بوابة الحركات الاسلامية : واشنطن تعتزم تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية/تنسيق عسكري متواصل بين حكومة الوفاق وأنقرة/أعياد تحت القصف.. قذائف تركيا تخطف الفرحة شمالي سوريا (طباعة)
واشنطن تعتزم تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية/تنسيق عسكري متواصل بين حكومة الوفاق وأنقرة/أعياد تحت القصف.. قذائف تركيا تخطف الفرحة شمالي سوريا
آخر تحديث: الإثنين 11/01/2021 11:36 ص إعداد: فاطمة عبدالغني
واشنطن تعتزم تصنيف
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات –تحليلات)  اليوم 11 يناير 2021.

أعياد تحت القصف.. قذائف تركيا تخطف الفرحة شمالي سوريا

تواصل المدفعية التركية، الأحد، قصف ريف بلدة تل تمر شمالي سوريا، مما أسفر عن إصابة 13 مدنيا، بينهم اثنان بجروح خطرة، فضلا عن تدمير 4 منازل و3 أبراج كهرباء، بالإضافة إلى تدمير مساحة كبيرة من الأراضي المزروعة بالمحاصيل الزراعية.

ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع احتفالات الطائفة الآشورية المسيحية بالأعياد، حيث أقامت قداس "عيد القيامة" في كنيسة القديسة وسط بلدة تل تمر ذات الغالبية المسيحية، تحت مظلة الخوف من القصف.

وارتفع قرع أجراس الكنيسة على أصوات الرصاص والقنابل ونيران المعارك التي تحاصر البلدة الصغيرة الواقعة على نهر الخابور، على بعد 40 كيلومترا إلى الشمال الغربي من مدينة الحسكة.

واقتصرت أجواء الاحتفال على أداء التراتيل الدينية والترانيم الخاصة، وغابت عن شوارع تل تمر، التي تعد الموطن الأصلي للأقلية الآشورية في سوريا، مظاهر الزينة المضيئة واللوحات الراقصة والكرنفالات التي كانت تجوب أزقتها وتطرق الأبواب، مهنئة المحتفلين بالعيد.

وأثقلت المعارك التي تشنها الميليشيات الموالية لأنقرة على ريف البلدة منذ العملية الأخيرة المسماة "نبع السلام"، التي نفذتها الحكومة التركية ضد الأكراد في أكتوبر 2019، واحتلوا شريطا حدوديا بطول 120 كيلومترا على امتداد الحدود السورية التركية، إلى جانب مدينتي رأس العين بالحسكة وتل أبيض بالرقة، وألحقوهما بالدولة التركية، بعد أن وصلت نيران قذائفهم إلى مشارف بلدة تل تمر.

شبح الحرب

وفي صبيحة عيد القيامة، وسعت آلة الحرب التركية قصفها على الريف الشمالي لناحية تل تمر، واستهدفت قرية الفكة والدردارة، والقرى المنتشرة على الطريق الذي يربط تل تمر وزركان في الريف الشمالي لناحية تل تمر.

الشماس شليمون برشم، وهو رجل دين في كنيسة القديسة، تألم من غياب المهنئين بالعيد، حيث خلت مقاعد الكنيسة من زوار قرى الخابور ممن كانوا يحرصون على حضور القداس في كل عام.

لكن تلك القرى باتت فارغة ومهجورة من أهلها منذ 2015، حين هاجم تنظيم "داعش" الإرهابي قرى الخابور واختطف عشرات المسيحيين.

ولم يخف برشم في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، حزنه من هجرة غالبية سكان البلدة بسبب شبح الحرب الذي تلوح به أنقرة منذ أكثر من عام.

وقال: "المعارك التي تبعد 3 كيلومترات فقط عن البلدة أجبرت العائلات على الفرار وترك منازلهم وأملاكهم والبحث عن فرصة حياة وسلام، إما في نزوح داخلي باتجاه الحسكة والقامشلي ومدينة حلب، أو طلبا للجوء في الخارج".

وتابع: "كانت موجة الفرار الكبيرة للعائلات المسيحية قد بدأت منذ هجمات تنظيم داعش على قراهم، وتدميره أكثر من 10 كنائس واختطاف مئات المدنيين آنذاك، قبل الإفراج عنهم بمقابل مادي كبير".

