"قنبلة موقوتة" في الصومال.. الخروج الأميركي يمهد الأجواء
توقع مسؤولون صوماليون ومراقبون، تصدر حركة الشباب الإرهابية المشهد الأمني، وذلك على وقع خروج القوات الأميركية من البلاد الواقعة شرقي أفريقيا.
واعتبروا أنه في ظل الهشاشة الأمنية وضعف الأجهزة العسكرية والاستخبارية، فإن العاصمة مقديشو مهددة بالعودة كساحة علميات عسكرية بين القوات الحكومية والمجموعات الإرهابية.
وكانت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا "أفريكوم"، أعلنت الاثنين، اكتمال انسحاب قواتها من الصومال قبل يومين من موعد حدده الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
وصرح المتحدث باسم "أفريكوم" العقيد كريستوفر كارنس، لإذاعة صوت أميركا "أن العمل قد اكتمل قبل يومين من الموعد النهائي المحدد"، مشيرا إلى أن عددا قليلا جدا من القوات الأميركية ما زال في الصومال وفق قرار ترامب.
وأشار العقيد كارنس إلى أن "مهمتهم الآن في المرحلة التالية من التعاون مع الجيش الصومالي"، متعهدا بأن الولايات المتحدة ستواصل حملتها ضد حركة الشباب الإرهابية.
ويتراوح عدد القوات الأميركية المتمركزة في الصومال ما بين 650 إلى 800، جندي، يعملون على تدريب القوات الصومالية وشن عمليات محدودة ضد حركة الشباب.
قلق صومالي
وعبر مسؤولون صوماليون عن قلقهم بشأن القرار الأميركي، في وقت تسعى فيه الشباب الإرهابية لاستغلال الفراغ المتوقع أن يخلفه انسحاب القوات الأميركية.
الرئيس الصومالي، محمد عبد الله محمد فرماجو، علق على سحب القوات الأميركية في أكتوبر الماضي، وكتب على "تويتر": "لا يمكن تحقيق انتصار إلا من خلال الشراكة الصومالية الأميركية الأمنية المستمرة".
بينما قال عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الصومالي أيوب إسماعيل يوسف في بيان صحفي: "إن القرار الأميركي بسحب القوات من الصومال في هذه المرحلة الحرجة من القتال الناجح ضد حركة الشباب وشبكتها الإرهابية العالمية، مؤسف للغاية".
وأضاف "قدمت القوات الأميركية مساهمة ضخمة، وكان لها أثر كبير في التدريب والكفاءة القتالية للجنود الصوماليين".
ويرى الباحث المصري في العلاقات الدولية محمد حامد أن خروج القوات الأميركية من الصومال في هذا التوقيت يأتي في إطار "المناكفات السياسية بين إدارة ترامب، والإدارة الجديدة للرئيس جو بايدن التي ستتولى زمام الأمور بعد يومين، الهدف منها الضغط عليه".
وأضاف حامد في تصريح خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هذا الانسحاب سيضعف من موقف رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي، وسيفتح الطريق أمام عودة حركة الشباب الإرهابية مرة أخرى لتصدر المشهد الأمني من جديد، التي ستكون المستفيد الأكبر من هذا الانسحاب، خاصة في ظل انسحاب القوات الإثيوبية أجل المشاركة في القتال الدائرة في إقليم تيغراي.
قوات "دنب" الخاصة
من جانبه، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني خليل الحلو إن "ترامب يريد أن ينهي فترته الرئاسية بتنفيذ كافة الوعود التي أطلقها خلال حملته الرئاسية قبل 4 سنوات".
ولفت في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى أن القوات الأميركية المتمركزة في شمال العاصمة مقديشو، تدعم القوات الخاصة في الجيش الصومالي المسماة "دنب"، والتي أصبحت متمرسة في القتال ضد حركة الشباب.
وأشار الحلو إلى أن احترافية "دنب" ربما كانت هو من ضمن أسباب تخفيض القوات الأميركية في الصومال، منوها إلى أن الهدف الاستراتيجي من القرار الأميركي هو رغبة "البنتاغون" في توجيه جهده الأساسي لمواجهة الصين وروسيا.
وتابع: "رغم أن حركة الشباب طورت من قواتها القتالية ولديها قرابة 15 ألف مسلح، إلا أن الولايات المتحدة أوكلت مهمة قتال الحركة إلى وكلاء محليين وعلى رأسهم قوات "دنب" التابعة للجيش الصومالي، وباقي قوات الجيش الصومالي التي تتكون من 15 ألف مقاتل، إضافة إلى قوات الاتحاد الأفريقي التي يبلغ قوامها 19 ألف مقاتل".
وتشهد الصومال حربا أهلية منذ أوائل التسعينات، لكن على مدار العقد الماضي استعادت قوة حفظ السلام المدعومة من الاتحاد الأفريقي والقوات الأميركية السيطرة على مقديشو وأجزاء كبيرة من البلاد من حركة الشباب الإرهابية.
عشرات القتلى والجرحى باشتباكات في دارفور
قتل 48 شخصاً، وجرح 97 في اشتباكات مسلحة، شهدتها مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور السودانية، أول من أمس، ما أجج المخاوف من إعادة مشهد الحرب الدموية، التي اندلعت في دارفور عام 2003، والتي راح ضحيتها أكثر من 300 ألف قتيل.
وقال شهود عيان، إن مجموعات قبلية استخدمت رشاشات وأسلحة ثقيلة في الاشتباكات، التي دارت حول معسكري كريندق وأبو زر للنازحين.
مشيرة إلى أن التوتر لا يزال يسود المدينة رغم إعلان حظر التجوال. وتوقعت لجنة أطباء غرب دارفور ارتفاع حصيلة الضحايا، مشيرة إلى أن الكوادر الطبية تبذل جهداً كبيراً في تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمصابين، في ظل صعوبة بالغة في الحركة، ونقص في كوادر التخدير والتمريض.
ووجهت اللجنة نداء عاجلاً لحكومة الولاية، من أجل تأمين المرافق الصحية، وتوفير وسائل نقل مصحوبة بقوات نظامية، من أجل نقل الكوادر الطبية والمساعدة إلى المؤسسات العلاجية الحكومية والخاصة، والوصول إلى الجرحى العالقين في مناطق الاشتباكات، وتوصيل الإمدادات الطبية إلى المرافق التي تأوي الجرحى.
وصرّح تجمع المهنيين السودانيين بأنّ أحداث السبت تعطي مؤشرات غير جيدة في أعقاب خروج قوات اليوناميد، معتبراً أن استمرار الانتهاكات وعدم تحقيق العدالة، سيهدد السلم والأمن الاجتماعي في دارفور. ورأى التجمع أن إعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال الشامل ليس كافياً، ما لم يتبعه إجراءات تضبط المجموعات المسلحة، والعمل على تطبيق القانون، واتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة لضبط السلاح.