بوابة الحركات الاسلامية : إسقاط طائرة تركية مسيرة في الجفرة/العراق: تجدد الهجمات الصاروخية على «التاجي»/قائد عسكري: الجيش الليبي على بعد خطوات من مقر السراج (طباعة)
إسقاط طائرة تركية مسيرة في الجفرة/العراق: تجدد الهجمات الصاروخية على «التاجي»/قائد عسكري: الجيش الليبي على بعد خطوات من مقر السراج
آخر تحديث: الأحد 15/03/2020 07:32 ص إعداد: فاطمة عبدالغني
إسقاط طائرة تركية

تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  مساء  اليوم 15 مارس 2020.


إسقاط طائرة تركية مسيرة في الجفرة

أسقطت الدفاعات الجوية التابعة للجيش الليبي طائرة تركية مسيرة فوق قاعدة الجفرة العسكرية، وذلك بعد القيام بعمليات رصد وتصوير لأهداف ومواقع تتبع القوات المسلحة الليبية جنوب البلاد، بحسب ما أعلنه الإعلام الحربي. وقالت شعبة الإعلام الحربي، إن «منصات الدفاع الجوي التابعة للقوات المسلحة في قاعدة الجفرة العسكرية تسقط طائرة تركية مسيرة تعمل على عمليات الرصد والتصوير بعد ما تم رصدها تحوم فوق سماء القاعدة».
من جانبه، كشف مصدر عسكري ليبي لـ«الاتحاد» عن قيام الميليشيات بدعم مستشارين أتراك بنصب بعض المعدات العسكرية من أجهزة تشويش وتنصت في زوارة، مشيراً إلى أن قوات الاستطلاع ترصد تلك التحركات وتحيلها إلى غرفة العمليات الرئيسية لاتخاذ إجراءات لوأد تلك التحركات. وأشار المصدر العسكري إلى خطورة ما تقوم بها الميليشيات المسلحة وهو ما يهدد أمن واستقرار دول الجوار الليبي وتحديداً تونس والجزائر، مؤكداً أن عدداً من المستشارين العسكريين الأتراك يشرفون على تلك العملية.
وفي الإطار نفسه، أعلن الجيش الليبي نجاحه في اقتحام مواقع الميليشيات بمحور عين زارة جنوب العاصمة طرابلس. فقد أعلنت الكتيبة 128 التابعة للجيش الليبي تصديها لمحاولة فاشلة لتقدم الميليشيات مدعومة ومعززة بإرهابيي تركيا. وأوضحت الكتيبة في إفادة على حسابها الرسمي، أمس، أنها اقتحمت مراصد المليشيات وأحرزت تقدمات جديدة بمحور عين زارة وتسيطر على ما بعد محطة عليوي للوقود ومازالت التقدمات مستمرة إلى الآن. 
سياسياً، تواصل الأمم المتحدة مشاوراتها مع عدد من الشخصيات العربية والأجنبية لاختيار مبعوث أممي جديد خلفا للدكتور غسان سلامة، وذلك للمضي قدماً في تعزيز فرص الحل السياسي لنزع فتيل الأزمة في البلاد.
بدوره قال عضو مجلس النواب الليبي سعيد امغيب إن الشعب الليبي يأمل في اختيار مبعوث أممي صادق وأمين في نقل حقيقة الأوضاع الجارية في ليبيا، وضرورة أن يكون على دراية كاملة بما يحاك ضد ليبيا من مؤامرات تقودها دول إقليمية ودولية.
وأكد البرلماني الليبي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» ضرورة أن يكون المبعوث الأممي الجديد لدى ليبيا مستمعاً جيداً لمطالبات كل أبناء الشعب الليبي الذين عانوا من تردي الحالة المعيشية بسبب سيطرة الميليشيات المسلحة من نقص السيولة إلى شح وانعدام الرعاية الطبية بسبب تصرفات حكومة الوفاق غير المنطقية.

