بوابة الحركات الاسلامية : ليبيا.. كيف تستغل الميليشيات اللاجئين لتعطيل الانتخابات؟/طالبان على تخوم السلطة.. والمجتمع الدولي أمام لعبة التوازنات/الرئيس الأفغاني: غادرت البلاد لتجنب إراقة الدماء (طباعة)
ليبيا.. كيف تستغل الميليشيات اللاجئين لتعطيل الانتخابات؟/طالبان على تخوم السلطة.. والمجتمع الدولي أمام لعبة التوازنات/الرئيس الأفغاني: غادرت البلاد لتجنب إراقة الدماء
آخر تحديث: الإثنين 16/08/2021 08:09 ص إعداد: فاطمة عبدالغني
ليبيا.. كيف تستغل
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات –تحليلات)  اليوم 16 أغسطس 2021.

ليبيا.. كيف تستغل الميليشيات اللاجئين لتعطيل الانتخابات؟

تستمر الميليشيات التابعة تنظيم الإخوان الإرهابي في تأزيم الأوضاع بليبيا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة ديسمبر المقبل، ومن أدواتها في هذا حشد المهاجرين في مراكز احتجاز واستغلالهم في ارتكاب الجرائم وأعمال القتال وابتزاز أوروبا؛ ما يزيد من الاضطرابات والانتقادات الدولية لليبيا.

وتقول "راما"، إحدى المهاجرين الذين أجلتهم مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أواخر الشهر الماضي، في شهادتها للمفوضية إنها تعرضت هي وزوجها للانتهاكات في مواقع مهربي البشر بمجرد وصولهما، واضطرا إلى دفع فدية للمهربين للسماح لهم بالمغادرة، وكانوا يضربونهما ويعذبونهما يوميا.

وتضاعف عدد المهاجرين غير الشرعيين من ليبيا وتونس خلال العام، بعضهم ينجح في العبور إلى شواطئ أوروبا، فيما الأغلبية يسقطون في يد الميليشيات في مراكز الاحتجاز.

وبحسب مفوضية اللاجئين فإنه مسجل لديها 42,458 لاجئ وطالب لجوء في ليبيا، فيما تقول الأمم المتحدة إنه يوجد في ليبيا أكثر من 669 ألف مهاجر.

ورصد تقرير لمنظمة العفو الدولية، يوليو الماضي، شكاوى المهاجرين بأنهم "واجهوا التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، وأوضاع الاحتجاز القاسية واللإنسانية، والابتزاز، والعمالة القسرية"، في مراكز الاحتجاز، وخاصة مركز شارع الزاوية في طرابلس الذي كانت تديره ميليشيات، كما شكوا من تعرض النساء لـ"الاغتصاب أو الإرغام على ممارسة الجنس مقابل حصولهن على الماء النظيف".

وطالب فريق العمل المشترك للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة السلطات الليبية باستئناف رحلات الإجلاء الإنساني والعودة الطوعية للاجئين والمهاجرين من ليبيا بشكل كامل ودون أي تأخير.

 وفي وقت سابق، كشفت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية" في طرابلس أن صفقة تمت بين تركيا والميليشيات التي تسيطر على معسكرات المهاجرين غير الشرعيين، تكون أنقرة بمقتضاها المسيطر الأول على هذه المعسكرات.

وهدف أنقرة أن تكرر تجربتها في استغلال ورقة اللاجئين السوريين والأفغان المقيمين على أراضيها في ابتزاز الدول الأوروبية والحصول على الأموال مقابل عدم إطلاق المهاجرين نحو شواطئ أوروبا، هذا بخلاف استغلالهم في تغذية الميليشيات بالمقاتلين؛ ما يزيد مساحة العنف ويهدد بتعطيل الانتخابات.

دروع بشرية

وبدوره أوضح المحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري، أن المهاجرين غير الشرعيين في غرب ليبيا يتم استخدامهم كدروع بشرية؛ نظرا لأن مراكز اعتقالهم تقع تحت سيطرة الميليشيات، ويتم إجبارهم في أعمال القتال ضد الجيش الليبي.

