بوابة الحركات الاسلامية : باشاغا يجدد التزامه بتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات الليبية/تونس تشهر سيف الحزم في وجه المتآمرين على أمن الدولة/«المرتزقة» في ليبيا... مصير مرهون بالاستقرار والانتخابات (طباعة)
باشاغا يجدد التزامه بتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات الليبية/تونس تشهر سيف الحزم في وجه المتآمرين على أمن الدولة/«المرتزقة» في ليبيا... مصير مرهون بالاستقرار والانتخابات
آخر تحديث: الإثنين 07/03/2022 11:51 ص إعداد: فاطمة عبدالغني
باشاغا يجدد التزامه
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 7 مارس 2022.

الخليج: باشاغا يجدد التزامه بتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات الليبية

جدد رئيس الحكومة الليبية المكلف فتحي باشاغا، التزامه بتهيئة كافة الظروف الملائمة، لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حسب خريطة الطريق المتفق عليها، فيما حثت المستشارة الأممية لشؤون ليبيا، ستيفاني وليامز، المترشحات للانتخابات البرلمانية على «الدفع باتجاه إجراء الانتخابات»، كما أطلعتهن على مبادرتها لدفع العملية السياسية، في حين اتفقت القائمة بأعمال السفارة البريطانية كيت إنغليش، مع رئيس البرلمان عقيلة صالح على أهمية الاستقرار، وضرورة التسوية والحوار «في هذا الوقت المهم من المرحلة الانتقالية» بالبلاد.

وأكد باشاغا في مكالمة هاتفية مع السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، أمس الأول السبت، حرصه على تسلّم مهامه بشكل سلس وفقاً للقانون، ومباشرة مهام عمله من طرابلس.

من جانبه، دعا نورلاند كلاً من الدبيبة وباشاغا إلى تجنب العنف، مشيراً إلى دعم بلاده للحلول السلمية، واستعادة الزخم نحو الانتخابات، ومشجعاً الطرفين على النظر في السبل التي يمكن من خلالها إدارة شؤون البلاد. وفي اتصال مماثل بحث نورلاند، مع رئيس البرلمان، عقيلة صالح، سبل «تهدئة التوترات وتجنب العنف»، في ليبيا، واستعادة الزخم للانتخابات في أقرب وقت. وقالت السفارة الأمريكية: إن السفير رحب «بالتزام رئيس مجلس النواب للانخراط مع جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سريع على أساس دستوري، وتأكيده الدور الحاسم للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات».

حوار ملهم

من جانبها، قالت المستشارة الأممية ستيفاني وليامز في تغريدة عبر «تويتر»، أمس، إنها أجرت حواراً ملهماً مع مجموعة من السيدات الليبيات اللائي تقدمن بالترشح للانتخابات البرلمانية؛ وذلك بحضور القائم بأعمال رئيس البعثة الأممية في ليبيا، ريزدون زينينغا.

وأضافت أنها حثت المترشحات، عن مختلف الدوائر الانتخابية، على الدفع باتجاه إجراء الانتخابات، مشيرة إلى أن المشاركات في الحوار أعربن عن قلقهن بشأن تدني نسبة تمثيل المرأة في الحياة السياسية، وطالبن بزيادة حصة النساء في الانتخابات.

وأكدت وليامز أنها أطلعتهن على مبادرتها التي أعلنت عنها أخيراً، والتي تهدف إلى جمع الليبيين إلى كلمة سواء؛ للاتفاق على قاعدة دستورية توافقية، كي يتسنى إجراء هذه الانتخابات في أسرع وقت ممكن.

أهمية الاستقرار والحوار

بدورها، أفادت سفارة المملكة المتحدة في ليبيا، أمس، بأن القائمة بالأعمال في السفارة كيت إنغليش، اتفقت مع رئيس البرلمان عقيلة صالح على أهمية الاستقرار، وضرورة التسوية والحوار في هذا الوقت المهم من المرحلة الانتقالية بالبلاد.

وأضافت السفارة عبر «تويتر» أن إنغليش وصالح اتفقا، خلال مناقشات السبت، على أهمية التعامل مع مبادرة المستشارة الأممية ستيفاني وليامز، لتحديد الأساس الدستوري للانتخابات.