العراق: تجدد الهجمات الصاروخية على «التاجي»

العراق: تجدد الهجمات
استهدف 33 صاروخ كاتيوشا مجدداً قاعدة «التاجي» العسكرية العراقية شمال بغداد والتي قتل فيها جنديان أميركيان وأخرى بريطانية بهجوم مماثل الأربعاء الماضي، فيما دعت قيادة العمليات المشتركة إلى تطبيق قرار مجلس النواب القاضي بانسحاب القوات الأجنبية من البلاد، بينما حذرت السفارة الأميركية رعاياها من الأوضاع الإقليمية وألغت المقابلات في قنصليتها بأربيل بعد إغلاق السفارة ببغداد.
وأفادت مصادر أمنية، أمس، بسقوط 33 صاروخ «كاتيوشا» على قاعدة «التاجي» التي تضم قوات للتحالف الدولي شمالي بغداد.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، إن‏ حصيلة القصف على قاعدة التاجي والحصيلة الأولية تفيد بسقوط جريحين اثنين من منتسبي الدفاع الجوي العراقي وحالتهم حرجة جداً. وعثرت القوات الأمنية على 7 منصات استخدمت لإطلاق الصواريخ على المعسكر، مؤكدةً أن المنصات من صنع محلي وخاصة لإطلاق صواريخ الكاتيوشا، وتم وضعها في أحد الهياكل المتروكة في منطقة «أم العظام» شمال شرق العاصمة.
وقال بيان قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي إن «هذا العدوان الغاشم تسبب بجرح عدد من منتسبي الدفاع الجوي وهم بحالة حرجة جداً». وأوضحت قيادة العمليات المشتركة «أنها ستتخذ كل الإجراءات لملاحقة من قام بهذا العمل العدواني وإلقاء القبض عليهم». وأفادت أنه «لا يمكن العبث بأمن العراق بهذا الشكل وأن أي إرادة تحاول أن تكون بديلاً للدولة وسياستها وسيادتها وتفرض لها وجوداً مصيرها الفشل ومستقرها خلف القضبان بقوة القانون والقضاء العراقي، فعلى من يقوم بهذا العمل أن يعلن عن نفسه ليتحمل مسؤولياته القانونية والشرعية، وسنعتبر أي طرف يعبئ لهذه الأعمال ويشرعنها بالدعم والتسهيلات شريكاً محتملا فيها».
كما أكدت رفضها قيام القوات الأميركية أو غيرها بأي عمل دون موافقة الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة، وأهاب بيان القيادة العامة بالعراقيين أن «لا يترددوا في الإبلاغ وتقديم المعلومات للجهات الاستخبارية عن هذه العناصر الخارجة عن القانون». ودعت قيادة العمليات المشتركة إلى تطبيق قرار مجلس النواب العراقي القاضي بانسحاب القوات الأجنبية من البلاد.
وفي السياق، أصدرت السفارة الأمريكية في بغداد، أمس، تنبيهاً أمنياً‏ لرعاياها في العراق بسبب التوترات الإقليمية المتزايدة في المنطقة.
وذكرت السفارة في بيان قائلة «نظرًا للتوترات الإقليمية المتزايدة واتباع إجراءات الحيطة والحذر، سوف يتم إلغاء جميع مواعيد مقابلات التأشيرات ومقابلات خدمات المواطنين الأمريكيين في القنصلية الأمريكية العامة في أربيل في الفترة من 15 إلى 19 مارس 2020».
وكانت وزارة الخارجية العراقية، سلمت أمس الأول، مذكرة احتجاج إلى السفير الأميركي ماتيو تويلر، معبرة عن رفضها وإدانتها لما أقدمت عليه القوات الأميركية من انتهاك لسيادة العراق بقصف مقرات للجيش والشرطة و«الحشد الشعبي».
وتعتبر قاعدة «التاجي» حالياً مركزاً رئيسياً لإيواء القوات الأميركية وقوات التحالف بعد سحبهم من القواعد الأخرى في أعقاب التوتر الإيراني الأميركي، وعمليات الثأر لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية في بغداد.
(الاتحاد)

قائد عسكري: الجيش الليبي على بعد خطوات من مقر السراج

أكد مدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات الجيش الليبي العميد خالد المحجوب أن الجيش الوطني الليبي أصبح داخل طرابلس وبإمكانه حسم معركة تحرير العاصمة في أي وقت، فيما أعلنت شعبة الإعلام الحربي أن منصات الدفاع الجوي التابعة للقوات المسلحة في قاعدة الجفرة العسكرية أسقطت، أمس السبت، طائرة تركية مسيرة تعمل على عمليات الرصد والتصوير بعد رصدها تحلق فوق سماء القاعدة، في حين تجددت الاشتباكات بين قوات الجيش ومليشيات الوفاق، بمنطقة الرملة في محيط مطار طرابلس الدولي.

