بوابة الحركات الاسلامية : الغماري والمدني والشاعر.. 3 قيادات حوثية تحت مقصلة العقوبات الأممية (طباعة)
الغماري والمدني والشاعر.. 3 قيادات حوثية تحت مقصلة العقوبات الأممية
آخر تحديث: الخميس 11/11/2021 05:06 م أميرة الشريف
الغماري والمدني والشاعر..
فرضت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن عقوبات جديدة على 3 من القادة العسكريين البارزين التابعين لجماعة الحوثي المدعومة من إيران، بسبب ضلوعهم في الاعتداءات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وغيرها ضد الأهداف المدنية في المملكة العربية السعودية، ودورهم في الحملة الحوثية ضد مدينة مأرب اليمنية.
والقياديون الثلاثة الذين ضمتهم لجنة العقوبات بموجب القرار 2140 اعتباراً من الثلاثاء، هم رئيس الأركان العامة للحوثيين محمد عبد الكريم الغماري، الذي ساعد في تنظيم الهجمات عبر الحدود ضد السعودية وقاد الهجوم على مأرب، وكذلك جرى تصنيف القيادي الحوثي البارز يوسف المداني، الذي يتولى منذ بداية عام 2021 الهجوم على مأرب، ومساعد وزير الدفاع الحوثي صالح مسفر صالح الشاعر الذي يساعد التنظيم في حيازة الأسلحة المهربة خلافاً للقانون الدولي الإنساني.
يشار إلى أن القيادات الثلاث الحوثية مدرجة في قائمة نشرها التحالف في العام 2017 وضمت 40 مطلوباً.
 وكانت الولايات المتحدة عاقبت اثنين من هؤلاء في مايو الماضي، وهما المدني والغماري.

من هو محمد الغماري ؟

يشغل محمد عبدالكريم الغماري رئيس أركان الميليشيات الحوثية، وهو المطلوب رقم 16 على لائحة تحالف دعم الشرعية في قائمة الإرهابيين الحوثيين.
ونشأ الغماري، وفق مصادر إعلامية، في عزلة ضاعن بمديرية وشحة في محافظة حجة، وتدرج في سلم القيادات الميدانية العسكرية للحوثيين الذين وقفوا إلى جانب عبدالملك الحوثي في الحرب الثانية والثالثة، عندما كان هارباً ومتخفياً في منطقة نقعه بصعدة مع بداية توليه زعامة وقيادة الميليشيا المتمردة.
وعمل الغماري سابقاً مشرفا حوثيا في حجة، وقياديا ميدانيا في الحديدة، وتولى أيضا منصب المسؤول الأمني في صنعاء. قيادة عقائدية ويعتبر الإرهابي من القيادات العقائدية في حركة الحوثيين الانقلابية، حيث درس في معهد حسين بدر الدين الحوثي عام 2003.
وأفادت معلومات أن الغماري سافر عام 2012 إلى لبنان، وخاصة الضاحية الجنوبية في بيروت وتلقى عدة دورات عقائدية وعسكرية على أيدي ميليشيا حزب الله.
ووفقا لمديرة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأميركية، آندريا غاكي، إنه "بصفته المسؤول العسكري الحوثي الكبير، محمد عبد الكريم الغماري مسؤول بشكل مباشر عن الهجمات على البنية التحتية التي ألحقت الضرر بالمدنيين والآن يشرف على هجوم في مأرب يضاعف المعاناة الإنسانية".
وبحسب الوزارة، فإن الغماري أعلى قائد في هيكلية القيادات العسكرية للحوثيين، وهو مسؤول بشكل مباشر عن استهداف مواقع سعودية.
وحل الغماري مؤخرا مكان عبد الخالق الحوثي، شقيق زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي.
ووفقا للوزارة، فقد شارك الغماري بالهجوم على مأرب وصعدة، وفي الاستيلاء على العاصمة اليمنية، صنعاء، في 2014، قبل أن يتم تعيينه رئيسا للجنة الثورية العليا مشرفا للجماعة في محافظة حجة.
