بوابة الحركات الاسلامية : واشنطن تعتبر أفعال «طالبان» لا تتسق مع جهود السلام/السودان.. الكشف عن مخطط إخواني لزعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى/«النهضة» تتهم الرئيس التونسي بـ«تعطيل العمل الحكومي» (طباعة)
واشنطن تعتبر أفعال «طالبان» لا تتسق مع جهود السلام/السودان.. الكشف عن مخطط إخواني لزعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى/«النهضة» تتهم الرئيس التونسي بـ«تعطيل العمل الحكومي»
آخر تحديث: السبت 26/06/2021 12:16 ص إعداد: فاطمة عبدالغني
واشنطن تعتبر أفعال
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 26 يونيو 2021.

واشنطن تعتبر أفعال «طالبان» لا تتسق مع جهود السلام

اعتبرت الولايات المتحدة، الجمعة، أن «الوضع القائم ليس خياراً» بالنسبة لها في أفغانستان، في حين تستعد القوات الأمريكية لاستكمال انسحابها من هذا البلد بحلول سبتمبر/أيلول، على الرغم من تصاعد هجمات حركة طالبان.


وأكدت أن أفعال الحركة لا تتسق مع مساعي السلام، في وقت استقبل فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن، نظيره الأفغاني في البيت الأبيض.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: «نشهد تصاعداً للهجمات ضد القوات الأمنية الأفغانية في بعض المناطق في أفغانستان، مقارنة بالعام الماضي، لكن الوضع القائم لن يساعد، الوضع القائم ليس خياراً». وأضاف بلينكن أن أفعال حركة طالبان في أفغانستان لا تتسق نهائياً مع السعي إلى حل سلمي للصراع في البلاد.

من جهة أخرى، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) جون كيربي للصحفيين، إن إجلاء مترجمين من أفغانستان قد لا يستلزم الاستعانة بطائرات عسكرية أمريكية.

وذكرت مصادر أمريكية أن الولايات المتحدة ستنقل 18 ألف أفغاني متعاقد مع الجيش الأمريكي وعائلاتهم بعدد يصل إلى خمسين ألفاً. وأشارت إلى أن كل هذا العدد لن ينقل إلى الولايات المتحدة؛ بل سيتم نقل بعضهم إلى دول أخرى.

وكان الرئيس بايدن استقبل، أمس الجمعة، نظيره الأفغاني أشرف غني لمناقشة مستقبل أفغانستان، بينما يفتح انتهاء الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان مرحلة من عدم اليقين.

والهدف المعلن للبيت الأبيض هو العمل عن كثب مع الحكومة في كابول لضمان أن أفغانستان «لن تصبح مرة أخرى ملاذاً لجماعات إرهابية تشكل تهديداً للأراضي الأمريكية».

وألتقى رئيسا الدولتين بعد ظهر الجمعة، في المكتب البيضاوي لمناقشة القضايا الشائكة المترتبة على الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

وقالت جان بيار المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين، أول أمس الخميس، إن «هذه الزيارة تتعلق أولاً بالتزامنا المستمر ودعمنا للشعب الأفغاني ولقوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية».

وأضافت أن بايدن «سيؤكد الحاجة إلى الوحدة والتلاحم، وضرورة تركيز الحكومة الأفغانية على التحديات الرئيسية التي تواجهها أفغانستان».

ووصل أشرف غني وعبدالله عبدالله كبير مفاوضي الحكومة في المحادثات مع طالبان اللذان يأملان على ما يبدو، إبطاء الانسحاب الأمريكي، إلى واشنطن الخميس، واجتمعوا بأعضاء في الكونجرس.

وبعد لقائه المسؤولين الأفغانيين، دعا زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، إلى تأجيل الانسحاب. وقال إن «قرار الرئيس بايدن سحب القوات الأمريكية يترك شركاءنا الأفغان وحدهم في مواجهة التهديدات التي يقر كبار مستشاريهم بأنها خطرة وتزداد سوءاً».

وسيلتقي غني وعبدالله عبدالله وزير الدفاع لويد أوستن في البنتاجون مقر وزارة الدفاع الأمريكية. وقال المتحدث باسم البنتاجون إن «أحد الأمور التي سنتحدث عنها بالتأكيد مع الرئيس غني، هو الشكل الذي سيبدو عليه الالتزام الدائم للولايات المتحدة تجاه حكومته». 

