بوابة الحركات الاسلامية : بائتلاف "الساحل".. فرنسا تواصل جهودها لملاحقة الجماعات الإرهابية بالمنطقة (طباعة)
بائتلاف "الساحل".. فرنسا تواصل جهودها لملاحقة الجماعات الإرهابية بالمنطقة
آخر تحديث: الإثنين 15/06/2020 12:29 ص فاطمة عبدالغني
بائتلاف الساحل..
وسط تنامي وتيرة الهجمات الإرهابية والواقع الإنساني الجديد الذي أفرزه الانتشار الواسع لفيروس كورونا، تتصاعد المخاوف وتتجدد التحذيرات من أن تتحول منطقة الساحل إلى ملاذ أمن لنشاط الجماعات الإرهابية المتطرفة، واقع قد تعجز دول المنطقة منفردة عن مواجهته وفق ما يؤكده مراقبون على الرغم من جهودها الرامية للتنسيق في مواجهة نشاط إرهابي أخذ في الاتساع، وهي التحركات التي كان أخرها اجتماع عبر الفيديو ضم قادة أركان جيوش مجموعة دول الساحل، وهي مجموعة تضم مالي وموريتانيا والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو، اجتماع انعقد على وقع مقتل أحد أبرز زعماء القاعدة في بلاد المغرب عبدالمالك دروكدال والذي نشرت القوات الفرنسية صور تظهر عملية استهدافه برفق مجموعة من مرافقيه.
ويرى المتابعون للوضع في الساحل أن عملية دروكدال التي وصفت بالصيد الثمين قد تشكل ضربة للتحالفات الإرهابية في المنطقة، فمقتل دروكدال من شأنه المساهمة في تفكك تحالفات كثيرة تضم حركات محلية تدين بالولاء للقاعدة.
 وتؤكد مجموعة دول الساحل أن نتائج إيجابية تم تحقيقها بفضل العمل الذي قامت به برفقة شركائها الدوليين، لكن طريق مكافحة الإرهاب لاتزال طويلة وتحتاج جهدًا أكبر وفق ما يجمع عليه قادة تلك الدول.
 وهو الواقع الذي أكدته الأمم المتحدة حين حذر أمينها العام من أن تفشي فيروس كورونا، وما أحدثه من وضع قد يكون عاملاً تستغله الجماعات الإرهابية في تأجيج العنف في منطقة الساحل.
وبالتزامن مع مواصلة دول الساحل جهودها الرامية للحد من نشاط الجماعات الإرهابية بالمنطقة أعلنت فرنسا الجمعة 12 يونيو، إطلاقها ائتلاف يضم حلفاء من دول غرب أفريقيا ودول أوروبية لمواجهة الإرهابيين في منطقة الساحل.
وترغب فرنسا عبر هذا الائتلاف في مزيد من الدعم من الدول الأوروبية الأخرى، والتعاون بين دول المنطقة، ويبلغ إجمالي عدد الجنود الفرنسيين في منطقة الصحراء الكبرى ما يقرب من 5100 جندي، قامت فرنسا بنشرهم في المنطقة عام 2013، للتصدي لأعمال العنف التي تقودها التنظيمات الإرهابية المتطرفة.
ويهدف الائتلاف لتوفير مزيداً من المساعدة التي تقدمها قوات أوروبية خاصة للجيوش الإقليمية، إلى جانب مساعدات مالية.  
وبحسب مراقبون يتوقع أن يساهم التواجد العسكرى الفرنسي فى أفريقيا  فى منع التواصل بين الجماعات الجهادية عبر ليبيا  والمحيط الأطلسي، ومنع إعادة بناء نفسها. ومع خسارة داعش لمعاقله فى سوريا والعراق وتمدده فى قارة إفريقيا يتوقع محاولة داعش بتنفيذ هجمات على القوات الفرنسية المتمركزة لاسيما فى دول الصحراء الأفريقية الكبرى، وهو الأمر الذي يتطلَّب من فرنسا إعادة النظر في تموضعها في هذه الدول.
فبالرغم من تمكن الجيش الفرنسي من طرد المسلحين من مناطق مترامية في مالي فبات متوقعا توسع الجماعات الإرهابية وانتقالهم إلى دول حدودية أخرى كبوركينا فاسو والنيجر، وتشاد.
ويتوقع أيضا انتقال تلك الجماعات من مرحلة الدفاع عن النفس، إلى مرحلة الهجوم وشن الهجمات ضد القوات الحكومية. لاسيما بعد أن ثبت أن (75%) المعارك التي وقعت مع قوات الأمن الحكومية خلال 2018، بادرت بها هذه الجماعات. واصبح متوقعا أن تشهد  دول الساحل صراعَ نفوذ محموما بين تنظيمي القاعدة وداعش.
لذلك ينبغى زيادة التمويل والتدريب للقوات المحلية  للتجهيزات. والإسراع في رصد التمويلات لصالح القوة العسكرية المشتركة، وضرورة تأمين التمويل للقوة العسكرية المشتركة لدول الساحل الخمس، والعمل على وضع آليات شاملة لمكافحة الإرهاب في دول الساحل والصحراء وقاعدة معلومات شاملة لرصد الجماعات الإرهابية وعناصرها.