بوابة الحركات الاسلامية : عودة المصلين تدريجبا تنقذ دور العبادة من أزمتها المالية (طباعة)
عودة المصلين تدريجبا تنقذ دور العبادة من أزمتها المالية
آخر تحديث: الأربعاء 13/05/2020 09:25 ص هاني دانيال
عودة المصلين تدريجبا
برلين- حاص بوابة الحركات الإسلامية

عادت الحياة تدريجا لدور العبادة فى ألمانيا، بعد تخفيف القيود المفروضة على المصلين بسبب أزمة كورونا، وبدأت المساجد والكنائس فى فتح الباب تدريجيا أمام عودة المصلين بشرط الحفاظ على التباعد الاجتماعى بينهم، مع مراعاة الضوابط الموضوعة من الحكومة الألمانية، والمراجعة المستمرة لمعدلات الإصابة فى المجتمع. 
وفى هذا الإطار بدأ المجلس التنسيقي للمسلمين بألمانيا، الذي يضم مختلف الجمعيات والروابط الإسلامية تنفيذ خطة تتألف من 16 بنداً لفتح تدريجي وحذر للمساجد، منها ألا يتجاوز عدد المصلين 50 شخصا داخل المساجد، ضرورة احترام التباعد لمسافة متر ونصف على الأقل بين شخص وآخر، تعقيم الأيادي ووضع الكمامات، إضافة إلى جلب كل شخص لسجادته الخاصة.
من جانبه قال الدكتور مهند خورشيد عميد معهد الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر إن ممارسة الشعائر الدينية بشكل فردي بدل الطقوس الجماعية من شأنه أن يعزز الروحانية الفردية، معتبرا أن الحفاظ على الصحة وسلامتها أولى من الذهاب إلى المسجد".
وفى هذا السياق قال برهان كيسيسي، رئيس المجلس التنسيقي الإسلامي الألماني، إن فتح المساجد مسموحا به فقط للمساجد التي تضمن احترام معايير النظافة وتوفر المطهرات الكافية والأفراد الذين يراقبون امتثال المصلين لقواعد التباعد.
عودة المصلين تدريجبا
كما تم الاتفاق مع باقي الجمعيات والروابط الإسلامية في ألمانيا كان على "إعادة الفتح بشكل تدريجي، وبالدرجة الأولى صلاة الصبح والظهر والعصر، وهي الصلوات التي يكون فيها العدد قليلا في العادة". ويضيف اليزيدي أن تخفيف الإجراءات "ليس نداء إلى إعادة الفتح العادي والطبيعي للمساجد لأن الأصل هو أن تبقى المساجد مغلقة بسبب الظرف الاستثنائي الذي فرضه وباء كورونا".
وساهم قرار عودة المصلين إلى المساجد فى توفير مزيدا من الدعم المالى، فى ظل نقص التبرعات خلال الفترة المقبلة، وعدم قدرة المساجد على توفير حاجتها وعدم القيام بالخدمات التى اعتادت عليها فى الفترة الماضية،  باستثناء المساجد التركية المدعومة من الحكومة التركية تعتمد المساجد الأخرى على التبرعات خصوصا تلك التي يتم جمعها في شهر رمضان. 
وقال ماجيد إدريس، مسئول أحد المساجد بجنوب برلين، إن قرار فتح المساجد للمصلين سيفتح الباب أمام توفير دعما ماليا سخيا، وخاصة فى الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وبالتالى فرصة مساعدة المحتاجين والأسر الفقيرة وطالبي اللجوء قبل احتفالات عيد الفطر، فى ظل توقف هذه الأمور منذ مارس الماضي، واضطرار المساجد لاتباع تعليمات الحكومة الألمانية بشأن الحظر الكلي.
نوه أن المساجد التى تتبع تركيا لم تعانى من هذه الأزمة، وتواصل التعامل مع المصلين الأتراك والجالية التركية بشكل طبيعي، بينما تضطررت الجاليات العربية الآخري وخاصة السوريين والعراقيين، وكذلك القادمين من أصول فلسطينية وأردنية، لذلك سيساهم هذا الأمر فى تخفيف المعاناة بشكل كبير عما كان فى السابق.
أما يواخيم هوف، راعى الكنيسة الانجيلية فى شرق برلين، أوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد تنسيقا مع وزارة الصحة الألمانية وولاية برلين، من أجل الالتزام بالتعليمات المفروضة بخصوص المصلين، وعدم التهاون فى هذه القواعد حفاظا على سلامتهم، وعدم الوعدة للوراء، وتفشي الفيروس بأرقام مرعبة مرة آخري.
عودة المصلين تدريجبا
وشهدت الفترة الماضي تضامان بين المساجد والكنائس، حتى ان كنائس مدينة هانوفر فتحت أبوابها أمام المسلمين للصلاةن حفاظا على مساحات التباعد الاجتماعى، وهو ما يعبر عن التضامن والتعددية فى المجتمع الألماني، خاصة وأن هذه المبادرة جاءت فى شهر رمضان، لما يحمله من دلالة روحانية وإيمانية عميقة داخل المجتمع الإسلامي. 
أوضح أن الفترة الماضية كانت صعبة على الجميع، ولم يكن فى قدرة المصلين الذهاب للكنائس، ولكن المؤمن الحقيق من يتقبل ما يحدث وينظر للأمام، والاهتمام بالعلم والصحة ستكون له نتائج جيدة خلال الفترة المقبلة، بشرط الحفاظ على هذه القواعد.   
يذكر أن عدد المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا يقدر بحوالي خمسة ملايين شخص يمثلون مختلف المذاهب الإسلامية، ورخصت السلطات الألمانية لعدد من المساجد في أربعين مدينة ألمانية برفع الآذان بشكل استثنائي تزامنا مع دق أجراس الكنائس للتعبير عن التضامن خلال أزمة كورونا.
وانتشرت فى الآونة الأخيرة الأكلات الحلال، حيث رفعت غالية المطاعم فى المدن الألمانية "حلال" على الوجبات التى تقدمها  لجذب الجاليات الإسلامية من العالم العربي وتركيا واسيا، وأصبح الأمر معتادا بعد أن كان غريبا فى البداية، ولم يكن معتادا فى ألمانيا، ولكن الأن الأمر تحول لواقع، ولم يعد الأمر مستغبرا، بل نجحت هذه المطاعم فى جذب الألمان أنفسهم لتذوق أنواع جديدة من الأطعمة القادمة من الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وخاصة المطعم الشامى.