بوابة الحركات الاسلامية : رغم التحذيرات.. الحكومة العراقية تعتزم نقل عائلات داعش إلى الجدعة (طباعة)
رغم التحذيرات.. الحكومة العراقية تعتزم نقل عائلات داعش إلى الجدعة
آخر تحديث: الإثنين 24/05/2021 10:17 ص حسام الحداد
رغم التحذيرات.. الحكومة
أكد النائب في البرلمان العراقي، ورئيس لجنة الأقاليم والمحافظات النيابية، شيروان الدوبرداني، أن الحكومة العراقية عازمة على نقل 100 عائلة من ذوي داعش من مخيم الهول في سوريا إلى مخيم الجدعة في الموصل، يوم الثلاثاء القادم، رغم رفض سكان وممثلين محافظة نينوى استقبالهم في محافظتهم.
ومن المقرر نقل 100 عائلة من نساء وأطفال داعش من مخيم الهول في سوريا إلى مخيم الجدعة الواقع في جنوب الموصل بمحافظة نينوى العراقية، الثلاثاء القادم.
وقال الدوبرداني لشبكة رووداو الإعلامية، الأحد 23 مايو 2021، إن "الحكومة المحلية لمحافظة نينوى رفعت كتاباً رسمياً إلى رئيس مجلس الوزراء، قبل عيد الفطر، أكدت فيه رفض حكومة نينوى المحلية وسكانها إعادة نساء وعائلات داعش من مخيم الهول في سوريا إلى مخيم الجدعة بالموصل"، مؤكداً أن "حكومة نينوى مصرّة على موقفها حتى الآن".
وأضاف الدوبرداني أن "حكومة محافظة نينوى المحلية، إلى جانب بعض وجهاء المحافظة مصرون على موقفهم، وهم مستعدون لحماية محافظتهم بشكل ذاتي، في حال عدم عدول الحكومة العراقية عن قرارها في إعادة العائلات التابعة لداعش إلى الموصل".
رئيس لجنة الأقاليم والمحافظات، أكد أن الحكومة العراقية "قامت بتشكيل لجنة عليا في مكتب رئيس مجلس الوزراء العراقي، إلى جانب مستشار المجلس الوطني العراقي والعمليات المشتركة، ووزارة الهجرة والمهجرين، وبالتنسيق مع مسؤول منظمة الأمم المتحدة في سوريا من الجانب السوري، باتخاذ القرار بإعادة 5000 عائلة، دون تنسيق مسبق أو إعلام الحكومة المحلية أو المسؤولين في نينوى".
وبحسب الدوبرداني، تعتزم الحكومة العراقية نقل 48% من عائلات داعش المقيمين في مخيم الهول في سوريا، إلى العراق، مبيناً أن "عدد الأشخاص المقيمين في مخيم الهول المقرر إعادتهم إلى العراق يبلغ 30000 شخص، 4400 شخص منهم تابع للموصل، وأكثر من 18000 شخص تابعين للأنبار، وبغداد، وصلاح الدين، وكركوك، بالإضافة إلى بابل، وديالى، وقررت عشائر محافظة الأنبار وكذلك صلاح الدين عدم استقبال أي من تلك العائلات، بأي شكل من الأشكال".
النائب في البرلمان العراقي لفت إلى أن ضعف الحكومة المحلية في الموصل وفقدان التواصل والتنسيق بينها وبين الحكومة الاتحادية في بغداد أدى إلى اتخاذ بغداد القرار بتوطين تلك العائلات في الموصل دون الرجوع إلى المسؤولين في المحافظة.
وقال رئيس لجنة المحافظات والأقاليم إن "سبب مخاوف سكان نينوى وممثليها يعود إلى فقدان الحكومة العراقية لخطة محكمة من أجل إدارة وتنظيم المخيم"، مشيراً إلى أنه "منذ انتهاء الحرب على داعش عام 2017، يوجد في مخيم الجدعة أكثر من 1300 عائلة من نساء وأطفال داعش، وحتى اليوم لا تملك الحكومة العراقية ولا المنظمات الدولية برنامجاً يخص هذه العائلات".
وبين الدوبرداني أن سكان نواحي حمام العليل والشورى والقيارة هم أكثر المتضررين من ممارسات تنظيم داعش إبان سيطرتهم على الموصل عام 2014، وهم يرفضون بشكل قطعي عودة تلك العئلات إلى محافظتهم، لافتاً إلى وجود مخاوف من مهاجمة سكان محافظة نينوى للعائلات التي ستقيم داخل المخيم.
الدوبرداني حذر من نقل عائلات داعش إلى مخيم الجدعة في الموصل، معللاً موقفه بأن تلك العائلات تشكل "تهديداً على نينوى، وإقليم كوردستان وكلّ العراق، حيث تستمر تلك العائلات بالتواصل مع ذويها في تركيا والموصل ومناطق الفراغ الأمني بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان، وتساعد في التنسيق بين عناصر داعش في شن الهجمات الإرهابية على مناطق متفرقة من العراق".
يذكر أن مخيم الجدعة يقع في بلدة القيارة في محافظة نينوى، وهي إحدى المخيمات المخصصة لعائلات داعش في العراق.
ويرى القسم الأكبر من إيزيديي سنجار أن جلب عائلات الدواعش إلى هذا المخيم يمثل تهديداً مباشراً لمنطقتهم، ويؤكد قسم من أهالي وذوي ضحايا داعش، أنهم يعرفون الدواعش الذين في مخيم الهول ممن شاركوا في خطف وقتل الإزيديين.
في صيف العام 2014 تم اختطاف 6417 إيزيدياً من قبل مسلحي داعش، وهناك مخاوف من عودة داعش للظهور في سهل نينوى، مع عودة هذه العائلات الداعشية إلى المحافظة.
يشار إلى أن معركة الموصل أو كما أسماها رئيس الوزراء العراقي الاسبق حيدر العبادي "قادمون يا نينوى" هو هجوم مشترك لقوات الأمن العراقية والحشد الشعبي وقوات البيشمركة وقوات التحالف الدولي، لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل من تنظيم داعش، والذي يعتبر مدينة الموصل عاصمته. 
بدأت الحرب البرية في 16 أكتوبر 2016، وكانت العملية تهدف إلى إنهاء وجود تنظيم داعش في المدينة وإعادة المدينة إلى الإدارة العراقية.
وتم إعلان تحرير الموصل في 10 يوليو 2017 بمشاركة حوالي 60 ألفاً من القوات الأمنية، وتمكنوا من قتل 25 الف مسلح، وسط نزوح ما يقارب مليون شخص من المدينة، فيما أعلن مجلس محافظة نينوى السابق أن 80% من مدينة الموصل قد دمرت بالكامل، كما نفذت طائرات التحالف الدولي حوالي 20 ألف طلعة جوية قتل فيها حوالي خمسة آلاف مسلح.
وتعد مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث عدد السكان، سيطر عليها داعش في حزيران 2014، في معركة خاضها مع الجيش العراقي طالت يومين فقط، أعلن بعدها زعيم تنظيم داعش وقتها، أبو بكر البغدادي إقامة "دولة الخلافة" في جامع الموصل الكبير والتي تَشمل أراض واسعة من سوريا والعراق متخذاً من الموصل عاصمة لهذه "الدولة".