بوابة الحركات الاسلامية : الأزمة الليبية بين مطالب الهدنة وخطر التصعيد العسكري (طباعة)
الأزمة الليبية بين مطالب الهدنة وخطر التصعيد العسكري
آخر تحديث: السبت 01/08/2020 11:52 ص فاطمة عبدالغني
الأزمة الليبية بين
تتحرك الأزمة الليبية على خطين متوازيين بين الهدنة والتصعيد، يتمثل الخط الأول بدعوات تثبيت وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة الحوار السياسي، فقد دعت الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى التهدئة وانتهاز فرصة عيد الأضحى لوقف الاقتتال في ليبيا.
وطالبت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفانى وليامز، بأن يمثل عيد الأضحى فرصة لتغليب روابط الإخاء وإنهاء الاقتتال بين الليبيين، مناشدة الفرقاء تثبيت وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة الحوار السياسى، وأعربت وليامز عن أملها في أن تسود لغة المحبة والتسامح والوحدة بين الشعب الليبي.
ومن جانبه، جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، دعوته إلى تثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا والتوصل إلى اتفاق رسمي وشامل لإيقاف القتال والأعمال العسكرية في البلاد في إطار المفاوضات التي ترعاها البعثة الأممية في ليبيا.
وناشد أحمد أبو الغيط، في بيان صادر الخميس 30 يوليو، الأطراف الليبية بالالتزام بوقف إطلاق النار والامتناع عن أية أعمال أو تحركات عسكرية من شأنها تصعيد الوضع في الميدان أو إذكاء الصراع في البلاد.
وأكد أبو الغيط أهمية العمل بجدية من أجل استكمال المفاوضات القائمة في إطار اللجنة العسكرية المشتركة بين حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي للتوصل إلى اتفاق متكامل حول ترتيبات وقف إطلاق النار تحت رعاية ومراقبة الأمم المتحدة .
وأشار إلى ضرورة توقف كافة أشكال التدخلات الخارجية في الأزمة الليبية، مجدداً رفض وإدانة الجامعة العربية للخروقات المتكررة لحظر السلاح المفروض من قبل مجلس الأمن، والاستقدام المنهجي للمقاتلين والمرتزقة الأجانب والعناصر الإرهابية إلى البلاد.
وطالب بإخراج كافة القوات الأجنبية من الأراضي الليبية، والتوصل إلى حل دائم وجذري للتهديد الذي تمثله الميليشيات والجماعات المسلحة .
وشدد على أنه لا يمكن لأي مسار سياسي يهدف إلى التوصل إلى تسوية وطنية خالصة ومتكاملة للوضع الليبي أن ينجح دون أن يتم وضع حد لهذه التدخلات الأجنبية والاستهداف الإقليمي لأمن واستقرار هذا البلد العربي المهم، مجدداً التزام الجامعة العربية بسيادة واستقلال الدولة الليبية وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية، والحفاظ على أمن واستقرار دول الجوار الليبي العربية، والتصدي لكل ما يمس ويهدد الأمن القومي العربي.
وعلى صعيد متصل، أكد سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا آلن بوجيا، مواصلتهم العمل مع شركائهم من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار بين الجانبين، والعودة إلى العملية السياسية اللازمة لكي تمضي ليبيا نحو السلام والمصالحة.
وأوضح السفير الأوروبي في بيان نشرته بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، الجمعة 31 يوليو، على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تمنياته بمناسبة حلول عيد الأضحى للشعب الليبي عطلة مفعمة بالسلام.
وقال بوجيا في بيانه: "في هذا الوقت، فإن أفكارنا مع العديد من الضحايا الأبرياء للصراع المستمر وعدم الاستقرار الذي أفسد البلاد على مدى العقد الماضي. سنواصل العمل مع شركائنا من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار بين الجانبين والعودة إلى العملية السياسية اللازمة لكي تمضي ليبيا نحو السلام والمصالحة".
وفي السياق ذاته طالب وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، بضرورة الحل السياسي للأزمة الليبية وإنهاء التدخل الأجنبي في شؤونها.
جاء ذلك في نبأ عاجل، أذاعته فضائية العربية، الجمعة 31 يوليو، حيث أكد وزير الخارجية الفرنسية بأنه يجب وقف التدخلات الخارجية فى ليبيا.
وقال لودريان أمام لجنة الشئون الخارجيّة في مجلس الشيوخ من قبل، إن "الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، حارب تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية حين كان التنظيم المسلح يسيطر على بعض المناطق في ليبيا"، بحسب ما ذكرت قناة “يورو نيوز”.
وأَضاف "نحن ندعم الجيش الوطني الليبي الذي اشتهر على الصعيد الدولي بقتاله ضدّ تنظيم داعش، نحن لا نقدم له دعمًا عسكريًا فعالًا بل المشورة والدعم السياسي".
ومقابل كل هذه الدعوات يوجد فريق يسعى للتصعيد ويعمل عليه إذ واصلت قوات حكومة الوفاق إطلاق تهديدات جديدة بشن هجوم على مواقع الجيش الوطني بمدينتي سرت والجفرة، في تحد جديد للمساعي الدولية والإقليمية، الرامية إلى منع نشوب حرب بين الطرفين، ورصد الجيش الوطني الليبي الجمعة 31 يوليو، تحرّكات لأرتال مرتزقة أردوغان وميليشيات الوفاق، على امتداد الطريق الرابط بين مصراتة ومنطقة الهيشة غرب سرت، إلّا أنّها لم تتجرأ على الاقتراب من الخط الأحمر. 
إلى ذلك، كشف مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، العميد خالد المحجوب، عن رصد نقل مجموعات من المرتزقة، للاقتراب من الخط الأحمر عند سرت - الجفرة، مبيناً أنّ الجيش الليبي مستعد لمعركة سرت ويحظى بدعم إقليمي ودولي واسع، ولفت المحجوب إلى أنّ تركيا تعتمد على المرتزقة لتحقيق مكاسب سياسية في ليبيا، وأنّ الجيش الليبي متمسك بمغادرة المرتزقة للأراضي الليبية ضمن المخرجات الأساسية لمؤتمر برلين.
فرغم التحذيرات تمضي حكومة الوفاق وحليفاتها تركيا باللعب على حافة الهاوية والاقتراب من الخط الأحمر عند سرت الجفرة بحسب المراقبون