بوابة الحركات الاسلامية : سجناء طالبان ومفاوضات السلام في أفغانستان (طباعة)
سجناء طالبان ومفاوضات السلام في أفغانستان
آخر تحديث: الأحد 15/03/2020 12:42 م حسام الحداد
سجناء طالبان ومفاوضات
في بادرة لبناء الثقة بهدف تمهيد الطريق أمام بدء محادثات مباشرة بين الحكومة والمسلحين بعدما أجرى الجانبان محادثات منفصلة مع الولايات المتحدة، أظهرت نسخة مرسوم أفغاني أن الرئيس أشرف غني سيُفرج عن 1500 سجين من حركة "طالبان" ، لتمهيد الطريق أمام محادثات مباشرة مع الحركة المتشددة بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ 18 سنة في أفغانستان، إلا أن متحدثاً باسم حركة طالبان صرح الأربعاء 11 مارس 2020، إن أمر الإفراج المشروط الذي أعلنته الحكومة الأفغانية يتعارض مع الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة والحركة في الدوحة الشهر الماضي. وأضاف سهيل شاهين، المتحدث باسم طالبان في الدوحة، في مكالمة هاتفية مع وكالة رويترز أن "اتفاق السلام وضّح على النحو المناسب أنه سيجري الإفراج عن أول خمسة آلاف سجين وبعد ذلك سيبدأ الحوار الأفغاني".
وحول هذا الموضوع أعلنت الحكومة الأفغانية  أمس السبت 14 مارس 2020، تأجيل الإفراج عن سجناء حركة طالبان بعد أن كان مقررا السبت، في خطوة ستؤخر حتما مفاوضات السلام في بلد يعاني حربا عنيفة منذ نحو عقدين.
وقالت كابول السبت إن "الإفراج التدريجي عن خمسة آلاف سجين من طالبان على مدى خمسة أشهر، مقابل خفض كبير للعنف، تم تأجيله بعد أن كان مقررا أن يبدأ السبت".
وأفاد المتحدث باسم الأمن القومي الأفغاني جواد فيصل "تلقينا قوائم بالمساجين الذين سيطلق سراحهم. نحن بصدد التأكد من القوائم. سيتطلب ذلك وقتا".
وأضاف "لذلك أجّل تحرير السجناء حتى الآن"، مؤكدا "نحن نريد السلام"، لكن "نريد أيضا ضمانات ألاّ يعودوا إلى القتال".
ويمثل الإفراج عن خمسة آلاف سجين من طالبان مقابل ألف عنصر من القوات الأفغانية محتجزين لديها، نقطة محورية في الاتفاق الموقع بين واشنطن والمتمردين في الدوحة يوم 29 فبرايرK رغم أن الحكومة الأفغانية لم توقعه.
ورغم استمرار معارضته هذه النقطة وقّع الرئيس الأفغاني أشرف غني الأربعاء مرسوما ينصّ على حلّ وسط.
وفي إطار "بادرة حسن نية"، اقترح غني إطلاق سراح 1500 سجين من طالبان السبت بمعدل 100 سجين يوميا، بهدف البدء بمفاوضات مع المتمردين. وسيتم لاحقا إطلاق سراح السجناء المتبقين على مدى عدة أشهر "شرط تراجع العنف بشكل كبير".
ورفض المتمردون هذا العرض بعد ظهر الأربعاء وأكدوا عبر أحد المتحدثين باسمهم أنه "يجب تحرير جميع المساجين في وقت واحد".
وأضاف المتحدث السبت أن "هذا (يجب أن) يتم قبل النقاشات الأفغانية الداخلية" التي سيتفاوض خلالها المتمردون وكابول، مع المعارضة والمجتمع المدني، حول مستقبل البلاد. وتابع أن أي تغيير يعتبر "انتهاكا" لاتفاق الدوحة.
ويشمل نص الاتفاق الذي أقره مجلس الأمن الدولي، وعدا من واشنطن التي تسعى لوضع حد لأطول حرب في تاريخها، بانسحاب القوات الأجنبية بشكل كلي من أفغانستان خلال 14 شهرا، شرط أن يفي المتمردون بالتزامات أمنية ويجروا حوارا أفغانيا أفغانيا.
وكان يفترض أن ينطلق هذا الحوار الثلاثاء، لكنه أجّل عمليا لعدم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين حول موضوع السجناء.