بوابة الحركات الاسلامية : تقرير أمريكي: تجنيد النساء.. أهم ابتكار لتنظيم "داعش" (طباعة)
تقرير أمريكي: تجنيد النساء.. أهم ابتكار لتنظيم "داعش"
آخر تحديث: الخميس 20/02/2020 12:24 م روبير الفارس
تقرير أمريكي: تجنيد
أكد الصحفي بيتر بيرجن المتخصص في مجال الكتابة عن الإرهاب، "إن أهم ابتكار لتنظيم "داعش" كان في تجنيد النساء... لذا، قد يكون جيلًا جديدًا من الإرهابيين قيد التحضير" وتجنيد الأصوليون للنساء اللواتي يخترن لعب دور حاسم في تلقين وتوجيه أسرهن والمساهمة في الأعمال الإرهابية لأنهم يعرفون أن النساء يمكن أن يستخدمن نفوذهن في تجنيد نساء أخريات أو يخدعنهن حتى يقعن ضحايا جماعات مثل بوكو حرام، داعش، القاعدة، الشباب، أو أي حركة إرهابية أخرى  وفي تقرير نشره معهد واشنطن لسياسيات الشرق الادني رصدت انجي عمر الاعلامية بقناة فرانس24 اراء وتبعات تكوين المرأة المتطرفة فقالت .طوال فترة نشأتي، صادفتُ الكثير من النساء اللواتي يعانين تبعات الصدمات الحادة التي تعرضن لها جراء عقوبات أنزلها بهن مجتمعهن. وتتراوح التحديات التي تواجهها هذه النساء بين ما يسمّى بـ “جرائم الشرف" وصولًا إلى تشويه أعضائهن التناسلية، تحديات هي في أغلب الأحيان خلاصة الموقف العام لمجتمع يعتبر جسد المرأة خطيئة بطبيعته.
لقد كان قمع الأقليات العرقية والإثنية جزءا من مخطط الحفاظ على منظومة النظام الأبوي والرفض الأوسع للتنوع والشمولية. إذ كان يُنظر إلى كل الذين حاولوا اختيار حياة جديدة خارج القاعدة المجتمعية على أنهم مصدر تهديد. وقد ساهمت تلك النظرة في خنق القدرات الإبداعية والإنتاجية للمرأة في المنطقة بأكملها.
والجديد نوعًا ما هو أن بعض النساء اللواتي اختبرن هذه الصدمات، ولا سيّما من ترعرعن في بيئات متطرّفة، يرين في الالتحاق بالمجموعات الإرهابية وسيلةً لاستعادة القدرات التي حَرمهنّ المجتمع منها، حيث تضطر بعضهن للاستجابة للتقاليد وللضغوط الاجتماعية التي تقمع حقوقهن فيجنحن في الأخير نحو تشجيع الأفكار المتطرّفة التي تعتبر التضحية بالذات شيئًا مقدّسًا، وذلك من خلال اللجوء إلى الأداء الأكثر تطرفًا لتلك "القيم". والتربة الخصبة التي تنمو فيها هذه الأفكار المتطرفة لدى بعض النساء تكمن في عدم توفر طرق بديلة لديهن للتعبير عن غضبهن الذي تحول إلى كراهية دفينة.
وتقول الباحثة  أكد الصحفي بيتر بيرغن الرائد في مجال الكتابة عن الإرهاب، "إن أهم ابتكار لتنظيم "داعش" كان في تجنيد النساء... لذا، قد يكون جيلًا جديدًا من الإرهابيين قيد التحضير" وذلك بفضل هذا الاهتمام الجديد بتطويع النساء. وبالمثل، فقد لاحظ جيسون بيرك من صحيفة "الجارديان" هذه الاستراتيجية الجديدة في عام 2016: "في السابق، كان دور الإناث في تنظيم "داعش" ينحصر في الدعم، بعيدًا عن ساحة المعركة. إلا أن هذا النهج يبدو أنه تغيّر خلال فصل الصيف، مع ازدياد الضغط العسكري على معاقله الرئيسية في العراق وسوريا وليبيا، وخسارته مساحات واسعة من الأراضي." وهذا ما يصفه الباحثون في مجال الإرهاب بالنقلة النوعية في الاستراتيجيات الإرهابية. فمن الواضح أن تنظيم داعش لعب على وتر الإحباط العميق السائد في الأوساط النسائية بهذه المجتمعات، وتعلم كيفية استغلال هذا الإحباط لخدمة أهدافه.
