بوابة الحركات الاسلامية : وثيقة مكة والدعوة للاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب (طباعة)
وثيقة مكة والدعوة للاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب
آخر تحديث: الخميس 30/07/2020 01:42 م
وثيقة مكة والدعوة
وثيقة مكة المكرمة هي وثيقة كُتبت في مكة المكرمة في الخامس والعشرون من شهر رمضان للعام 1440هـ الموافق 30 مايو 2019م، على هامش المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في المملكة العربية السعودية، لتمثل دستورًا تاريخيًا لتحقيق السلام وحفظ قيم الوسطية والاعتدال في البلدان الإسلامية، وتنص الوثيقة على مكافحة الإرهاب والظلم والقهر ، ورفض انتهاك حقوق وكرامة الإنسان، وتأصيل قيم التعايش بين الأديان والثقافات والأعراق والمذاهب المختلفة في العالم الإسلامي. وأقرّ الوثيقة 1200 شخصية إسلامية من 139 دولة من مختلف المذاهب والطوائف الإسلامية.
وحذرت الوثيقة من أن "ظاهرة الإسلاموفوبيا وليدة عدم المعرفة بحقيقة الإسلام وإبداعه الحضاري وغاياته السامية"، مضيفة أن "التعرف الحقيقي على الإسلام يستدعي الرؤية الموضوعية التي تتخلص من الأفكار المسبقة، لتفهمه بتدبر أصوله ومبادئه، لا بالتشبث بشذوذات يرتكبها المنتحلون لاسمه، ومجازفات ينسبونها زوراً إلى شرائعه"، ومؤكدة على "ترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة، وتشجيع الممارسات الاجتماعية السامية، والتعاون في التصدي للتحديات الأخلاقية والبيئية والأسرية وَفْقَ المفاهيم الإنسانية المشتركة، والحذر من الاعتداء على القيم الإنسانية وتدمير المنظومات الاجتماعية، بمسوّغ الحرية الشخصية".
وأوصت الوثيقة بـ"عدم التدخل في شؤون الدول مهما تكن ذرائعه المحمودة؛ فهو اختراق مرفوض، ولاسيما أساليب الهيمنة السياسية بمطامعها الاقتصادية وغيرها، أو تسويق الأفكار الطائفية، أو محاولة فرض الفتاوى على ظرفيتها المكانية، وأحوالها، وأعرافها الخاصة، إلا بمسوّغ رسمي لمصلحة راجحة"، مُعدّدة تجارب التنمية الناجحة عالمياً أنموذجا يقتدى في ردع أشكال الفساد كافة، وإعمال مبدأ المحاسبة بوضوح تام، والعمل على تغيير الأنماط الاستهلاكية التي تعيق برامج التنمية، وتستنزف المقدرات، وتهدر الثروات.
وشدد المؤتمرون في وثيقة مكة المكرمة على "تحصين المجتمعات المسلمة، والأخذ بها نحو مفاهيم الوسطية والاعتدال، والحذر من الانجرار السلبي إلى تصعيد نظريات المؤامرة، والصدام الديني والثقافي، أو زرع الإحباط في الأمة، أو ما كان من سوء ظن بالآخرين مجرد أو مبالغ فيه"، داعين في الوقت ذاته إلى "احترام المواطنة الشاملة، كونها استحقاقا من الدولة تمليه مبادئ العدالة الإسلامية لعموم التنوع الوطني، وعلى مواطنيها واجبَ الولاء الصادق، والمحافظة على الأمن والسلم الاجتماعي، ورعاية حمى المحرمات والمقدسات".
وأوصت الوثيقة بأهميةَ "إيجادِ منتدىً عالميٍّ بمبادرة إسلامية، يعنى بشؤون الشباب بعامة، يعتمد ضمن برامجه التواصل بالحوار الشبابي البناء مع الجميع في الداخل الإسلامي وخارجه؛ تلافياً لغيابٍ مضى أحدث فراغاً، وعاد بنتائجَ سالبةٍ"؛ فيما طالب المؤتمرون بـ"تجاوز المقررات والمبادرات والبرامج كافةً طَرْحَها النظـري، وبخاصة ما يتعلق بإرساء السلم والأمن الدوليين، وإدانة أساليب الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والتهجير القسري، والاتجار بالبشر، والإجهاض غير المشروع".
محتويات الوثيقة
تضمنت الوثيقة 29 بندًا بإقرار من 1200 شخصية إسلامية مُمثَلين في مرجعيتهم الدينية، واستمدت مكوناتها من وثيقة المدينة المنورة التي عقدها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنًا على ضوء التنوع الديني والثقافي والعرقي في العالم الإسلامي، وتتلخص وثيقة مكة في:
1- التأكيد على أن المسلمون جزء من هذا العالم بتفاعله الحضاري، يسعون للتوصل مع مكوناته جميعها لتحقيق صالح البشرية، وأن الاختلاف في العقائد والأديان والمذاهب سُنّة كونية.
2- الإقرار على أن البشر متساوون في إنسانيتهم، وينتمون إلى أصل واحد.
3- التصدي لممارسات الظلم والعدوانية والصدام الحضاري والكراهية.
4- مكافحة الإرهاب والظلم والقهر.
5- التنديد بدعاوى الاستعلاء البغيضة والشعارات العنصرية.
6- دعم قيم التنوع الديني والثقافي.
7- لا يُبرِم شــأن الأمة الإسلامية ويتحدث باسمها في أمرها الديني وكل ذي صلة به، إلا علماؤها الراسخون في جمع كجمع مؤتمر هذه الوثيقة.
8- الدعوة إلى الحوار الحضاري.
9- التأكيد على براءة الأديان والمذاهب من مجازفات معتنقيه ومدعيها.
10- التأكيد على أن أصل الأديان السماوية واحد وهو الإيمان بالله وحده ولا يجوز الربط بين الدين والممارسات السياسية الخاطئة.
11- سن التشريعات الرادعة لمروجي الكراهية الصراع الحضاري والدعوة للصدام والتخويف من الآخر.
12- ترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة وتحصين المجتمعات المسلمة.
13- التأكيد على أن المسلمون قادورن على إثراء الحضارة الإنسانية بكثير من الإسهامات الإيجابية التي تحتاجها البشرية.
14- الدعوة إلى التمكين المشروع للمرأة ورفض تهميش دورها.
15- أكدت على أن ظاهرة الإسلاموفوبيا هي نتيجة عدم المعرفة الصحيحة بحقيقة الإسلام.
16- شددت الوثيقة على عدم التدخل في شؤون الدول ونبذت أساليب الهيمنة السياسية بمطامعها الاقتصادية وغيرها.
17- أوصت بضرورة إيجاد منتدى عالمي بمبادرة إسلامية يهتم بشؤون الشباب عامة يعتمد على الحوار الشبابي البنّاء مع الجميع إسلاميًا وعالميًا
لقراءة وتحميل الوثيقة اضغط هنا