القمة الأوروبية تشدد على خروج المرتزقة من ليبيا بلا إبطاء

طالب زعماء رؤساء حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بسحب كل القوات الأجنبية والمرتزقة الموجودة في ليبيا من دون أي إبطاء، فيما شدد رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، على أن الحل في بلاده بات مرتبطاً بإجراء العملية الانتخابية من دون أي تدخل، في حين أكدت المبعوثة الأممية السابقة إلى ليبيا، ستيفاني وليامز، أن مؤتمر «برلين 2» الذي أنهى أعماله، يوم الأربعاء الماضي، في العاصمة الألمانية، يمثل مظلة دولية تساهم في تحقيق وحدة الليبيين.

وقال القادة الأوروبيون، في البيان الختامي لقمة بروكسل، أمس الجمعة، حول العلاقات الخارجية، إنهم يولون أهمية لإنجاز تسوية مستدامة في ليبيا تحت راية الأمم المتحدة.

وأكدوا على ضرورة إجراء الانتخابات المتفق عليها في خريطة الطريق في موعدها المحدد أي في 24 ديسمبر، وأن تكون نتائجها مقبولة من قبل الجميع.

الحوار الوطني

وعبّر الأوروبيون عن أملهم بأن يتقدم الليبيون أكثر في مجال الحوار الوطني، وأن يأخذوا مصير بلدهم بأيديهم.

تأتي التوصيات الأوروبية بعد يومين من اختتام مؤتمر «برلين 2» حول ليبيا، الذي دعا مجلس النواب والمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية والمؤسسات ذات الصلة إلى اتخاذ الاستعدادات اللازمة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وطنية حرة ونزيهة وشاملة في ديسمبر المقبل.

إلى ذلك، شدد رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، على أن الحل في بلاده بات مرتبطاً بإجراء العملية الانتخابية من دون أي تدخل.

وأضاف في مؤتمر صحفي جمعه بوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطةن بعد وصول صالح إلى المغرب ضمن زيارة رسمية، أمس الأول الخميس، أن الشعب الليبي سيختار من يحكمه عبر الانتخابات، مثمّناً دور الرباط في حل الأزمة الليبية.

«الانتخابات مرحلة حاسمة»

في المقابل، كشف بوريطة أن بلاده تتواصل مع كل المؤسسات الشرعية والمجتمع الدولي لحل الأزمة في ليبيا، مشدداً على أن إجراء الانتخابات مرحلة حاسمة.

كما أعلن وقوف المغرب مع المؤسسات الشرعية بشكل دائم.

وبرر عدم تواجد المغرب في مباحثات «برلين2» لعدم توجيه دعوة له في «برلين1».

وليامز: مؤتمر برلين مسار متواصل

على صعيد آخر، أكدت المبعوثة الأممية السابقة إلى ليبيا، ستيفاني وليامز، أن المؤتمر الدولي الثاني الذي انعقد، يوم الأربعاء الماضي، في العاصمة الألمانية حول ليبيا، يمثل مظلة دولية تساهم في تحقيق وحدة الليبيين.

وقالت وليامز، في تصريحات لوكالة «نوفا» الإيطالية، إن «برلين 2» «لا ينهي حلقة، لكنه عملية مستمرة تجري الآن على أرض الواقع».

وأشارت إلى أن جميع البلدان والمنظمات الإقليمية اجتمعت معاً في مؤتمر «برلين 2»، لإعادة تأكيد التزامات المجتمع الدولي بما تم التوصل إليه في مؤتمر «برلين 1»، واصفة الأمر ب«الإيجابي للغاية».

وشددت على أهمية دعم الليبيين الراغبين في طي صفحة الماضي والذهاب إلى الانتخابات، معتبرة أن «مؤتمر برلين ليس حلقة ختامية، لكنه مسار مستمر يجري الآن على الميدان».

رسائل فردية

وأكدت وليامز على أهمية الرسائل الفردية التي انطلقت من جميع المشاركين في المؤتمر حول الدعم المتواصل، وضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، وأيضاً ضرورة مغادرة المرتزقة والقوات الأجنبية للبلاد، ووقف التدخلات الخارجية.

خطوة مهمة

وأكدت أن هناك خطوة مهمة ستجري، بعد غدٍ الإثنين، في المسار السياسي نحو التوافق على إجراء الانتخابات هذا العام، عندما تستضيف مدينة جنيف السويسرية اجتماعاً مباشراً جديداً لملتقى الحوار السياسي الليبي الذي ساهم في ميلاد الحكومة الحالية في فبراير الماضي.

