بوابة الحركات الاسلامية : للإبقاء على حالة الفوضى في ليبيا... اتفاق جديد بين السراج وأردوعان (طباعة)
للإبقاء على حالة الفوضى في ليبيا... اتفاق جديد بين السراج وأردوعان
آخر تحديث: الأحد 05/07/2020 12:05 ص فاطمة عبدالغني
للإبقاء على حالة
في وقت تتواصل فيه المساعي الدولية والإقليمية لحلحلة الأزمة الليبية وتفعيل الخيار السلمي، تسعى تركيا لإطالة أمد الأزمة وتفخيخ مسارات الحل السياسي عبر إرسالها السلاح والمرتزقة لدعم الميليشيات في طرابلس، وهي مساعي عكستها تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أكد استمرار بلاده في التعاون مع حكومة فايز السراج بكل عزم وإصرار، وأكد أردوغان أن زيارة الوفد العسكري التركي إلى طرابلس تأتي لمواصلة التعاون القائم مع حكومة السراج بتنسيق أوثق.
تصريحات أردوغان جاءت بعد زيارة قام بها وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش التركي إلى العاصمة الليبية طرابلس الجمعة 3 يوليو، والتقى المسئولان التركيان قيادات عسكرية تابعة لحكومة السراج في مقر قيادة التدريب والتعاون العسكري والأمني في طرابلس.
وقالت حكومة الوفاق إن زيارة الوفد التركي تأتي في إطار مذكرة التفاهم الموقعة مع تركيا كما تطرقت إلى تفعيل برامج التدريب العسكري المشترك وفق بيان حكومة الوفاق.
وكشف وكيل وزارة الدفاع بحكومة السراج، النقاب عن أنه تقرر بناء وفتح مراكز التدريب لـ"بناء جيش محترف"، وتعزيز التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين في مجالات التدريب والتأهيل، بحسب وسائل إعلام محلية أول من أمس.
ويعنى هذا المركز أن تركيا بصدد الإشراف على تعزيز برامجها لتدريب قوات حكومة الوفاق، وإضفاء طابع الشرعية على الميليشيات المسلحة الموالية لها في طرابلس، وفق مصادر ليبية مطلعة.
وتضمنت الزيارة توقيع اتفاقية تضمن تدخل أكبر لقوات تركيا والحفاظ على مصالح أنقرة في ليبيا. 
وكشفت المصادر عن عدد من البنود التي تحتويها تلك الاتفاقية، وكان أبرزها ضمان حماية مصالح تركيا في ليبيا، كما السماح لأنقرة بالتدخل "المباشر".
وتضمنت الاتفاقية إنشاء قاعدة عسكرية تركية في ليبيا، فضلاً عن توفير حصانة للقوات التركية هناك ضد أية ملاحقات قضائية، ومنح الضباط الأتراك صفات دبلوماسية وذلك لضمان حمايتهم وأمنهم. وتضمنت الاتفاقية أيضًا إنشاء مراكز تدريب جديدة للميليشيات غربي ليبيا.
ومن جانبه علّق مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، العميد خالد المحجوب، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، السبت، على الاتفاق الجديد الذي أبرمته تركيا مع حكومة فايز السراج، معتبرا أنه يمثل "إملاءات إرادة طرف على طرف آخر"، مؤكدا استعداد الجيش للتصدي لقوات أنقرة والميليشيات الموالية لها.
ورأى المحجوب أن الاتفاق الجديد، الذي ينص أحد بنوده على "حماية حكومة السراج"، يمثل محاولة من تركيا وتنظيم الإخوان الموالي لها لتحقيق مآربهم.
وأضاف أن تركيا "تسعى لرفع سقف المطالب وتحقيق أكبر وجود ممكن داخل ليبيا، خصوصا في المنطقة الغربية، من خلال اتفاقيات على قواعد تضفي عليه الشرعية، واستخدام كل ذلك في انطلاق المفاوضات بشأن ليبيا". وأكد المحجوب أن "كل هذه الحجج لن تنطلي على أحد".
وأكد مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، على أن أنقرة ترمي أيضا من وراء هذا الاتفاق، إلى "حشد الاستعدادات" لمعركة كبيرة في المنطقة الغربية في ليبيا، التي تتمركز فيها قوات من الجيش الوطني، لا سيما منطقة "سرت" المعلنة من جانب الجيش ومصر "خطا أحمر".
وشدد المحجوب على "استعداد الجيش الوطني الليبي لمواجهة الأطماع التركية، وإلى جانبه الشعب الليبي الذي أصبح يدرك أن تركيا تقوم بغزو بلادهم بشكل مباشر".
وبشأن مقترح إنشاء حرس وطني جديد في ليبيا، قال المحجوب إن استيعاب الميليشيات ضمن ما يسمى بـ"الحرس الوطني"، ليس سوى "محاولة إعادة تدوير يقوم بها تنظيم الإخوان لتجاوز الجيش، الذي يكنون له عداء تاريخيا، كونه وقف ضد مخططاتهم".
ويشار إلى أن زيارة وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش التركي إلى العاصمة الليبية طرابلس هذه تأتي بعد أيام من زيارة رئيس أركان البحرية التركية إلى طرابلس، وهي الزيارة التي قالت عنها أطراف ليبية إنها محاولات تركية لإجاد موطئ قدم في الشمال الإفريقي والسيطرة على مقدرات وثورات الشعب الليبي، لكن مراقبين للشأن الليبي ذهبوا إلى أبعد من ذلك وأكدوا أن زيارة الوفد التركي إلى طرابلس ترتبط وارتباط وثيق بزيارة أردوغان الأخيرة إلى قطر، ما يؤكد سعي البلدين إلى تعميق الصراع بين الأطراف الليبية رغبة منهما في تأزيم الأوضاع في المنطقة وإحياء مشروع سوري جديد في ليبيا.