وكان السفير الإسباني لدى ليبيا خافيير لاراشي أكد أهمية عدم تصعيد التوترات خلال لقاء مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» عن المنطقة الغربية، أمس.

النفط تعلن «القوة القاهرة»

إلى ذلك، كشفت المؤسسة الوطنية للنفط «القوة القاهرة»، وأعلنت أن إغلاق صمامات ضخ الخام من حقول الشرارة، والفيل، يتسبب في فقدان 330 ألف برميل في اليوم، وخسارة يومية تتجاوز 160 مليون دينار ليبي.

وقال رئيس مجلس الإدارة، مصطفى صنع الله: تأكد لنا أن مجموعة من العصابات المشبوهة بزعامة المدعو محمد البشير القرج أقدمت على إغلاق صمامات ضخ الخام، معلناً «حالة القوة القاهرة».

ولفت إلى أنه تم تقديم بلاغ للنيابة العامة، لاتخاذ إجراءات رادعة ضد المخططين والمنفذين والمستفيدين من هذا العمل المعيب.

ونظم عدد من أعضاء منظمات المجتمع إلى جانب المنتسبين للنقابات، أمس، وقفة احتجاجية على استمرار قفل الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا، مطالبين في بيان تمت تلاوته أمام مبنى المحكمة العليا بطرابلس ب«تفعيل الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا، وإلغاء قرار التمديد، وعدم تعطيل السلطة القضائية والنأي بها عن الصراعات»

البرلمان الأردني يرفض تأسيس الأحزاب الدينية والطائفية

أقر البرلمان الأردني، أمس الأحد، 7 مواد في قانون الأحزاب الجديد في مستهل جلسات مناقشته، في وقت شدد مدير الأمن العام اللواء الركن حسين الحواتمة على منع خروق انتخابات مجالس المحافظات والبلديات وأمانة عمّان الكبرى المقررة 22 مارس الجاري.

ووافق البرلمان بأغلبية التصويت على مادة رئيسية، تحدد تأسيس الحزب على أساس المواطنة والمساواة والالتزام بالديمقراطية واحترام التعددية السياسية وعدم جواز ذلك على أسس دينية أو طائفية أو عرقية أو فئوية أو التفرقة، بسبب الجنس أو الأصل.

وأيد النواب اشتراط عضوية 300 منتسب على الأقل لطلب تأسيس الحزب مع تحديد نسبة للشباب والمرأة، ووجود فئة لذوي الإعاقة.

واعتمد النواب منع انخراط بعض الفئات الوظيفية في الأحزاب بمن فيها رئيس وموظفو الديوان الملكي والقضاة والمفتي ورئيس وأعضاء المحكمة الدستورية ورئيس وأعضاء مجلس مفوّضي الهيئة المستقلّة للانتخاب ومحافظ البنك المركزي إلى جانب الحكام الإداريين وأعضاء السلك الدبلوماسي ومنتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.

وأقر شروط العضو المؤسس بما في ذلك أن يكون أردنياً،وأتم 18 عاماً من عمره.

وقال رئيس اللجنة القانونية، عبد المنعم العودات: إن اللجنة التقت بالأحزاب المرخصة كافة وبممثلين عن النقابات المهنية والقطاعات المعنية قبل تقديم القانون الجديد.

وعدّ العودات إقرار القانون بحاجة إلى الاستعجال في ظل نفاذ التعديلات الدستورية الجديدة، وتفادياً لفراغ تشريعي.

وأضاف: «نحن أمام لحظة تاريخية في رسم خريطة طريق نحو إصلاح سياسي، وهذه التعديلات الجديدة على قانون الأحزاب توفر ضمانات دون تضييق ضمن مشروع وطني كبير يمتد لأكثر من 10 سنوات حتى نستطيع الوصول إلى برلمان قائم على كتل حزبية وبرامجية».

من جهة أخرى، أكد مدير الأمن العام اللواء الركن حسين الحواتمة جاهزية التعامل مع انتخابات مجالس المحافظات والبلديات وأمانة عمّان الكبرى المقبلة، وإنهاء الاستعدادات العملياتية واللوجستية كافة، لضمان سيرها وفقاً لسيادة القانون.

