بوابة الحركات الاسلامية : فكر ابو زيد التنويري وتجديد الخطاب الديني في كتاب جديد (طباعة)
فكر ابو زيد التنويري وتجديد الخطاب الديني في كتاب جديد
آخر تحديث: الإثنين 12/07/2021 10:22 ص روبير الفارس
فكر ابو زيد التنويري
ينطلق كتاب (الفكر التنويريّ عند نصر حامد أبو زيد ودوره في تجديد الخطاب الدينيّ)للمفكر العراقي حيدر عبد السادة جودة  .والصادر حديثا عن دار مصر العربية  من إن السمة الأولى والمحددة من وراء تجديد الخطاب الديني, تنطلق من دعوة التحرر من حالة الجمود التي تستشري في الدين المؤسساتي, والعمل على تفعيل خطاب ديني يقبل بالتعددية, رافضاً المركزية, مقراً بضعف الخطابات الدينية السابقة, معترفاً بالتقدم العلمي الذي يشهده الغرب, مؤكداً على ضرورة الاقتباس من الآخر, هادفاُ إلى بناء خطاب ديني جديد يبدأ بالإنسان وينتهي إلى الإنسان.
وأول مواجهة مباشرة تعترض طريق المجدد هي تقديس رجالات الدين, وتحويل اجتهاداتهم إلى نصوص مقدسة لايمكن المساس بها,  إلا أن عملية تقديس الاجتهادات قد بلغت فيها الخطورة إلى ما شقق هذه الأمة وقسمها, فأصبح النداء على جماعة معينة باسم قديسهم المفتعل, وأصبحت أراؤهم لا تخرج عن آراء سيدهم فأصبحوا بذلك لا يملكوا رأياً ولا قولاً.
وكل ذلك, بحسب المفكر المصري نصر حامد أبو زيد, قد أدي إلى استفحال سلطة الخطاب الديني, التي تسجن الفرد باسم دين الحرية في سلاسل من القهر والامتثال والإذعان تحت زعم طاعة الله, الذي يمثله خليفة أو سلطان أو أمير أو جماعة تحتكر الإسلام ومغفرة الرب. 
لذلك كان المؤسس الأول والرئيسي لسلطة النصوص هو تقديس العمل البشري, والذي يعمل على تحويل اللانص إلى مجال النص, وتدشينه نصاً لا يقل في قوته التشريعية وطاقته الدلالية عن النص الأساسي الأول.
ويقول حيدر في مقدمة الكتاب إن المتأمل في الخطاب الديني لا يرى صعوبةً في ايجاد الكثير من الثغرات والعثرات فيما يرتبط بالتعاطي مع التراث وتوظيفه في قضايا العصر, وليس من الصعب أن تحدد تلك العثرات بنتيجةٍ واحدة تتمثل بـ استعادة القوالب الجاهزة من الماضي, والعمل على توظيفها في ضرورات الحاضر, والتنظير لإمكانها في المستقبل. وإذا ما تنبه أقطاب الخطاب الديني لعدم صحة هذا التعامل مع التراث, وعملوا على وضع الحلول والمعالجات لمنظومة التراث, فإنهم لا يجدون حلاً غير الدفاع عنه والحفاظ عليه بوصفه خطاً أحمراً ومقدساً من المستحيل التفكير فيه, وهذه المحاولة بدأت حينما قرر الخليفة الثالث بأن الخلافة ثوباً سربله الله له.
ودعوة التجديد هنا لا تقوم بتجديد الخطاب الديني على أساس أنه خطاب عقيم لا ينفع بشيء فحسب, بل على أنها ضرورة ملحة, خصوصاً عندما تنشأ من داخل هذا الخطاب, خطابات أخرى تكفيرية مدمرة لطبيعة الإنسان و الواقع, تحتمي بسلطة المقدس المفتعلة والمؤدلجة, للحفاظ على بناء هذه الجماعات الشاذة والمتطرفة, وهذه الزمر والجماعات هي نتاج ذلك الخطاب الديني, أقصد به, الخطاب الديني الاستردادي, الذي يريد العودة إلى القديم واستنساخه في الحاضر. 
  وإنه لمن المؤسف أن تذهب صيحات التجديد والمجددين أدراج الرياح, فقد تولد هذه المسألة إحباطاً كبيراً للأجيال القادمة التي تؤكد ضرورة التجديد, من هذا المنطلق جاء هذا العمل بقضيتين أساسيتين: 
الأولى: تتعلق بضرورة تجديد الخطاب الديني وتخليصه من الرواسب العالقة فيه.