دور أمريكي

وحول دور واشنطن في الأزمة الليبية، أكدت وليامز أن هناك ثباتاً أكبر من الإدارة الحالية بقيادة الرئيس جو بايدن، مشيرة إلى أن ما تراه يمثل تناسقاً أكبر في استراتيجية واشنطن بليبيا.

وأشارت إلى أن هناك رسائل وصفتها ب«القوية والموحدة» تأتي من واشنطن، ما اعتبرته أمراً مهماً لليبيين، ولمختلف الأطراف الخارجية، مؤكدة أن «الحكومة التي تعكس إرادة شعبها قادرة على اتخاذ القرارات السيادية التي تخدم مصلحة ليبيا».

تجدد الاشتباكات بالعجيلات

تجددت المناوشات بين المليشيات بمدينة العجيلات،أمس الجمعة.

وأفادت مصادر أمنية بالمدينة وقوع اشتباكات بين مليشيات «الفهارة» و»عمار بالكور»، بالقرب من جامع الشبيكة،غربي طرابلس.

وأوضحت المصادر أن الحملة المستمرة من قبل مليشيات الزاوية بقيادة محمد باحرون المعروف ب»الفار» مستمرة على مليشيات العجيلات للسيطرة على المدينة .

وقال شهود عيان إن الذعر دب بين المدنيين في المدينة نتيجة لسماع دوي إطلاق رصاص وقواذف وسقوط بعضها بشكل عشوائي على المنازل. 

السودان.. الكشف عن مخطط إخواني لزعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى

بينما تسعى الحكومة الانتقالية في السودان جاهدة لانتشال البلاد من حافة الانهيار التي وضعتها فيها سياسات نظام الرئيس المعزول عمر البشير، وفي الوقت الذي تمضي فيه خطة الخروج من العزلة بعد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومحاولات اندماجه في الأسرة الدولية، لا تزال قوى الثورة المضادة تعمل من أجل إجهاض الفترة الانتقالية والارتداد بالزمن إلى الوراء، من خلال محاصرة الحكومة بخلق الأزمات، وبث الشائعات للانقضاض على حكومة الثورة. 

واستمراراً في مخططات الجماعة لإعاقة عملية الانتقال في السودان كشفت لجنة تفكيك النظام وإزالة التمكين عن مخطط لفلول نظام الإخوان المعزول بغرض إحداث الفوضى ونسف الفترة الانتقالية والإجهاز على الثورة، وقالت إنها وضعت يدها على معلومات وصفتها بالخطيرة بشأن المخطط الذي تسعى عناصر حزب المؤتمر الوطني المنحل لتنفيذه في الثلاثين من يونيو الجاري. 

 مخطط كبير

وقالت اللجنة إن المخطط يقوم على ضلعين أمني واقتصادي، وفيما يخص الجانب الأمني من المخطط أكد مقرر لجنة إزالة التمكين صلاح مناع في مؤتمر صحفي أن اللجنة تحركت بمشاركة الأجهزة المختصة في الشرطة والقوات المسلحة والدعم السريع وجهاز المخابرات العامة لإيقاف مخطط كبير كان يستهدف الإجهاز على قوى الثورة، وقال إن الفلول خططوا للتحرك في يوم الثلاثين من يونيو الجاري بحسب المعلومات التي تحصلت عليها هذه الأجهزة المختصة. 

 

وكشف مناع عن ضبط 20 جهاز جوال يستخدمها رموز النظام المخلوع داخل سجن كوبر المركزي في الاتصال مع جهات خارج السجن وأخرى محتجزة في سجن الهدى، لتحريك أنشطة مشبوهة وخلق فتنة وأعمال شغب ضد قوى الثورة، متورط فيها كل من الرئيس المخلوع عمر البشير، وعبد الرحيم محمد حسين، وعبد الباسط حمزة، نافع علي نافع، وعثمان كبر، وقال:«الأجهزة كانت تستخدم في التواصل بين العناصر النشطة داخل وخارج السجون، ومن بينهم من يدعون دعم الثورة في حين كانوا يتآمرون عليها». 