وذكر المحجوب أن القوات المسلحة على بعد 2.5 إلى 3 كيلومترات من ميدان الشهداء مقر حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.

وكشف، في حديثه ل«العين الإخبارية»، أمس السبت، عن الأوضاع داخل الأراضي الليبية وموقف الجيش الوطني من معركة تحرير طرابلس، إضافة إلى مرتزقة أردوغان الذين وصلوا إلى البلاد.

وأضاف أن حكومة السراج لم تعد تمثل أحداً في غرب ليبيا، وأن ميليشيات مدعومة من تركيا هي التي تقود المشهد.

وزاد: «وهو ما يعني أن البلاد أصبحت تحت الغزو وأن المواجهة لم تعد مع الميليشيات الخارجة عن القانون والعابثة بالأمن، بل مع دولة غازية لا علاقة لها بليبيا».

وأشار المحجوب إلى أن آخرين هم من يتولون المشهد، ويقودون الإرهاب في هذه المنطقة، في إشارة إلى القوات التركية والميليشيات والمرتزقة التابعين لها.ونوه بأنه لا يوجد أي رابط بين تركيا وليبيا، فلا هي أمن قومي بالنسبة لها، كما لا توجد حدود مشتركة بين البلدين.

وأوضح أن أعداد المرتزقة الذين أرسلهم أردوغان إلى ليبيا من سوريا وصلت إلى نحو 5000 شخص.

ولفت إلى أن مرتزقة أردوغان يوجدون في كل الجبهات ويقاتلون بلا عقيدة، وقد قتل من بينهم 142 شخصاً .

وبيّن المحجوب أن ميليشيات طرابلس تدفع بالمرتزقة إلى الصفوف الأمامية، وأنهم يستهدفون بعضهم.

من جهة أخرى، أسقط الجيش الليبي طائرة تركية مسيرة،أمس، في أجواء قاعدة الجفرة العسكرية وسط البلاد، أثناء قيامها بعمليات الرصد الجوي.كما تمكنت قوات الجيش الليبي،أمس، من اقتحام مواقع المليشيات بمحور عين زارة جنوب طرابلس.

استطلاع « البيان»: تدخّلات أردوغان الخارجية تدفع بغليان داخلي

أظهرت ثلاثة استطلاعات للرأي أجرتها «البيان» على موقعها الإلكتروني وعلى حسابيها في «تويتر» و«فيسبوك» أن أبرز أسباب الاستياء الشعبي في تركيا من الرئيس رجب طيب أردوغان هي تدخلاته الخارجية، وهو ما أشار إليه 79.83 في المئة من متوسط المشاركين في الاستطلاعات الثلاثة، بينما عبر نحو 20.17 في المئة من متوسط المستطلعة آراؤهم في الاستطلاعات الثلاثة أن الاستياء الشعبي من أردوغان في تركيا يرجع إلى فشله الاقتصادي.

وفي قراءة لنتائج الاستطلاعات الثلاثة، أعزى المحلل السياسي إبراهيم كابان حالة الاستياء الشعبي داخل تركيا من النظام الحاكم إلى تلك التدخلات الخارجية، مشيراً إلى أن «النظام التركي أدخل البلاد نفقاً مظلماً نتيجة تصرفات ذلك النظام مع المحيط العربي أولاً، ومع الاتحاد الأوروبي، وكذا بالتزامن مع التنقل بين السياسات الأمريكية والروسية في المنطقة»، فضلاً عن «رعاية النظام التركي للإرهاب ودعمه الجماعات المتطرفة في سوريا (الشمال السوري على وجه التحديد) وأيضاً التدخل في الأزمة الليبية، ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا، وأيضاً محاولة زعزعة أمن الاتحاد الأوروبي، وخلق بؤرة من التوترات مع اليونان وقبرص والاستيلاء على بحر قبرص»، وفق كابان.

