بوابة الحركات الاسلامية : «اتفاق سوتشي» على المحك.. تركيا تصعد التهديدات في «إدلب» وتجر «الناتو» للحرب (طباعة)
«اتفاق سوتشي» على المحك.. تركيا تصعد التهديدات في «إدلب» وتجر «الناتو» للحرب
آخر تحديث: الخميس 13/02/2020 07:26 م معاذ محمد
«اتفاق سوتشي» على
على الرغم من توصل كل من روسيا وتركيا في 18 سبتمبر 2018، إلى اتفاق يقضي إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب بالشمال السوري، لتجنب الحرب في تلك المحافظة عُرف إعلاميًّا بـ«سوتشي»، فإن هذا الاتفاق دخل حاليًا نفقًا مظلمًا، خصوصًا بعد زيادة حدة التوترات بين الجانبين في الفترة الأخيرة.

اتهامات متبادلة
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن بلاده لن تقف صامتة حيال ما يجري في إدلب، رغم تجاهل الجميع للمأساة هناك، على حد وصفه، مضيفًا: «في حال اعتدائه على قواتنا، سنضرب جيش النظام السوري حتى في المناطق غير المشمولة باتفاق سوتشي».
وتابع «أردوغان»، الأربعاء 12 فبراير 2020: «لن نتغاضى بعد الآن عن عمالة أو حقد أو استفزاز أي كان، أقولها علنًا، لن يكون أحد في مأمن بمكانٍ أُهدر فيه دم الجنود الأتراك»، مؤكدًا: «مصرون على خروج النظام السوري إلى ما بعد نقاط المراقبة حتى نهاية فبراير، ولن نتراجع عن ذلك وسنقوم بكل ما يلزم على الأرض وفي الجو دون تردد».
في المقابل، قال مصدر بوزارة الخارجية السورية: إن دمشق تؤكد مجددًا رفضها القاطع لأي تواجد تركي على أراضيها، والذي يشكل انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي، واعتداء صارخًا على سيادة الدولة.
وأكد المصدر، بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا»، أن ما تفعله تركيا يتناقض مع بيانات آستانا وتفاهمات سوتشي بخصوص منطقة خفض التصعيد في إدلب، مشددًا على أن ذلك يؤكد إصرار نظام «أردوغان» على عدم احترام أي تعهدات، ومواصلة التصرف كنظام خارج عن القانون.
وبحسب المصدر، فإن النظام التركي يستمر في عدوانه على سيادة أراضي سوريا، من خلال نشر المزيد من قواته في إدلب وريفها، وريف حلب واستهداف المناطق المأهولة بالسكان، وبعض النقاط العسكرية، مشددًا على أن هذه محاولة لإنقاذ أدواته من المجموعات الإرهابية المندحرة أمام تقدم الجيش العربي السوري.

تركيا تجر الناتو إلى الحرب
في 10 فبراير الجارى، أكد عمر تشيلك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أن بلاده تنتظر دعم حلف «الناتو» على خلفية الوضع في إدلب، مضيفًا: «نحن على اتصال دائم بالحلف ونجري مشاورات معه بما في ذلك حول سوريا».
وتابع: «تركيا تنتظر أن يكون الناتو معها في الحرب ضد الإرهاب بشكل واضح، ويجب أن يكون الناتو متضامنًا معها».
وتعقيبًا على ذلك، قال إيفان أباكوموف ونتاليا ماكاروفا، في مقال نشر بصحيفة «فزغلياد» الروسية، تحت عنوان «لماذا تجر تركيا الناتو إلى حرب في سوريا»، الأربعاء 12 فبراير، إن «أردوغان» يخطط لضم حلب السورية إلى امبراطوريته العثمانية التي يسعى لاستعادتها، مؤكدين أن التصعيد في المحافظة أدى إلى خسائر كبيرة في صفوف كل من القوات السورية والتركية.
في السياق ذاته، يعتبر سيمون باجداساروف، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، أن الرئيس التركي يحاول تحقيق طموحات بلاده بأن تصبح قوة عظمى، ويحث الناتو على الانضمام إلى عملياته في إدلب، على أراضي تحت سيادة دولة أخرى، في إشارة إلى سوريا، ويريد من ذلك إخافة روسيا من خلال التهديد بتدخل حلف شمال الأطلسي.
ويوضح «باجداساروف» في تصريح لصحيفة «فزغلياد» الروسية، أن «أردوغان» يريد الاستيلاء على حلب، خصوصًا أنها كانت بعد القسطنطينية، ثاني أكبر مدن الإمبراطورية العثمانية»، مؤكدًا أنه لايزال الأتراك يعتبرونها ملكهم.
وذكرت مصادر لقناة «سكاي نيوز»، أن رتلين عسكريين تابعين لتركيا دخلا الأراضي السورية، الأربعاء 12 فبراير 2020، ضما قرابة 100 آلية عسكرية، وتوجها نحو ريف حلب الغربي.

اتفاق سوتشي على المحك  
بحسب وكالة «الأناضول» التركية، دعا مسؤولو أنقرة، موسكو إلى «تحمل مسؤوليتها»، باعتبارها بلدًا يضمن اتفاقًا لوقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في سوتشي عام 2018.
وكشف مصدر فى الكرملين، عن فحوى اتصال هاتفي جرى بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان بشأن الوضع في إدلب؛ موضحًا أنهما ناقشا مختلف جوانب التسوية السورية، بما في ذلك تفاقم الوضع في منطقة خفض التصعيد في المحافظة المذكورة، مؤكدًا أنه تمت الإشارة إلى أهمية التنفيذ الكامل للاتفاقات الحالية بين البلدين، بما في ذلك مذكرة سوتشي الموقعة بتاريخ 17 سبتمبر 2018.
وفي المقابل، أكد مولود تشاوش أوغلو، وزير الخارجية التركي، أن بلاده تواصل العمل مع روسيا لتثبيت عملية وقف إطلاق النار في إدلب، مؤكدًا في مؤتمر صحفي، أن اتفاق سوتشي لا يزال قائمًا رغم العوائق.
وازدادت حدة التوتر في إدلب مؤخرًا، بعد مقتل 7 جنود أتراك فى قصف نفذه الجيش العربي السوري استهدف نقطة للجيش التركي، وردًا على ذلك قصفت القوات التركية نقاطا للجيش السوري.
كما تعرضت قوات عسكرية تركية في «إدلب» لقصف سوري، الثلاثاء 11 فبراير، وقتل خمسة جنود وجرح مثلهم، وقال فخر الدين ألطون، رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، إن قوات بلاده ردت مباشرة على الهجوم.