وفي حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" لفت الفيتوري إلى أن هناك حالات وفيات تقع بين هؤلاء المهاجرين نتيجة لنقص الخدمات الأساسية للحياة كالطعام والماء فضلا عن التعذيب الممنهج الذي يتم على أيدي الميليشيات المسيطرة على هذه المراكز.

رد المجلس الرئاسي

وبدوره قال ربيع خليفة، مسؤول الإعلام الخاص برئيس المجلس الرئاسي، إن وزارة الداخلية تتعامل مع المهاجرين غير الشرعيين بالشكل المطلوب، وسيتم القضاء على المشكلات المتعلقة بالانتهاكات جذريا.

وأكد خليفة، في تصريحات سابقة لـ"سكاي نيوز عربية"، أن لدى المجلس بالتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية خطة عمل موسعة ترتكز على التعاون الأمني مع دول الجوار لمنع تدفق المهاجرين إلى داخل ليبيا، وسيتم إعلان تفاصيلها فور الانتهاء منها.

محطات رئيسية بهجوم «طالبان» في أفغانستان منذ مايو

تواصل حركة «طالبان» التي سيطرت خلال اليومين الأخيرين على مزار شريف آخر مدينة كبيرة في شمال أفغانستان، كانت لا تزال تحت سيطرة الحكومة ومدينة جلال آباد، تقدمها الميداني الكبير من دون مقاومة تُذكر تزامناً مع انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي.

في ما يأتي المحطات الرئيسية في الهجوم الخاطف لـ«طالبان» في أفغانستان منذ أيار/مايو:

- بدء انسحاب القوات - في 1 أيار/مايو 2021: بدأت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي سحب 9500 جندي بينهم 2500 جندي أمريكي كانوا موجودين في أفغانستان.

واندلعت معارك عنيفة بين «طالبان» والقوات الحكومية في منطقة هلمند الجنوبية. وفي الشمال، سيطرت «طالبان» على مقاطعة بوركا في ولاية بغلان.

في 8 أيار/مايو:

 أدى هجوم على مدرسة للفتيات إلى مقتل أكثر من 50 شخصاً في كابول. وألقت السلطات باللوم في هذا الهجوم الذي يُعتبر الأكثر دموية منذ عام، على حركة «طالبان» التي نفت مسؤوليتها عنه. وفي منتصف أيار/مايو، انسحب الأمريكيون من قاعدة قندهار الجوية، إحدى أهم القواعد في أفغانستان.

 تقدم «طالبان» 

 سيطرت «طالبان» على مقاطعتين في ولاية وردك قرب كابول، قبل استيلائها على مقاطعتين في ولاية غزنة. وفي 19 حزيران/يونيو، وفي مواجهة التقدّم السريع للمتمرّدين، عيّن الرئيس الأفغاني أشرف غني وزيرين جديدين للداخلية والدفاع. وفي 22 حزيران/يونيو، استولت «طالبان» على معبر «شير خان بندر» الحدودي الرئيسي مع طاجيكستان، وفرّ مئات من الجنود الأفغان إلى الأراضي الطاجيكية. وسيطر المتمرّدون على الممرات الأخرى المؤدية إلى طاجيكستان، وكذلك على المناطق المؤدية إلى قندوز، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه.

 الجيش الأمريكي يغادر «باغرام» - في 2 تموز/يوليو:

أعادت القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي للجيش الأفغاني قاعدة «باغرام» الجوية، المركز الاستراتيجي لعمليات التحالف والواقع على مسافة 50 كيلومتراً شمال كابول. وفي 4 تموز/يوليو، سيطرت «طالبان» على إقليم بانجوي على مسافة حوالي 15 كيلومتراً من قندهار (جنوب).

 هجوم على أول عاصمة رئيسية - في 7 تموز/يوليو:

 دخلت «طالبان» قلعة «نو»، عاصمة أول ولاية (بادغيس، شمال غرب) يهاجمها المتمردون. وفي اليوم التالي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن انسحاب قواته «سيُنجز في 31 آب/ أغسطس».