وأضاف أن الميليشيات الموالية لتركيا استولت العام الماضي على أملاك المسيحيين في تل أبيض ورأس العين، ودمرت الكنائس ونهبتها.
350 عائلة مسيحية

الأب بوغوص إيشايا بطريرك رعية الآشوريين في بلدة تل تمر، لم يكتم همومه أيضا بسبب رحيل مئات العائلات الآشورية التي بلغ تعدادها قبل الأزمة السورية ما يقرب 35 ألف نسمة.

وقال الأب إيشايا لموقع "سكاي نيوز عربية" إنه "لم تبق سوى 350 أسرة فقط. يشتد قصف ميليشيات أردوغان الإرهابية على ريف تل تمر، فهي تقصف المباني السكنية والبنى التحتية ليفر من بقي من سكانها، كما في قرى أم حرملة وداد عبدال والنويحات".

وأشار إلى قلق الطائفة المسيحية من عمليات قتل وسبي قد ترتكبها الميليشيات الموالية لأنقرة بحق النساء والأطفال والرجال المسيحيين، كما فعلها "داعش" في قرى الخابور عام 2015.

وقال إيشايا: "عشرات التقارير أكدت انضمام عناصر داعش لميليشيات أردوغان الإرهابية الذين فتكوا بأكراد عفرين وارتكبوا مجازر بحقهم وبحق أهالي مدينتي رأس العين وتل أبيض، ولن يردعهم رادع في قتلنا نحن أيضا والتنكيل بنا".

جثة بـ10 آلاف دولار
ماري يعقوب، المتحدرة من مدينة القامشلي ومتزوجة في بلدة تل تمر، روت لموقع "سكاي نيوز عربية" انتهاكات ميليشيات أنقرة بحق المدنيين الفارين من ريف البلدة.

وقالت: "العام الماضي، قتلت الميليشيات الإرهابية مقاتلا وأسرت 3 آخرين من قوات المجلس العسكري السرياني المتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية، خلال المعارك التي شهدها ريف تل تمر، واحتجزوهم ولم يطلقوا سراحهم إلا بعد دفع فدية مالية عن كل مقاتل منهم بلغت 10 آلاف دولار، كما طلبت تلك الميليشيات المبلغ ذاته عن جثة المقاتل الرابع".

وتحدثت ماري عن عمليات خطف وابتزاز وقتل نفذتها الميليشيات ضد المدنيين الآشوريين، حيث "خطفوا العديد من العائلات وسرقوا كل ما بحوزتهم أثناء فرارهم من نيران القذائف التي هطلت على قراهم".

وأضافت: "خطفوا مدنيين بينهم نساء وأطفال وطلبوا فدى مالية كبيرة لقاء الإفراج عنهم، كما كانوا يقتلون الفارين ويسرقون نقودهم وذهبهم ويتركون جثثهم مرمية في الحقول، ليثيروا الرعب في قلوب من بقي من أبناء المنطقة، ولدفعهم للهجرة وترك بلدهم".

واشنطن تعتزم تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية

أعلنت واشنطن، ليل الأحد، أنها تعتزم تصنيف ميليشيات الحوثي المتمردة في اليمن "جماعة إرهابية".
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن التصنيف "يهدف إلى محاسبة الحوثيين على أعمالهم الإرهابية، بما فيها الهجمات العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري".

وأضاف في بيان إن وزارته ستخطر الكونغرس بنيتها تصنيف الجماعة الموالية لإيران "منظمة إرهابية أجنبية".

وتابع الوزير في بيان: "أعتزم أيضا إدراج 3 من قادة الحوثي على قائمة الإرهابيين الدوليين، هم عبد الملك الحوثي وعبد الخالق بدر الدين الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم".

قرقاش: العُلا أنهت الخلاف.. وهناك حاجة لخطوات بناء الثقة

قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، إن قمة العُلا أنهت الخلاف مع قطر، مؤكدا الحاجة في الوقت نفسه إلى خطوات بناء الثقة، كما أشار إلى أنه ينبغي على تركيا إعادة النظر في علاقتها مع تنظيم الإخوان لتحسين علاقاتها مع الدول العربية.

وصرح قرقاش في حديث إلى برنامج (مع جيزال): "انتهينا من الخلاف. والإمارات من خلال إعلان العُلا ومن خلال الثقة في قيادة السعودية لهذا الملف أنهت هذا الخلاف". 

وأوضح أن إعلان العلا هو مجموعة من المبادئ التي تحكم العلاقات خلال المرحلة القادمة وتفتح آفاقا جديدة وتعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك.