أنشطة مشبوهة

وفيما يخص الجانب الاقتصادي من المخطط الإخواني قالت اللجنة وعبر متابعة دقيقة للحسابات المصرفية ضبطت أنشطة مشبوهة من غسيل الأموال، والاتجار بالعملات، والتهرب الضريبي، يقوم بها عناصر النظام المخلوع من أجل زيادة حالة الاختناق الاقتصادي، وكشف مقرر لجنة إزالة التمكين صلاح مناع عن تجميد 500 حساب مصرفي، تستخدم في الأنشطة المخالفة للقانون، فيما بلغت الأموال التي تم التحفظ عليها أكثر من 64 تريليون جنيه سوداني، فيما تمت إحالة 173 ملفاً لمخالفات ضريبية بلغت حجم التجاوزات فيها 700 مليون جنيه، كما تم توقيف 2 من مدراء البنوك لقيامهما بأنشطة مصرفية مخالفة للقانون بالتعاون مع تلك العناصر.

مؤسسات مصر الدينية في مرمى تحريض «داعش»

عاود تنظيم «داعش» الإرهابي التهديد من جديد بعد فترة من الصمت، محرّضاً عناصره على استهداف المؤسسات الدينية في مصر، عبر تسجيل صوتي جديد لمتحدث التنظيم، أبو حمزة القرشي، كشف عن «استراتيجية (داعش) المقبلة، وطموحات التنظيم التوسعية بعد أشهر وسنوات من (الخفوت) في محاولة للعودة إلى المشهد». ووفق مختصون في الشأن الأصولي بمصر، فإن «خطاب التنظيم خلال التسجيل الصوتي يُعد (تطوراً نوعياً) لـ(داعش) يتطلب استمرار الإجراءات الأمنية والعسكرية لمواجهة أي تهديدات محتملة من التنظيم».
التسجيل الصوتي لـ«داعش» حث فيه القرشي عناصر التنظيم على «مواصلة (العمليات الجهادية) في الدول -على حد زعمه». وتحدث القرشي في التسجيل الذي بثه بعض منابر التنظيم على «تليغرام» مساء (الثلاثاء) الماضي، عن «إنجازات (داعش) في غرب أفريقيا، وبيعات جديدة منتظرة للتنظيم قريباً»، مكرراً مناشدته لعناصره في العراق وسوريا بـ«استخدام العنف للإفراج عن سجناء مرتبطين بـ(الجهاديين)». ووعد القرشي في خطوة غير معتادة بـ«مكافآت مالية» لـ«المتشددين» الذين «يستهدفون القضاة». وأشاد القرشي بعناصر التنظيم في «جميع أنحاء العالم خصوصاً في ليبيا».
وتعليقاً، قال الباحث المتخصص في شؤون الحركات الأصولية بمصر، عمرو عبد المنعم، إن «التسجيل الأخير، هو السادس للقرشي منذ توليه منصب المتحدث باسم التنظيم»، لافتاً إلى أن «التسجيل أثنى على (العمليات الإرهابية) في غرب أفريقيا، والتي تجاوزت أكثر من 170 (عملية نوعية) خلال الـ3 أشهر الماضية».
المختصون في الشأن الأصولي أكدوا أن «التنظيم يهدف من نشاطه في غرب القارة السمراء، إلى تفريغ القدرات القتالية لعناصره، والحفاظ على رأس ماله الرمزي، وتأكيد الوجود في المشهد، والحفاظ على حجم البيعات الصغيرة، التي حصل عليها في السابق».
ووفق عبد المنعم فإن «التسجيل الصوتي للقرشي دعا لاستهداف المؤسسات الدينية في مصر»، لافتاً إلى أن «التسجيل يحمل إشارات جديدة، حيث اعتبر القرشي أن (الولايات الداعشية) نجحت خلال الـ3 أشهر الماضية في تحقيق فتح جديد بأفريقيا». لكنّ عبد المنعم حذّر من «مضمون هذا التسجيل»، موضحاً أنه «كشف عن (تطور نوعي) في خطاب (داعش) يتطلب استمرار الإجراءات الأمنية والعسكرية في الدول، لمواجهة أي تهديدات محتملة من التنظيم».
كانت مؤسسات دينية في مصر قد أكدت أن التنظيم «استغل جائحة (كورونا) لترويج الإشاعات، في محاولة لتفادي هزائمه خلال الأشهر الماضية، وإعادة تنظيم صفوفه، وتسهيل تحركات عناصره (الذئاب المنفردة) لتنفيذ (عمليات إرهابية خاطفة) في الدول بأي سلاح مُتاح». وأضاف عبد المنعم لـ«الشرق الأوسط» أن «تسجيل القرشي حمل (رسائل تشفيرية) أيضاً لعناصر تنظيم (ولاية سيناء) في مصر للقيام بـ(عمليات إرهابية) ضد حركة (حماس) الفلسطينية –من دون أن يذكرها بالاسم».
فيما تواصل قوات الجيش والشرطة المصرية عملياتها الأمنية في شمال ووسط سيناء منذ فبراير (شباط) عام 2018 لتطهير المنطقة من عناصر متطرفة ينتمي بعضها لتنظيم «ولاية سيناء» الذي غيّر اسمه لـ«داعش سيناء» عقب مبايعة «داعش» عام 2014، و«تلقى التنظيم خلال السنوات الماضية هزائم كبيرة على يد الجيش والشرطة بمصر»، حسب مراقبين. وقال مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، عضو مجلس الشيوخ المصري، اللواء فاروق المقرحي لـ«الشرق الأوسط» إن «الضربات الاستباقية للجيش والشرطة في سيناء خلال الأشهر الماضية، كان لها دور كبير في القضاء على العناصر (التكفيرية) وتدمير أوكارهم ووسائل تنقلهم وأماكن إعاشتهم».

