بوابة الحركات الاسلامية : الاشتراكيون يستعدون لتشكيل الحكومة قبل نهاية العام.. والألمان يريدون سياسة ليبرالية بيئية (طباعة)
الاشتراكيون يستعدون لتشكيل الحكومة قبل نهاية العام.. والألمان يريدون سياسة ليبرالية بيئية
آخر تحديث: الإثنين 27/09/2021 03:08 م برلين – هانى دانيال
الاشتراكيون يستعدون
خاص- بوابة الحركات الإسلامية
بدا الحزب الاشتراكي الاجتماعى مشاورات تشكيل الحكومة الألمانية عقب الانتخابات البرلمانية التى أجريت أمس، ومني الاتحاد المسيحي الديموقراطي بخسارة كبيرة تماشيا مع نتائج استطلاعات الرأى التى أوضحت تراجع مرشح الاتحاد أرمين لاشيت مقابل تقدم زعيم الاشتراكيين ووزير المالية اولاف شولتس، وحسب النتائج المعلنة جاء  الحزب الاشتراكي الديموقراطي  متقدما بنسبة 25.7 %   على الاتحاد المسيحي بنسبة 24.1 %، بينما حصل حزب الخضر على 14.8% ، والحزب الديموقراطي الحر 11.5 %، فى حين تراجع حزب البديل من أجل ألمانيا ـ ممثل اليمين المتطرف ـ  إلى 10.3 %، بينما  يقاتل اليسار "دى لينكه" بنسبة 4.9 % للتغلب على عقبة الخمسة في المائة ، ولكن بفضل ثلاثة ولايات انتخابية مباشرة فاز بها ، سيكون قادرًا على دخول البرلمان الألمانى "البوندستاج".
من جانبه أعرب أولاف شولتس رغبته في تشكيل الحكومة الفيدرالية الجديدة مع حزب الخضر والحزب الديموقراطي الحر ، حيث عمل من قبل بشكل جيد مع كلا الحزبين في مختلف الحكومات ، مشيرا فى  مؤتمر صحفي عقد صباح اليوم - وشاركت به "بوابة الحركات الإسلامية"- بقوله:  المواطنون يريدون تغيير الحكومة، لا أحد يستطيع تجاوز تصويت الناخبين دون أذى".
وكشف شولتس عن رغبته فى  تشكيل "تحالف اجتماعي - إيكولوجي - ليبرالي" مع حزب الخضر والحزب الديموقراطي الحر، منوها على أنه من الممكن ظهور تفاهمات   بين كل من حزب الخضر والحزب الديموقراطي الحر للتحدث مع بعضهما البعض أولاً ، لكن المهم التوصل إلى "حكومة ثقة".  يشرح التحالف الأسود والأصفر بأنه "مثال مرعب للحكومة" لأنه لم يكن هناك أي ثقة.
يري محللون أن الحزب الاشتراكي يريد تشكيل ائتلاف مع حزب الخضر والحزب الديموقراطي الحر، ويراهن شولتس  على تحقيق تفاهم سريع بين كل من حزب الخضر والديموقراطي الحر بشأن تحالف حكومي جديد، والتأكيد على الاتفاق بسرعة كبيرة على مسار المحادثات مع الأطراف الأخرى ل تشكيل حكومة معها، والتأكيد على  التطلع نحو  المستقبل للعمل مع الأحزاب الآخري فى ظل تجارب جيدة سابقة، والتاكيد على ضرورة أن لا  تستغرق المشاورات وقتًا طويلاً ، ولكن يجب أن تؤدي إلى مفاوضات ائتلافية منتظمة "تؤدي أيضًا إلى نتائج  لإنجازها قبل عيد الميلاد.
ويري محللون ان هذه التصريحات تأتى من اجل قطع الطريق أمام أى مشاورات بين الاتحاد المسيحي الديموقراطي والخضر وكذلكا لديموقراطي الحر، خاصة وان أرمين لاشيت يتمسك بالأمل اتشكيل الحكومة وإزاحة الاشتراكيين من الحكومة.
في الوقت نفسه يريد الديموقراطي الحر إجراء مشاورات أولية مع الخضر أولاً حول إمكانية التعاون الحكومي فى ظل وجود  اختلافات كبيرة في المحتوى بين حزب الخضر والحزب الديموقراطي الحر.
ياتى ذلك فى الوقت الذى قررت فيه اللجنة التنفيذية للديموقراطي الحر  فتح حوار ومشاورات مع حزب الخضر بشأن التعاون الحكومي المحتمل،  وتم تكليف  كريستيان  ليندنر زعيم الحزب بإجراء هذه المشاورات، والذى اوضح بقوله " بين الخضر والديموقراطي الحر  اختلافات كبيرة في المحتوى ، لكن لا مانع من التحدث مع بعضها البعض عند تشكيل الحكومة، لذلك من المنطقي البحث عن أرضية مشتركة أولاً.
يري متابعون ان الرهان فى تشكيل الحكومة  الجديدة فى وقت سريع على نجاح المشاورات بين الخضر واليدموقراطي الحر، وأن أى فشل بينهام سيكون له انعكاسات سلبية على تشكيل الحكومةن وبالتالى استمرار الحكومة الحالية فى تصريف الأفعال أو رضوخ كل من الاتحاد المسيحي والاشتراكي الاجتماعى للظرف الراهن وفتح حوار مباشر بينهما.
المفارقة فى الانتخابات الألمانية أن الاشتراكي الاجتماعى نجح فى الفوز بدائرة أوراكل في بينبيرج ، حيث تتمتع الدائرة الانتخابية في جنوب غرب شليسفيغ هولشتاين بخصوصية سياسية خاصة جدًا وهي تقول، إن الحزب الذي يفوز بالتفويض المباشر هنا لاحقًا يوفر أيضًا منصب المستشار ، كان هذا هو الحال منذ الانتخابات الفيدرالية في عام 1953، وبالتالى نجاح الاشتراكيين بها يضمن لشولتس منصب المستشار.
ونوه محللون أن نتائج الانتخابات تشير إلى رغبة الألمان فى إحداث تغييرا فى السياسة الحالية، والميل نحو تصويت ليبرالي وبيئي،  وبالتالى سيكون لهذا الأمر اهتمام كبيرا من الحكومة والبرلمان الألمانى خلال الفترة المقبلة، وما سيترتب على ذلك من تغييرات فى بعض القوانين والسياسة العامة الداخلية والخارجية.
وربما انتهت الانتخابات، ولكن تداعياتها  مستمرة، حيث اعترفت ضابطة فى برلين بيترا ميكايليس بالعديد من المشاكل ، مشيرة إلى أن عدد قليل جدًا من أوراق الاقتراع في بعض مراكز الاقتراع  لا يتناسب مع عدد الناخبين، وفي مراكز الاقتراع الأخرى كانت هناك طوابير طويلة جدًا للناخبين المنتظرين بالإضافة إلى بطاقات الاقتراع الزائفة في بعض الأماكن.