وأضاف "يضع الإعلان بعض الآليات التي تتعلق بإنهاء الإجراءات التي اتخاذها في عام 2017 وما تلاها، كما ينظر في اللجان الثنائية والمسائل المعلقة بين قطر والدول العربية".

بناء الثقة
وذكر قرقاش أن "الخلاف انتهى مع قطر"، مضيفا "الإمارات من خلال إعلان العلا والثقة في قيادة السعودية لهذا الملف قامت بإنهاء الخلاف".  

وتابع: "أعتقد أن هناك حاجة لمخاطبة عواطف الناس وعقولهم. فما من شك أن شعوب الخليج تريد هذه المصالحة وأن تقلب صفحة الخلاف، ولكن العقول أيضا في خلاف ممتد مثل هذا تحتاج إلى خطوات بناء ثقة في المرحلة القادمة".

وأشار قرقاش إلى وجود مسائل أخرى "أكثر استعصاءً خلال المرحلة القادمة، وهذه يجب أن نتعامل معها بنضج وبشفافية وعقلية".

وأردف: "مهم جدا أن نخاطب الشعوب، ونقول لها إننا مقبلين على مرحلة جديدة، وطوينا صفحة الخلاف. (هناك) صفحة بيضاء جديدة نحاول من خلالها تعزيز العمل الخليجي، ويجب أن نقول لها (الشعوب) إن بعض المسائل تتطلب بعض الوقت".

وذكر أن "هناك مقولة مشهورة تقول إن أسبوع في السياسة فترة طويلة فما بالك بثلاث سنوات. عودة القاطرة الخليجية لزخمها المعتاد بدأ".

تداعيات الأزمة
وأشار قرقاش إلى أن هناك مسائل تحتاج للتعاون لأن تداعيات أي أزمة تأخذ فترة، مضيفا "العوامل الرئيسية موجودة في اتفاق العلا هي احترام السيادة والنظر إلى أي تهديد والموقف تجاه التطرف والإرهاب هذه كلها عوامل رئيسية موجودة كإطار جامع تجاه العلاقة للمستقبل".

وذكر أن هناك اتفاق على تجميد وسحب القضايا المرفوعة من قطر ضد الإمارات، مشيرا إلى "أنها كانت استراتيجية غير ناجحة في تقديري لأنها لم توصلنا إلى نتيجة".

ولفت إلى أن رفع القضايا استفادت منها مكاتب المحاماة، رغم أنها لم تفتح الأجواء ولم تنهي العديد من الأمور، وأن حل الخلاف جاء نتيجة للعمل السياسي وقيادة السعودية لهذا الملف على مدى أشهر عدة، إضافة إلى الجهود الأميركية والكويتية.

العلاقات مع تركيا
وبالنسبة إلى العلاقات مع أنقرة، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية: "نريد أن نقول لتركيا باننا نريد علاقات طبيعية تحترم السيادة بينا وبينها".

وأضاف:" نريد لأنقرة ألا تكون الداعم الأساس للإخوان المسلمين. نريد لأنقرة بأن تعيد البوصلة في علاقاتها العربية".

وشدد أنور قرقاش على أنه "لا يوجد لدينا أي سبب لكي نختلف مع تركيا، فلا توجد مشكلة. ونرى اليوم ان المؤشرات التركية الأخيرة مثل الانفتاح مع أوروبا مشجعة".

وأضاف أن هناك "تحسسا في المنطقة كبيرا من دور الإخوان المسلمين وتحريضهم وتبني هذه المجموعة هو ليس في صالح علاقات تركيا العربية".

تنسيق إماراتي سعودي مصري

وأكد قرقاش أن هناك تنسيق إماراتي سعودي مصري كامل في العديد من المسائل العربية، مشيرا إلى أن ذلك يعد شقا رئيسيا من سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأوضح أن "الإمارات شريك صادق وشفاف ولا نطمح إلى دور إقليمي أو خليجي رئيسي. هدفنا الأساسي هو العمل مع الشركاء والأصدقاء للاستقرار والازدهار".

 وتابع: "أي مؤشر إيجابي من تركيا تجاه مصر سنرحب به. لأن مصلحة تركيا هي علاقات عربية سوية. فالعرب يريدون شركاء إقليميين وليس جهات نفوذ خارجية إقليمية".

قصف متبادل بين القوات السورية ومرتزقة تركيا في مناطق خفض التصعيد

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات الحكومة السورية قصفت صباح اليوم الأحد، قرى بسهل الغاب شمال غرب حماة.