إشكاليات كبيرة
وتحدث كابان لـ«البيان» عن مسألة «إقامة النظام التركي معسكرات للاستفادة منها في الحروب الهلامية التي يقوم بها ذلك النظام». ولخص تصريحاته، بالإشارة إلى أن «حالة الاستياء الداخلي التي يشهدها المجتمع التركي، هي نتيجة العلاقات السيئة مع المجتمع الدولي والمحيط العربي، وتدخلات تركيا الخارجية».

أزمات التضخم
أما المحلل الاقتصادي د. حسام عايش فأكد أنّ هنالك استياء شعبياً تركياً وبالذات من المعارضة، فالأوضاع الاقتصادية التركية اقل مما كانت عليه سابقاً، فسعر الليرة التركية آخذ بالانخفاض وهذا يجعل أزمات التضخم تظهر وبالتالي معيشة المواطن تتأثر سلباً، إضافة إلى أن تركيا تعيش حالة من النزاع مع معظم الدول الحدودية وهي تفتعل هذه النزاعات لتوجه اهتمام الشعب نحو الخارج بدلاً من التفكير في الداخل وإلى غاية الآن لم يستطع الرئيس التركي من الاستفادة كثيراً من هذه الأزمات.

من جهته يشير المحلل السياسي د. زيد النوايسة إلى أنه من الصعوبة بمكان الفصل بين التدخلات الخارجية والأزمة الاقتصادية التركية، فالتدخلات التركية الخارجية تركت ارتدادات على الداخل التركي بالضرورة، ولعل أبرز تجلياتها هي في أزمة اللاجئين التي انعكست على خسارة الحزب الحاكم في الانتخابات البلدية الأخيرة بلديات كبرى مثل إسطنبول وأنقرة وغيرها، وخروج قيادات بارزة مثل أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء ومنظر الحزب ووزير الاقتصاد علي باللجان وهو من ارتبط اسمه بالنهضة الاقتصادية الأخيرة في تركيا.

ولكن هذا ترافق أيضاً مع ارتفاع عجز الميزان التجاري وتراجع قيمة الليرة التركية.

حرب مفتوحة في العراق بين أمريكا ووكلاء إيران

هجمات متبادلة بين كتائب حزب الله الموالية لإيران، والقوات الأمريكية في العراق، حيث باتت أرض الرافدين أرض مواجهة مفتوحة بين أمريكا ووكلاء إيران، فقد أفادت مصادر عراقية بسقوط ما بين سبعة إلى 11 صاروخاً من نوع كاتيوشا على معسكر التاجي، الذي يضم قوات عراقية ومستشارين ومدربين من قوات التحالف الدولي شمالي بغداد، وذلك بعد قصف أمريكا مواقع لـ«حزب الله» العراقي، وقالت إنه «استهدف مرافق لتخزين الأسلحة، من أجل تقليل قدرتها بشكل كبير على شن هجمات في المستقبل ضد قوات التحالف».

الهجوم هو الثالث والعشرون منذ نهاية أكتوبر ضدّ مصالح أمريكية في العراق، والثاني هذا الأسبوع، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي على القاعدة العسكرية، لكنّ واشنطن عادة ما تتّهم الفصائل الموالية لإيران بشنّ هجمات مماثلة.

وأكدت مصادر طبية وأمنية، إصابة جنديين من قوات الدفاع الجوي العراقي على الأقل بجروح في هجوم، أمس، وتؤكد القوات العراقية، التي تستند إلى دعم التحالف الدولي في محاربة فلول المتطرّفين على أراضيها، أنها لم تتمكن أبداً من كشف هوية المهاجمين، رغم إعلانها في كل مرة عن ضبط منصة الصواريخ.

وأشار قائد المنطقة المركزية الجنرال كينيث ماكنزي في حديث لأعضاء لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ، إلى أن «كتائب حزب الله» هي التنظيم الوحيد الذي يملك القدرات على شنّ هذه الهجمات.

من جهته، لفت وزير الدفاع مارك إسبر، إلى أن «الولايات المتحدة لن تتسامح مع الهجمات على شعبها ومصالحها أو أصدقائها»، وأضاف أن كل الخيارات على الطاولة، وأنه تحدّث إلى الرئيس دونالد ترامب وحصل على «تفويضه للقيام بما هو ضروري».