وشدد الحواتمة على حماية الأرواح والممتلكات، ومنع إطلاق الأعيرة النارية.

البيان: تونس تشهر سيف الحزم في وجه المتآمرين على أمن الدولة

تمضي تونس قُدماً في استهداف المتورطين في شبهات التآمر ضد الدولة، ومحاولة إرباك مؤسساتها أو الإضرار بمصالحها، فيما أكد الرئيس قيس سعيّد أنه لم يتدخّل في عمل القضاء العسكري ولا في الأحكام الصادرة عنه، مشيراً إلى أنه لم يرفع إطلاقاً أية دعوى قضائية ضد أي كان، من أجل رأيه أو مواقفه.

وفي رده على الحملات الدعائية التي تقودها بعض الأطراف الخارجية، قال سعيّد: «فليستمع الغرب إلى وسائل الإعلام التونسي وليقرأ الصحف التونسية، ليقف على مدى الحرية التي يتمتّع بها الصحافيون، البعض يشترون الذمم في العالم، لتشويه وطنهم للأسف».

تصدي

ويرى مراقبون، أن القضاء التونسي بدأ يضرب بقوة، بهدف التصدي للقوى المرتبطة بتيار الإخوان والمتحالفة معه والمتورطة في قضايا تتعلق بالتآمر على الدولة أو على الأجهزة السيادية، ضمن حملة التشويه المتعمد للحركة التصحيحية التي يقودها الرئيس سعيد.

في السياق، أصدرت الدائرة الجناحية بالمحكمة العسكرية الدائمة، حكماً غيابياً بسجن رئيس كتلة المستقبل في البرلمان المعلقة أعماله، عصام البرقوقي، مدة 10 أشهر مع النفاذ، بعد ثبوت تورطه في المس بكرامة الجيش الوطني وسمعته، ونسبة أمور غير حقيقة لموظف عمومي دون الإدلاء بما يفيد صحة ذلك، والإساءة للغير عبر الشبكة العمومية للاتصالات.

محاكمات

والخميس الماضي، أصدر قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية، بطاقة إيداع بالسجن في حق عبدالرزاق الكيلاني النقيب السابق للمحامين والوزير السابق.

وتوجه القضاء للكيلاني المعروف بعلاقته بحركة النهضة الإخوانية بتهمة الانضمام إلى جمع من شأنه الإخلال بالأمن العام قصد التّعرّض لتنفيذ قانون أو التعدي على جانب موظّف حكومي بالقول والتّهديد حال مباشرته لوظيفته ومحاولة التّسبّب بالتّهديد في توقّف فردي أو جماعي عن العمل، وذلك إثر دعوته للقوات العسكرية والأمنية بالتمرد على أوامر الرئيس.

كما صدر حكم ابتدائي غيابي في ديسمبر الماضي، على الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، بالسجن 4 سنوات مع النفاذ، بتهم التآمر ضد أمن البلاد الداخلي والخارجي.

وقضت محكمة عسكرية تونسية، في فبراير الماضي، على النائب في البرلمان المعلق، ياسين العياري، بالسجن 10 أشهر غيابياً، بتهمة إهانة الرئيس والمس بكرامة الجيش، وعلى رئيس ائتلاف الكرامة، سيف الدين مخلوف، بالسجن عاماً بتهمة التطاول على القضاء العسكري.

ويرى محللون، أن السلطات التونسية مصرة على حماية المناخ الديمقراطي وحرية التعبير، إلا أن محاولات التحريض على الدولة ومؤسساتها السيادية والتي وصلت حد الدعوة للتمرد، فرضت العمل على مواجهة مخاطر الانفلات بالضرب على أيدي المتآمرين على أمن البلاد.