ألغام طرابلس... عقبة كبيرة في طريق إنهاء الأزمة الليبية

رغم الاهتمام المحلي والدولي بالنتائج الإيجابية التي خلص إليها مؤتمر «برلين 2» المعني بالأزمة الليبية، والذي تركز أساساً على عملية الانتقال السياسي في البلاد وإخراج المقاتلين الأجانب، لا تزال تداعيات الفوضى والاقتتال تعبر عن نفسها بشكل أكبر عمقاً من مجرد خروج المتقاتلين، أو توقفهم عن الحرب، إذ لا تزال «الألغام»، التي تعد أكبر تجليات العنف في ليبيا، مدفونة في بعض المناطق، وتهدد حياة المواطنين بشكل يومي.

ويُذكّر مقتل صديق الفرجاني في انفجار لغم، خلفه مقاتلون أجانب في منزله بجنوب طرابلس، بالرهانات الخطيرة في الصراع الليبي، فالرجل الذي كان في التاسعة والثلاثين من عمره عندما لقي حتفه، وكان يخطط للزواج، كان ذاهباً مع ثلاثة من جيرانه لتفقد الأضرار التي لحقت بمنازلهم جراء القتال، الذي اندلع الصيف الماضي، وكان يلتقط صورا بهاتفه المحمول عندما تعثر في سلك.

وقال شقيقه إسماعيل (37 عاما) لـ«رويترز»: «فجأة سُمع انفجار كبير... وقيل لي إن صديق توفي على الفور، متأثرا بجراحه البالغة». ولا يزال خطر تجدد الصراع قائما، رغم توقف الأطراف الرئيسية عن القتال، وتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، تمثل أكبر أمل لتحقيق السلام المفقود منذ سنوات.

ويعتبر جنوب طرابلس أكبر مكان يتجلى فيه هذا الخطر الداهم، حيث ترك المتقاتلون والعديد من المرتزقة الأجانب كمية كبيرة من المتفجرات والألغام، التي أودت بحياة العشرات ممن حاولوا العودة لمنازلهم.

والأخطر من ذلك أن هذه الألغام الأرضية أُخفيت في المنازل والشوارع، أو داخل أغراض لا تثير الريبة، مثل ألعاب الأطفال والأجهزة المنزلية بهدف الخداع. ولم يتسن الوصول إلى ممثلين عن قوات «الجيش الوطني» للتعليق على اتهامهم بترك هذه الألغام، لكنهم «نفوا من قبل زرع متفجرات في مناطق المدنيين».

وكان الفرجاني يعيش في منطقة وادي الربيع، التي شهدت اشتباكات خلفت سيارات محترقة، ومنازل ومتاجر دمرها القصف، وكُتبت بالطلاء الأحمر عبارة «احذروا الألغام» على الجدران والأسوار على امتداد الشارع.

وبعد أن نزحت عائلة فرجاني إلى مكان آخر بالعاصمة، لم تجد بدا من العودة إلى منزلها، وبسبب عدم قدرته على تحمل تكاليف تأجير مسكن في طرابلس، لم يكن لدى إسماعيل وأسرته خيار سوى العودة والإقامة في ملحق أقامه بمنزله المجاور لمنزل أخيه، المحاط بمزارع ومنازل قد تؤدي كل خطوة فيها إلى حدوث انفجار. ولحظه العاثر، خطأ صديق هذه الخطوة الدامية، ليضيف بذلك اسمه لقائمة الضحايا المدنيين.