ويرى الكثير من الأمريكيين في الإدارة الحالية وخارجها، أن الولايات المتحدة بذلت المليارات والكثير من الضحايا والوقت في العراق، وليس من العقلاني ترك الميدان لإيران فتزيد توسعها وتستغل العراق لكسر طوق العقوبات المفروض عليها.

وفي حين تتمتع إيران بعلاقات وطيدة مع ميليشيات الحشد الشعبي، وهي في أغلبيتها الساحقة مجموعات تابعة لها، يردّ الأمريكيون بعلاقات وطيدة مع الجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب وغيرها من القوات الحكومية العراقية، بالإضافة إلى علاقات تاريخية ومتينة مع البيشمركة العراقية، ويرون في كل هذه القوات عناصر صديقة توازي النفوذ الإيراني، وتريد الإبقاء على الحضور العسكري الأمريكي إلى جانبها في العراق.

والآن يريد الأمريكيون رؤية حكومة عراقية جديدة، تستطيع أن تدخل الإصلاحات المطلوبة، وتتجاوب مع مطالب المتظاهرين، الذين خرجوا إلى الشوارع في الخريف الماضي، وأكثر ما تظاهروا ضدّه كان الفساد في الحكومة وتسلّط الإيرانيين على القرار العراقي.

(البيان)

    انقلابيو اليمن يعززون جرائمهم باقتحام مقر «الناصري» وفرض إتاوات

    عززت الجماعة الحوثية في صنعاء، أمس، جرائمها بحق اليمنيين، باقتحام مقر حزب «التجمع الوحدوي الناصري»، وفرض إتاوات جديدة على السكان لدعم المجهود الحربي. وذلك بالتزامن مع انتفاضة طالبات جامعة «العلوم والتكنولوجيا» ضد عناصر الجماعة، ومطالبتهن بإطلاق سراح رئيس أول جامعة أهلية في البلاد.

    وفي هذا السياق، أفادت مصادر حزبية يمنية في صنعاء بأن الميليشيات الحوثية أقدمت على اقتحام مقر حزب «التنظيم الوحدوي الناصري» الموالي للحكومة الشرعية والواقع في حي صوفان، شمال العاصمة المختطفة.

    وندد سياسيون وحزبيون في صنعاء بالانتهاك الحوثي الجديد، الذي قالوا إنه يأتي استكمالاً لسلوك الجماعة في التنكيل بمعارضيها، ومصادرة الأموال والمقرات الحزبية والأملاك العامة والخاصة.

    وأصدر العشرات من السياسيين والناشطين اليمنيين بياناً على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدوا فيه «تضامنهم الكامل مع حق القوى السياسية في ممارسة العمل السياسي السلمي»، ووصفوا الاعتداءات الحوثية على مقرات الأحزاب بأنها «اعتداء على حق دستوري كفلته كل الوثائق الدستورية التي قامت على أساسها الجمهورية اليمنية».

    كانت الجماعة الانقلابية أقدمت على مصادرة واقتحام أغلب مقرات الأحزاب المعارضة لها في صنعاء وغيرها من المناطق، في مقدمها مقرات حزبي «المؤتمر الشعبي» و«التجمع اليمني للإصلاح»، إضافة إلى مصادرة أموال وأملاك ومنازل المئات من السياسيين والعسكريين الموالين للحكومة الشرعية.

    في غضون ذلك، أفاد سكان في صنعاء بأن عناصر الجماعة في الأحياء السكنية فرضوا دفع «إتاوات» جديدة على السكان تحت مسمى دعم المجهود الحربي وتجهيز القوافل الإغاثية للميليشيات.

    وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لوثائق تتضمن تعليمات لكيفية جمع الإتاوات من السكان، حيث تشمل هذه الأوامر توزيع مظاريف تحمل أرقاماً متسلسلة على السكان، على أن يقوم كل شخص بتقديم تبرعه النقدي، وإغلاق المظروف، وتسليمه إلى المشرف الحوثي المختص في الحي.

    وأكد سكان في صنعاء، تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أن عناصر الجماعة الحوثية هددوا بمعاقبة من يرفضون التبرع، أو يحرضون ضد الفكرة، من خلال حرمانهم من أسطوانات غاز الطهي التي تتحكم بتوزيعها الجماعة عبر مشرفيها، كما هددوهم بحرمانهم من أي مساعدات إنسانية تقدمها المنظمات الدولية.

