بوابة الحركات الاسلامية : ثورة يونية تنهى عقود من "أخونة" النقابات المهنية (طباعة)
ثورة يونية تنهى عقود من "أخونة" النقابات المهنية
آخر تحديث: الأربعاء 02/12/2020 09:13 ص هاني دانيال
ثورة يونية تنهى عقود
جاءت ثورة 30 يونيو 2013 لتضع نهاية لحلم الاخوان فى سرقة حكم مصر، والقضاء على دولة المؤسسات، وتطويع النقابات المهنية والمنظمات المدنية الوهمية التى أسستها عبر سنوات ماضية، وفضحت الثورة الشعبية كل مخططات الجماعة التى حاولت تضليل المجتمع طوال سنوات مضت، وعملت على خداع القوى السياسية من أجل تحقيق أهدافها، حتى انكشف كل ألاعيب الجماعة خلال عامى 2012، 2013، حيث تنصلت جماعة الاخوان من كل وعودها للقوى السياسية، وظهرت على حقيقتها امام المجتمع بعد زيف دعواتها للاصطفاف الوطني.
من أبرز ما كشفته ألاعيب الجماعة، محاولات اختراق النقابات المهنية وتسخيرها لخدمة أهدافها، ومحاولة  استمالة الأقباط، واستخدام كلمات معسولة لا تتناسب مع أفكار الجماعة الحقيقية، وقدرتها على التلاعب بالألفاظ واخفاء موقفها الراديكالي من المواطنين المسيحيين. 

اختراق النقابات المهنية

اختراق النقابات المهنية
نجحت جماعة الاخوان من خلال القيادى عبد المنعم أبو الفتوح فى اختراق النقابات والأحزاب السياسية وخاصة حزب الوفد، والدخول فى انتخابات مجلس الشعبي أعوام 1984، 1987 عبر بوابة حزب الوفد الجديد، إلى جانب اختراق نقابة الأطباء عام 1984،  نقابة المهندسين 1985، نقابة المحامين عام 1985، ثم اتحاد الأطباء العرب، ومنه الحصول على تمويلات سخية تحت مزاعم دعم غزة والقضية الفلسطينية، وإن كانت فى واقع الأمر يتم استغلال هذه  الأموال والتبرعات فى خدمة التنظيم الدولى للجماعة.
وشكلت ساحة النقابات المهنية استمرارا طبيعىا لتوغل جماعة الإخوان الإرهابية بالجامعات المصرية، كما كانت بمثابة نقطة بديلة سعت جماعة الإخوان من خلالها لفرض انتشارها ووجودها السياسى والمجتمعى، ومحاولة تعويض المعوقات السياسية التى فرضها النظام ضدها، فقد دشنت الجماعة فكراً جديداً خاصاً بها وهى ضرورة إنشاء قواعد بديلة كمؤسسات مجتمعية تكتسب شرعية قانونية وشعبية فكان المنفذ لذلك هى النقابات المهنية وهى ما يمكن اعتباره كاستثمار ناجح لفترة الجامعات.
وظهر الطلاب الذين انضموا للجماعة في أواسط وأواخر السبعينيات، كمرشحين في النقابات المهنية ، وفي نوادي أساتذة الجامعة، وفي مجلس الشعب، ومن بين هؤلاء عصام العريان حيث انتخابه في مجلس الشعب وكان أصغر أعضائه سناً في 1984، وأصبح عضوًا في مجلس نقابة الأطباء، وعبد المنعم أبو الفتوح رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة 1975ـ1976، حيث انتخب كأمين عام لنقابة الأطباء في 1988، وهناك حلمي الجزار الذى انتخب كأمين عام مساعد لنقابة الأطباء بالجيزة في 1984،  أبوالعلا ماضي النائب الأول لرئيس اتحاد طلاب مصر عام 1978، انتخب كأمين عام مساعد لنقابة المهندسين عام 1988.
كما استخدم الإخوان النقابات في عقد لقاءات ومؤتمرات جماهيرية لمناقشة الإصلاح السياسي، كمنابر سياسية لانتقاد مواقف النظام؛ وقد عملت الجماعة خلال سيطرتها علي النقابات على تنظيم معارض لبيع السلع المعمرة (مثل الغسالات والثلاجات، والسيارات، والأثاث المنزلي وما إلى ذلك)، مما جعلهم يجنون الملايين من الجنيهات أرباحا. 