تباين آراء بشأن مآلات الأوضاع في ليبيا

أظهر استطلاع للرأي أجرته «البيان» عبر موقعها الإلكتروني وحسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تبايناً في وجهات النظر، بشأن الأوضاع في ليبيا ومآلاتها، ففيما ذهب 64 في المئة من المستطلعين عبر «البيان الإلكتروني» إلى أن المشهد الليبي في طريقه للعودة لمربع الانقسام، أشار 36 في المئة من المستطلعين إلى أن حصول حكومة فتحي باشاغا على ثقة البرلمان الليبي سيؤدي لتوحيد القوى السياسية الليبية. في المقابل، توقع 51.2 في المئة أن تتمخض التطورات على سطح المشهد عن لم شمل الفرقاء السياسيين، بينما قال 48.8 في المئة من المستطلعين، إن المشهد في طريقه نحو العودة لمربع الانقسام.

تعقيدات

وأكد أستاذ العلوم السياسية د. عصام ملكاوي أن التجاذبات السياسية وعدم توافق الفرقاء يزيد من تعقيدات المشهد في ليبيا، مشيراً إلى أن وجود حكومتين، من شأنه أن يطيل من أمد الأزمة. وأضاف ملكاوي: «لا يمكن إنكار أن الانقسامات داخلية، لكن هناك قوة دفع دولية لاستمرار الخلافات، ليبيا تمتلك الثروات وتمتاز بالموقع الاستراتيجي، الأمر الذي يجعل الدول الغربية تبحث عن موطئ قدم لها، حتى تتمكن من التحكم في بوصلة الوضع الداخلي».

وأوضح ملكاوي أن احتجاز عدد من الوزراء وإغلاق المجال الجوي يمثل رسالة بأن الصراع والانقسام لا يزال قائماً، مشدداً على ضرورة البحث عن وساطات «ليبية - ليبية» تغلب مصلحة البلاد على المصالح الضيقة، أو البحث عن وساطة عربية تستطيع جمع الفرقاء لإيجاد مخرج آمن، مؤكداً أن الوساطة الغربية لم تجدِ نفعاً.

خيار تصعيد

بدوره، توقع الخبير الاستراتيجي، د. منذر حوارات، أن يذهب المشهد الليبي نحو مزيد من الانقسام، لا سيما في التطورات في الوضع الدولي. وأشار حوارات، إلى أن المشهد الليبي مرشح للمضي نحو مزيد من التصعيد في ظل الانقسام القائم بعد تصويت مجلس النواب على منح حكومة فتحي باشاغا الثقة، مردفاً: «وبالتالي عدنا إلى مربع وجود حكومتين، والثنائية، التي ستعرقل المضي إلى الأمام، مما سيتيح الفرصة لخيار التصعيد واستمرار حالة الفوضى والاحتكام إلى الميليشيات وليس القانون والحل السياسي، الأمر الذي سيعزز عدم الاستقرار وغياب الأمن»، ولفت حوارات إلى أن ليبيا تعيش أزمة عميقة ناتجة عن انقسام في المجتمع ذاته، فضلاً عن أن الأطراف الفاعلة الدولية لا تزال تدفع بالاتجاه الذي تريده.

الشرق الأوسط: صمت أممي وتشكيك يمني إزاء مزاعم حوثية باتفاق حول «صافر»