وفي 9 تموز/يوليو، أعلنت حركة «طالبان» السيطرة على معبرين حدوديين رئيسيين مع إيران وتركمانستان في ولاية هرات (غرب). وقالت موسكو إن المتمردين باتوا يسيطرون على معظم الحدود الأفغانية مع طاجيكستان.

 تأمين مطار كابول - في 11 تموز/يوليو:

أعلنت السلطات أن مطار كابول أصبح محمياً من الصواريخ والقذائف بواسطة «نظام دفاع جوي». وفي 13 تموز/يوليو، دعت فرنسا رعاياها إلى مغادرة أفغانستان، بعد دعوة مماثلة أطلقتها ألمانيا. وسيطرت «طالبان» في اليوم التالي على معبر حدودي رئيسي مع باكستان في الجنوب.

 مدن كبيرة مهددة - في 27 تموز/يوليو:

دعا حلف شمال الأطلسي إلى تسوية للنزاع عن طريق التفاوض، فيما عبّرت الأمم المتحدة عن خشيتها من وقوع عدد «غير مسبوق» من الضحايا المدنيين.

وفي 2 آب/أغسطس، قال الرئيس أشرف غني إن الانسحاب الأمريكي «المفاجئ» هو السبب في تدهور الوضع العسكري، في وقت كانت مدن كبرى عدة تتعرض لتهديد مباشر من المتمردين.

واتهمت السفارتان الأمريكية والبريطانية في كابول «طالبان» بـ«قتل عشرات المدنيين» في منطقة سبين بولداك الجنوبية. وفي اليوم التالي، أدى هجوم ضد وزير الدفاع اللواء بسم الله محمدي إلى مقتل ثمانية مدنيين في كابول. وأعلنت حركة «طالبان» مسؤوليتها عن الهجوم، مهددة بعمليات أخرى رداً على القصف الجوي الذي يشنه الجيش.

السيطرة على مدن رئيسية - في 6 آب/أغسطس:

سيطرت «طالبان» على أول عاصمة ولاية أفغانية، هي مدينة زرنج في جنوب غرب البلاد.

وفي الأيام التالية، سقطت في أيدي الحركة مدن عدة كبرى في شمال البلاد هي: شبرغان، وقندوز، وسار إي بول، وطالوقان، وأيبك وبول خمري (ولاية بغلان)، وكذلك فرح (غرب).

وفي 10 آب/أغسطس، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه غير نادم على قراره مغادرة أفغانستان، معتبراً أن الأفغان «يجب أن يقاتلوا من أجل بلادهم».

وفي 11 آب/أغسطس، استسلم مئات من عناصر قوات الأمن، لحركة «طالبان» قرب قندوز، فيما وصل الرئيس أشرف غني إلى مدينة مزار شريف المحاصرة لتنسيق الرد.

 12 آب/أغسطس:

 سيطرت «طالبان» على مدينة غزنة الواقعة على مسافة 150 كيلومتراً في جنوب غرب كابول، ثم استولت على هرات ثالث أكبر مدن أفغانستان.

وأعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إرسال آلاف الجنود إلى كابول لإجلاء الدبلوماسيين والرعايا. كما أعلن أعضاء آخرون في حلف شمال الأطلسي إجلاء موظفين من سفاراتهم.

في اليوم التالي، سيطرت «طالبان» على بول علم، عاصمة ولاية لوغار، على مسافة 50 كيلومتراً فقط جنوب كابول، بعد سيطرتها على لشكركاه، عاصمة هلمند، وعلى قندهار، ثاني مدن البلاد.

 14 آب/أغسطس:

تعهّد الرئيس غني إعادة تعبئة الجيش ضد «طالبان»، بينما استولى مقاتلو الحركة مساء اليوم نفسه على مزار شريف «من دون أي مقاومة» بحسب ما روى سكّان.

15 آب/ أغسطس:

حركة «طالبان» تستولي على جلال آباد وتحاصر العاصمة كابول.