وشهدت منطقة خفض التصعيد اليوم، قصفاً متبادلاً بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومرتزقة تركيا. وقصفت مرتزقة تركيا مواقع لقوات النظام السوري في جبل الزاوية وسهل الغاب.
وكان المرصد السوري قد أعلن يوم أمس السبت، أن طائرات حربية روسية حلقت في أجواء جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، وسط تنفيذها لغارات على محور كبانة وكانت الأولى خلال العام.

وتعرضت عدة بلدات واقعة في ريف حلب الغربي لقصف خلال ثلاث غارات من الطيران الروسي.  

وتشهد فرق المرتزقة التابعة لتركيا، ومنها فرقة الحمزة، تخبط كبير، معلنين الجاهزية العسكرية القصوى تحسباً لأي عمليات انشقاق او انفصال، عقب انشقاق القيادي العسكري العام لفرقة الحمزة عبدالله حلاوة، وتوارد أنباء عن انشقاقات أخرى داخل فرقة الحمزة.

تنسيق عسكري متواصل بين حكومة الوفاق وأنقرة

على الرغم من جميع المتغيرات فيما يتعلق بالأزمة الليبية وتدخل اطراف دولية لمساعدة الأمم المتحدة لإيجاد حلول لتلك الأزمة ومن بينها الحد من التدخلات الخارجية إلا التدخل العسكري والأمني والاستخباري التركي يتواصل على الأرض الليبية.

وفي اطار التنسيق بين حكومة الوفاق وبين انقرة على الصعيد العسكري، التقى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بوزير الدفاع المفوض بحكومة الوفاق الليبية صلاح الدين النمروش في إسطنبول.

وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان اليوم الأحد، إن اللقاء جاء في إطار جهود تطوير وتعزيز التعاون الثنائي بين الجانبين.

وأكد أكار، وفقا لما نقلته وكالة "الأناضول" التركية، دعم تركيا لحكومة الوفاق الوطني، المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، من أجل إحلال السلام والاستقرار في ليبيا.

ولفت إلى أن أنقرة تدعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي بليبيا.

وكان أكار زار ليبيا نهاية ديسمبر، وحذر قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر وداعميه من أي محاولة لاستهداف القوات التركية في ليبيا.

وقال اكار في كلمة له ابان تلك الزيارة، "يجب أن يعرف حفتر وداعموه أنه سينظر إليهم باعتبارهم هدفاً مشروعاً في حالة شن أي هجوم على القوات التركية".

ويأتي تحذير اكار بعد أيام من تصريحات لحفتر قال فيها إن قواته سوف "تستعد لطرد المُحتل بالإيمان والإرادة والسلاح"، مشيراً بذلك إلى القوات التركية العاملة في المنطقة دعماً لحكومة الوفاق الوطني.

وكان المشير حفتر أشار إلى أنه "لن يكون هناك سلام في ظل المستعمر ومع وجوده على أرضنا"، وذلك في خطاب بمناسبة الذكرى الـ69 لاستقلال ليبيا.

وقال "استعدوا أيها الضباط والجنود الأبطال، ما دامت تركيا ترفض منطق السلام واختارت لغة الحرب، فاستعدوا لطرد المحتل".

وأقر البرلمان التركي مؤخرا مقترحا يمدد بقاء الجنود الأتراك في ليبيا لمدة 18 شهرا.

وبعدها مباشرة، توجه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى ليبيا برفقة ضباط عسكريين كبار لتفقد وحدات تركية وفق ما ذكرت وكالة الأناضول.

وجاءت الزيارة التي لم تكن معلنة مسبقا بعدما دعا المشير خليفة حفتر مقاتليه إلى إخراج القوات التركية الداعمة للحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة، في وقت تتواصل المحادثات لإنهاء الحرب.

لكن حفتر أشار إلى أنه "لن يكون هناك سلام في ظل المستعمر ومع وجوده على أرضنا"، وذلك في خطاب بمناسبة الذكرى الـ69 لاستقلال ليبيا.

وقال "استعدوا أيها الضباط والجنود الأبطال، ما دامت تركيا ترفض منطق السلام واختارت لغة الحرب، فاستعدوا لطرد المحتل".

وتأكيدا على توغلها في التدخل العسكري في ليبيا،  قالت وزترة الدفاع التركية في بيان لها أن "قواتها تواصل عمليات التدريب تلك في إطار اتفاقية التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية الموقعة بين الوفاق وأنقرة".