وسط تشكيك حكومي يمني، وصمت أممي، أعلنت جماعة الحوثي الإرهابية أنها وقَّعت اتفاقاً مع الأمم المتحدة بشأن الناقلة «صافر» قبالة سواحل الحديدة، وذلك بناء على مقترح يقضي بنقل النفط إلى سفينة أخرى.
وبينما لم تعلن الأمم المتحدة رسمياً عن الاتفاقية حتى الآن، كتب محمد علي الحوثي، أحد قيادات جماعة الحوثي الإرهابية، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قائلًا: «تم توقيع مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة بشأن سفينة (صافر)».
وترسو الناقلة «صافر» قبالة سواحل رأس عيسى بالحديدة، وعلى متنها نحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام، منذ نحو 7 سنوات، دون صيانة، مهددة بكارثة بيئية كبرى في حال حدوث تسرب مفاجئ.
من جانبه، شكك مسؤول في الحكومة الشرعية في نيات الحوثيين ومصداقيتهم بشأن تنفيذ أي تفاهم يتوصلون إليه مع الأمم المتحدة. ولفت المسؤول الذي رفض الإفصاح عن هويته في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الحوثيين يمتهنون المراوغة وشراء الوقت على الدوام»، متابعاً: «تعتقد جماعة الحوثي أن الناقلة (صافر) ورقة ضغط وابتزاز للمجتمع الدولي والتحالف، وبالتالي لا يمكن تصديقهم في ادعاءاتهم بالموافقة على نقل النفط الخام، يحاولون كسب مزيد من الوقت بسبب الضغوط العسكرية التي يتعرضون لها في جبهات متعددة».
وكان مارتن غريفيث، منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، قد تحدث الشهر الماضي عن اتفاق من حيث المبدأ، لنقل النفط من الناقلة «صافر» إلى ناقلة أخرى.
وتم في السابق التوصل إلى اتفاق يقضي بأن يفحص فريق خبراء من الأمم المتحدة الناقلة «صافر»، وإجراء الإصلاحات العاجلة؛ لكن الحوثيين تراجعوا في اللحظات الأخيرة عن تعهداتهم للأمم المتحدة، ولم ينفذوا الاتفاق.
وأبدى الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، الشهر الماضي، عدم تفاؤله بوعود الحوثيين، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن مقترح الأمم المتحدة، وإن لم يقدم حلاً نهائياً، فإنه يخفف التهديد القائم، ويضع الحوثيين في مواجهة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وأضاف: «من واقع تجاربنا مع الميليشيات الحوثية، فلا مجال للتفاؤل لوفائها بأي تعهدات أو وعود أو اتفاقيات. فعلى سبيل المثال، ونحن نتحدث مع الأمم المتحدة عن المقترح الجديد، أصدرت الميليشيات بياناً تُحمِّل فيه الأمم المتحدة ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشروعات، المسؤولية الكاملة عن أي تسرب أو انفجار لخزان (صافر)، والمسؤولية عما سمَّته تبديد الأموال المخصصة لتنفيذ اتفاق سابق، كان قد تم التفاهم حوله في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 ورفضته الميليشيات».
كما شكك مصدر مسؤول في شركة «صافر للإنتاج والاستكشاف» مالكة الناقلة «صافر»، في جدية الحوثيين في الالتزام بأي تعهدات، وأن الأمر لا يعدو كونه مراوغة أخرى.
واستبعد المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته في حديث أخير، أن تتكلل الجهود الأممية بالنجاح، قائلاً: «هذه الجهود سوف تصطدم بشروط الحوثيين؛ لأنهم مراوغون ولا يهمهم شيء، موضوع تفريغ الخزان العائم ليس بالأمر الصعب، الحلول ممكنة؛ لكن إن صدقت النيات للتفريغ».
وبحسب مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط»، فإن جهوداً يقودها السفير الهولندي لدى اليمن، ربما هي خلف الاتفاق الأخير بين الأمم المتحدة والحوثيين، مبينة أن السفير زار اليمن عدة مرات لإنجاز هذا الاتفاق.
ودعت منظمة دولية معنية بقضايا البيئة، مؤخراً، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، إلى اتخاذ إجراءات لتفادي وقوع كارثة بيئية نتيجة الانفجار المحتمل لخزان النفط العائم «صافر» قبالة السواحل اليمنية، وإعطاء الأولوية لإيجاد حل سريع لهذه القنبلة. وقالت إن انفجار الخزان نتيجة تآكل جداره سيتسبب في إغلاق مواني الحديدة، وسيمتد أثره إلى الدول المطلة على البحر الأحمر، كما سيخلف آثاراً بيئية مدمرة؛ كما سيتضرر قرابة 670 ألفاً يعملون في الصيد.
وقالت منظمة «غرينبيس» في دراسة جديدة، إنه مع انعدام وجود حل سريع، فقد يُسفر انفجار الخزان عن آثار مدمرة، وينبغي على البلدان أن تكون مستعدة، ومن الضروري نشر حاجز عائم لاحتواء النفط حول سفينة «صافر»، كخطوة أولى لمنع اتساع البقعة النفطية في حال حدوث تسرب، مع أن الحاجز العائم لا يقدم حلاً لمنع الآثار الإنسانية والبيئية المحتملة في المديين القريب والبعيد في المنطقة، وهي آثار لا يمكن تخفيفها إلا بإزالة النفط من على متن السفينة.