تعرّف على أكبر قادة حركة "طالبان" الأفغانية؟

يكتنف الغموض قادة حركة "طالبان" التي يبدو أنها في طريقها للعودة إلى السلطة في أفغانستان بعدما سيطرت على كامل البلاد تقريباً خلال أيام، كما حدث تماماً عندما حكمت البلاد بين 1996 و2001، وفيما يأتي عرض موجز للقادة الرئيسيين لهذه الحركة:

القائد الأعلى الملا هيبة الله أخوند زاده

عُيِّن الملا هيبة الله أخوند زاده قائداً لحركة طالبان في أيار/مايو 2016 أثناء انتقال سريع للسلطة بعد أيام على وفاة سلفه أختر محمد منصور الذي قُتل في غارة لطائرة أمريكية مسيرة في باكستان.

قبل تعيينه، لم يكن يُعرف سوى القليل عن أخوند زاده الذي كان اهتمامه منصباً حتى ذلك الحين على المسائل القضائية والدينية أكثر من فنون الحرب.

كان عالم الدين هذا يتمتع بنفوذ كبير داخل حركة التمرد التي قاد الجهاز القضائي فيها، لكن محللين يرون أن دوره على رأس طالبان سيكون رمزياً أكثر منه عملياً.

وأخوند زاده هو نجل عالم دين وأصله من قندهار قلب منطقة البشتون في جنوب أفغانستان، ومهد طالبان، وقد بايعه على الفور زعيم تنظيم "القاعدة" الإرهابي.

تولى أخوند زاده المهمة الحساسة المتمثلة بتوحيد "طالبان" التي مزقها صراع عنيف على السلطة بعد وفاة الملا منصور، وكشف عن إخفائها لسنوات وفاةُ مؤسسها الملا محمد عمر.

وقد نجح في تحقيق وحدة الحركة، وكان يميل إلى التحفظ مكتفياً ببث رسائل سنوية نادرة في الأعياد الدينية.

الملا عبد الغني برادر

ولد في ولاية أرزغان (جنوب) ونشأ في قندهار، وهو أحد مؤسسي حركة "طالبان" مع الملا عمر الذي توفي في 2013، لكن لم يكشف موته إلا بعد سنتين.

وعلى غرار العديد من الأفغان، تغيرت حياته بسبب الغزو السوفييتي في 1979 وأصبح مقاتلاً ضمن صفوف الحركة ويُعتقد أنه قاتل إلى جانب الملا عمر.

وفي 2001، وبعد التدخل الأمريكي وسقوط نظام طالبان، قيل إنه كان جزءاً من مجموعة صغيرة من المتمردين المستعدين لاتفاق يعترفون فيه بإدارة كابول، لكن هذه المبادرة باءت بالفشل.

وكان الملا برادر القائد العسكري لطالبان عندما اعتقل في 2010 بمدينة كراتشي الباكستانية، وقد أطلق سراحه في 2018 تحت ضغط من واشنطن خصوصاً.

ويلقى برادر احتراماً لدى مختلف فصائل طالبان، ثم تم تعيينه رئيساً لمكتبهم السياسي في الدوحة، ومن هناك، قاد المفاوضات مع الأمريكيين التي أدت إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان ثم محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية التي لم تسفر عن شيء.

سراج الدين حقاني

هو زعيم "شبكة حقاني"، ونجل أحد أشهر قادة المعارك ضد السوفييت، جلال الدين حقاني، كما أنه الرجل الثاني في حركة "طالبان" وزعيم الشبكة القوية التي تحمل اسم عائلته.

تعتبر واشنطن شبكة حقاني التي أسسها والده، إرهابية، وواحدة من أخطر الفصائل التي تقاتل القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في العقدين الماضيين بأفغانستان.

وشبكة حقاني معروفة باستخدامها العمليات الانتحارية، ويُنسب إليها عدد من أعنف الهجمات في أفغانستان خلال السنوات الأخيرة.

