بوابة الحركات الاسلامية : إنهاك قوى الأمن.. وسيلة الإرهاب لبث الذعر في أوروبا (طباعة)
إنهاك قوى الأمن.. وسيلة الإرهاب لبث الذعر في أوروبا
آخر تحديث: الأحد 16/02/2020 01:56 م مصطفى كامل
إنهاك قوى الأمن..
كشف حادث انفجار الخطابات التي يشتبه في أنها مملوءة بمواد متفجرة، الأربعاء 12 فبراير 2020، بهولندا، عن طريقة تعتمد عليها التنظيمات الإرهابية في استنزاف القوات الأمنية وإنهاكها، من خلال استهداف المنشآت الحيوية الغير مؤمنة تأمينًا كافيًا، الأمر الذي يفتح الباب أمام نظرية أبو بكر ناجي مؤلف كتاب «إدارة التوحش».



وتعتمد نظرية «إدارة التوحش» على استنزاف القوات داخل البلاد لفتح الحدود أمام الفارين من عناصر التنظيمات للدخول، عن طريق القيام بعمليات تستهدف الشركات والقطاعات الخاصة والحكومية غير المؤمنة لجذب القوات الأمنية من الحدود لتأمينها في كافة البلاد وترك الحدود دون حماية قوية لإثارة البلبلة داخل الدول الأوروبية والغربية وفرار العناصر الإرهابية من دولة لأخرى.

وأعلنت الشرطة الهولندية، الأربعاء 12 فبراير الجارى، انفجار خطابات يشتبه في أنها مملوءة بمواد متفجرة، داخل مكتب بريد بالعاصمة «أمستردام»، وآخر بشركة لفرز البريد في مدينة كيركراده، الواقعة شرق البلاد، بالقرب من الحدود الألمانية، دون وقوع إصابات. 

وقالت الشرطة في تغريدة، عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: إن الانفجارين اللذين وقعا بمكتب البريد وشركة الفرز، لم يؤديا إلى وقوع أي إصابات، لافتةً إلى أن عناصر الشرطة، وخبراء المتفجرات موجودون في موقع الانفجار».

الإنهاك واستنزاف القوات

في كتاب «إدارة التوحش.. أخطر مرحلة ستمر بها الأمة» لـ«أبو بكر ناجي»، كشف عن وجود مرحلة أطلق عليها «شوكة النكاية والإنهاك»، يجب على التنظيمات الإرهابية العمل عليها لفتح الباب أمام مقاتليها للعبور إلى الدول الغربية لتنفيذ عمليات إرهابية بداخلها، لافتًا إلى أن تلك المرحلة يجب تكوين مجموعات وخلايا منفصلة في كل مناطق العالم لإحداث فوضى متوقعة في مناطق عديدة بالدول الرئيسية المختارة.

ووضع «ناجي» في كتابه خطة التحرك لإحداث الفوضى واستنزاف القوات الأمنية المدربة جيدًا المتواجدة عبر الحدود لحمايتها بتركها شاغرة دون حماية قوية، باستهداف الأماكن غير المؤمنة جيدًا، والتي تأتي في مقدمتها البنوك، وشركات البترول والسياحة، لافتًا إلى أن الدول الغربية المراد استهدافها تضع في أولويات حمايتها الحماية الشخصية للعائلات الحاكمة والأجهزة الرئاسية، وضيوفهم، فيما تحتل الأماكن العامة – بحسب أبو بكر ناجي- مراكز متأخرة في الحماية يسهل استهدافها.

وعن استنزاف القوات وسحبها إلى الداخل وترك الحدود فارغة، قال الكتاب: إنه عند قيام التنظيمات الإرهابية باستهداف بنك كبير في إحدى الدول ومن على شاكلتها سيتم تأمين جميع البنوك في كفة البلاد، وستتوجه الحراسات المكثفة إلى جميع الأهداف غير المؤمنة جيدًا لحمايتها، الأمر الذي سيزيد من فرص الاستنزاف الأمني للقوات عقب توسيع الأهداف والضربات التي تتم من مجموعات صغيرة ومنفصلة.

ولفت إلى أنه عقب قيام تلك الدول بحماية منشآتها بالقوات العسكرية ستخلو الأطراف والمناطق المزدحمة بالقوات العسكرية من الوجود العسكري المكثف، وسيتركز أعداد من الجنود فيها بقيادة هشة وضعيفة غير كافية العدد من لضباط، الأمر الذي يؤكد أن تلك القوات سيكون بنيانها هش وسهل المهاجمة، وسيفرون عقب الهجوم الذي سينفذه أي تنظيم عليه.

القاعدة صاحب السبق

أعلن تنظيم «القاعدة» عام 2010، استخدامه الطرود المفخخة لبث الذعر في الدول الغربية وشل الاقتصاد، حيث هدد بشن المزيد مما أسماه «الهجمات الصغيرة»، على غرار الطرود المفخخة التي أرسلها التنظيم من اليمن إلى الولايات المتحدة؛ حيث تمكنت الأخيرة من العثور على طردين مفخخين أرسلا إلى معبدين يهوديين في مدينة شيكاغو.

وتبنى «القاعدة» مسؤوليته عن إرسال الطرود آنذاك عبر مجلة «إنسباير» الناطقة بالإنجليزية، مشيرًا إلى أن هذه الطرود تثير مخاوف الغرب وتجعله ينفق مليارات الدولارات على الإجراءات الأمنية، موضحًا أن تكاليف إرسال الطرود المفخخة لم تتجاوز 4200 دولار أمريكي، مؤكدًا أنها تعمل على نقل خبرتها في هذا المجال إلى جماعات إسلامية أخرى متطرفة لتشجيعها على القيام بمثل هذه العمليات.

وبحسب مركز «إنتل سنتر» الأمريكي لمراقبة المواقع المتطرفة -آنذاك- فان تنظيم القاعدة أعلن في مجلته الإلكترونية أن الطرود التي أرسلت إلى الولايات المتحدة لم يكن هدفها القتل بل التسبب بأكبر قدر ممكن من الاضطرابات الاقتصادية.