ليبيا: وساطة أميركية بين الدبيبة وباشاغا

سعى ريتشارد نورلاند، سفير أميركا ومبعوثها الخاص إلى ليبيا، لإطلاق جهود وساطة معلنة ورسمية بين رئيسي الحكومتين المتنازعتين على السلطة في البلاد، لكن من دون إعلان موقف واضح بشأن هوية الحكومة التي تعترف بها الإدارة الأميركية.
وأدرج نورلاند حديثه الهاتفي مساء أول من أمس مع رئيس حكومة الوحدة الحالية عبد الحميد الدبيبة وغريمه رئيس حكومة الاستقرار الجديدة في سياق ما وصفه بالتوترات السياسية المستمرة في ليبيا، مشيراً إلى أنه شجعهما «على النظر في السبل التي يمكن من خلالها إدارة شؤون البلاد في وقت تُبذل فيه جهود، بتيسير من الأمم المتحدة، لاستعادة الزخم بسرعة نحو الانتخابات البرلمانية والرئاسية في ليبيا».
وأعرب نورلاند عن ثقته في «رغبة الدبيبة وباشاغا لتجنب تصعيد العنف»، وأضاف: «شجعني سماع التزامهما المتبادل بإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن»، مؤكداً أن «هذه قرارات لا يمكن أن يتخذها إلا الليبيون، لكنهم يحظون بدعمنا الكامل للتوصل إلى حلول سلمية».
كما أجرى نورلاند محادثات مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح حول كيفية تهدئة التوترات وتجنب العنف واستعادة الزخم للانتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب وقت ممكن.
ورحب نورلاند بالتزام صالح للانخراط مع جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سريع على أساس دستوري، وتأكيده على الدور الحاسم للمفوضية العليا للانتخابات، مشيراً إلى اتفاقهما على أن «ليبيا لا يمكن أن تعود إلى اضطرابات الماضي».
وكان صالح قد أوضح هاتفياً لسفيرة المملكة المتحدة، قانونية الإجراءات المتخذة بين مجلسي النواب والدولة، في التعديل الدستوري الثاني عشر، واختيار رئيس حكومة جديد.
ونقل عن المسؤولة البريطانية اعتزامها عقد اجتماع وشيك مع صالح والقيام بزيارة مدينة بنغازي والمنطقة الشرقية خلال اليومين القادمين.
بدورها، قالت السفارة البريطانية إن القائمة بأعمالها كيت إنقلش أجرت ما وصفته بمناقشات بناءة مع صالح، واتفقا على أهمية التعامل مع مبادرة المستشارة الأممية لتحديد الأساس الدستوري للانتخابات، بالإضافة إلى أهمية الاستقرار وضرورة التسوية والحوار في هذا الوقت المهم من المرحلة الانتقالية في ليبيا.
وأوضحت أن الاجتماع ناقش رغبة المملكة المتحدة في زيارة المنطقة الشرقية في وقت لاحق من هذا العام لتعزيز التعاون الثنائي.
بدورها، انتقدت المستشارة الأممية الخاصة ستيفاني ويليامز الحملات الإعلامية التي قالت إنها تستهدف الجهود الرامية لإنهاء حالة التشظي والانقسام في ليبيا.
ودافعت ويليامز عن المبادرة التي أطلقتها بهدف تفعيل وتثبيت التوافق الذي حدث بين مجلسي النواب والدولة من خلال لجنتي خريطة الطريق.
وأضافت المبادرة: «نابعة من حرصي الشديد على مساندة الليبيين في مسعاهم لإنهاء شبح الانقسام وبناء توافق حقيقي ومتين من أجل إعداد قاعدة دستورية تمكن من إجراء الانتخابات في أقرب وقت».
وأكدت أنها تقف في صف ملايين الليبيين الراغبين في تغيير هذا الواقع غير المقبول وتجديد شرعية المؤسسات عبر صناديق الاقتراع. وبدت تصريحات ويليامز بمثابة رد على انتقادات وجهت أخيراً إلى مبادرتها الرامية إلى تشكيل لجنة مشتركة تضم ممثلين لمجلسي النواب والدولة لقاعدة دستورية تقود البلاد إلى الانتخابات.
إلى ذلك، قال أعضاء في المجلس الأعلى للدولة إنهم صوتوا في اجتماعهم أمس بطرابلس لصالح تشكيل لجنة للمشاركة مع مجلس النواب في وضع قاعدة دستورية والقوانين الانتخابية، بينما أوضح الناطق باسم المجلس أنه سيُحدد عدد الأعضاء وأسماءهم في جلسته القادمة.
وتظاهر مؤيدون للدبيبة في طرابلس ومدينة مصراتة بغرب البلاد، للمطالبة بإعادة فتح المحكمة الدستورية، التي اعتبروا أن استمرار إغلاقها يعني إجراء انتخابات بدون قوانين.
وفى سابقة هي الأولى من نوعها، دعا الدبيبة والدة قتل أحد أبنائها وأصيب آخر أثناء تفكيك الألغام، التي زرعت في الحرب التي تعرضت لها طرابلس قبل نحو عامين، إلى ترؤس جانب من اجتماع كان قد ترأسه أمس لمجلس وزراء حكومة الوحدة أمس.
وأظهرت صور وزعتها حكومة الوحدة، السيدة التي اكتفت بتعريفها على أنها والدة أبناء الدليح وهي تجلس على مقعد الدبيبة في صدارة الاجتماع العادي الثالث للحكومة.
بدوره، قال السفير الإسباني إنه ناقش مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 عن المنطقة الغربية، أهمية عدم تصعيد التوترات ومواصلة الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للاستقرار والانتقال إلى الانتخابات، مشيراً إلى أن الاجتماع ناقش التعاون الثنائي في مجالات مثل نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج وآلية وقف إطلاق النار.
من جهة أخرى، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط أمس حالة القوة القاهرة في حقلي الشرارة والفيل بعد إغلاق صمامات ضخ الخام من قبل مجموعة خارجة عن القانون، وقالت في بيان لها إن هذا التطور تسبب في فقدان 330 ألف برميل يومياً وخسارة يومية تتجاوز 160 مليون دينار ليبي.
واتهم مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة مجموعة ممن وصفها بالعصابات المشبوهة بإغلاق صمامات ضخ الخام، لافتا إلى أن نفس العصابة أغلقت الصمامات بين 2014 - 2016 مع طفرة الأسعار ما يؤكد ارتباطاتها المشبوهة التي تحركها أيادٍ خفية، على حد قوله.
وبعدما اعتبر أن تنفيذ التزامات المؤسسة تجاه السوق أصبح مستحيلاً، تساءل صنع الله لمصلحة من هذه الإغلاقات بعد ارتفاع الأسعار لأكثر من 100 دولار للبرميل.