وهو ما يؤكد مضي أنقرة في مساندة حكومة الوفاق عسكريا والتدخل المباشر في الشأن الليبي بما يناقض قرارات الأمم المتحدة ومقررات مؤتمر برلين.

الصراع مع العلمانية تفضحه أحداث جامعة البوسفور

لا شك أن وقائع عديدة كشفت أن حكومة حزب العدالة والتنمية وطيلة وجودها في موقع الحكم واتخاذ القرار كانت تتصدى للعلمانية والنهج الأتاتوركي.

وكان آخر حلقة في ذلك الصراع الطويل هو ما وقع في جامعة البوسفور إحدى أعرق الجامعات التركية وأكثرها شهرة،  لدرجة يطلق عليها "هارفارد التركية" وتخرج منها الكثير من النخب التركية كونها تأسست في عام 1863 كأول مؤسسة تعليمية وبحثية أميركية في الخارج، والتي ومنذ العام 1971 تحولت إلى جامعة تركية خالصة، وهو ما يفسر إصرار أردوغان على فرض رئيس لها من قبله ومن حزبه، نظرا لما تتمتع به الجامعة من تاريخ عريق، ومن رصانة أكاديمية ودور مشهود في الارتقاء بسوية التعليم العالي والبحث العلمي في تركيا، وبما يجاري سوية التعليم العالي الأميركي، الأمر الذي يتعارض مع "المسعى الأردوغاني" لتحويل الجامعات إلى أوكار مخابراتية ومتطرفة.

تعد جامعة البسفور (بوغازيتشي بالتركية) واحدة من أقدم مؤسسات التعليم العالي في تركيا. فقد أسسها فاعل الخير الأميركي كريستوفر روبرت والمعماري سيروس هاملين في 1863.

وفي 1878، صرحت المؤسسة بأن هدف الكلية يكمن في منح طلابها، دون تمييز عرقي أو ديني، فرصة تعليم شامل مثل التي تمنحها أي كلية أميركية من الدرجة الأولى وعلى أساس نفس المبادئ.

ومنذ سنة 1971، أصبحت كلية روبرت اسم المدرسة الثانوية التابعة للجامعة، بينما أصبحت الجامعة مؤسسة عامة تحمل إسم بوغازيتشي. وكانت بوغازيتشي الجامعة التركية الوحيدة المدرجة ضمن أفضل 100 جامعة في جميع أنحاء العالم في 2013-2014 ضمن تصنيف الجامعات العالمية السنوي الذي تُعدّه مجلة تايمز للتعليم العالي.

ومن بين خريجي الجامعة، نذكر رئيسي الوزراء السابقين أحمد داوود أوغلو وتانسو تشيلر، والمخرج السينمائي نوري بيلغي جيلان، والكاتبة أسلي أردوغان، ومحافظ البنك المركزي السابق مراد تشيتن كايا، والكوميدي جيم يلماز.

بقيت هذه الجامعة عصية على اردوغان وحزبه وأجهزته حتى فرض الأمر الواقع بتعيين عميد سابق تم رفضه والاستخفاف به من قبل الطلبة ليأتي تعيين العميد الجديد الذي حضي بدعم اردوغان شخصيا.

وعلى الأثر، اندلعت الاحتجاجات الطلابية العارمة في الجامعة  بعد تعيين أردوغان لمليح بولو، الذي ترشح لعضوية البرلمان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان في عام 2015، لمنصب رئيس الجامعة الجديد.

وما لبث اردوغان ان ناصر العميد الجديد  وهاجم المظاهرات ضده والاعتراضات الطلابية على تعيينه عميدا وندد بها باعتبار ان تلك المظاهرات هيمن عليها  "إرهابيون" مشيرا إلى أن تعيينه لرئيس جديد لجامعة مرموقة يتماشى مع القانون.

عشرات الطلبة قامت سلطات حكومة والعدالة التنمية باعتقالهم فورا وتغولت اكثر باتجاه القاء القبض على الطلبة المحتجين في منازلهم.

اجتثاث العلمانية واحد من اهم اهداف اردوغان وحزبه لكن النواة الطلابية اليسارية والعلمانية – الأتاتوركية الصلبة يبدو أنها ما تزال عصية على اردوغان وحكومته مهما تأزمت الأوضاع في داخل الجامعة وزادت القبضة البوليسية.