بوابة الحركات الاسلامية : استهداف مسجدا للشيعة في قندهار.. داعش يضيق الخناق على طالبان (طباعة)
استهداف مسجدا للشيعة في قندهار.. داعش يضيق الخناق على طالبان
آخر تحديث: الجمعة 15/10/2021 02:41 م علي رجب
استهداف مسجدا للشيعة

للجمعة الثانية على التوالي تستهدف المساجد الشيعة في أفغانستان، مما يضع  حركة طالبان في ازمة كبير،  ويهدد مستقبلها في الحكم، لسقوط وعودها بالأمن والاستقرار تحسين الاقتصادي، واحترام وحماية الاقليات.

وذكرت شهود عيان لموقع "طلوع نيوز" أنه ثلاثة انفجارات وقعت في مسجد الإمام برقة في قندهار جنوب أفغانستان، التابعة للطائفة الشيعية،  بعد اسبوع من استهداف مسجدا للشيعة في ولاية قندوز.

ويقول مسؤولون محليون إن أكثر من 33  شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 73 آخرين من المصلين، في استهداف مسجد الإمام برقة في قندهار، التابعة للطائفة الشيعية.

وأصدر الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي بيانا يدين هجوم اليوم على مسجد قندهار الشيعي باعتباره جريمة ضد الإنسانية.

ووصف كرزاي الأفغان باليقظة تجاه مؤامرات العدو ، قائلا إن الهجوم كان مؤامرة خارجية واضحة ضد السلام والاستقرار والوحدة.

 

داعش والسيناريو العراقي

ويرى مراقبون أن التفجير الذي استهدف مسجدا للشيعة  يفتح يهدد بالحرب المذهبية بين الشيعة والسنة في البلاد، وتكرار للسناريو العراقي بعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، حيث شهد العراق سنوات من الحرب المذهبية (2006-2008) راح ضحيتها الآلاف من العراقيين.

واوضح  المراقبون أن تنظيم "داعش" قد يصعد من  عملياته الارهابية ضد الشيعة في أفغانستان، خلال الاسابيع القادمة، ليضع حركة طالبان امام اختبار حقيقي، في مواجهة التنظيم الارهابي، وأيضا يزيد الضغط على الحكام الجدد في كابل بعدم قدرتهم على حماية الاقليات في أفغانستان، مما يهدد بعودة التدخل الدولي مرة أخرى داخل البلاد.

ويتبنى تنظيم داعش أيديولوجية شديدة الكراهية ضد الشيعية والذين يقدرون بنحو 25% من السكان ومعظمهم من الطائفة الاثنا عشرية، ويعد نهج "داعش- خراسان" في أفغانستان، امتداد، لنهج التنظيم المركزي في العراق والشام،  الذي يتبنى، التي يصف الشيعة بأنها: "العدو القريب الخطير، والعقبة الكئود، والسم الناقع، والأفعى المتربصة..".

وقال أبو مصعب الزرقاوي (30 أكتوبر 1966 - 7 يونيو 2006)، مؤسس  تنظيم "التوحيد والجهاد" الموالي لتنظيم القاعدة عرف لاحقاً بزعيم تنظيم ما يسمي "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، وواضع اللبنة الأولى لتنظيم "داعش"، في رسالة له يونيو 2015: "إن قتالنا للروافض فقد صرحنا مرارا أننا لم نبدأهم بقتال ولا صوبنا إليهم النبال وإنما هم بدؤوا بتصفية كوادر أهل السنة وتشريدهم واغتصاب مساجدهم ودورهم".

 

تكتيك داعش

وقد استلهم زعيم داعش  الجديد "أبو ابراهيم الهاشمي القرشي" أحد مؤسّسي التنظيم الجهادي ومن كبار منظّريه العقائديين واسمه الحقيقي هو أمير محمّد عبد الرحمن المولى الصلبي، منهجية مؤسس التنظيم أبو مصعب الزرقاوي، بالاعتماد على حروب الاستنزاف ضد القوات الامنية، وإرهاب السنة، ودفع الشيعة لصراع طائفي لاستعادة حواضنهم.

اتبع التنظيم نهجها وتكتكتيا جديدا في العمليات الارهابية، بالاعتماد على الهجمات الخاطفة والسريعة، والعبوات الناسفة لاستهداف الافراد والآليات وضرب قواعد القوات الامنية عن بعد بقذائف الهاون وتكثيف الاعتماد على القناصة بالإضافة لخطف وذبح كل من يتهمهم التنظيم بالتعاون مع التنظيم من السنة، في استعادة لتكيتك الزرقاوي بعد سقوط نظام صدام حسين.

 

ويعتقد المراقبون أن تنظيم داعش سوف يصعد من عملياته خلال الأسابيع القادمة، وستكون الطائفة الشيعية هي الطائفة الأبرز في عملياته الارهابية، من أجل خللق حالة من الصراع السني الشيعي، وكذلك  اسقاط  حكومة طالبان عبر اظهارها بمظهر الحركة الضعيفة في بسط الأمن، وهو ما يهدد بفتح حرب بين داعش وطالبان، مما يزيد من تعقيد الأوضاع داخل أفغانستان، ويرفع من روح مقاومة المكونات الأخرى في مواجهة حرب "داعش- طالبان".