ويقول نورمان رول، المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية في قسم الإشراف على سياسة الأمن القومي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، في مقابلة مع الكاتب: "إن الإحساس بالقمع هو عامل حاسم في التطرف... وقد يكون [هذا] القمع مجرد قرار صادر عن فرد أو أسرة أو متعلّق بمجال واحد من مجالات السياسة، لكنه عاملٌ أساسيٌّ في نشوء التطرف، فما قد يبدو أنه قمعٌ لشخص ما، قد يعتبره آخرون مجرد قاعدة اجتماعية."
أما بالنسبة لعدد كبير من النساء، فإن التعرض الأكثر شيوعًا للقمع ينبع من داخل الوسط الاجتماعي الخاص بهن. فبمعنى آخر، أحد الأسباب الرئيسية التي تختار بسببها تلك النساء الانخراط في الإرهاب هو البحث عن الإحساس بسلطة وقوة لم تتوفر لهن مطلقًا في مجتمعاتهن، من خلال الميل نحو أيديولوجية متطرّفة وقبول الأدوار القيادية الجديدة المتاحة لهن داخل تلك البنية – حتى وان عاملتهن هذه المنظمات على انهن مواطنات من الدرجة الثانية، وقد يصل إلى درجة الاتجار بهن جنسيا لكسب المال.
يبدأ الأصوليون بتجنيد النساء اللواتي يخترن لعب دور حاسم في تلقين وتوجيه أسرهن والمساهمة في الأعمال الإرهابية لأنهم يعرفون أن النساء يمكن أن يستخدمن نفوذهن في تجنيد نساء أخريات أو يخدعنهن حتى يقعن ضحايا جماعات مثل بوكو حرام، داعش، القاعدة، الشباب، أو أي حركة إرهابية أخرى.
وإذا أمكننا التسليم بأن الشرق الأوسط هو منطقة تعاني من مشاكل دينية وطائفية لا تحصى، فما الذي يدفع النساء الغربيات إلى التكيف مع الأيديولوجيات المتطرفة والانضمام إلى الجماعات الإرهابية؟ حين قابل بيرغن النساء الأمريكيات اللواتي حاولن الانضمام إلى تنظيم "داعش"، على سبيل المثال، زعَمْنَ له أنهنَّ منجذبات إلى خطة الجماعة الإرهابية "لإنشاء مجتمع إسلامي متكامل، أي نظام الخلافة، مجتمع رأينه كأنه الجنة على الأرض." هذه الحقيقة تؤدي بنا إلى استنتاج واحد مفاده أن النساء الشرقيات والغربيات يقعن ضحايا الإخضاع والقهر من قبل هذه الجماعات وضحايا المفهوم الأوسع لمعضلة الإرهاب. وبالنظر إلى هذه العوامل التي أدت إلى إشراك النساء في الجماعات الإرهابية، فقد حان الوقت لتركيز الجهود من أجل معالجة قضية الإرهاب النسائي.
وقد أكدت جاميل بيجيو وريتشيل فوغلشتاين في مقالة لهما تحت عنوان: (لماذا الفهم الحيوي لدور المرأة في الإرهاب؟) على ضرورة الاعتراف بالأدوار التي تضطلع بها المرأة في المنظمات الإرهابية: "فبعد ثمانية عشر عامًا من الهجمات الإرهابية المدمّرة التي وقعت في 11 سبتمبر ... أنفقت الولايات المتحدة ما يقارب 6 تريليونات دولار لمكافحة الإرهاب، لكن عدد المقاتلين الإسلاميين المتطرفين في العام الماضي كان أعلى بنسبة 270 في المائة مما كان عليه عام 2001. بدأ العديد من الباحثين أمثال جوان كوك في كتابها المعنون "مكانة المرأة: مكافحة الإرهاب الأمريكي منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر"، في الانضمام الى النقاش الدائر حول الأبعاد الجنسانية للإرهاب، فضلاً عن العوامل المجتمعية التي تؤثر على النساء وتدفعهم للتطرف.
إن الإرهاب النسوي يمثل جانبًا واحدًا من جوانب أزمة الإرهاب المتأصّلة في الشرق الأوسط التي تعيد تشكيل نفسها بطرقٍ أكثر عدوانيّة، سواء في العراق أو اليمن أو إيران أو أي بلد آخر من بلدان هذه المنطقة. ومع ذلك، من الأهمية بمكان التأكيد على محاربة الأيديولوجيات التي تُحقر وتدنس جسد المرأة وعقلها.