بوابة الحركات الاسلامية : أثار تركيا تواجه المجهول.. أردوغان ينفق أموال الشعب على الإرهاب وحروبه العثمانية (طباعة)
أثار تركيا تواجه المجهول.. أردوغان ينفق أموال الشعب على الإرهاب وحروبه العثمانية
آخر تحديث: الخميس 13/02/2020 01:48 م أميرة الشريف
 أثار تركيا تواجه
في الوقت الذي ينفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أموال تركيا على مشاريعه التوسعية ودعم الجماعات الإرهابية في المنطقة والعالم، تواجه أثار تركيا التي يقع أغلبها في اسطنبول إهمالا كبيرا من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم.
ويواصل أردوغان إهمال وطمس معالم التاريخ والأماكن الأثرية في تركيا في ظل انشغاله بحروبه الخارجية ودعمه الإرهاب، وعدائه للتاريخ،  حيث  يواجه ملجأ بيوكادا اليوناني في تركيا مخاطر الانهيار، وهو يعد من أبرز معالم التاريخ في اسطنبول.
وفقا لتقارير دولية، تم التبرع لفندق "Prinkipo Palas" ، الذي تم بناؤه كفندق رائع من قبل ألكساندر فالوري الفرنسي في عام 1898 ، إلى بطريركية فنر اليونانية الأرثوذكسية بشرط أن يتم استخدامه كدار للأيتام عن طريق شراء يوناني في أوائل القرن العشرين.
وكان هذا المبنى التاريخي موطنًا لحوالي 5700 يتيم يوناني حتى تم إغلاق بابه في عام 1964، وبات مهجورا لمدة 54 عامًا، وقد تعرض للتهديد بسبب انهيارها لسنوات.
و بيوكادا اليوناني، هو مبنى خشبي ضخم يقع في بويوكادا، قبالة الساحل التركي، صُمم ليكون بمثابة فندق فاخر، لكنه تحوّل إلى دار للأيتام، ويعتبر المبنى أكبر مبنى خشبي في أوروبا، لكنه بات مهجورًا في عام 1964 وبقي قائمًا حتى اليوم على حاله، وتجري أعمال قانونية لإعادة استغلاله، لكن أردوغان لم يشغله الاهتمام بالأماكن الأثرية العريقة، أكثر من اهتمامه بدعم وتمويل الإرهاب في المنطقة.
ومع سوء الأحوال الجوية خاصة في فصل الشتاء يتعرض المبني الخشبي للإنهيار، حيث انهار بالفعل إحدي أسقف المبني.
ووفق تقرير للموقع الثقافي التركي " Kültür Servisi"، استمرت المناقشات حول ملكية المبنى لسنوات عديدة، ففي عام 2010 ، قررت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR) تسليم الهيكل إلى بطريركية الروم الأوردودوكس.
وحدد يوروبا نوسترا وبنك الاستثمار الأوروبي مواقع التراث الثقافي المهددة بالانقراض في أوروبا في عام 2018 ولم ينسوا دار الأيتام اليونانية في بويوكادا. 
ويريد غوليزار كاراتيز، الذي عاش في بويوكادا لمدة 60 عامًا ، استعادة دار الأيتام اليونانية في بويوكادا، وفي عام 2010 ، سلمت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بطريركية فينر اليونانية، إلا أنه تم إهمالها حتي الأن.
ويأتي عداء إردوغان للتاريخ بحجة إنشاء مشاريع سياحية أكثر جدوى اقتصادية للخروج من الأزمة المالية الطاحنة التي تمر بها أنقرة، رغم تحذيرات المختصين من خطورة تغيير هوية البلاد، ومطالبهم بضرورة منحها مزيدا من الاهتمام.
ولم يكتف أردوغان بإهمال المعالم الأثرية، بل قام  بهدم 300 مبنى أثري من قبل،  وهي أكثر المناطق التاريخية التي تميز مدينة إسطنبول، حيث كانت مركز الحياة للأقليات غير المسلمة في العهد العثماني، مثل اليهود واليونان والأرمن، وتعود معظم مبانيها إلى القرن التاسع عشر.
واستغل نظام إردوغان رحيل الأقليات تاركة خلفها الكثير من المباني والمحال  العتيقة والتي لم يجد أغلبهم الوقت لبيعها قبل الرحيل، وهدم أكثر من 300 مبنى من أجل بناء أماكن سياحية، مؤكدا أن خطوته ستدر دخلا أفضل بكثير من وضعها الحالي. 
وكذلك، "طارلاباشي" من أقدم أحياء إسطنبول ويبعد أمتارا قليلة عن ساحة الاستقلال بمحالها الفاخرة، طرح مشروع تحويله إلى حي سكني وعلى إثر ذلك صدر قرار بأن مباني الحي آيلة للسقوط حتى يصبح الهدم مقبولا أمام الرأي العام، وبالفعل أزيلت المباني التاريخية رغم مئات الدعاوى القضائية المرفوعة ضد البلدية.
