بوابة الحركات الاسلامية : شركات أردوغان الأمنية أداة للترهيب والاستبداد بالحكم (طباعة)
شركات أردوغان الأمنية أداة للترهيب والاستبداد بالحكم
آخر تحديث: الأربعاء 13/01/2021 01:47 م حسام الحداد
شركات أردوغان الأمنية
يومًا بعد يوم تزداد حدة المعارضة فى الشارع التركى للرئيس أردوغان، بسبب سياسته الاستعمارية ورعايته للإرهاب، وإهماله للأحوال الداخلية التى تزداد سوءا، فى ظل أزمة اقتصادية حالكة يعانى منها المواطن التركي، وتتعدد الآليات التي يستخدمها أردوغان للاستبداد بالحكم ومن بين أهم هذه الآليات الشركات الدفاعية التي ينشئها المقربون من أردوغان والتي أثارت الجدل بين الساسة الأتراك الذين يرون في هذه الشركات وسيلة لأردوغان وعصابته في التمدد وترهيب الاتراك كما يفعلون في الدول التي تنشط بها هذه الشركات لاسيما وأن في تركيا سمح التعديل في النظام الداخلي لوزارة الدفاع للمخابرات وقوات الأمن باستخدام أسلحة الجيش متى تشاء تزامناً مع موافقة وزيري الداخلية والدفاع ما يعد عملاً خطيراً جداً.
وفي السياق كشف آيتون جراي عضو البرلمان التركي عن الحزب الجيد أن عدداً من أتباع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان والمقربين منه قاموا بتأسيس شركات وتنظيمات وميليشيات سرية للقيام بأعمال خطيرة تستهدف الأمن والاستقرار في البلاد.
وأشار جراي في تصريح له إلى النشاط الذي يقوم به الجنرال المتقاعد عدنان تانري واردي الذي يترأس مجلس إدارة الشركة الدولية للخدمات الدفاعية “سادات” وقال: تقدمت ومعي البعض من زملائي في البرلمان بمذكرات استفسار عن نشاط هذه الشركة ولكن لم نحصل على أي إجابة من أردوغان أو وزير دفاعه ووزير داخليته وهو ما يزيد من شكوكنا حول نشاط هذه الشركة.
وتابع جراي إنه لا فرق بين هذه الشركة وبين شركة بلاك ووتر الأمريكية التي قامت وتقوم بأعمال شنيعة في العراق وأماكن أخرى مضيفاً إن معلومات تحدثت خلال الفترة الماضية عن نشاط هذه الشركة وقيامها بتدريب الإرهابيين في سورية وربما في ليبيا ونقل الأسلحة والمعدات إليهم كما تحدثت هذه المعلومات عن دورات نظمتها الشركة لتدريب المشاركين على أعمال مسلحة بما فيها الاغتيالات والتفجيرات التي تستهدف المنشآت الحساسة إضافة إلى تشكيل ميليشيات سرية مسلحة يتم استخدامها في أي مكان تراه الشركة مهما بالنسبة لها”.
من جانبه أشار المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض أوزكور أوزال في حديث لصحيفة جمهوريت التركية إلى الندوة التي نظمها واردي مع عدد من المشاركين من دول خارج تركيا وتحدث فيها عما سماه النضال المشترك من أجل إقامة دولة موحدة وضرورة العمل لحمايتها بالسلاح وقال إن هذا شيء خطير جداً وخصوصاً أن هذا الرجل تم طرده من الجيش لنشاطه المتطرف عام 2008 ولكن أردوغان عينه منذ 2016 إلى كانون الثاني الماضي مستشاراً له للشؤون الأمنية.
شركة سادات:
و شركة "سادات" يديرها أعضاء سابقون بالقوات المسلحة التركية، تقدم خدمات استشارية وتدريبية فى مجال مكافحة الإرهاب والأمن الداخلى والعسكري، وتقدم العديد من الدورات التدريبية فى المجالين العسكرى والأمنى، منها على سبيل المثال، دورات فى الحرب غير النظامية، ودورة قناص المهام الخاصة.
