بوابة الحركات الاسلامية : تفجير محيط السفارة الأمريكية.. دلالات عودة الإرهاب إلى تونس (طباعة)
تفجير محيط السفارة الأمريكية.. دلالات عودة الإرهاب إلى تونس
آخر تحديث: الجمعة 06/03/2020 02:56 م علي رجب
تفجير محيط السفارة

شهدت تونس تفجير إرهابي، استهدف محيط السفارة الأمريكية بمنطقة البحيرة 2 في الشّارع المقابل للسّفارة الأمريكية في العاصمة التونسية تونس، وهو ما يطرح التساؤلات حول توقيت العملية، ومن ورائها في ظل الصراع السياسي داخل تونس، وأيضا الحرب ضد الإرهاب في ليبيا وسوريا.

أعلنت وزارة الدّاخلية التونسية في بيان لها عن قيام إرهابيين يوم الجمعة 6 مارس 2020 باستهداف دوريّة أمنيّة مركّزة بمنطقة البحيرة 2 في الشّارع المقابل للسّفارة الأمريكية وذلك بتفجير نفسيهما.

وقد أسفرت هذه العمليّة عن مصرع الإرهابيّيْن وإصابة 5 رجال أمن جروحهم متفاوتة الخطورة وإصابة مدنيّ إصابة خفيفة.

وقد وضعت كافّة الوحدات الأمنيّة في حالة تأهّب قصوى لمجابهة أيّة مخاطر محتملة.

وقالت السفارة الأمريكية في بيان لها:" ‏فرق الطوارئ بصدد الاستجابة للانفجار الذي وقع بالقرب من السفارة الأمريكية في تونس. يرجى عدم التواجد بالمنطقة ومراقبة وسائل الإعلام واتباع التعليمات الأمنية".

وتتابع الحكومة التونسية المنعقد بقصر قرطاج هذا الصّباح بإشراف الرئيس التونسي قيس بن سعيد تطوّرات العمليّة الإرهابية التي جدّت صباح اليوم الجمعة 6 مارس 2020 قرب السفارة الأمريكية بتونس واستهدفت دورية أمنية بالمكان.

وأشارت وزارة الداخلية في بلاغ أنّه تمّ وضع كافّة الوحدات الأمنيّة في حالة تأهّب قصوى لمجابهة أيّة مخاطر محتملة، بعد وقوع العملية.

وروى النائب هشام عجبوني شهادته على التفجير الإرهابي الذي وقع أمام السفارة الأمريكية صباح اليوم، نظرا لكون مكتبه يقع قبالة مقرّ السفارة.

وقال النائب أنه سمع صوت دوي انفجار قوي جدا، وأن سيارات الإسعاف والأمن سارعت على عين المكان وتحركت بسرعة، في حين عمّت حالة من الهلع في صفوف المواطنين الذين سارعوا بمغادرة المباني المجاورة، ووجه العجبوني رسالة للمواطنين بالإبتعاد عن مكان التفجير حتى لا يصيبهم ضرر ولا يعطلوا عمل الأمنيين.

وقال العجبوني، في تصريحات لإذاعة تونسية محلية، إن ما حصل ''متوقع لأن المناخ السياسي متشنج جدا''، وتابع ''هذا التشنج مثّل فرصة للارهاب لتفريق التونسيين.. خلينا مسؤولين ولنقف لتونس في هذا الوضع الصعب..''.

مراقبون يرون أن توقيت العملية الإرهابية يستهدف الحكومة التونسية الجديدة برئاسة إلياس الفخفاخ، والتي كانت تبدا أول اجتماعاها بعد حلف اليمني اليوم، الجمعة.

كذلك يأتي توقيت العملية في الذكرى الرابعة لملحمة بن قردان حيث نجح رجال الجيش والأمن في تونس بالتصدي لمجموعات من الإرهابيين، وهي مواجهة أسفرت عن استشهاد 22 تونسيا بين مواطنين وعسكريين وأمنيين.

وقال الناشط التونسي رياض جراد، عن تونس تدفع ثمن سيطرة وتغول حركة النهضة الإرهابية في مؤسسات الدولة، ومحاولة فرض وصايتها على الحكومة التونسية في ظل تصاعد الرفض الشعبي لحركة النهضة والتيارات المتشددة.

ولفت جراد في تصريحات لـ "بوابة الحركات الإسلامية" أن التفجير يحمل عدة تساؤلات حول توقيت العملية والتي تأتي عشية إحياء ذكرى ملحمة بن قردان والتي خاض فيها رجال الجيش والأمن التونسي حربا قوية ضد الإرهاب ونجحوا في التصدي لمجموعات مسلحة بالهجوم على مدينة بنقردان على الحدود مع ليبيا، وإفشال مخططهم في السيطرة على المدينة.

وتابع جراد أن الأمر أيضا يرتبط بليبيا والصراع في طرابلس، واستمرار سيطرة الميليشيات على العاصمة الليبية بدعم من رئيس النظام التركي رجب طيب اردوغان والذي يواجه خسائر فادحة في إدلب وارغم على اتفاق مذل له مع الرئيس الروسي  فلاديمير بوتين.

توقيت التفجير أيضا يتزامن مع نجاح إلياس الفخفاخ في تشكيل الحكومة التونسية، وإفشال مخطط النهضة في إبقاء تونس في حالة عدم استقرار سياسي وحكومة مؤقته "معلقة"  وهو ما يشكل أيضا ضربة للإخوان تونس، وفقا لـ"جراد".

وتابع الناشط التونسي، أن التفجير يأتي أيضا مع حالة الغضب الشعبي  ضد حركة النهضة، والتيارات المتشددة في البرلمان التونسي، في ظل حرب التكفير التي يمارسها أعضاء محسوبون أو مقربون من حركة النهضة، والتفجير أيضا يشكل  تبعيات لهذا التصريحات.

وأختتم جراد تصريحاته، قائلا :عن تونس تواجه حربا ظلامية من قبل حركة النهضة والجماعات المتطرفة، لإرباك الشعب التونسي وإسقاط الدولة في براثن الخوف والفقر من أجل السيطرة على القرار التونسي، وإعلان دولة الخلافة الإخوانية".