التركي لدعم نظامه".
وتابع: "هذا هو السبب وراء سعيه المستمر لإنشاء مليشيا على غرار الحرس الثوري الإيراني، من أجل توسيع مجال عمله في الداخل والخارج".
ونوه بأن أردوغان بات يعتمد أكثر وأكثر على "صادات" بدلا من الجيش التركي عندما يتعلق الأمر بمهام عسكرية حساسة في الخارج.
أما المؤرخ حميد بوزارسلان، فيؤكد في تصريحه لصحيفة أحوال تركية، إن "صادات" شركة خاصة للاستشارات العسكرية، لكنها إحدى أفرع القوات غير الرسمية التي تشمل قوات شرطية وتشكيلات شبه عسكرية تشكل جيش الدولة شبه الموازية في تركيا.
ويوافقه دانييل بايبس، المؤرخ الأمريكي ورئيس منتدى الشرق الأوسط، في أن إردوغان عزز سلطاته على المؤسسات التركية: الجيش، أجهزة المخابرات، الشرطة، القضاء، البنوك، الإعلام، مجلس الانتخابات، المساجد والنظام التعليمي. دعم شركة صادات الأمنية الخاصة، والتي يعتبرها بعض المحللين جيش "الظل" أو الجيش الخاص.
أما موقع تيروريزم أناليستز فيرى أن "صادات" تفعل ما كان يفعله النظير الإيراني منذ عقود من خلال خلق وكلائه في بلدان عدة، حيث أعلن تنري فردي في 2017 أنه يرغب في إقامة جيش إسلامي يضم جنود من كل البلدان الإسلامية "لمحاربة إسرائيل"، كما نشرت صحيفة يني شفق التركية المؤيدة لأردوغان.
فيما يرى موقع ريسيرش جيت، أن الحرس الثوري التركي سيؤثر بشكل سلبي على مستقبل الديمقراطية في تركيا، ويضيف إن الزعماء السياسيين الذين لديهم قصر نظر يدعمون الجماعات شبه العسكرية من أجل تعزيز سلطتهم، وما قد لا يدركه هؤلاء الزعماء هو أن الجماعات المسلحة قد تقوض الوظائف الأساسية للحكومة، وبذلك تضعف الديمقراطية والمؤسسات الديمقراطية.