بوابة الحركات الاسلامية : مخاوف من حرب أهلية.. أين يقف الإخوان من أزمة السودان؟ (طباعة)
مخاوف من حرب أهلية.. أين يقف الإخوان من أزمة السودان؟
آخر تحديث: الإثنين 25/10/2021 01:21 م علي رجب
مخاوف من حرب أهلية..

مع تطورات الأوضاع في السودان بإعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، يوم الاثنين، حل مجلسي السيادة والوزراء وفرض حالة الطوارئ في كافة أنحاء البلاد، أصبح تنظيم الإخوان أكثر تربصا بالثورة والدولة السودانية، عبر تجهيز  اعضاء التنظيم في مختلف الولايات السودانية من أجل الانقضاض  على السلطة.

وذكرت مصادر سودانية ان هناك تحركات منذ أشهر لتنظيم الإخوان، للانقضاض  على السلطة في السودان في ظل وجود خلايا إخوانية نائمة في  مؤسسات الدولة السودانية، وخاصة مؤسستي الجيش والشرطة، كذلك امتلاك التنظيم ميليشيا  مسلحة قد يستخدمها في مواجهات مع القوى المدنية  والجيش السوداني.

ولفتت المصادر أن تنظيم الإخوان عمل على الاستثمار  في الخلافات بين  اجنحة مجلس السيادة الانتقالي (العسكريين-المدنيين) وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والامنية، ليقفز مجددا إلى السلطة.

وفي يونيو الماضي دعت الحركة الإسلامية السودانية، إلى الخروج للشارع وإسقاط الحكومة الانتقالية، موضحة أن الحكومة الانتقالية تضيّق في معيشة السودانيين بـ "سياسات اقتصادية قاسية ومتوحشة".

أيضا في  نهاية سبتمبر  الماضي  توقف اللجنة الوطنية المكلفة بتفكيك نظام الإخوان، التي شكلت في أعقاب سقوط نظام الإخوان بثورة شعبية في أبريل 2019؛ عن العمل بعد سحب قوات الجيش والشرطة  المكلفة بحراسة اللجنة.

تمكنت اللجنة خلال الفترة الأخيرة من إنهاء خدمة العديد من عناصر النظام السابق النافذين في دواوين الخدمة المدنية، و مصادرة واسترداد عدد من الشركات والعقارات والأصول الضخمة التي منحها نظام عمر البشير لنافذين في تنظيم الإخوان ومجموعات وشخصيات تابعة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين.

 

وخلال أيام اندلاع الثورة ضد حكم الرئيس المعزول عمر البشير، تم تسريب تسجيلا صوتيا لنائب الرئيس الأسبق، علي عثمان محمد طه، الذي يقبع حالياً في السجن، بتهديده للمحتجين والثوار بما سماه في ذلك الوقت "كتائب الظل".

 والاسم بالطبع يشير إلى قوات غير نظامية وسرية مكونة من إسلاميين تتجمع جميعها تحت لافتة "الأمن الشعبي"، وشاركت بمختلف صنوفها وأسمائها في قمع المحتجين السلميين طوال عمر النظام، وارتكبت الكثير من الفظائع عبر الملثمين والسيارات رباعية الدفع من دون لوحات.

وقوات "الدفاع الشعبي"هي قوات أنشأها المعزول عمر البشير في بدايات حكمه 1989 بموجب القانون هي محسوبة على القوات المسلحة السودانية، بيد أنها على صلة قوية بـ"الجبهة القومية الإسلامية"، وتكونت في الأصل من ميليشيات إسلامية، ودمجت فيها الكثير من الميليشيات القبلية، ويتجاوز عددها 15 ألف مجند فاعل، واحتياطي يقارب المائة ألف، تنتشر إلى جانب وحدات الجيش.

وابدى مراقبون  مخاوفهم من تدخل تنظيم  الاخوان المسلح ودخول السودان في حرب أهلية، وتحول البلاد إلى عمليات صراع دموي.

ولفتت المصادر ان تنظيم الإخوان يمتلك قدرات ودعم خارجي من التنظيم الدولي لاستعادة النفوذ والسلطة داخل السودان، ولكن يشكل الرفض الشعبي لـ"الكيزان" وهو المصطلح الشعبي الذي يطلقه ابناء السودان على الإخوان، حد صائد أمام مخططات عناصر التنظيم الإخواني.