    كما أفادت مصادر محلية في صنعاء ومحافظات أخرى بأن قادة الجماعة الحوثية واصلوا في الأيام الماضية استنفار عناصرهم المحليين في العزل والقرى من أجل حض السكان على تجنيد أبنائهم في صفوف الجماعة، والتبرع للمجهود الحربي.

    وعلى وقع الانتهاكات المتزايدة للجماعة، شهدت العاصمة صنعاء انتفاضة لطالبات جامعة «العلوم والتكنولوجيا»، ضد الجماعة الحوثية التي سيطرت في الأسابيع الماضية على الجامعة التي تعد أعرق وأول جامعة أهلية على مستوى اليمن.

    وهتف العشرات من الطالبات اللواتي تجمعن أمام الجامعة بقادة الميليشيات الحوثية، وطالبوا بسرعة إطلاق سراح رئيس الجامعة المختطف في سجون الجماعة، وإعادة الأمور الإدارية والمالية في الجامعة إلى سابق عهدها.

    ورفعت المتظاهرات لافتات كتبن عليها «لا تخويف ولا ترهيب»، كما رددن هتافات أكدن فيها عدم دفع الرسوم الدراسية إلا عبر موظفي الجامعة الشرعيين، ووفق النظام المالي الذي كان متبعاً قبل احتلال الجامعة في يناير (كانون الثاني) الماضي.

    كانت الجامعة طلبت، في بيان سابق، من طلبتها، الامتناع عن دفع الرسوم إلى عناصر الجماعة، وهو ما دفع الميليشيات إلى حجب الموقع الإلكتروني للجامعة، واعتقال رئيسها حميد عقلان، للمرة الثانية، من أجل الضغط عليه، لتسليم الأنظمة المالية والإدارية للجامعة التي تم إغلاقها من خارج اليمن.

    على صعيد متصل بانتهاكات الميليشيات الحوثية، أطلق مكتب حقوق الإنسان في صنعاء، من مأرب، أمس (السبت)، تقريره الحقوقي حول انتهاكات الميليشيات الانقلابية بحق المدنيين والممتلكات العامة والخاصة.

    ووثق التقرير أكثر من 18 ألف جريمة في العاصمة صنعاء، خلال عام واحد، شملت حالات القتل خارج القانون والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات.

    وأكد وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية عبد الرقيب فتح، في تصريحات رسمية، أهمية رصد وتوثيق جرائم الميليشيات الانقلابية، وكشفها للعالم عبر مختلف القنوات المتاحة.

    ودعا فتح، الصحافيين والحقوقيين ومديري مكاتب حقوق الإنسان، في مختلف المحافظات، إلى رصد وتوثيق انتهاكات ميليشيا الحوثي، مؤكداً أن حقوق المتضررين لن تسقط بالتقادم، وأن مرتكبي الجرائم سيقدمون للمحاكمات في المحاكم المحلية والدولية، طال الزمن أو قصر.

    من جهته، قال وزير الدولة في الحكومة اليمنية وأمين العاصمة اللواء عبد الغني جميل، إن الميليشيات الحوثية ارتكبت في حق أبناء العاصمة، واليمن عامة، جرائم وانتهاكات لا يمكن حصرها، مؤكداً أن الواقع أكثر مأساوية مما يسع التقارير.

    كان مندوب اليمن في الأمم المتحدة عبد الله السعدي، أكد أمام مجلس الأمن، الخميس الماضي، أن استمرار الميليشيات الحوثية في القتل واستهداف المساكن ودور العبادة واستخدام الأطفال، وزجهم في حربها العبثية، واعتقال النساء، والاعتداء الجنسي عليهن، يعد تهديداً خطيراً للمجتمع اليمني، ويتعارض مع كل القوانين الدولية والتقاليد الاجتماعية المتعارف عليها.

    وجدد السفير السعدي إدانة الحكومة اليمنية للأحكام الباطلة التي أصدرتها الميليشيات الحوثية أخيراً بحق 35 من أعضاء مجلس النواب بالإعدام تعزيراً، ومصادرة أموالهم العقارية والمنقولة داخل اليمن وخارجها.
    (الشرق الأوسط)