لم يختلف حال المكان بولاية ديار بكر عن حال الإنسان، حيث تعرضت منطقة "سور" التاريخية للهدم بحجة تطوير المدينة، وحين اعترض السكان حدثت اشتباكات مع الأمن، واعتقل المئات وأعلن حظر التجول أكثر من مرة.
وقالت حركة مدينة ديار بكر إن منطقة سور تعرضت لعملية نهب تاريخية بعد أن تحولت لميدان بالإيجار لمن يدفع أكثر، موضحة أن مناطق الهدم تسرق منها الأحجار المنقوشة والقطع النادرة وتباع للمنازل والفنادق والمراكز الترفيهية في الولايات الغربية.
تعتبر الأسوار المحيطة بقلعة ديار بكر العتيقة ثاني أطول حائط حماية في العالم بعد سور الصين العظيم، ويوجد في "سور" 602 مبنى تاريخي، وجرى الإعلان عنها كـ"موقع تراثي" عام 1988 بقرار من مؤسسة حماية الأوقاف الثقافية والطبيعية، وفي الاجتماع 39 للجنة التراث 2015، سجلت قلعة ديار بكر وحدائق هفسل الثقافية الطبيعية كتراث عالمي.
و لم تسلم قلعة ضرب خانة التاريخية و 400 كهف أثري من معول هدم إردوغان، حيث أقدمت الحكومة على تفجير المنطقة بمقاطعة حسن كيف التابعة لمدينة باطمان، باستخدام كمية ضخمة من الديناميت رغم أنها تضم ضريح أحد المنتمين لآل بيت النبي، بجانب 366 صحابيا آخرين، ما أثار غضب الأتراك الذين رفضوا ما تفعله السلطات واصفين ما يحدث بأنه أكبر عملية هدم منذ المغول وجريمة ضد الإنسانية.
كذلك، لم يسلم مصطفى كمال أتاتورك من عملية الطمس التي يقوم بها إردوغان ربما عقابا له على إنهاء حكم العثمانيين، حيث أعلن العام الماضي عن خطط لهدم مركز ثقافي في إسطنبول يحمل اسم مؤسس تركيا العلمانية الحديثة، وذلك لإقامة دار أوبرا ومسرح وسينما ومركز للمؤتمرات.
وتعد تلك المحاولة الثانية لهدم المركز بعدما تسببت خطة سابقة في تطوير الموقع القريب من ميدان تقسيم في خروج احتجاجات حاشدة ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم.
يروج إردوغان، الذي شغل منصب رئيس بلدية إسطنبول في التسعينيات، منذ فترة طويلة للحاجة إلى استبدال المركز مبررا ذلك بأن المبنى ليس مقاوما للزلازل، والمركز مغلق أمام العامة منذ عشر سنوات بسبب خلافات على تجديده وبنيته التحتية.
كذلك أقدمت إحدى بلديات حزب العدالة والتنمية الحاكم، على هدم مسجد "أسن تبه" التاريخي المبني في حي قزيل تبه، بموجب مشروع التخطيط العمراني.
الخطوة الصادمة تسببت في استياء كبير بين الأتراك، ومنع سكان الحي محاولة هدم المسجد استجابة لدعوة وجهها الإمام من المئذنة، وفضت قوات الأمن المواطنين المحتشدين بالعنف واستخدمت خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع وأطلقت النيران في الهواء.
المدهش أن المسجد لا يوجد به أية عيوب تؤهله للهدم، حيث جرى ترميمه قبل أربع سنوات فقط.
ولم تسلم مدينة غلاطة الميناء التاريخي على ساحل البحر الأبيض المتوسط من التخريب والتدمير، ففي سبيل مشروع سياحي يطلق عليه "غلاطة بورت" أو حسب اسمه الحقيقي "مشروع الميناء السياحي سوق الثلاثاء"، جرى هدم عشرات المباني التاريخية ومنها "صالون كاراكوي للمسافرين" و"مكتب بريد الطرود".
طرح مشروع غلاطة بورت عام 2002، وحدثت معركة قانونية طويلة خلال 16 سنة منذ طرحه لأنه في 1993 أعلنت منطقة كاراكوي وصالي بزاري "محمية حضرية"، إلا أن مجلس وزراء إردوغان اعتبرها منطقة سياحية بعد عام من إطلاق المشروع، والآن أصبحت مباحة وجاهزة للإيجار والعمليات العقارية.
وتشمل فضائح  إردوغان ما حدث في مشروع سد "يورتانلي" والذي افتتحته الحكومة عام 2010 على نهر "إيا"، إذ تسبب في إغراق الموقع الأثري للحمام اليوناني "إليانوي"، وأطلال مدينة "زيوغما" التي ترجع للعام 300 قبل الميلاد، وهو نفس المصير الذي تواجهه المدينة الأثرية "حصن كيفا"، بعد الانتهاء من إقامة سد "إليسو" المشروع الكهرومائي الأضخم في تركيا.