أزمة القسم والمحرم

أزمة القسم والمحرم
حاولت نقابة الأطباء من خلال القيادى الاخوانى عصام العريان فرض أفكار متطرفة من خلال السيطرة على مجلس النقابة، وهو ما ظهر من خلال محاولة تغيير قسم الأطباء.
ينص القسم على أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي، وأن أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها، في كل الظروف والأحوال باذلًا وسعي في استنقاذها من الهلاك والمرض والألم والقلق، وأن أحفظ للناس كرامتهم، وأستر عورتهم، وأكتم سرهم، وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، باذلًا رعايتي الطبية للقريب والبعيد، للصالح والخاطئ، والصديق والعدو، وأن أثابر على طلب العلم، أسخره لنفع الإنسان لا لأذاه، وأن أوقر من علمني، وأعلم من يصغرني، وأكون أخًا لكل زميل في المهنة الطبية متعاونين على البر والتقوى، وأن تكون حياتي مصداق إيماني في سري وعلانيتي، نقية مما يشينها تجاه الله ورسله والمؤمنين، والله على ما أقول شهيد". 
بينما سعت أعضاء جماعة الإخوان إلى تغيير القسم واستبدال جزء من القسم إلى " وأن تكون حياتي مصداق إيماني في سري وعلانيتي، نقية مما يشينها تجاه الله ورسوله والمؤمنين، والله على ما أقول شهيد". 
كما حاولت جماعة الاخوان المسلمين أيضا فرض افكارها الانغلاقية ومنع قيام السيدات بالكشف أمام طبيب بمفردها وان يكون معها "محرم" ، وهو ما اعتبره البعض الكثيرين أنها محاولة مستمرة من جماعة الاخوان لفرض أفكارها المتطرفة على المجتمع، وعلى الرغم من تواجد النقيب الدكتور حمدي السيد فى هذه الفترة 2003، كأحد قيادات الحزب الوطنى المنحل، إلا أنه رفض الاتهامات التى تعرض لها بسبب تركه لقيادات الاخوان للهيمنة على النقابة ، ولكن تحت ضغوط مجتمعية والمثقفين، تراجعت النقابة عن تغيير القسم وتعديلات إجبار السيدات على اصطحاب أحد أقاربها فى حالة التوجه للكشف على طبيب.

نقابة الصحفيين والاخوان

نقابة الصحفيين والاخوان
نجحت أيضا جماعة الاخوان فى اختراق نقابة الصحفيين، وتواجد عدد من أنصار الاخوان فى مجلس نقابة الصحفيين، ومنهم محمد عبد القدوس، محمد خراجه، وممدوح الولى، ونجحوا فى منح عضوية لعدد كبير من الاخوان فى النقابة عبر مؤسسات صحفية ومواقع الكترونية، وهو ما ساهم فى السيطرة على كثير من التفاصيل داخل النقابة.
وحاولت جماعة الاخوان اختراق الصحفيين الأقباط، من خلال عمل مشروع مشترك مع جريدة وطنى، تحت عنوان "العيش المشترك"، بحيث يتم عمل اجتماعات مشتركة بين الشباب الأقباط وشباب الاخوان المسلمين، والحديث عن قضايا سياسية ومجتمعية، ومحاولة دفع الشباب الأقباط للانخراط فى السياسية والانضمام إلى أنشطة الصحفيين من الاخوان، واستمرت هذه المحاولات خلال الفترة من 2005 وحتى 2008، حتى انكشفت دوافع الاخوان حتى انتهت الأمور كما بدأت ولم ينجح طرف فى اقناع الاخر بإمكانية التعاون مستقبلا.

المهندسون وفرض الحراسة

المهندسون وفرض الحراسة
لعدة مرات حاولت جماعة الاخوان اختراق نقابة المهندسين، والرهان على عدم مشاركة أعضاء النقابة فى الانتخابات، وهو ما يظهر من وجود مشاركة لا تزيد عن 10 % من اعضاء الجمعية العمومية، بينما تكون الغلبة لهم.
حتى كانت الضربة القاضية فى 2014، حيث موافقة الجمعية العمومية الطارئة لنقابة المهندسين بأغلبية الأصوات على سحب الثقة من المهندس ماجد خلوصى، نقيب المهندسين ومجلس النقابة الإخوانى، كتبت شهادة وفاة الإخوان بنقابة المهندسين وقضت على نفوذهم داخل النقابة، والذى استمر قرابة الـ20 عامًا تم توظيفه على المدار الفترة الماضية، لخدمة أغراض الجماعة سياسيًا داخليًا وخارجيًا.
شارك فى تصويت المهندسين بـ 8887 صوتًا على سحب الثقة من المجلس والنقيب الإخوانى مقابل 6876 صوتًا بلا عكس مزاج المهندسين ورغبتهم فى التغيير والعبور بالنقابة إلى بر الأمان، تمهيدًا لانطلاقها من جديد نحو القيام بدورها فى وضع الاستراتجيات التى تستهدف النهوض بالوطن عقب ثورة 30 يونيو، من خلال صياغة المشروعات القومية عبر خبرات هندسية وفنية تمتلئ بها النقابة.
واتهم المهندسين أعضاء النقابة بالتوغل والسيطرة لخدمة جماعة الاخوان،  حيث قاموا بأخونة النقابة حتى النخاع، وتعيين أكثر من 42 من مديرى العموم بالنقابة منتمين لجماعة الإخوان.