وقد اتهم أيضاً باغتيال بعض كبار المسؤولين الأفغان واحتجاز غربيين رهائن قبل الإفراج عنهم مقابل فدية أو مقابل سجناء، مثل الجندي الأمريكي بو برغدال الذي أطلق سراحه في 2014 مقابل خمسة معتقلين أفغان من سجن غوانتانامو.

ومسلحو شبكة حقاني هم المسؤولون على ما يبدو عن عمليات طالبان في المناطق الجبلية في شرق أفغانستان، ويعتقد أن تأثيرهم قوي على قرارات الحركة.

الملا يعقوب

هو نجل الملا محمد عمر ورئيس اللجنة العسكرية التي تتمتع بنفوذ كبير داخل حركة "طالبان"، حيث تقرر التوجهات الاستراتيجية للحرب ضد الحكومة الأفغانية.

ويشكل ارتباطه بوالده الذي كان مسلحو الحركة يبجلونه كزعيم لحركتهم، عامل توحيد لحركة واسعة ومتنوعة إلى هذا الحد، ومع ذلك، ما زال الدور الذي يلعبه داخل الحركة موضع تكهنات، ويعتقد بعض المحللين أن تعيينه رئيساً لهذه اللجنة في 2020 كان مجرد إجراء رمزي.

طالبان على تخوم السلطة.. والمجتمع الدولي أمام لعبة التوازنات

في ظل التطورات الميدانية المتسارعة والمباغتة في أفغانستان، حيث تواصل حركة طالبان زحفها باتجاه العاصمة الأفغانية كابول، رجح مراقبون أن يبدأ المجتمع الدولي ملاحقة الأحداث، والكشف عن مواقفه تباعا.
وفي حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، يشير المحلل السياسي والناشط الأفغاني شريف هوتاك، إلى أن المجتمع الدولي سيتعاطى ببراغماتية شديدة مع الأوضاع ولن تكون مواقفه على مسافة واحدة، إنما ستتباين وفقا للمصالح والأهداف الجيوسياسية لكل طرف، وسوف يجري الاعتماد على قوى إقليمية ومحلية لإحداث توازن مع طالبان في أفغانستان، ومن بين هذه القوى باكستان وإيران وروسيا.
ويلفت هوتاك إلى أن تسارع الأحداث كان مباغتا للجميع أو بالأحرى كشف عن إخفاق التقديرات الأميركية، غير أن الرئيس الأفغاني الذي على ما يبدو سوف يسلم السلطة لطالبان لن يكتب فصل النهاية، مرجحا "أن تضم السلطة الانتقالية عناصر من حكومة أشرف غني الأمر الذي سيجري بضغوطات عديدة ومتفاوتة لإحداث توازن مع عناصر الحركة، لكن التخوفات من حالة السيولة والانفلات، وتصاعد الأوضاع لحرب أهلية".

وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني قد أجرى محادثات مع الدبلوماسي الأميركي زلماي خليل زاد وعدد من كبار مسؤولي الناتو، بالتزامن مع دخول عدد من عناصر الحركة العاصمة، وفي ما يبدو أن لا نية للاعتراف أو التعاطي مع الحركة ومنحها للشرعية. بحسب المحلل السياسي والناشط الأفغاني.

ويرجح المصدر ذاته أن تتشكل حملة ضغط دولية للوقوف أمام إعلان حركة طالبان استيلاءها على السلطة، ومحاولة الضغط عليها، لافتا إلى أن الأمين العام لحلف الناتو قال إن المجتمع الدولي لن يعترف بـأي سلطة شرعية على رأسها طالبان.

وكان وفد من الحركة المسلحة قد وصل للقصر الرئاسي، الأحد، بحسب وزارة الداخلية الأفغانية، بينما ترددت أنباء عن تخلي الرئيس أشرف غني عن السلطة وتدشين حكومة انتقالية.

وأكد وزير الداخلية الأفغاني عبد الستار ميرزا كوال، إن "انتقالا سلميا للسطلة إلى حكومة انتقالية" سيجري في أفغانستان، وتابع في رسالة عبر مقطع فيديو أنه "لا ينبغي على الأفغان أن يقلقوا (...) لن يحصل هجوم على مدينة (كابول). وسيجري انتقال سلمي للسلطة إلى حكومة انتقالية".

