بوابة الحركات الاسلامية : انسحاب جديد.. أمريكا تربك حسابات مواجهة الإرهاب بالساحل الأفريقي (طباعة)
انسحاب جديد.. أمريكا تربك حسابات مواجهة الإرهاب بالساحل الأفريقي
آخر تحديث: السبت 22/02/2020 10:58 م
انسحاب جديد.. أمريكا

 شيماء حفظي
تثير مزاعم الإدارة الأمريكية والرئيس دونالد ترامب، بالانسحاب من منطقة غرب أفريقيا - على غرار قرار الانسحاب من سوريا - جدلًا في الداخل الأمريكي، إضافة إلى تساؤلات كبيرة تتعلق بمواجهة الإرهاب في المنطقة، وسط مطالب بتقليل وجودها هناك.

مسرح الإرهاب
وتُعد منطقة غرب أفريقيا والساحل، مسرحًا لعمليات إرهابية نفذتها جماعات تنشط في المنطقة، على رأسها جماعة «بوكو حرام»، إضافة إلى انتشار الإرهاب على حدود الدول المتجاورة ما جعل قوى دولية تتدخل لمواجهة انتشارها.
ومنطقة الساحل، هي منطقة شبه قاحلة تمتد إلى 10 بلدان، تكاد تصل إلى نقطة الانهيار؛ إذ أدت الأزمات الغذائية المتكررة ونقص المياه إلى تفاقم الانقسامات العرقية، وتوطن الفقر والفساد.
وهناك أربعة من البلدان أكثر تضررًا من العنف وهي (مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو)، وأثبتت تقارير دولية، أن هذه الأرض القاحلة خصبة للجماعات الجهادية؛ إذ عمل تنظيم القاعدة في المنطقة لعدة سنوات، بعد أن اكتسب موطئ قدم في صحراء شمال مالي عقب انهيار الدولة الليبية في عام 2011، تبع ذلك تنظيم «داعش».

بؤرة ساخنة وتطور دراماتيكي
وفي 2015، تم إطلاق خطة تدعمها فرنسا لنشر قوة مشتركة مكونة من خمس دول وتضم 5000 عنصر، ولكن نقص التمويل والتدريب والمعدات شكلت جميعها عوامل قوضت المبادرة، وتعرض مقر القوة في مالي في يونيو 2019 لهجوم انتحاري مدمر أعلنت مجموعة مرتبطة بالقاعدة مسؤوليتها عنه.
ومنذ عام 2014، تنشر فرنسا 4500 عنصر في الساحل في إطار عملية برخان التي تهدف إلى مكافحة الجماعات الجهادية العاملة في المنطقة وفي الصحراء الكبرى.
وانتقلت الهجمات تدريجيًّا من شمال نحو وسط وجنوب مالي، ومنذ وقت قصير وصلت إلى النيجر وكذلك بوركينا فاسو؛ إذ يبدو الوضع أكثر إثارة للقلق.
وتشعر دول أوروبا بالقلق من السماح لأي مساحة لعناصر داعش، أو غيرهم أن يعيدوا تجميع أنفسهم بما قد يؤدي إلى هجمات إرهابية بالشوارع الأوروبية.
وفي تطور دراماتيكي، ترغب إدارة ترامب في انسحاب القوات الأمريكية، التي تقاتل لسنوات في غرب أفريقيا، لكن الجدل الدائر بين البنتاجون وأعضاء الكونجرس في عطلة نهاية الأسبوع يدل على أن القيام بذلك قد يكون صعبا من الناحية السياسية على الرئيس.
وفي ديسمبر 2019، أشارت تقارير متعددة إلى أن وزير الدفاع مارك إسبر كان يدرس خيارات تخفيض - أو  الانسحاب الكامل - لموظفي الخدمة الأمريكية في غرب أفريقيا.
وبحسب ما قاله المتحدث باسم القيادة الأمريكية في أفريقيا، يوجد حاليًا ما يقرب من 1200 من الأفراد الأمريكيين (بما في ذلك الأفراد العسكريون والمدنيون والمقاولون) في كل غرب أفريقيا ومعظمهم في دولة النيجر.

خلاف مستمر
ويعد السبب الرئيسي وراء وجود القوات الأجنبية، هو تدريب القوات العسكرية المحلية لمحاربة الجماعات الإرهابية، ويرى أعضاء مجلس الشيوخ أنه على الرغم من أنهم يدعمون «رغبة الإدارة في بذل المزيد من الجهد للتركيز على منافسين مثل روسيا والصين؛ لكنه لا يجب إغفال خطر الإرهاب بالمنطقة».
ويبرز الخلاف المستمر بين الكونجرس والبيت الأبيض مرة أخرى مدى صعوبة إنهاء الرؤساء للالتزامات العسكرية الأمريكية، التي تعيد جدل اللعبة الديناميكية نفسها التي تمت في عام 2018 عندما حاول ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا.
ويشمل الخلاف تساؤلات حول أهمية تكلفة الحفاظ على وجود القوات الأمريكية في غرب أفريقيا سواء من حيث الأرواح أو المال، وإن كانت المهمة تستحق كل هذا العناء.
وتعمل الولايات المتحدة مع الحكومات في غرب أفريقيا لمواجهة الجماعات الإسلاموية المتطرفة العاملة في تلك المنطقة؛ لكن وجود القوات الأمريكية هناك تصاعد إلى حد كبير، التي أرسلت قوات خاصة لتدريب ومساعدة الشركاء المحليين في مواجهة كل من تنظيم القاعدة وجماعات داعش العاملة في المنطقة.
وعلى الرغم من وضوح جدول زمني لتنفيذ رغبة البنتاجون الأمريكي، يحتج مسؤولون فرنسيون على هذه الخطوة، لأن سحب أصول المخابرات الأمريكية من المنطقة يمكن أن يحبط القتال ضد الجماعات المتطرفة هناك.