بوابة الحركات الاسلامية : الجزائر ودورها في دعم إعادة الاستقرار إلى ليبيا (طباعة)
الجزائر ودورها في دعم إعادة الاستقرار إلى ليبيا
آخر تحديث: الخميس 06/02/2020 12:41 م حسام الحداد
الجزائر ودورها في
باتت الأزمة الليبية تؤرق الجميع خصوصا دول الشمال الإفريقي، وبعدما أخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عاتقه شيطنة المنطقة، وارسال مرتزقة إلى ليبيا تقاتل بجوار حكومة الوفاق الممثلة للميليشيات المسلحة والمدعومة من جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي وامارة الارهاب "قطر"، وقد تغيرت المسارات إلى حد ما بعد مؤتمر برلين وبدأت بعض الدول اعادة قراءة المشهد الليبي والتعاطي معه ومن بين هذه الدول، الجزائر دولة الجوار الليبي، ومؤخرا أجرى وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم محادثات مع القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في بنغازي الأربعاء 5 فبراير 2020، ضمن جهود الوساطة الجزائرية بين الطرفين المتنازعين في ليبيا.
وتأتي زيارة الوزير الجزائري لبنغازي بعد أن استضافت الجزائر اجتماعا لدول الجوار الليبي مباشرة بعد انعقاد مؤتمر برلين الذي شدد على رفضه للتدخل العسكري التركي داعيا الرئيس التركي إلى التوقف عن إرسال المرتزقة إلى طرابلس.
ويرجح أن لقاء وزير الخارجية الجزائري بالمشير خليفة حفتر يأتي في إطار تطويق الخطر الذي بات يمثله التدخل العسكري التركي. كما يشير إلى أن الجزائر باتت أكثر قناعة بأنه لا يمكن تجاهل دور قائد الجيش الوطني الليبي في تعزيز الاستقرار وتحصين ليبيا من التدخلات الخارجية.
ونشطت الجزائر دبلوماسيتها بعد انتخاب عبدالمجيد تبون رئيسا خلفا لعبدالقادر بن صالح، إلا أن الأول أبدى في البداية موقفا أميل لدعم حكومة الوفاق الوطني بدعوى دعم الشرعية.
والشرعية قضية خلافية في ليبيا حيث لم تحصل حكومة الوفاق على الثقة من مجلس النواب الليبي المؤسسة التشريعية الوحيدة ما يفقدها الشرعية حتى وان حصلت على اعتراف أممي.
وباتت الجزائر تدرك أن التدخل العسكري التركي في ليبيا من شأنه أن ينعش الجماعات المتطرفة ويفاقم من الفوضى في الدولة الجارة.
وأفاد المكتب الإعلامي للمشير حفتر أن الرجلين بحثا "آخر التطورات" في ليبيا بالإضافة إلى "دور الجزائر في دعم إعادة الاستقرار" إلى هذا البلد الذي تمزقه الحرب.
كما تم مناقشة العلاقات بين الدولتين الشقيقتين الليبية والجزائرية ودور الجزائر الداعم لإعادة الاستقرار في ليبيا و الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب والجريمة..
هذا وقد ثمّن عالياً القائد العام دور الدولة الجزائرية الإيجابي الساعي لإيجاد حل للأزمة
وأشاد المصدر بـ"الدور الإيجابي للدولة الجزائرية الذي يعمل على إيجاد حل للأزمة" في ليبيا.
وكانت الجزائر عرضت الخميس الماضي في برازافيل استضافة "منتدى للمصالحة الوطنية" بين أطراف الأزمة الليبية بحسب لجنة الاتحاد الإفريقي المكلفة بـ"إيجاد حلول" للنزاع.
وكثفت الجزائر التي تشترك مع ليبيا بحدود يبلغ طولها ألف كيلومتر المشاورات في الأسابيع الأخيرة محاولة العمل من أجل تسوية سياسية لنزاع يهدد الاستقرار الإقليمي.
وتقول مصادر إن دول الجوار الليبي المعنية أكثر بتسوية الأزمة تسعى لتفعيل دورها في تسوية الأزمة الليبية وتتحرك على الأرجح لسحب البساط من تحت أقدام الرئيس التركي الذي يلقي بثقله في ليبيا ضمن أجندة التمدد في المنطقة ودعم جماعات الإسلام السياسي.
وتشهد ليبيا التي لديها أكبر احتياطي نفطي في إفريقيا حالة من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011 بعد تمرد وتدخل عسكري بقيادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
ومنذ أبريل 2019، تدور معارك على أبواب طرابلس بين قوات حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة وقوات الجيش الوطني الليبي.
ويخوض الجيش الوطني حربا على الإرهاب ونجح في تطهير شرق ليبيا من الجماعات المتطرفة ليوسع لاحقا عملياته إلى غرب البلاد وصولا إلى العاصمة طرابلس التي تهيمن عليها جماعة الإخوان المسلمين والميليشيات المتشددة الموالية لها.
ودخل وقف هش لإطلاق النار حيز التنفيذ في 12 يناير 2020، فيما تستمر الجهود الدولية والعربية لضمان عدم انهياره.