وإلى ذلك، يرى المراقب الدولي السابق لدى الأمم المتحدة كمال الزغول أنه فيما يتصل بتعاطي القوى الغربية مع طالبان، ففي حال دخلت طالبان بشكل سلمي وبدون اقصاءات عنيفة ستحظى بشكل تدريجي بقبول مبدئي يبنى على مسيرتها الدبلوماسية مستقبلا، أما إن دخلت كابل بشكل عنيف فسوف يكون له تداعياته خاصة إذا هاجمت المطار والدبلوماسيين الأميركيين والمبعوثين الأمميين.

وبحسب الزغول، فإن أميركا لن تترك طالبان لقمة سائغة للصين وروسيا، وستعتمد على باكستان في التعامل مع طالبان لضبط بوصلتها، ثم على المدى المتوسط والبعيد سيكون هناك استقطاب للنظام القادم في افغانستان نحو أوروبا والغرب، وعليه الاعترافات ستكون بالتدريج اعتمادا على تصرفات الحركة وتعاونها مع المجتمع الدولي، ومن هنا تنجح الاستراتيجية الأميركية في الانسحاب لمقارعة الصين على حساب الإقليم.

طالبان تسيطر على مدينة جلال آباد شرق أفغانستان

سيطرت حركة طالبان صباح الأحد على مدينة جلال آباد شرق أفغانستان، بحسب ما أفاد سكّان، لتُصبح بذلك العاصمة كابول آخر مدينة كبيرة لا تزال تحت سيطرة الحكومة.
وقال أحمد والي، وهو من سكّان جلال آباد، لوكالة فرانس برس "استيقظنا هذا الصباح (ووجدنا) أعلام طالبان البيضاء في كلّ أنحاء المدينة. إنّهم في المدينة. دخلوا من دون قتال".
كما أعلنت حركة طالبان من جهتها على وسائل التواصل الاجتماعي أنّها سيطرت على المدينة.

وإلى جانب كابول، لا يزال هناك عدد من المدن الصغيرة تحت سيطرة الحكومة، لكنها مشتتة ومعزولة عن العاصمة وليست لديها أهمية استراتيجية كبيرة.
وسيطر مقاتلو طالبان السبت على مزار شريف، آخر كبرى مدن الشمال الأفغاني التي كانت لا تزال تسيطر عليها الحكومة، محكمين قبضتهم أكثر على البلاد.
وتعهّد الرئيس الأفغاني أشرف غني في وقت سابق السبت "إعادة تعبئة" القوات الحكومية، فيما تواصل حركة طالبان تقدّمها باتّجاه مشارف كابول، حيث يُبدي سكان مخاوفهم ممّا قد تحمله الأيام المقبلة.
وإزاء تقهقر الجيش الأفغاني، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن السبت رفع عديد القوات الأميركية المرسلة إلى أفغانستان للمشاركة في إجلاء طاقم السفارة ومدنيين أفغان إلى خمسة آلاف عنصر، محذّرا حركة طالبان الزاحفة إلى كابول من عرقلة هذه المهمة ومتوعدا إياها بـ"رد عسكري أميركي سريع وقوي" إذا ما هاجمت مصالح أميركية.

