بوابة الحركات الاسلامية : ذراع خامنئي القوية.. من هو محمدباقر قاليباف رئيس البرلماني الإيراني الجديد؟ (طباعة)
ذراع خامنئي القوية.. من هو محمدباقر قاليباف رئيس البرلماني الإيراني الجديد؟
آخر تحديث: الخميس 28/05/2020 06:47 ص علي رجب
ذراع خامنئي القوية..

 

 

انتخب اعضاء مجلس الشوري الإيراني، القائد السابق بالحرس الثوري ومحافظ العاصم طهران، رئيسا للبرلمان الإيراني في تعزيز  لقبضة الحرس الثوري على مؤسسات الدولوة الإيرانية، ما يشبه "عسكر" نظام رجال الدين في إيران.

وفاز الجنرال محمد باقر قاليباف،الاربعاء 27 مايو 2020،  برئاسة البرلمان الإيراني، بعد أن صوت 166 نائبًا فى البرلمان الإيراني لصالح تعيين محمد باقر قاليباف، رئيسًا جديدًا للبرلمان الإيراني.

 

من خلال الإقصاء بالجملة للمرشحين من الجناح المتنافس، يسعى المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي إغلاق الصفوف داخل النظام لتمهيد الطريق أمام حكومة "فتية" للتعامل مع الأزمات التي لا يمكن علاجها التي يواجهها نظامه.

نشاته :

ولد محمد باقر قاليباف، في 23 أغسطس 1961 في محافظة خراسان رضوي وكان والد حسين قاليباف وأمه خير النساء بوجمهراني في طرقبه بالقرب من مشهد، هو سياسي متشدد وقائد سابق بالحرس الثوري، شغل منصب عمدة طهران، وكان مرشحا في انتخابات إيران الرئاسية 2013 لكنه خسر أمام حسن روحاني، وهو ما تكرر في انتخابات 2017.

حاصل قاليباف على درجة الدكتوراه. في الجغرافيا السياسية من جامعة تربية مدرس. وهو أيضا طيار، معتمد عليه لطيران بعض طائرات ايرباص.

 

ويرتبط قاليباف بعلاقة مصاهرة مع المرشد الايراني، فخامنئي زوج خالة قاليباف، لذلك يصف المرابون بأنه ذراع خامنئي القوية.

 

دور في القمع:

انضم قاليباف إلى قوات الحرس الثوري الإيراني (IRGC) في عام 1980 وكان دائمًا من بين كبار مسؤولي النظام الضالعين في القمع والإرهاب ونشر الحروب والسرقة والنهب.

 

منذ بداية حكم نظام رجا الدين في ايران بقيادة الخميني، لعب قاليباف دورًا نشطًا في قمع منظمة مجاهدي خلق، والاحتجاجات في طهران وكردستان، وانتفاضات شعبية، وعمليات السرقة والنهب.

وقال قاليباف :" عند الضرورة، نأتي إلى الشارع ونضرب (الناس) بالعصي. نحن من بين الذين استخدموا عصيهم. إنه لشرف لنا في عام 1980 أن نستخدم العصي ضد مسعود رجوي (زعيم المقاومة الإيرانية). وواجهنا أنصاره في الشوارع والجامعات.

 

 

 وقد أصبح رئيسا لقوات الإمام رضا في عام 1982، وكان القائد الأعلى لقوات نصر في الفترة من 1983 إلى 1984.

ثم أصبح قائد ما يسمى بفرقة كربلاء الخامسة والعشرين خلال الحرب العراقية الإيرانية وأرسل عشرات الآلاف من الأطفال والطلاب إلى حقول الألغام.

لهذا السبب، تمت ترقيته بسرعة إلى هيئة الأركان المشتركة للقوات البرية التابعة لقوات الحرس الثوري.

بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية ، أصبح قائدا لمقر خاتم الأنبياء للإعمار في 1994مـ، وهي أكبر تكتل اقتصادي في البلاد، ثم تم تعيينه قائدا للقوات الجوية للحرس الثوري الإيراني من قبل المرشد علي خامنئي في عام 1996.

ولعب دورًا مهمًا للغاية في تشكيل وحدات الصواريخ التابعة لقوات الحرس الثوري، وتوسيعها من ثلاثة إلى خمسة ألوية.

 

قمع تظاهرات 1999

وقاد قاليباف عمليات قمع احتجاجات الطلاب والتي بدأت من الحي الجامعي التابع لجامعة طهران سرعان ما تحولت إلى مظاهرات سياسية احتجاجاً على بطش مليشيات الباسيج شديدة الفتك. وقد تطورت الهتافات المعادية لحكومة الرئيس السابق محمد خاتمي لتصبح واستهدفت المسؤولين الكبار في السلطة الإيرانية ومن كلا التيارين الإصلاحي والمتشدد.

