بوابة الحركات الاسلامية : تقرير يكشف اختناق الإخــــوان فى قبضة أردوغان (طباعة)
تقرير يكشف اختناق الإخــــوان فى قبضة أردوغان
آخر تحديث: الإثنين 05/10/2020 08:37 ص روبير الفارس
تقرير يكشف اختناق
بعد ما لحق بالإخوان من سقوط وتراجع في مصر والعديد من دول المنطقة صاروا الآن في قبضة تركيا توجههم وتحركهم وتحدد لهم ما يقومون به. . وقد أسلم الإخوان جماعة وتنظيماً دولياً قيادهم للأتراك ، ينفذون تعليماتهم وأوامرهم، خاصة بعد أن سقط محمود عزت فى يد الأمن الذي كان يدير الجماعة والتنظيم الدولي من داخل مصر ، وآل منصب المرشد إلى إبراهيم منير المقيم في الخارج ، والذي لا يقدر رغم صلاته بعدد من أجهزة المخابرات المختلفة أن يفلت من سيطرة المخابرات التركية عليه ، نظراً لأن تركيا صارت تقريباً الدولة الأهم للإخوان ، وحول هذا الوضع كتب الكاتب عبد القادر شهيب تقرير مهم نشرته مجلة المصور وجاء فيه أن تركيا  تقدم الملاذ الآمن والغطاء السياسي والدعم اللوجيستي لهم ..

ولعل هذا يفسر لنا لماذا نشط الإخوان مؤخراً للهجوم على مصر وكثفوا جهودهم لاستعادة الحكم الذي طردوا منه شعبياً في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ، من خلال دعوتهم الأخيرة لجمعة غضب أولى ، رغم أنهم كانوا قبلها ببضعة أيام قليلة رافضين التجاوب مع دعوة المقاول الهارب فى أسبانيا لتنظيم مظاهرات ضد النظام السياسي في يوم ٢٠سبتمبر ، وأصدر إبراهيم منير توجيهاً لإخوان الداخل يحذرهم من الخروج للشوارع خشية التعرض لملاحقة الأمن ، وأن أغلبهم الآن إما محبوسون في السجون أو هاربون خارج البلاد .. إلا أنه عاد بعد أيام قليلة بتوجيه آخر مناقض لإخوان الداخل يطالبهم فيه بالخروج في مظاهرات يوم ٢٥ سبتمبر ، بل وأن يمارسوا عنفاً في مواجهة رجال الأمن ومؤسسات الدولة ، وألا يهابوا من الوقوع في أيدى رجال الأمن لأنه من المفروض أن يضحوا من أجل الهدف الأكبر وهو بالطبع استعادة حكم لم يتحملهم فيه المصريون أكثر من عام واحد فقط لأنهم اكتشفوا خداعهم وفاشيتهم واستبدادهم بعد أسابيع قليلة من توليهم هذا الحكم وبدأوا في مواجهتهم بشكل متصاعد واتسعت هذه المواجهة بعد نحو أربعة أشهر فقط من توليهم الحكم رسمياً ، أو بعد أن أصدر مرسي إعلاناً دستورياً منح فيه نفسه صلاحيات شبه إلهية وقد حسم الطعن قضائياً في أية قرارات أصدرها ويصدرها مستقبلاً .
واضاف عبد القادر شهيب قائلا 
وقد غير إبراهيم منير موقفه على هذا النحو المثير لأكثر من سبب بالطبع ، مثل أنه لم يكن راغباً فى أن يبدو الإخوان وكأنهم يسيرون خلف المقاول الهارب في أسبانيا ، وكان راغباً في أن يكتشف رد فعل المصريين على دعوة هذا المقاول أولاً .. لكن الانتقال من النقيض إلى النقيض في موقف المرشد الجديد للإخوان حدث بعد أن تلقوا تعليمات من الأتراك بأن يصعدوا ضد مصر ، رغم أنهم هم ومن وجهوهم يعرفون أن دعوتهم ستلقى فشلاً ذريعاً ولن يستجيب لها جمع المصريين ، بل وحتى أعضاء للجماعة ذاتها ، وذلك استناداً إلى أن العيار الذي لا يصيب «يدوش» كما يقول المثل الشعبي المصري ، ولذلك سموا دعوتهم للتظاهر بجمعة الغضب الأولى بما يعني أنهم يعرفون أن دعوتهم لن تنجح وتعني أيضاً أنهم يدبرون لدعوات أيام غضب أخرى جديدة مقبلة مستقبلاً .