ردود فعل على التطورات الأمنية في أفغانستان

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، إن الولايات المتحدة أبلغت طالبان بأنه سيكون هناك «رد سريع وحاسم» إذا واجهت الحركة العسكريين الأميركيين.
 وأضاف بلينكن لشبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية الأميركية إن بقاء الولايات المتحدة في أفغانستان لا يخدم المصالح الأميركية.
وأوضح بلينكن أن أربع إدارات أميركية استثمرت مليارات الدولارات في القوات الحكومية الأفغانية، مما منحها مزايا على طالبان، لكنها فشلت في صد تقدمها.
وتابع قائلاً «حقيقة الأمر هي أننا رأينا أن القوة (القوات الأفغانية) غير قادرة على الدفاع عن هذا البلد... وقد حدث ذلك بسرعة أكبر مما توقعنا».وذكر دبلوماسيون أن إستونيا والنرويج طالبتا بأن يعقد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة اجتماعاً بشأن أفغانستان في أقرب وقت ممكن.
في بريطانيا، أعلن البرلمان على حسابه على تويتر الأحد أنه سيقطع عطلته الصيفية وينعقد يوم الأربعاء لبحث الوضع في أفغانستان مع دخول مقاتلي حركة طالبان العاصمة كابول.
وقال مجلس العموم البريطاني في تغريدة «وافق رئيس البرلمان على طلب من الحكومة لاستدعاء المجلس للانعقاد الساعة 9.30 من صباح الأربعاء 18 أغسطس لبحث الوضع في أفغانستان».
وقال وزير الخارجية الكندي مارك جارن إن بلاده ستعلق مؤقتاً عملياتها الدبلوماسية في العاصمة الأفغانية كابول وإن أفرادها في طريق العودة لبلادهم.
وأضاف الوزير في بيان «الوضع في أفغانستان يتطور بسرعة ويشكل تحديات خطيرة لقدرتنا على ضمان أمن وسلامة بعثتنا». وأكد أن الكنديين هناك «في طريقهم حالياً للعودة إلى كندا بأمان».
وأضاف الوزير في بيان "الوضع في أفغانستان يتطور بسرعة ويشكل تحديات خطيرة لقدرتنا على ضمان أمن وسلامة بعثتنا". وأكد أن الكنديين هناك "في طريقهم حاليا للعودة إلى كندا بأمان".

الرئيس الأفغاني: غادرت البلاد لتجنب إراقة الدماء

أكد الرئيس الأفغاني أشرف غني، مساء الأحد، أنه غادر أفغانستان بعد أن كانت حركة طالبان على وشك دخول العاصمة كابول.
وقال غني على موقع فيسبوك «غادرت البلاد لتجنب إراقة الدماء».
كان نائب الرئيس السابق عبدالله عبدالله، الذي يرأس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية قال في مقطع مصور نشره عبر فيسبوك «الرئيس الأفغاني السابق غادر البلاد».
وفي تصريح منفصل، قال مسؤول كبير في الخارجية الأفغانية إن الرئيس غني غادر أفغانستان لكن لا يُعرف البلد الذي توجه إليه.
كانت وكالة رويترز للأنباء نقلت، في وقت سابق الأحد، عن قناة «طلوع نيوز» الأفغانية قولها إن غني غادر البلاد.
لكن الوكالة نقلت عن مسؤول كبير في وزارة الداخلية أن «الرئيس الأفغاني غني غادر إلى طاجيكستان».
وقالت حركة طالبان إنها دخلت العاصمة كابول لمنع عمليات النهب والسلب.

كيف زحفت طالبان على المدن الأفغانية؟ محطات زمنية بارزة

بدأ مسلحو حركة طالبان دخول كابول، يوم الأحد، بعد سيطرتهم على جميع المدن الرئيسية في أفغانستان، ماعدا العاصمة، فيما انهارت قوات الحكومة المركزية بشكل متسارع ومفاجئ منذ بدء الانسحاب الأميركي.
فيما يلي بعض أهم المحطات الرئيسية في تقدم مسلحي حركة طالبان، خلال الأشهر القليلة الماضية، رغم تفوق الجيش الأفغاني من حيث العدد والعتاد.

وشهدت البلاد هجمات مميتة، نُسب بعضها إلى طالبان، فيما تم الإلقاء بمسؤولية أخرى على جماعات متطرفة، انبثقت إحداها عن تنظيم داعش الإرهابي.

وأخفقت محادثات بين طالبان والحكومة الأفغانية في التوصل إلى تفاهم سياسي من شأنه أن يفضي إلى اتفاق سلام تدعمه الولايات المتحدة وحلفاؤها.

  14 أبريل:  الرئيس الأميركي، جو بايدن، يعلن أن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان سيبدأ أول مايو  وينتهي في 11سبتمبر، لينهي بذلك أطول حرب أميركية. وكان القرار تمديدا لموعد نهائي سابق للانسحاب في أول مايو تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة وطالبان.