«المرتزقة» في ليبيا... مصير مرهون بالاستقرار والانتخابات

ألقى الصراع الدائر في ليبيا حالياً، على خلفية وجود حكومتين متنازعتين في البلاد، بظلاله على كافة مناحي الحياة هناك، وعادت تساؤلات السياسيين والمواطنين حول مستقبل البلاد في ظل وجود الآلاف من عناصر «المرتزقة» والقوات الأجنبية الموجودة على التراب الوطني، وهل ستؤدي التجاذبات حول السلطة بين عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، وغريمة فتحي باشاغا رئيس «الاستقرار» إلى تأجيل بحث هذا الملف، ومن ثم الاستبقاء على هذه العناصر؟

من جهته توقع اللواء الفيتوري غريبيل عضو وفد اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» عن قوات حكومة «الوحدة الوطنية»، أن يكون هناك قدر من التأجيل غير معلوم مداه الزمني لتنفيذ خطط اللجنة المتعلقة بإخراج «المرتزقة» والقوات الأجنبية، رغم ما شهده هذا الملف من تقدم في الأشهر الأخيرة، وأرجع ذلك إلى «الانقسام الراهن بين الأجسام السياسية».

وقال غريبيل، وهو رئيس أركان القوات البرية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كلجنة عسكرية فنية قد أنهينا كل العمل الفني بالتنسيق مع الأمم المتحدة والأطراف الإقليمية الفاعلة، وكذلك دول الجوار الليبي، والدول التي لديها قوات و(مرتزقة) في ليبيا».