وفي منطقة عين زارة، قاد عبد الرحمن العريفي (25 عاما) السيارة عائدا إلى منزل الأسرة الصيف الماضي مع والدته للوقوف على حجم الخسائر، التي لحقت به. وبعد أن انعطف إلى طريق ترابي لشراء قنينة مياه مرت السيارة على لغم، وعندما استفاق بعد نصف ساعة كانت عيناه متورمتين وجسمه خدرا. كافح العريفي للخروج من السيارة، ووجد والدته ملقاة على الطريق وكان وجهها مشوها، وساقها مقطوعة ومصابة بجروح بالغة في البطن، وقال إنها «تأوهت لفترة وجيزة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة... وصرخت قليلا ومن ثم توفيت».

وبحث مؤتمر «برلين 2» التقدم في المسار السياسي في ليبيا، وإجراء انتخابات عامة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وانسحاب المقاتلين الأجانب. لكن عملية السلام لا تزال تواجه العديد من التحديات التي قد تؤدي بها إلى الانهيار، ويتجدد على أثرها القتال. فيما لا تزال جماعات مسلحة تحتفظ بالسلطة والنفوذ على الأرض.

«النهضة» تتهم الرئيس التونسي بـ«تعطيل العمل الحكومي»

قال رياض الشعيبي، المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة الإسلامية، مساء أول من أمس، إن رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد يتحمل المسؤولية الكاملة عن الأداء الحكومي وتردي الوضع الاقتصادي، معتبراً أنه تحول إلى «قوة تعطيل للعمل الحكومي وقوة إعاقة لها»، حسب تعبيره.
وأشار الشعيبي في تصريح لإذاعة «ديوان» التونسية إلى أن «رئيس الدولة هو من أتى بحكومة المشيشي، وهو كلفه بتشكيل هذه الحكومة، وليست حركة النهضة... وقد أراد بعد ذلك نزع التكليف»، مشدداً على أنه «لا يجب ترك البلاد للفراغ والنزوات والشهوات، ونحن تعاملنا بمسؤولية مع الموضوع ودعمنا الحكومة»، ومؤكداً أن تغيير الحكومات وقت الأزمة «لا ينفع».
وأضاف الشعيبي موضحاً أن التحوير الوزاري الذي قام به رئيس الحكومة هشام المشيشي «احترم كل الإجراءات القانونية والدستورية، لكن رئيس الجمهورية عطله في الأخير... وبسبب ذلك أحسسنا بخيبة أمل كبيرة في رئيس الجمهورية. فقد كنا نتوقع منه منوالاً سياسياً غير المنوال الذي نراه حالياً، وتوقعنا منه كثيرا من الإيجابية... ولكن!»
من جانبه، دعا عضو مجلس نواب الشعب عن الكتلة الديمقراطية، ورئيس لجنة الصحة بالبرلمان، عياشي زمال، رئيس الجمهورية إلى «الرفق بتونس والعودة خطوة إلى الوراء».
كما طالب زمال خلال استضافته بإحدى الإذاعات الخاصة، رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، إلى الاستقالة من رئاسة البرلمان «من أجل نفسه ومن أجل تونس»، وفق تعبيره، مؤكداً أن الغنوشي «سيكبر في عيون التونسيين إذا قدم استقالته من رئاسة البرلمان».
في غضون ذلك، التقى رئيس الجمهورية، صباح أمس بقصر قرطاج في العاصمة التونسية، بمناسبة الاحتفال بالذكرى 65 لتأسيس الجيش الوطني، بالغنوشي، وفق ما جاء في بلاغ لرئاسة الجمهورية.
ولم تكشف الرئاسة عن أي تفاصيل بخصوص هذا اللقاء، لكن الناطق باسم حركة النهضة، فتحي العيادي، أوضح أن اللقاء «كان مطولاً وإيجابياً، وتناول الأوضاع العامة بالبلاد. ونحن نأمل أن يساعد هذا اللقاء في زحزحة الأزمة السياسية في البلاد ووضعها على سكة الانفراج»، وفق تصريحه.
من جهة أخرى، وصف المكلف الإعلام في حركة النهضة، خليل البرعومي، في تدوينة على حسابه بـ«فيسبوك» اللقاء بالإيجابي، مشيراً إلى أنه كان «لقاءً مطولاً تمحور حول أوضاع البلاد»، دون إضافة أي تفاصيل أخرى، بحسب ما أورده موقع «الصريح التونسي» أمس.