بوابة الحركات الاسلامية : ضربة موجعة لجماعة "أنصار الإسلام"... مقتل مهندس العبوات الناسفة بالساحل الأفريقي (طباعة)
ضربة موجعة لجماعة "أنصار الإسلام"... مقتل مهندس العبوات الناسفة بالساحل الأفريقي
آخر تحديث: السبت 09/10/2021 11:11 ص فاطمة عبدالغني
ضربة موجعة لجماعة
في ضربة موجعة لجماعة أنصار الإسلام أعلنت قوة برخان الفرنسية المعنية بمكافحة الإرهابيين في منطقة الساحل وجنوب الصحراء الكبرى عن مقتل القيادي أومارو موبو مودي في منطقة هومبوري في مالي بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو في عملية منسقة مع القوات الأمريكية والمالية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. 
وأضافت القوة إنها نجحت في "تحييد" أومارو موبو مودي الذي وصفته بأنه قائد شبكة من زارعي العبوات الناسفة، وتستخدم القوة كلمة "تحييد" لتأكيد مقتل الهدف. ويقدم الجيش الأمريكي دعما لوجستيا واستخباراتيا للقوات الفرنسية في منطقة الساحل.
وقالت "برخان" إن "أومارو موبو مودي كان قائدا مهما لمجموعة أنصار الإسلام، مرتبطا بشكل مباشر بجعفر ديكو أمير المجموعة، وعمل في منطقة ار ان16 (الطريق الوطني 16) بين غوسي وغاو وأشرف خصوصا على زرع العبوات الناسفة اليدوية الصنع" السلاح المفضل للمتشددين. وأضافت إن هذا "القائد " كان يمكنه "قيادة نحو مئة رجل لتنفيذ هجمات واسعة بشكل فوري".
ونشأت جماعة أنصار الإسلام في 2016 في بوركينا فاسو على الحدود مع مالي، على يد داعية بوركينابي يدعى إبراهيم مالام ديكو. وبدأت الجماعة في تصعيد عملياتها الإرهابية في 22 سبتمبر 2016، من خلال بيان أصدرته تعلن فيه مسئوليتها عن العملية التي وقعت في منطقة "ناسومبو" بشمال البلاد، وأدت إلى مقتل 12 جنديًّا.
وبعد توقف عدة أشهر، واصلت الجماعة عملياتها مرة أخرى في بداية عام 2017، حيث أعلنت مسئوليتها عن الهجوم على مقرين للشرطة في "بارابولي" و"تونغوماييل" في 27 يناير 2017. كما بدأت في استهداف قوات من دول الجوار، حيث نفذ بعض عناصرها هجومًا على قاعدة "بوليكيسي" العسكرية قرب الحدود بين مالي وبوركينا فاسو، في 5 مارس 2017، وهو ما أسفر عن مقتل 11 جنديًا ماليًا.
وتُعد جماعة "أنصار الإسلام" التي يتزعمها إبراهيم مالام ديكو أحد التنظيمات التي تُمثل ما يمكن تسميته بـ"الإرهاب العرقي"، والتي تمارس العنف وتنفذ العمليات الإرهابية تحت شعار ديني، حيث ينتمي أغلبية عناصر التنظيم إلى عرقية "الفولاني" التي تطالب بإحياء ما تطلق عليه "الإمبراطورية الفولانية". ومن هنا أشارت اتجاهات عديدة إلى أن هذا التنظيم الجديد يمثل امتدادًا لـ"حركة تحرير ماسينا" في مالي، والتي تدعي بدورها الدفاع عن حقوق عرقية "الفولاني".
ويتركز تواجد الجماعة بشكل أساسي في شمال بوركينافاسو، حيث يسعى إلى استغلال بعض المشكلات التي تعاني منها عرقية "الفولاني"، من أجل استقطاب أكبر عدد من العناصر التي يمكن أن تقوم بتنفيذ عملياته الإرهابية داخل وخارج بوركينافاسو.
تُعتبر جماعة "أنصار الإسلام" من الناحية الفكرية أقرب إلى توجهات تنظيم "القاعدة"، والتي تتبناها تنظيمات إرهابية عديدة في منطقة شمال وغرب إفريقيا، لكنه يختلف عن تلك التنظيمات في أنه يقوم بتطويع هذه التوجهات بما يناسب واقعه وأهدافه وبيئته المحلية. 
وانخفض عدد العمليات التي تتبناها "أنصار الإسلام" بشكل كبير بعد وفاة إبراهيم مالام ديكو. وقد حل محله شقيقه جعفر ديكو. وقال خبراء في النزاع في منطقة الساحل إن أعضاء الجماعة التحقوا بجماعات جهادية أخرى في المنطقة من دون أي تأكيد لهذه المعلومات على الأرض. 
ويشكل وسط مالي أحد المراكز الرئيسية للنزاع في منطقة الساحل. وقُتل 16 جنديا ماليا هناك الأربعاء في كمين نسب إلى متشددين.