بوابة الحركات الاسلامية : اللاجئون.. ضحايا ابتزاز أردوغان ورفض اليونان (طباعة)
اللاجئون.. ضحايا ابتزاز أردوغان ورفض اليونان
آخر تحديث: الثلاثاء 03/03/2020 12:48 م أميرة الشريف
اللاجئون.. ضحايا
في الوقت الذي اعتزم فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فتح حدود بلاده مع أوروبا أمام اللاجئين، أعلنت اليونان عن رفع درجة التأهب إلى الحالة القصوى على حدودها لمنع تدفق اللاجئين إلي أراضيها، وبدأت المناوشات بين تركيا واليونان، ليؤكد المتحدث باسم الحكومة اليونانية، ستيليوس بيتساس، أن قوات حرس الحدود اليونانية لم تطلق أي أعيرة نارية على أي شخص كان يحاول دخول البلاد بطريقة غير شرعية، وقال بيتساس: على النقيض فإنها معلومات خاطئة بشكل جسيم ومتعمد: أخبار كاذبة.
وزعم أردوغان في وقت سابق أن الجنود اليونانيين قتلوا اثنين من المهاجرين، وأصابوا ثالث بجروح خطيرة، واتّخذت اليونان تدابير جذرية لمنع دخول أراضيها بعدما تدفّق آلاف الأشخاص نحو حدودها.
وجاءت تصريحات الرئيس التركي في وقت يثير تدفّق آلاف المهاجرين إلى الحدود اليونانية قلقا متزايدا لدى الاتحاد الأوروبي، بعدما أعلنت تركيا أنها "فتحت الأبواب" نحو أوروبا.
وانتقد أردوغان ما اعتبره عدم وجود نية لدى الاتحاد الأوروبي "للمشاركة في تحمل العبء" مع تركيا.
وأظهرت صور أطفال سوريين يرتجفون برداً، قضوا ليلتهم في البرد، بعد أن تحطمت أحلامهم عند الحدود اليونانية، واكتشفوا أن أبواب أوروبا موصدة، مما أثارت هذه المقاطع غضب عارم حول استخدام أردوغان "السوريين كسلاح في وجه أوروبا".
كذلك، أظهرت الصور عددا من الأشخاص وهم يسبحون في مياه نهر إيفروس الذي يمتد على طول 194 كيلومترا من أصل 206 كيلومترات من الحدود البرية بين الاتحاد الأوروبي.
ووقعت أنقرة في عام 2016 اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي ينص على منع اللاجئين المتواجدين على أراضيها من التوجه إلى أوروبا مقابل الحصول على مساعدات قدرها 6 مليارات يورو، لكن أردوغان استغل ورقة "اللاجئين" مهددا، الدول الأوروبية في مرات عدة.
وتزامن القرار الذي اتّخذته تركيا، الجمعة، بفتح حدودها مع أوروبا مع عملية عسكرية ضد الجيش السوري تقوم بها في سوريا.
وحذر رئيس الوزراء اليوناني من أن بلاده سترد على كل من يحاول عبور الحدود بشكل غير شرعي.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس: إن بلاده عازمة على حماية حدودها وحذر المهاجرين من أن بلاده "ستردهم إذا حاولوا دخول البلد بطريق غير مشروع".
وإزاء هذه التطورات، أعلنت الوكالة الأوروبية لمراقبة وحماية الحدود الخارجية "فرونتكس" الأحد رفع مستوى التأهب إلى "الأقصى"، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى عقد اجتماع طارىء لوزراء الخارجية.
ويري مراقبون، أن أردوغان يبتز أوروبا، بغية الحصول على دعمها في سوريا، فقد حذّر الرئيس التركي، مجدداً من أن "ملايين" المهاجرين واللاجئين سيتوجّهون إلى أوروبا، في وقت كثّف ضغوطه على الدول الغربية بشأن النزاع السوري. 
إلى ذلك، قال خلال خطاب ألقاه في أنقرة "بعدما فتحنا أبوابنا، تلقينا العديد من الاتصالات الهاتفية، قالوا لنا أغلقوا الأبواب لكنني قلت لهم لقد تم الأمر، انتهى الأبواب مفتوحة وعليكم الآن أن تتحملوا نصيبكم من العبء".
وتتمسك اليونان بسياسة غلق الأبواب في وجه اللاجئين، حيث أعلنت الشرطة اليونانية، أن 1000 مهاجر على الأقل وصلوا إلى جزر شرق بحر إيجه اليونانية منذ صباح الأحد الماضي. 
وحاول أكثر من عشرة آلاف مهاجر عبور الحدود البرية، حيث أطلق حراس الغاز المسيل للدموع على الحشود التي حوصرت في أرض حرام بين السياجين الحدوديين بين البلدين.
كما يتهم المسؤولون اليونانيون أنقرة بإدارة مسعى منسق عن سابق تصور وتصميم لدفع المهاجرين لعبور الحدود. وقال ستيليوس بيتساس المتحدث باسم الحكومة للصحافيين بعد اجتماع بخصوص الأمن القومي في أثينا إن "تركيا تدفع وتشجع هذا التحرك".
 ووصف تدفق المهاجرين على الحدود بأنه "تهديد فعال وخطير وغير متوازن للأمن القومي للبلاد".
واستخدمت اليونان حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي، ومنعت صدور قرار  يدعم أنقرة إثر الغارة السورية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 30 عسكريا تركيا في إدلب.
ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا، الأسبوع المقبل، لمناقشة تداعيات التطورات الأخيرة المرتبطة بالنزاع السوري، وتوجّه آلاف اللاجئين إلى الحدود بين تركيا واليونان.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بيان، إن المعارك في محيط محافظة إدلب السورية "تشكل تهديدا جديا للسلم والأمن الدوليين"، ولها تداعيات إنسانية خطيرة على المنطقة وخارجها.
ويدفع اللاجئون ثمن ألاعيب الديكتاتور أردوغان والذي بدأ بورقة اللاجئين للضغط علي أوروبا والحصول علي دعمها في حربه ضد سوريا.