أما الثانية: فتنطلق من ضرورة استمرار دعوات التجديد, من أجل أن تولد حافزاً كبيراً للباحثين عن التجديد في المستقبل.
وتعد محاولة أبي زيد التجديدية, من أبرز المحاولات المذكورة سلفاً, فقد اعتمدت على إسقاط آليات الخطاب الديني ومنطلقاته, محاولةً الكشف عن المسكوت فيها, ثم العمل على وضع النص الديني المؤسس -القران- وكذلك التراث في نصب عين النقد التحليلي البناء, وهذه محاولة قل من تمكن الخوض فيها.
وقد اخترت البحث في تجديد الخطاب الديني لسببٍ رئيس, يتمثل في أن هذا الموضوع لم يأخذ مساحته في تاريخ الفكر العربي والإسلامي المعاصر, وليس معنى ذلك أن لا وجود للمحاولات التجديدية, وإنما نتيجة السيطرة الكهنوتية للخطاب الديني, ذهبت تلك الصيحات والمحاولات أدراج الرياح. من هنا جاء هذا البحث ليكون محاولة  تهدف إلى تحقيق استجابة للتحدي المطروح حالياً في الساحة العربية والإسلامية, فيجب أن لا يقتلنا الإحباط نتيجة عدم السماع لصيحات التجديد, ويجب أن نمضي قدماً نحو تحقيق ذلك التجديد, الذي نستطيع من خلاله الإبداع والابتكار, ومغادرة منطقة التقليد والإتباع, التي تصر على تبني القوالب الجاهزة سواء من فكرة الأصالة أو المعاصرة. فبالحالتين نبقى مقلدين متبعين.
ويؤكد حيدر في كتابه علي ان تجديد الخطاب الدينيّ،يجب  أن يحقّق خروجاً مستنيراً من الأزمة الاجتماعيّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة، والثقافيّة، والفكريّة، والدينيّة كذلك، من خلال تحقيق عملية التواصل الخلاق في الشأن المعرفيّ، التي تعمل على إعادة النظر في كلّ المسلمات، سعياً لتحرير المشاريع الفكريّة من تفريطها وإسرافها، وكذلك من البعد التلفيقيّ المسؤول عن حالة العجز التي لحقت بكافة المجالات المذكورة.
ولكن، لن يكون ممكناً تجديد حياة المجتمع السياسيّة والاقتصاديّة من دون فضح الدور الذي لعبه ويلعبه ممثلو هذا الخطاب، وكشف زيف ادعاءاتهم التي تنتقي من التاريخ الإسلاميّ ما يتماشى مع ايديولوجيتها، ومن التراث الدينيّ ما يدعم سلطتها" 
وناقش الكتاب عدد من المحاور المهمة في فصوله القيمة منها التجديد, الخطاب, الديني: بين الأزمة والضرورة
و التجديد والخطاب في اللغة والاصطلاح والاجتهاد والتجديد بين الثابت والمتحول والاجتهاد والتجديد
والثابت والمتحول في تجديد الخطاب الديني
وأزمة الخطاب الديني وضرورة التجديد  
وفي اطار هذه المناقشات لتجديد الخطاب تعرض الكتاب لرموز التجديد في الفكر العربي الإسلامي المعاصر وهم 
: محمد إقبال وتجديد الفكر الديني
بواعث التجديد عند محمد إقبال  
محمد أركون ونقد العقل الإسلامي
أولاً: نقد العقل الإسلامي
ثانياً: نقد القراءة الاستشراقية للتراث
المبحث الثالث: حسن حنفي وجدلية التراث والتجديد
المنطلقات الفكرية للخطاب الديني (الحاكمية)
لماذا تجديد الخطاب الديني؟
التخلص من الاستخدام النفعي والإيديولوجي للدين
النص والموروث الديني في تجديدية نصر حامد أبو زيد
كيف يتم تجديد النص الديني والتراث؟
: القراءة المنتجة
: الوعي العلمي بالتراث
مفهوم النص عند نصر حامد أبو زيد: الهرمينوطيقا ومعضلة تفسير النص الديني
تاريخية النص الديني بوصفه منتجاً ثقافياً ونصاً لغوياً: نقد الموروث الديني: الشافعي إنموذجاً