وبينما تتهم الخزانة الغماري بالتورط في أعمال تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في اليمن.
ويواصل الحوثيون الذين تدعمهم إيران شن حرب دموية ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وتستخدم الصواريخ البالستية والمتفجرات والألغام البحرية والطائرات المسيرة لاستهداف القواعد والتكتلات السكانية والبنية التحتية والشحن التجاري.

من هو يوسف المداني ؟

 وفق تقارير صحفية فإن يوسف المداني يرتبط بعلاقة مصاهرة مع زعيم الحوثيين، ويعتبر "عمه" نظرا لزواجه من ابنة شقيقه، ويعد المداني القائد الميداني الاول داخل الجماعة.
ولد يوسف المداني عام 1977م، في مديرية مستبأ بمحافظة حجة، وهو الاوسط من بين اخوانه العشرة وأكثرهم تطلعا للسلطة والقيادة، والتحق بالمدارس العامة، منتصف الثمانينات لكنه فشل في الدراسة ما دفع والده إلى إرساله مع شقيقه طه، الى صعدة للدراسة الدينية عند المرجعية الحوثية مجد الدين المؤيدي.
بعد بضعة اشهر ترك مدرسة المؤيدي، ليلتحق بكتائب الشباب المؤمن التي شرع في تأسيسها آنذاك، حسين الحوثي في جبال مران، وسرعان ما أصبح يوسف الفتى المدلل لمؤسس جماعة الحوثيين فأرسله عام 2002م إلى إيران عبر سوريا حيث تلقى تدريباً مكثفاً في معسكرات الحرس الثوري وقد مكث هناك مايقارب العام ، وبعد عودته زوجه مؤسس الحوثية بابنته، قبل اندلاع الحرب الأولى بأشهر قليلة، وفق معلومات نشرها الباحث اليمني الدكتور رياض الغيلي.
ويأتي يوسف حسن اسماعيل المداني، المكنى ابو جبريل، في المرتبة الثانية على رأس قيادة ميليشيات الحوثي بعد زعيم المتمردين، عبدالملك الحوثي، رغم ان الاخير كان احد جنوده في حروب صعدة الست للحوثيين ضد الحكومة (2004-2009م)، وطمح الى تولي قيادة الحركة بدلا منه باعتباره الاحق عقب مقتل عمه مؤسس الجماعة.
ووضع تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، يوسف المداني، في المرتبة الثامنة ضمن قائمة الـ 40 إرهابيًا حوثيًا، ورصد 20 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات تُفضي إلى القبض عليه أو تحديد مكان تواجده.
ولعب المداني، دورا بارزا في اجتياح العاصمة صنعاء اواخر 2014م، حيث كان قائدا المجاميع الحوثية التي اقتحمت دار الرئاسة وحاصرت منزل الرئيس عبدربه منصور هادي، وفرضت الجماعة– قبل استكمالها الانقلاب على السلطة الشرعية-، تعيينه ممثلا لها في اللجنة الامنية العليا، الى جانب اخيه طه المداني الذي لقي مصرعه في غارة للتحالف العربي وتحفظت الميليشيات على خبر مقتله لاكثر من عام حفاظا على معنويات مقاتليها.
كما تولى عقب اجتياحهم صنعاء، عملية الإفراج عن الايرانيين المقبوض عليهم لدى السلطات اليمنية في عمليات موثقة لتهريب الاسلحة واخرها سفينة جيهان 1 و2.
وتشير معلومات، الى ان يوسف المداني، هو همزة الوصل الرئيسة بين ميليشيات الحوثي، والحرس الثوري الإيراني وحزب الله، حيث تولى عملية التواصل والإشراف على تدريب عناصرهم هناك واستقدام خبراء و مدربين إيرانيين ومن حزب الله الى اليمن، بجانب إشرافه الكامل على العمليات اللوجستية للدعم المقدم للحوثيين.