وقال قاليباف عن قمعه احتجاجات الطلاب في 2003: "عندما وقعت حادثة 1999 في مساكن الجامعات، كتبت أنا وسليماني "قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني" تلك الرسالة (إلى الرئيس محمد خاتمي). عندما بدأ الطلاب في المسيرة إلى مكتب خامنئي، كنت قائد القوات الجوية في قوات الحرس الثوري.

وتابع قائلا :"صورتي على دراجة نارية متاحة. كنت مع حسين خليقي حيث كنا سوية في الشارع لقمع الاحتجاجات. عند الضرورة، نأتي إلى الشارع ونضرب (الناس) بالعصي. نحن من بين الذين استخدموا عصيهم".

لم أقل أني قائد القوات الجوية وأنني لا يجب أن أكون في الشارع. كقائد يجب ألا أكون في الشارع. "

بعد دوره القوي في قمع احتجاجات1999، بقيادة حملة أمنية دموية لقمع الطلبة المحتجين باضطرابات على مستوى ايران، أصبح رئيسا للشرطة الإيرانية، وفرض نظام قمعي قوي، وانشاء قوة الأخلاق.

وفي عام 2000، تم تعيين قاليباف كقائد قوة أمن الدولة (SSF) وأنشأ وحدة الشرطة 110. في سبتمبر 2002، نفذ خطة الأمن الأخلاقي.

وفي 2009 كان لقاليباف، وهو رئيس بلدية طهران الفضل في المساعدة في إخماد اضطرابات دموية او ما يعرف بالثورة الخضراء، استمرت شهوراً وهزت المؤسسة الحاكمة بعد انتخابات رئاسية قال مرشحو المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي إنه تم تزويرها لضمان إعادة انتخاب أحمدي نجاد.

وقال عن  دوره في قمع احتجاجات الطلاب: "لقد عقدنا اجتماعاً في وزارة الداخلية. لقد تسببوا في دمار في سكن جامعة طهران، وأضرموا فيها النار.

أضاف :"وقلت إذا حاول أي شخص التسبب بالفوضى، فسأقف، بصفتي قائد قوات الأمن الخاصة أمامهم وأقوم بسحقهم شخصياً وقمعهم. لقد استخدمت لغة بذيئة ونجحت في الحصول على إذن للوجود العسكري لقوات الأمن الخاصة وفتح النار من مجلس الأمن القومي. ووقعه وزير الداخلية في ذلك الوقت، عبد الواحد موسوي لاري، ومصطفى معين، وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا، وأعطاني إياه ".

 

اخطبوط الفساد:

وفي 2005 استقال قاليباف من عمله في المؤسسة العسكرية لخوض انتخابات الرئاسة. وكان يعتبر مرشحاً قوياً لكنه خسر في الأيام الأخيرة عندما حوَّل خامنئي وحلفاؤه تأييدهم إلى المرشح الشعبوي المتشدد محمود أحمدي نجاد.

وقد أدار حملة مبهرة في انتخابات الرئاسة عام 2005 وهو يرتدي بذلة بيضاء على الطراز الغربي، ويصف نفسه بأنه "حزب الله رضا شاه" في إشارة إلى والد شاه إيران الذي أطاحت به الثورة الإسلامية عام 1979.

بعد فشله في انتخابات 2005، أصبح قاليباف عمدة طهران حتي 2017، معها بدأ تنفيذ خطة الفصل بين الجنسين في البلديات.

وقد ارتبط اسم قالیباف بفضائح فساد كبرى في بلدية طهران خلال توليه منصب العمدة فيها. وانتشرت أخبار عن اختفاء مليارات الدولارات من خزائن العاصمة في عهد قاليباف، إلا أن داعميه هاجموا العمدة المنتخب حديثا ومعاونيه عندما كشفوا عن ممارسات العمدة السابق الفاسدة.

كما قام خلال فترة ولايته، بنقل العديد من قادة قوات الحرس الثوري إلى بلدية طهران ما يشبه "عسكرة طهران".

أيضا عانت العاضمة طهران من فوضى حركة وسائل النقل، وكذلك تورطه في قضية فساد في 2016 ومقتل 50 من رجال الإطفاء في حادث انهيار مبنى في العام التالي، لم  يمنع ذلك من ترشحة للانتخابات الرئاسة في 2017 أمام حسن روحاني.

وذكرت وسائل اعلام حكومية ايرانية أن 200 تريليون ريال (4.76 مليار دولار على أساس سعر الصرف الرسمي الحالي) من ميزانية المدينة لم يتم حسابها خلال فترة ولاية قاليباف كرئيس لبلدية طهران.

في 20 أغسطس 2015، نشرت صحيفة شرق الحكومية تقريرًا يقول: بناءً على رسالة من مكتب المفتش العام للبلاد إلى بلدية طهران جاء فيها أنه بناء على أوامر قاليباف، تم بيع الكثير من الممتلكات، ومعظمها في شمال طهران بخصومات غير قانونية من أكثر من 50% إلى أكثر من 150 من كبار المديرين في بلدية طهران ونواب مجلس الشورى وأعضاء مجلس مدينة طهران.