وقال شهيب أن 
الأتراك وجهوا الإخوان للتصعيد بعد أن فشلت آخر محاولة لهم قبل أيام قليلة للتصالح مع مصر نتيجة للمأزق الذي وضعت فيه نفسها في منطقة شرق المتوسط والذي استنفر قوى أوروبية ضدها جعلها تسحب سفينتها الشهيرة للبحث عن الغاز في شرق المتوسط وتستبدل تهديداتها العسكرية لليونان بتصريحات حول حل المشاكل بينهما دبلوماسياً .. فإن تركيا تصورت أنها بالتصالح مع مصر التي تربطها علاقات تعاون طيبة مع اليونان تخفف من حدة التحديات التي تواجهها الآن في شرق المتوسط .. غير أن مصر رفضت إتمام مصالحة شكلية مؤقتة أو تكتيكية مع الأتراك وقالت لهم بوضوح ، خلال الاجتماع الوحيد الذي تم في السفارة المصرية بأنقرة بين مسؤول تركي ودبلوماسي مصري بناء على طلب الأول ، أن تركيا تعرف ما يتعين عليها القيام به لتطبيع العلاقات مع مصر .. أي تعرف أنه يتعين عليها أن تتوقف عن تقديم ملاذ آمن للإخوان وتسلم المطلوبين أمنياً لنا وتغلق قنواتهم التي تستهدفنا ، والغطاء السياسي لهم .. أي تعرف أن عليها التوقف عن التآمر علينا ودعم الإخوان لاستعادة الحكم الذي طردوا منه شعبياً .. كما عليها أيضاً التوقف عن التدخل في الأمور الداخلية للدول العربية ، وتسحب قواتها وميليشياتها من سوريا والعراق وليبيا وإثارة الاضطرابات في المنطقة العربية بدعوى استعادة دعوة الخلافة العثمانية التي يسميها الإخوان الخلافة الإسلامية .

ولأن تركيا لا تريد التخلي عن أطماعها في منطقتنا ولا تبغي مصالحة حقيقية ودائمة مع مصر ولا يبدو أنها مستعدة لأن تفعل ذلك .. أي تتوقف عن التآمر علينا والتدخل في أمور منطقتنا العربية ودولها .. ولذلك تأكدت من عدم نجاحها في التقرب المؤقت والتكتيكي مع مصر ، لأننا كنّا ومازلنا نرفض أي تدخل من أحد في شؤوننا الداخلية ونمد أيدينا فقط لمن يلتزمون بذلك ويبغون علاقات طيبة حقيقية معنا .. ولذلك وجهت تركيا الإخوان ليصعدوا ضد مصر مؤخراً ويكثفها هجماتهم الإعلامية عليها انتقاماً منها لرفض خدعة المصالحة التركية وأملاً في أن يمثل ذلك ضغطاً علينا لنقبل تلك المصالحة الخادعة .. غير أن مصر التي تتعرض لهذا الهجوم المكثف من قبل تركيا وقطر والإخوان منذ منتصف عام ٢٠١٣ حتى الآن لن ينجح أحد في الضغط عليها لإجبارها على أن تقوم بشيء ترفضه .. وهى ترفض الآن شعبياً الإخوان وترفض التدخل في شؤونها وشؤون منطقتها العربية وترفض أن يجور أحد على ثرواتها في شرق المتوسط وستتصدى لذلك كما فعلت ذلك دوماً .