مؤسس سادات 
عدنان تانرى فردى، مؤسس سادات، هو عسكرى سابق خدم فى إدارة الحرب الخاصة للأركان العامة وفى منظمة الدفاع المدنى التركية لمدة 30 عامًا. ويأتى من بين الأسماء التى كانت من طلاب تانرى فردي، الذى ألقى محاضرات أيضًا فى الأكاديمية العسكرية التركية، وزير الدفاع التركى الحالى خلوصى أكار، الذى كان رئيس الأركان العامة فى 15 يوليو.
جرت ترقيته إلى رتبة العميد فى عام 1992 وتقاعد فى 28 فبراير بسبب «نقص الكوادر الوظيفية». بعد إحالته إلى التقاعد فالتحق برابطة المدافعين عن العدال (ASDER)، التى أسسها 1632 عسكريًا جرى فصلهم من الجيش، وأصبح رئيسًا للرابطة بين عامى 2004-2009. وقد أعلنت الرابطة عن نفسها من خلال أفكارها بشأن إعادة هيكلة القوات المسلحة التركية التى نشرها مركز البحوث الاستراتيجية التابع لها، واتخذ تانرى فردى قراره بإنشاء شركة تركية تعمل فى مجال الخدمات الاستشارية والتدريبات العسكرية تأثرًا منه بشركات مماثلة فى الولايات المتحدة الأمريكية.
تعود بداية العلاقة بين عدنان تانرى فردى والرئيس الحالى رجب طيب أردوغان إلى عام 1994. وفى الوقت الذى كان فيه أردوغان مرشحًا لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، كان تانرى فردى يشغل منصب قائد أحد الألوية العسكرية فى مقاطعة مالتبى بإسطنبول. وفى تلك الأثناء، تحولت العلاقة بين أردوغان وتانرى فردي، بعد أن التقيا من خلال أحد معارفهم المشتركة، إلى صداقة مع مرور الوقت، وأصبح الاثنان تدريجيًا أكثر قربًا إلى بعضهما البعض بعد عملية 28 فبراير التى سُمِيَّت بــ«انقلاب ما بعد الحداثة»، وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة المزعومة فى 15 يوليو 2016، اتخذت العلاقة بين أردوغان وتانرى فردى بعدًا جديدًا.
مشكلات أردوغان:
في سياق متصل، أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليتشدار أوغلو أن  أردوغان هو سبب كل مشاكل تركيا على جميع الأصعدة.
وقال كليتشدار أوغلو في تصريح له بعد اجتماع اللجنة المركزية لحزبه إن أردوغان يتحمل مسؤولية كل المشاكل التي تعاني منها تركيا داخلياً وخارجياً مضيفاً: لا يمكن لشخص متورط بالفساد ولا يهمه إلا مصالحه الشخصية كأردوغان أن يكون رئيساً للبلاد.
وأشار كليتشدار أوغلو إلى أن أردوغان هو السبب في تجويع الشعب التركي بعد أن أوصل البلاد إلى حافة الإفلاس بسبب سياسات النهب التي ينتهجها مع مجموعة من مقربيه.
إلى ذلك أصدرت سلطات النظام التركي اليوم مذكرات اعتقال بحق 13 شخصاً أغلبيتهم عسكريون بذريعة صلتهم بمنظمة فتح الله غولن الذي يتهمه هذا النظام بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي جرت عام 2016.
وذكرت وكالة الأناضول الناطقة باسم النظام التركي أن مذكرات الاعتقال شملت تسعة أفراد في الخدمة الفعلية وثلاثة رقباء مفصولين إضافة إلى شخص لم تحدده حيث تم اعتقال عشرة منهم بالفعل.
ومنذ محاولة الانقلاب أطلق نظام رجب طيب أردوغان حملة قمع استهدفت معارضيه وخصومه وشملت كل القطاعات وأسفرت عن اعتقال عشرات آلاف الأشخاص في انتظار المحاكمة بينهم صحفيون وعسكريون وقضاة وأساتذة وغيرهم إضافة إلى عزل وإقالة أو إيقاف عن العمل لنحو 150 ألفا آخرين في مختلف المؤسسات المدنية والعسكرية في البلاد.