- 4 مايو: مسلحو طالبان يشنون هجوما كبيرا على القوات الأفغانية في إقليم هلمند جنوب البلاد، كما شنوا هجوما على ستة أقاليم أخرى على الأقل.

- 11 مايو: طالبان تسيطر على مقاطعة نرخ خارج العاصمة كابل مباشرة مع احتدام العنف في أنحاء أفغانستان.

- 7 يونيو: مسؤولون حكوميون كبار يقولون إن أكثر من150 جنديا أفغانيا قتلوا خلال 24 ساعة مع احتدام المعارك. وأضافوا أن القتال يدور في 26 إقليما من إجمالي أقاليم البلاد وعددها 34.

 - 22 يونيو: مسلحو طالبان يشنون سلسلة من الهجمات في شمال البلاد بعيدا عن معاقلهم التقليدية في الجنوب.

مبعوث الأمم المتحدة في أفغانستان يقول إن الحركة استولت على أكثر من 50 من إجمالي 370 مقاطعة.

- 2 يوليو: القوات الأميركية تنسحب بهدوء من قاعدتها العسكرية الرئيسية في أفغانستان، وهي قاعدة باغرام التي تبعد ساعة بالسيارة عن كابول. فأنهت الولايات المتحدة  بذلك فعليا تدخلها في الحرب.

- 5 يوليو: حركة طالبان تقول إنها يمكن أن تقدم اقتراح سلام مكتوبا للحكومة الأفغانية بحلول أغسطس.
- 21 يوليو: جنرال أميركي رفيع يقول إن مسلحي طالبان باتوا يسيطرون على نحو نصف مقاطعات أفغانستان، مما يظهر مدى وسرعة تقدمهم.

- 25 يوليو: الولايات المتحدة تتعهد بمواصلة دعم القوات الأفغانية "في الأسابيع المقبلة" بضربات جوية مكثفة لمساعدتها في التصدي لهجمات طالبان.

- 26 يوليو: الأمم المتحدة تقول إن نحو 2400 مدني أفغاني قتلوا أو أصيبوا في مايو  ويونيو مع تصاعد القتال، وهوأعلى عدد من القتلى والمصابين خلال شهرين منذ بدء تسجيل أعدادالضحايا عام 2009.

- 6 أغسطس: أصبحت زرنج في جنوب البلاد أول عاصمة إقليمية تسقط في أيدي طالبان منذ سنوات. وأعقب ذلك سقوط الكثير من المدن في الأيام التالية ومنها مدينة قندوز الرئيسية في الشمال.

- 13 أغسطس: سقطت أربع عواصم أقاليم أخرى في يوم واحد، من بينها قندهار ثاني كبرى مدن البلاد ومعقل طالبان. كما اجتاح مقاتلو الحركة مدينة هرات في الغرب واعتقلوا القائد البارز، محمد إسماعيل خان، أحد أبرز القادة الميدانيين في الحرب ضد طالبان.
- 14 أغسطس: طالبان تستولي على مدينة مزار الشريف الرئيسية في شمال البلاد، ثم مدينة بل علم عاصمة إقليم لوجار، الواقعة على بعد 70 كيلومترا إلى الشمال من كابل بعد مقاومة ضعيفة.

الولايات المتحدة ترسل مزيدا من القوات للمساعدة في إجلاء المدنيين من كابل، فيما قال الرئيس الأفغاني، أشرف غني، إنه يتشاور مع شركاء محليين ودوليين بشأن الخطوات القادمة.

- 15 أغسطس: طالبان تسيطر على مدينة جلال آباد الشرقي ةالرئيسية دون قتال، لتحاصر كابل فعليا.

- 15 أغسطس: مسؤولون بوزارة الداخلية الأفغانية يقولون إن مسلحي طالبان دخلوا كابول، في حين تقوم الولايات المتحدة بإجلاء الدبلوماسيين من سفارتها بطائرة هليكوبتر.