وشارك  المداني عمه حسين الحوثي في الحرب الأولى عام 2004م وكان على رأس قائمة المطلوبين للدولة حينها، وعندما حوصر قائد المتمردين تمكن يوسف المداني من الفرار والنجاة بنفسه، ليقتل في ذلك الوقت مؤسس الحوثية.
وفق المعلومات فان يوسف المداني كان يعتقد أنه الأولى والأجدر بقيادة الحركة الحوثية وخلافة عمه، لانه عمل على جمع شتاتها وإعادة تنظيم صفوفها، لكن والد مؤسس الحوثية بدر الدين الحوثي، عهد بالقيادة الى ابنه عبدالملك، وقبل المداني ذلك على مضض، رغم أن الأول كان أحد جنوده، في حروب صعدة وأصغر منه سنا وأقل خبرة وتأهيل.
وبحسب بعض المصادر، فان المداني عمل بشكل واضح مؤخرا على إعداد النجل الأكبر لحسين الحوثي (شقيق زوجته)، ليكون بديلا لعمه عبدالملك في قيادة جماعة الحوثي.


من هو صالح مسفر الشاعر؟

يعتبر صالح مسفر الشاعر، أحد أبرز القيادات المالية والاقتصادية في مليشيات الحوثي الإرهابية، ويرتبط بعلاقات قوية مع عبدالملك الحوثي.
وتعود علاقة الشاعر الذي تمنحه مليشيات الحوثي المدعومة من إيران رتبة "لواء" بالجماعة، إلى زمن حروب الدولة اليمنية ضد تمرد المليشيات الحوثية في صعدة، شمالي البلاد (2004- 2009).
ووفق تقارير فإن الشاعر ولد في مديرية رازح التابعة لمحافظة صعدة، يعد من أوائل المناصرين لمليشيات الحوثي، وعند تولي "عبدالملك الحوثي" قيادة الجماعة كان من أقرب المقربين له.
وعمل الشاعر البالغ من العمر حاليا 55 عاما، ضمن قائمة تجار الأسلحة الذين يتولون تزويد المليشيات بها خاصة الأسلحة المضادة للدروع، وفقا للمصادر.
وأوكل له دور "الحارس القضائي"، وهو نظام اقتصادي يقوم بسرقة أموال اليمنيين ويعزز اقتصاد مليشيات الحوثي الموازي والخفي، لضمان الحصول على المال من أجل إطالة أمد الحرب.
وفرض مجلس الأمن عقوبات ضد صالح الشاعر باعتباره المسؤول المالي واللوجستي لمليشيات الحوثي، في واحدة من الضربات ضد الجهاز الاقتصادي للانقلاب.
ويعتبر الشاعر من أصدقاء زعيم المليشيات المقربين، والذي منحه رتبة "لواء" وعينه في منصب مساعد وزير الدفاع للموارد البشرية ورئيس هيئة الإسناد اللوجستي، وهو المنصب الفعلي الذي يشغله لدى المليشيات منذ أن تأسست الجماعة في صعدة.
وأوكلت مليشيات الحوثي للشاعر مهمة الاستيلاء ونهب أموال ومنازل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ونائبه علي محسن الأحمر وقيادات الدولة المختلفة، وكذلك قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح ومنازل وممتلكات الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، بعد قيام المليشيات باغتياله.
كما منحت مليشيات الحوثي الشاعر مهمة الإشراف على شركة اتصالات سبأ فون، ومؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية بكل أصولها وممتلكاتها ومقراتها وأموالها المودعة في البنوك، بالإضافة إلى جمعية الإصلاح الخيرية ومستشفى وجامعة العلوم والتكنولوجيا، ومستشفى سيبلاس وشركة يمن أرمرد، وغيرها من الشركات والمنازل التي صادرها الحوثيون بحق من يختلف معهم حتى بالكلمة.
