بوابة الحركات الاسلامية : الصراع في إدلب.. هل يعيد العداء التاريخي بين أنقرة وموسكو؟ (طباعة)
الصراع في إدلب.. هل يعيد العداء التاريخي بين أنقرة وموسكو؟
آخر تحديث: الخميس 13/02/2020 12:23 م روبير الفارس
الصراع في إدلب..
اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن تركيا هي المسؤولة عن تصعيد الأوضاع الحالية في إدلب.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زهاروفا في المؤتمر الصحفي الأسبوعي أن سبب تدهور الوضع في “إدلب” هو فشل أنقرة في الوفاء بالتزاماتها بشكل متكرر؛ وذلك وفقًا لوكالة “سبوتنيك” بنسختها التركية.

يأتي ذلك بعدما وجه الكرملين اتهامات إلى تركيا بعدم التقيد بالاتفاقات التي أبرمتها مع موسكو “لتحييد” المسلحيين في محافظة إدلب شمال سوريا، وقال إن الهجمات على القوات السورية والروسية مستمرة في المنطقة.

ووقعت روسيا اتفاقا مع تركيا في عام 2018 اتفاقية لإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب بشرط خروج المسلحين ومعداتهم الثقيلة منها، لكن ذلك الاتفاق وغيره من الاتفاقات بين البلدين تعرض لضغوط مع تزايد التوتر في المنطقة.

وكان الرئيس التركي رجب أردوغان لفت في كلمته ألقاها في اجتماع مجموعة حزب العدالة والتنمية أمس، إلى أن الاتفاقات المتعلقة بإدلب لم يتم الامتثال لها من قبل روسيا، وقال: “إننا لن نتصرف من منطلق الأقوال بعد الآن؛ وإنما ستكون تحركاتنا وفق الحقائق وما يدور على الساحة”.

جدير بالذكر أن “أردوغان” أمهل قوات النظام السوري حتى آخر فبراير للانسحاب إلى ما خلف نقاط المراقبة التركية والأماكن التي تخضع للسيطرة التركية؛ وتابع كلمته قائلًا: “إذا لحق بأي جندي من جنودنا أذى سواء في مواقع السيطرة التركية أو في أي مكان؛ فإنني أعلن من هنا أننا سنقوم بضرب قوات النظام السوري في أي مكان دون التقيّد بحدود اتفاقية إدلب أو سوتشي”.

وخلال أسبوع واحد قتل 13 جنديا تركيا في هجمات لقوات الجيش السوري على نقاط المراقبة التركية في إدلب، ومن جهتها جلبت تركيا تعزيزات عسكرية إلى نقاطها، حيث أدخلت خلال أسبوع أكثر من 5 آلاف جندي ومايزيد مع ألف آلية عسكرية، إلا أن ذلك لم يمنع قوات النظام السوري من التقدم في إدلب وحلب، وحتى أنهم سيطروا على طريق حلب- دمشق الدولي بعد 8 سنوات من فقدانه.

وقالت الخارجية السورية ردا على تهديدات الرئيس التركي رجب أردوغان بضرب جنود الجيش السوري إنها “تصريحات جوفاء فارغة” صادرة “عن شخص منفصل عن الواقع” محملة أردوغان نتيجة الوجود غير المشروع لقواته في سوريا.
ووتعليقا علي الصراع  الروسي التركي  الدائر حاليا  قال الباحث المتخصص في الشأن التركي سونر چاغاپتاي  بمعهد واشنطن لسياسيات الشرق الادني  تاريخياً، تُعد روسيا أبرز الأعداء الجيوسياسيين لتركيا، غير أن بوتين تراجع عمداً عن هذا الموقف سعياً منه إلى دق اسفين بين [أعضاء] حلف "الناتو". وفي إطار هذا التغير في المواقف (مهما كان مؤقتاً)، دعم بوتين وأردوغان الانفراج في العلاقات، وعقدا اتفاقات بشأن المسائل الأمنية (على سبيل المثال، شراء تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخي الروسية "S-400") وتجنبا المواجهة في مساعيهما العسكرية في المنطقة، أولاً في سوريا، ولاحقاً في ليبيا. 

وفي الوقت نفسه، فإن تاريخ تركيا الطويل الحافل بتعرضها للتخويف من قبل روسيا يجعل أردوغان متردداً في تحدي بوتين. ومن بين جميع الدول المجاورة لها، روسيا هي الوحيدة التي تخشاها أنقرة حقاً. فبين القرنين الخامس عشر والعشرين، خاض الشعبان ما يقرب من عشرين حرباً، تم التحريض لجميعها من قبل الروس الذين فازوا فيها في النهاية.

وبالتالي، يحرص القادة الأتراك على تجنب تصعيد الأزمة الحالية في إدلب ، وسوف تتجنب  أنقرة المواجهة العسكرية الأوسع مع روسيا حول إدلب.