كما «سبق وشكلنا لجان تواصل في كل من اجتماعي القاهرة وتونس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وكذلك قمنا بزيارات الدول المنخرطة في النزاع الليبي وفي مقدمتها روسيا وتركيا وأبلغناها بنتائج اجتماعاتنا، وكنا نعول على إجراء الانتخابات التي سينتج عنها جسم تشريعي سياسي موحد، ورئيس دولة، لكي تتم المباشرة في تنفيذ الخطط التي قمنا بوضعها».

وأكمل: «مع الأسف تم عرقلة الانتخابات من قبل الأجسام السياسية الحالية المنقسمة على نفسها، وبقاؤها على هذه الحال من الانقسام سيُبقي خطط اللجنة في ملفات تنتظر التنفيذ».

ورغم إقراره بأن العالم كله منشغل بالحرب الروسية على أوكرانيا، وأنه قد لا توجد فرصة لتواصل المحادثات بين اللجنة العسكرية المشتركة والجانب الروسي تحديدا، قال غريبيل: «إذا خف الصراع بالداخل الليبي وتم انتخاب برلمان ورئيس للبلاد وحكومة موحدة، فقد تكون هناك فرصة مواتية لإخراج عناصر (المرتزقة) ولو بالقوة، فضلا عن إمكانية الاستفادة من الانشغال الروسي بالصراع في أوكرانيا، خاصة إذا ما تم سحب قوات (فاغنر) لساحة المعركة هناك».

وكان أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» قاموا بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بزيارة إلى كل من أنقرة وموسكو على التوالي، لإجراء محادثات مع المسؤولين هناك حول الخطط التي وضعتها اللجنة بإخراج «المرتزقة» والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية على نحو متزامن.

بدوره رأى الباحث الليبي المختص في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، فرج زيدان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الاستقطاب الراهن سيؤثر بالسلب على إرادة الدولة الليبية بشأن المطالبة بإخراج «المرتزقة» والقوات الأجنبية من البلاد.

ورغم دعمه للبحث عن إمكانية الاستفادة من الوضع الدولي في إخراج القوات الأجنبية، ذهب زيدان إلى أن «العقبة الرئيسية تتمثل في الجانب التركي وليس الروسي»، وقال: «تركيا دأبت على ترديد أن وجودها العسكري بالبلاد تم بناء على طلب من الحكومة الشرعية، فيما يطالب الروس فقط بأن يتزامن خروجهم مع خروج الأتراك».

أما رئيس وحدة التسلح بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أحمد عليبة، فاعتبر الجهود والترتيبات الأمنية التي باشرتها اللجنة العسكرية المشتركة منذ توقيع وقف إطلاق النار في أكتوبر (تشرين الأول) 2020 ومنها خطط إخراج «المرتزقة» والقوات الأجنبية «باتت هشة ومهددة»، وقال إن ذلك بسبب الصراع الراهن حول الحكومة وما نتج عن ذلك من تباين في مواقف أعضاء اللجنة بين وفد المنطقة الغربية، والذي بدا مؤيدا للذهاب للانتخابات مباشرة، وبين وفد المنطقة الشرقية التابع للجيش الوطني المؤيد لوجود فترة انتقالية تديرها حكومة «الاستقرار» برئاسة فتحي باشاغا.

وتوقع عليبة لـ«الشرق الأوسط» أن يكون هناك انسحاب جزئي لـ«المرتزقة» الموجودين في الشرقية والغربية على خلفية الحرب الأوكرانية، متابعا: «لا أحد يعلم اتجاهات الحرب، وموقف تركيا بشأنها، وهل ستنخرط فيها بشكل مباشر أم لا؟».

وتستند تركيا في رفض المطالب بسحب من جلبتهم من «المرتزقة» أو قواتها العسكرية في ليبيا، لمذكرة تفاهم الأمنية التي وقعتها في نوفمبر 2019 مع حكومة (الوفاق الوطني) السابقة، برئاسة فائز السراج، فيما تتنصل روسيا من أي صلة لها بقوات (فاغنر) الموجودة بالأراضي الليبية.