بوابة الحركات الاسلامية : عبر منظمة "ديتيب".. أردوغان يحاول اختراق ألمانيا لنشر التطرف (طباعة)
عبر منظمة "ديتيب".. أردوغان يحاول اختراق ألمانيا لنشر التطرف
آخر تحديث: السبت 13/06/2020 12:27 ص أميرة الشريف
عبر منظمة ديتيب..
ما زال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواصل الاعيبه في الدول العربية والأوروبية، حيث حذر تقرير ألماني، من اختراق أردوغان للبلاد عبر منظمة الاتحاد الإسلامي "ديتيب"، التي تحاول أن تنشر الأفكار المتطرفة بين مسلمي ألمانيا، بجانب تجسسها على معارضي نظام تركيا. 
وقالت مجلة الثقافة السياسية الألمانية إن هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية الألمانية" ترصد أنشطة تجسس لاتحاد ديتيب التركي، على معارض أردوغان في البلاد منذ صيف ٢٠١٦.
وأضافت "المنظمة تستهدف الأكراد وأعضاء حركة رجل الدين التركي فتح الله غولن المقيمين في ألمانيا"، مضيفة أنها "تعتمد ماليا بشكل كامل على أنقرة، وتخضع مباشرة لإدارة مديرية الشؤون الدينية التركية (ديانيت)، التي تخضع بدورها لإشراف مباشر من أردوغان".
ولفتت المجلة إلى أن الرئيس التركي يحاول تصدير أفكار لا تعبر بأي حال عن انتماءات الأتراك ومنظومة المبادئ الدينية السائدة في ألمانيا، كما يتبنى سياسات تقوض الحريات الأساسية".
ولفتت إلى أنه "منذ ٢٠١١، حول أردوغان بلاده لمركز رئيسي لجماعة الإخوان الإرهابية، ووجد قادة الجماعة الهاربين من الملاحقة في بلادهم الأصلية، مكانا آمنا في أنقرة، ومارسوا أنشطتهم دون سند قانوني".
وأكدت أن ديتيب تمثل خطرا كبيرا على المجتمع الألماني لأنها تتبنى بالتأكيد أفكار أردوغان والإخوان".
وذكرت المجلة أن "ديتيب تعد ذراعا أساسيا لأردوغان وتهدف للتأثير على المسلمين في ألمانيا"، مضيفة أن "سماح السلطات الألمانية لهذه المنظمة بممارسة أي نوع من التأثير على المسلمين بالبلاد، يعد فضيحة سياسية".
وقالت إن تمكين ديتيب من لعب أي دور سياسي في ألمانيا يعني السماح لديكتاتور مثل أردوغان، باختراق المجتمع".
وكانت، قررت حكومة ولاية هيسن، وسط ألمانيا، طرد الاتحاد الإسلامي التركي "ديتيب"، المشرف على حصص تدريس الدين، من مدارسها، بسبب خضوعه لأردوغان وعلاقته بالإخوان. 
وتعد حكومة هيسن، أكثر الولايات الألمانية تعاونا مع ديتيب، وتسند للاتحاد التركي تولي مهمة تدريس مادة الدين في 56 مدرسة ابتدائية و12 مدرسة ثانوية على أراضيها منذ 2012 رغم الانتقادات الكبيرة لهذه التعاون.
ورفض اتحاد ديتيب قرار ولاية هيسن وقرر اللجوء للقضاء، مدعياً أن "إنهاء التعاون يضرب جهود اندماج المسلمين في البلاد في مقتل".
ويملك "ديتيب" وجودا ملحوظاً في هيسن، وبخلاف توليه تدريس الدين الإسلامي، يملك الاتحاد المثير للجدل ٨٦ مؤسسة ثقافية ومسجدا في الولاية.
وسلطت صحيفة نويه زوريشر تسايتونغ السويسرية الناطقة بالألمانية في تقرير نشرته في وقت سابق، الضوء علي أن "معظم التنظيمات الإسلامية في ألمانيا، وفي مقدمتها "ديتيب" والتنظيمات الإسلامية التركية الأخرى، كيانات سياسية بالأساس لا تعبر عن المسلمين".
وقالت، إنه في ٢٠٠٦، طالبت السلطات الألمانية من التنظيمات الإسلامية الالتزام بالدستور ومبادئ الديمقراطية، والانفصال عن أي أطراف ثالثة (دول أو تنظيمات خارجية)".
لكن اتحاد "ديتيب"، وفق صحيفة نويه زوريشر تسايتونغ، لم يفعل ذلك، وظن لسنوات طويلة أنه فوق القانون، ويوفر أردوغان له الحماية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان نفسه يستغل التنظيم لإعاقة اندماج نحو ٤ ملايين تركي في ألمانيا، ويعتبر كل فرد فيهم سفريا لسياساته وأفكاره المتطرفة.
ويعد اتحاد ديتيب أكبر منظمة مظلية للمساجد في ألمانيا، حيث يشرف الاتحاد على ٩٠٠ مسجد في عموم البلاد بينها المسجد الكبير في مدينة كولونيا، ويشغل عضويته 800 ألف شخص في الأراضي الألمانية.
ووفق مركز الدراسات التابع للبرلمان الألماني، فإن ارتباط ديتيب بالنظام التركي ليس محل شك.
المركز ذكر في تقرير صدر في 2018 "ديتيب مرتبط بشكل مباشر بمديرية الشؤون الدينية التى تخضع لإشراف مباشر من أردوغان".
وتصنف السلطات الألمانية المنظمة التركية بأنها تمثل تهديدا للديمقراطية.
ارتباط "ديتيب" القوي بالنظام التركي، وخدمتها مصالحه وترويجها لأجندته السياسية دفع هيئة حماية الدستور إلى تصنيف المنظمة "معادية للنظام الديمقراطي"، ودراسة وضعها تحت رقابتها، وفق تقرير للإذاعة الألمانية "حكومية". كما تغيرت نظرة الحكومة الألمانية للمنظمة التركية من شريك في ملف اندماج المهاجرين، إلى منظمة تحيط بأهدافها ونظم عملها الشكوك.
وفي 2018، تراجع الدعم المالي الذي تتقاضاه المنظمة من الحكومة الألمانية إلى 300 ألف يورو فقط، مقارنة بـ1.5 مليون يورو في 2017، نتيجة للشكوك المحيطة بها، حسب ما ذكرته الإذاعة الألمانية في تقرير سابق.