ويملك الشاعر الذي رصد التحالف العربي مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، والمدرج رقم 35 في قائمة التحالف العربي للإرهاب، سجون سرية خاصة به لإخفاء المعارضين له، ولقمع المواطنين ومن يطالب بأمواله وكذا قمع موظفي الشركات المنهوبة الذين لا يتعاونون معه.
ويستخدم صالح الشاعر نفوذه للقيام بعملية ابتزاز للقيادات السياسية أو التجار الذين يتم الاستيلاء على أراضيهم ومنازلهم، مقابل الحصول على أموال أو إجبارهم على بيعها على قيادات تابعة لمليشيات الحوثي بأثمان بخسة.
ويعتبر أيضاً المسؤول عن تشغيل العقارات والأراضي والأموال المنهوبة، واستثمارها لصالح مليشيات الحوثي ويستخدم عائداتها المالية في إثراء الحركة الإرهابية لتمويل حروبها العبثية.
ويستخدم القيادي الحوثي الشاعر بعض الشركات المستولى عليها غطاء لشراء معدات عسكرية وأمنية من الخارج لتمويل محارق الموت.
وكشفت مبادرة regain yemen علاقة الشاعر بصفقات السلاح الحوثية والتواصل مع شركة درون شيلد، حسب مراسلات حصلت عليها المبادرة التي تتقصى حركة الأموال المنهوبة من قبل الحوثيين.
وخلصت المبادرة في تقريرها إلى أن الشاعر يتحكم بما يزيد عن 60 مليار ريال يمني (قرابة 100 مليون دولار)، إضافة إلى رأس مال آخر للشركات الخاصة وأموال منهوبة.
ويعد القيادي الحوثي الشاعر المسؤول المالي واللوجستي لحركة الحوثيين الإرهابية، ويشرف على استثمارات قيادات الصف الأول للمليشيات الحوثي من إنشاء شركات تجارية إما موالية لهم وإما تم السيطرة عليها بالقوة أو إخضاع أصحابها للشراكة التجارية معهم.
ويتولى صالح مسفر الشاعر، قيادة كتائب الحماية اللوجستية وهي كتائب مهامها استلام وتجميع المنهوبات وما يسمى غنائم الحرب التي تم مصادرتها، إما من مسؤولين سابقين وإما مواطنين غير مواليين لهم.
كما يشرف على ما يسمى وحدة التصنيع الحربي للحوثيين وتمويلها (وحدة تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة) (يتم تجميع قطع وصواريخ باليستية إيرانية على أنها تصنع داخل اليمن.
وتبنت اللجنة الأممية هذه العقوبات بناء على اقتراح، قدّمته بريطانيا في أعقاب هجمات الحوثيين المتواصلة عبر الحدود على المملكة العربية السعودية، أدت إلى مقتل وجرح مدنيين، بالإضافة إلى الهجوم المستمر للحوثيين على مأرب، لقطع وصول المساعدات، والاستخدام الواسع للجنود الأطفال. وبناء عليه، ستجمد العقوبات الأصول المالية العائدة لهؤلاء الثلاثة، فضلاً عن فرض حظر سفر عليهم.
وطبقاً لما قدمته بريطانيا، جرى توثيق كثير من انتهاكات حقوق الإنسان وضد الأطفال التي ارتكبها الحوثيون، بما في ذلك حالات الاختطاف والتجنيد وأعمال العنف الجنسي، فضلاً عن استمرار انتهاك اتفاق الحديدة، ومهاجمة المدنيين والبنية التحتية المدنية في مأرب، وعرقلة وصول الإمدادات الإنسانية وغيرها من الإمدادات الأساسية.
وهذه القوائم الجديدة هي الأحدث التي يجري الاتفاق عليها بشأن اليمن منذ تلك التي فُرضت في فبراير الماضي، والتي كانت بريطانيا اقترحتها أيضاً، بسبب انتهاكات القانون الإنساني الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك استخدام العنف الجنسي في النزاع.
ويتوقع أن يعقد مجلس الأمن، اليوم جلسة مغلقة بشأن التطورات والمستجدات على الساحة اليمنية.