وقال التقرير إن قيمة العقارات قدرت بنحو 22 تريليون ريال (529 مليون دولار على أساس سعر الصرف الرسمي الحالي).

أشارت وسائل الإعلام الحكومية إلى تقرير لمكتب المحاسبة في مجلس مدينة طهران حول سلوك بلدية طهران في عام 2015، وفساد قاليباف، والذي تضمن "47 حسابًا مصرفيًا سريًا"، و "دين قضائي غير مدفوع بقيمة 22.97 تريليون ريال (53 مليون دولار بناءً على سعر الصرف الرسمي الحالي) لبلدية طهران، 49.7 تريليون ريال (118.3 مليون) التي يدين بها الصندوق التعاوني لقوات الحرس للبلدية، ودفع 60 مليار ريال (14.29 مليون دولار) وتسليم 80،000 متر مربع (19.76 فدان) من أرض لمؤسسة رضا (مملوكة لزوجة قاليباف)، وشراء وبيع محطة مترو ".

كما حرك منافسو قاليباف"بملفات الفساد السابقة ضده حيث نقلت صحيفة "ابتكار" الايرانية، عن النائب المتشدد السابق والرئيس الحالي لمنظمة مراقبة الشفافية، أحمد توكلي، عزمه على محاربة الفساد بشكل خاص في بلدية طهران، قائلا: "أنا ضد الفساد ونهب المال العام، وليس لأسباب سياسية، بل لأن الفساد خرق للقانون، كالطريقة التي قامت البلدية بتحويل بعض أموالها".

وكان توكلي يشير ضمنيا إلى ملفات فساد مالية كبرى، بما في ذلك قضية اتهم فيها قاليباف بتحويل أموال طائلة إلى مؤسسة زوجته الخيرية بطريقة غير قانونية.

وقال توكلي، وهو مؤيد سابق لقاليباف انقلب ضده، إنه كان ينبغي على مجلس صيانة الدستور الاهتمام بهذه القضايا قبل الانتخابات، و"ليس الآن حيث إنه من المحتمل أن يصبح العمدة السابق رئيس مجلس الشورى (البرلمان)"، حسب ما أفادت "ابتكار".

ومن ملفات الفساد ايضا، ساعد قاليباف –خلال رئاسة عمدة بلدية طهران- على حصول مؤسسة "مقر الإمام الرضا" التي يقودها رجل الدين المتشدد غلام رضا قاسميان وهو صديق محمد باقر قاليباف، على عقود حكومية مغرية، من بينها إدارة 23 فرعا من مراكز إعادة التأهيل المخصصة لعلاج الإدمان على المخدرات عام 2017، والتي خضعت لإدارة منظمة قاسميان على مر ثلاث سنوات، وتم تجديد العقود تحت شروط مجهولة.

 

 ولكن في 16 سبتمبر عام 2019 نشرت صحيفة "شرق" الإصلاحية خبرا مفاده أن كل مركز تأهيل أشرفت عليه المنظمة بلغت قيمته ما بين 70 إلى 100 مليار ريال (أي ما بين 1.7 مليون و2.4 مليون دولار).

 

اقتحام السفارة السعودية

كما يرتبط قاليباف بعلاقات وثيقة مع رجل الدين المتشدد حسن كرد ميهن، العقل المدبر لاقتحام السفارة السعودية في طهران ومشهد في يناير 2016.

وحيث نشط "ميهن" كمسؤول في الحملة الانتخابية الرئاسة في 2017، للجنرال محمدباقر قاليباف، وهو ما يعد مؤشرا على موقف رئيس البرلمان الايرني الجديد من المملكة العربية السعودية.

وفي 2 يناير 2016 قام مجموعة من المتظاهرين الإيرانين بالهجوم على السفارة السعودية في طهران بعد تنفيذ عقوبة الإعدام بحق المعارض السعودي نمر النمر، حسب ما أعلنته الداخلية السعودية كان نمر النمر ضمن 47 شخص نفذت السعودية الإعدام بحقهم. لقد حكم على نمر النمر بالقتل تعزيراً من المحكمة الجزائية بالمملكة العربية السعودية في 15 أكتوبر 2014.تمكن المتظاهرين من اقتحام مبنى السفارة وإحراقها وإنزال العلم السعودي وتهشيم وسرقة مافيها وقام متظاهرون أخرين بالهجوم على القنصلية السعودية في مشهد وقاموا بتهشيم الأثاث وزجاج النوافذ وقام بعضهم بنهب محتويات القنصلية وتلقى الدبلوماسيين السعوديين بتهديد بالقتل من الباسيج قبل خروجهم للسعودية، وهو ما ادى الى قطع الرياض علاقتها بطهران.

 

 رئيسا للبرلمان

وقد صوت 166 نائبًا فى البرلمان الإيرانين الاربعاء 22 مايو، لصالح تعيين محمد باقر قاليباف ذراع خامنئي القوية، رئيسًا جديدًا للبرلمان الإيراني، في تعزيز لقبضة الحرس الثوري على مقاليد الامور في إيران.